مجلة العلماء الأفارقة

مجلة العلماء الأفارقة مجلة علمية نصف سنوية محكمة تعنى بالدراسات الإسلامية والثوابت المشتركة بين البلدان الإفريقية تصدرها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة. تنشر فيها مقالات علمية تخدم أهداف المؤسسة المنصوص عليها في الظهير الشريف الصادر بشأنها

جهود العلماء الأفارقة في خدمة الثوابت الدينية المشتركة

Slider

لغة القلوب (قصيدة شعرية)

ذ. المجتبى محمد الثاني
كدونا- نيجيريا

حَيْرى أمامَ جمالِكَ الكلماتُ ** خَجْلى، وتُعْجِمُ مثلها العَبراتُ

لُغَةُ القلوب على الشِّفاهِ عصيّةٌ ** فاصمُتْ، لِتَرسُم حرفَها النبضاتُ

الصمت في حرم الجمال فصاحةٌ ** والفكر في معنى الجمال صلاةُ

وحْدي على غرب الطبيعة موغلا ** في التيه تمْرق من فمي الكلمات

مترنحا في معج زات المكرما ** ت، تشدني لأريجه ا النفحات

يمّمت والأشواق تخبز من دمي ** عَلَكَ الهيام ووجهك الميقات

من نور وجهك يكتري رمقَ الحيا ** ةِ الهائمون، وإنها خفقات

للصلب بين تقلبٍ في الساجد ** ين، وسجدةٍ من وامقين حياة

والنسل من كرمٍ إلى شرفٍ، ومن ** عبقٍ إلى ألقٍ، هي الراياتُ

رشحت على كلماتنا أوصافُك ** الحسنى فطاب بهنَّ تفعيلاتُ

الج ودُ والإحسانُ والعرفانُ ** والتحنانُ.. كُلّك سيّدي حسنات

من جودكَ الدنيا.. ومن برق الثنا ** يا الشمسُ والأفلاك مقتبسات

في وصفِ أحمدَ لا بلاغةَ تُرتَجى ** بِمَ قد تُشبَّهُ هذه العظمات؟

من يملكُ الكلمات؟ هذا صبغةُ ** اللهِ التي سَجَدتْ لها الغايات

يا مهرجان الله! يا وجع الخيا ** لِ، وفتنة الشعراءِ، يا رحماتُ

قلبي على حجرٍ أصمَّ وطئته ** فتَرَهْيَأتْ طربا بكَ الجنبات

والجذع يعقوبٌ يحنُّ ليوسفٍ ** فَحَضنتَ حتى تهدأ الصرخاتُ

والضَّبُّ يلهجُ بالشهادةِ صادقا ** وعلى يديك تُسَبِّحُ الحَصَيات

ماذا يقول الشعرُ؟ والتشبيهُ ** والتخييلُ والإطراءُ إخفاقاتُ

أبداً سترسم عجزها الكلمات في ** ك وتحتفي بقُصورها الملكات

وتقول يا مولاي عفواً، إن في ** عتبات بابك تسجد الكلمات

متحيّرٌ أنا مثل شعري! عِفةٌ ** عن قدرة، وبساطة وأناةُ

بيديك كنز الأرضِ كيف كفاكَ منْ ** هُ الأسودانِ وفي الحشا حجراتُ

لهواكَ يجري القدرُ، كيف خَرجْتَ ** مكَّةَ خُفيةً تقفو خطاك عصاة

لو شئتَ نامت كلُّها البطحاء من ** تلك الحصى، وصفَتْ لك الطُّرُقاتُ

لو شئتَ حفَّ لك البُراقُ جناحه ** كالبرْقِ تم سي، الأرضُ مطويات

لكن قلبَ ك للإله، به يقرُّ ** كما تَقَ رُّ بنورك الحَدَقاتُ

فعليك من هذي القلوبِ حرائرُ ** الصَّلَواتِ، وهي لروحنا نفحاتُ

فَلْيَكْفِ إذ لم تَكْفِ أي قصيدةٍ ** أن الشفاهَ جميعها صلوات

والآلِ والأصحابِ ما طبتمْ وطا ** بَتْ فيكم الخَلَوات والجَلَواتُ

تحميل المقال بصيغة PDF