أسس دينية مشتركة لتعزيز قيم السلام والتسامح
تضطلع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بدور رئيسي في تعزيز قيم السلام والتسامح بين شعوب القارة الإفريقية، وتحصينها من كل أفكار الغلو والتطرف. وهذا ما تسعى إليه دائما من خلال أنشطتها وفروعها في القارة الإفريقية.
وفي هذا الاتجاه افتتحت المؤسسة فرعها في غانا بتنظيم ندوة علمية تحت عنوان “أسس دينية مشتركة لتعزيز قيم السلام والتسامح” وذلك يومي 27 و28 أبريل 2019 بالعاصمة الغانية أكرا.
الدور الإشعاعي لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة
منذ تأسيسها تسعى مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة إلى توحيد جهود العلماء الأفارقة في إبراز التراث الثقافي الإسلامي وتوطيد العلاقات بين البلدان الإفريقية وتطورها المشترك وهو ما أكده الشيخ إبراهيم مصطفى رئيس فرع المؤسسة في غانا في تدخله والذي اعتبر فيه أن “التسامح الديني هو دعامة المؤسسة في أنشطتها العلمية والثقافية والفكرية المتعلقة بالإسلام”.
ويشكل موضوع الندوة صلب اهتمامات المؤسسة التي تسعى لترسيخ دعائم تدين نابع من الثوابت الأصيلة للبلدان الإفريقية، فهي ليست “مجرد هيئة اجتماعية بل هي حاملة لمشروع إفريقيا الديني العقدي والفقهي والأخلاقي والسلوكي” كما نوهت إلى ذلك الأستاذة عتيقة بوحورية مكلفة بمهمة في المؤسسة.
إن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بإقامتها لهذه الأنشطة فهي لا تدخر جهدا في ترسيخ دعائم التعايش المشترك والحفاظ عليه بين مختلف مكونات المجتمع الإفريقي وهو جهد حظي بدعم المجلس الوطني للسلام في غانا على لسان رئيسه القس إيمانويل أسانتي، كما أنه سيعود بالفائدة على الشباب الإفريقي، وهذا ما أكدت عليه الدكتورة رابعة أماه من جامعة ليجون بقولها إنها “تأمل أن يكون لفرع غانا تأثير إيجابي على شباب البلد”.
الثوابت الدينية ودورها في ترسيخ قيم التسامح
كانت إفريقيا ولاتزال أرض التعدد العرقي والديني والثقافي، وهو تعدد مبني على التعايش السلمي الذي تعتبره الدكتورة رجاء ناجي مكاوي “شيء أصيل في المجتمعات الإفريقية “.
وكانت للثوابت الدينية الإسلامية المشتركة بين المغرب والبلدان الإفريقية دور أساسي في ترسيخ دعائم الحوار والتعايش وقيم التسامح في هذه المجتمعات.
التصوف السني وترسيخ قيم التسامح والسلام
يرى الدكتور حسن العزوزي، أستاذ التعليم العالي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، أن “خصائص التصوف ومميزاته في الدائرة الإفريقية لا تخرج عن خصائص الإسلام العليا ومميزاته الفضلى، باعتباره دين الفطرة والوسطية والاعتدال واليسر والمحبة والتكافل ويسعى لترسيخ السلام في المجتمع”. فالتصوف يهدف إلى سمو الروح وتغليب قيم الحب والتسامح، ولا يمكن تصورها إلا بتفاعل إيجابي بين الفرد والمجتمع. والتصوف السني يربي في الإنسان مساعدة الغير وإسداء الخير إليه وهو ما يتطلب انخراطا في المجتمع بعيدا عن الفكر الانزوائي والتواكلي والإقصائي.
المذهب الأشعري وترسيخ قيم الاعتدال والحوار
يتميز المذهب الأشعري بالاعتدال والتوفيق بين مختلف المذاهب الكلامية الإسلامية. وفي هذا الإطار يورد الدكتور عبد القادر بطار، أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الأول بوجدة، أن “أئمة المذهب الأشعري التزموا بهذا المنهج الوسطي التوفيقي في عرض جميع عناصر العقيدة الإسلامية”. وكان لاعتماد المذهب في البلدان الإفريقية أثر واضح في تعامل المسلمين مع الآخر، وذلك بتغليب لغة الحوار وقيم الانفتاح والاعتدال التي يدعو ويقوم عليها المذهب الأشعري.