أمير المؤمنين يؤدي رفقة الرئيس السينغالي صلاة الجمعة بالمسجد الكبير بدكار
أدى أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الأمير مولاي إسماعيل، وفخامة رئيس جمهورية السينغال السيد ماكي سال، صلاة الجمعة ليومه 3 شعبان 1436هـ الموافق لـ 22 ماي 2015 بالمسجد الكبير بدكار.
وفي مستهل خطبتي الجمعة، ذكر الخطيب بالحديث القدسي الذي رواه الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال “سمعت رسول الله يقول : “يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة”، موضحا أن الله تعالى بعظيم جوده وكرمه، وسع على الإنسان وفسح له في الأمل وبشره بشارات، من وقف عندها علم يقينا عظم منة الله تعالى على عباده وأثر رحمته الشاملة الواسعة عليهم.
وأضاف أن الله تعالى حكم، بمقتضى هذا الحديث القدسي، بأن كل من توجه إليه بصدق النية وصفاء الباطن فإنه تعالى يقبله ويتجاوز عنه على ما يصدر عنه من قبيح الفعال وذميم الخصال.
وتابع أن محل نظر الله تعالى من عبده قلبه، مصداقا لقوله تعالى “إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا” ، موضحا أنه إذا اطلع الله تعالى على قلب فوجده عامرا بالإخلاص والصدق، منطويا على الإقرار بالوحدانية لله عز وجل، معترفا بالعجز والتقصير، فتوجه إلى خالقه بطلب العفو والغفران والتجاوز والرضوان، فإن الله تعالى يعفو عنه ويغفر له ويتجاوز ويرضى عنه وعدا من الله لا يخلفه.
وأشار الخطيب إلى أن هذه بارقة عظيمة ومنحة إلهية نفيسة تدعو اليائسين إلى الأمل والمخطئين إلى التوبة والعاصين إلى الطاعة، وتحبب إلى الناس خالقهم ودينهم وتعمر حياتهم بالأنفاس الإيمانية والروح النورانية ، وترد على المقنطين والميئسين والمتشددين بأن الله عز وجل أرحم منهم بعباده وأقدر منهم على نفاذ مراده.
وأكد الخطيب أن “مثل هذه البوارق تزيد في النفوس عزما، وفي مضمار العمل حزما، لاسيما إذا انضافت إليها مثل هذه البادرة السعيدة، ألا وهي حلول صاحب المجد والشرف أمير المؤمنين مولانا صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي حل بهذه الديار السينغالية حلول خير وبركة، تؤمه السعادة وتصحبه السلامة وتنزل بحلوله أنواء اليمن والبركة وتهب نسائم البشر والسعادة وتزدهر بوجوده مشاريع النماء والزيادة، فناهيك به من ملك صالح مصلح مقتف لنهج سلفه الكرام وآباءه العظام”، مبرزا أن أهل دكار “يذكرون بمزيد من الفخر والعرفان زيارة والده المنعم مولانا المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، مفتتحا هذا المسجد العظيم عام 1964، فأحله اللهم دار الكرامة وأرزق وارثه النصر والعافية والسلامة وأيد رئيس دولتنا السيد ماكي سال ووفقه لما تحبه وترضاه”.
ومن جهة أخرى، أشار الخطيب إلى أن لحمة الدين لحمة عظيمة ورابطة قوامها الأخوة في الله تعالى، بين أناس تعاقدت على المحبة قلوبهم وتعاهدت على الوفاء ذممهم، معتبرا أن من ملامح هذه المحبة وهذا الوفاء ما كتبه المغرب والسينغال قيادة وشعبا على مر التاريخ من أخوة كاملة ومحبة صادقة ووفاء دائم .
وابتهل الخطيب الى الله تعالى بأن يديم الاخوة المغربية السينغالية ويباركها ويجزي راعييها والداعيين إليها صاحب الجلالة أمير المؤمنين محمد السادس وفخامة الرئيس السينغالي ماكي سال.
كما رفعت أكف الضراعة إلى الله تعالى بان يصلح أحوال المسلمين أجمعين ، وأن ينعم من فضله العميم وخيره الجسيم على سائر الأمة الاسلامية.
وبعد صلاة الجمعة، تفضل أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، بإهداء الجهات المكلفة بتدبير الشؤون الدينية بجمهورية السينغال، 10 آلاف من نسخ المصحف الشريف في طبعته الصادرة عن مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف قصد توزيعها على مساجد الجمهورية السنغالية.
ويأتي إهداء هذه المجموعة من المصاحف في إطار تنفيذ التعليمات الملكية السامية والقاضية بأن تقوم مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف بتزويد مساجد بلدان غرب إفريقيا بكل ما تحتاجه من مصاحف برواية ورش عن نافع، التي هي من الاختيارات المشتركة بين المغرب وهذه البلدان.