مجلة العلماء الأفارقة

مجلة العلماء الأفارقة مجلة علمية نصف سنوية محكمة تعنى بالدراسات الإسلامية والثوابت المشتركة بين البلدان الإفريقية تصدرها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة. تنشر فيها مقالات علمية تخدم أهداف المؤسسة المنصوص عليها في الظهير الشريف الصادر بشأنها

جهود العلماء الأفارقة في خدمة الثوابت الدينية المشتركة

Slider

التصوف في إفريقيا

الأستاذ محمد عمران تشاند
عضو مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة - فرع جنوب إفريقيا

التصوف في إفريقيا

بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

إن من نعم الله عز وجل على العالم عامة وعلى القارة الإفريقية خاصة، أن أكرمها بالإسلام وأعزها بلُب وعماد أركان الدين، حيث إن التصوف الإسلامي السني قوم أخلاقيات أهلها.

ومما لا ينكره التاريخ أن إفريقيا عامة انتشر فيها الإسلام وفتحت بأهل التصوف والعرفان، واستمرت هذه الفتوحات وتزايد أهل الإسلام بسبب رجالات التصوف الذين شربوا من مشارب شتى، وأبرز المشارب المعين السلسبيل سيدنا أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه تلميذ مولانا القطب عبد السلام بن مشيش رضي الله عنه، مما جعل أتباعهما في غرب إفريقيا وجنوبها بلا عد ولا حصر، وقد شهدت إفريقيا تجديدا من قبل مشايخها المعاصرين، أتحدث على سبيل المثال لا الحصر، عن الشيخ عبد القادر الصوفي الإسكتلندي الأصل، الذي أسلم وشرب من المغرب أواخر القرن الماضي، وانتقل إلى جنوب إفريقيا بداية الألفين وأسس زوايا على الطريقة المغربية وعلى ثوابتها الأساسية، متشبثا بالعقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف السني الجنيدي، وألزم جماعته بالتعلق بإمارة المومنين كمنهجية شرعية في الوحدة والبيعة، وقد ألف كتبا في المجال تشهد له باعتزازه بالمغرب وثوابته..

مما جعل مزيدا من الناس في جنوب إفريقيا يدخلون إلى الإسلام متمسكين بالتصوف السني الخالي من الشوائب والمبني على الفقه المالكي والعقيدة الأشعرية أو الماتريدية، وقد أصل لهذا بتنظيم لقاءات وحلقات ذكر ومذاكرة بالزوايا، وفي سنة 2013م صرح الشيخ عبد القادر الصوفي بالإذن العام في تولية المشيخة للشيخ المغربي الشريف مولاي المرتضى البومسهولي، مما جعله يستمر على منوال المشايخ ورجالات التصوف في نشر الأخلاق والعلم النافع، والحفاظ على هذه الثوابت التي بسببها دام الاستقرار والأمن الحسي والروحي في إفريقيا كلها.

وبتنسيق مع الزوايا والسفارة والمؤسسات العلمية المغربية وعلى رأسها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة لازالت المحاضرات والندوات ومجالس الذكر والمذاكرة على استمرار، مع الإيمان أنها مثمرة وهادفة في سبيل إحياء القيم الأخلاقية الإسلامية المستمدة من التصوف المغربي ورجاله، وهذا مما يبشر بخير في استمرارية هذا الكنز والموروث النبوي العظيم.

 

تحميل المقال بصيغة PDF