أمير المؤمنين يؤدي صلاة الجمعة بالمسجد الكبير “ريفـييرا” بأبيدجان
وانطلاقا من قول الله تعالى :” إنما يتذكر أولوا الألباب، الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق، والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل”، بيّن الخطيب في خطبتي الجمعة، أن الدين الإسلامي الحنيف، أعطى منزلة خاصة للتواصل والتعارف والتبادل والتناصح، فخلق الله تعالى الخلق شعوبا وقبائل، وأخبرهم أنه، إنما جعلهم كذلك ليتعارفوا ويتواصلوا، فإذا اشتركت من هذه الأمم، أمم في توحيده والإيمان برسله، أوجب سبحانه معاملتهم بالرفق واللين والكلمة الطيبة.
وأوضح الخطيب أنه إذا اجتمعت الأمة على توحيد الله والإيمان بخاتم أنبيائه الرسول الكريم، أوجب عليهم، إذ ذاك، النصح لهم، اقتداء بقول الرسول الكريم ” الدين النصيحة، قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم”، كما حرم القطيعة بينهم وحرم على المؤمن أن ينظر إلى أخيه المؤمن بعين الازدراء والتنقيص.
وأبرز الخطيب أن الله تبارك وتعالى أوجب على المسلمين، أيضا، صلة أرحامهم، مبينا أن الرحم رحمان، رحم نسبية بين الإنسان وأهل والديه وأقاربه وعشيرته، ورحم سببية، هي رحم الدين الإسلامي الحنيف التي تجمع المؤمنين.
وأشار الخطيب إلى أن الكوت ديفوار، تشهد في هذا اليوم الأغر، يوم الجمعة، فصلا ميمونا ومباركا من فصول هذه الصلة الكريمة، التي هي من مكارم الدين التي وفق الله لرعايتها عباده المخلصين، حيث شهدنا طلعة أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، “الذي جاءنا ضيفا كريما عزيزا يحيي سنة جده المصطفى صلى الله عليه وسلم، فيصل رحما وثيقة، ويحيي صلات دينية روحية عريقة، متفقدا حال المؤمنين في هذه الربوع ، سائلا عن أمرهم، مهتما بشأنهم، جالبا الخير لهم بحضوره المبارك الميمون”.
وعبر الخطيب عن جزيل الشكر لأمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على ما يقوم به من مبادرات وما يتولاه من مشاريع، مبتهلا إلى العلي القدير، بأن يحفظه من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، ومن فوقه وتحته، ومن أمامه وخلفه، وأن يجعله في معزة أسماء الله تعالى، مشمولا بالعز والعناية واللطف والكرامة في الدين والدنيا والآخرة.
وبعد أداء صلاة الجمعة ، تفضل أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بإهداء الجهات الإيفوارية المكلفة بتدبير الشؤون الدينية 10 آلاف نسخة من المصحف الشريف في طبعته الصادرة عن مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف، قصد توزيعها على مختلف مساجد جمهورية الكوت ديفوار.
وتأتي هذه المجموعة من المصاحف كدفعة أولى في إطار تنفيذ التعليمات الملكية السامية، والقاضية بأن تقوم هذه المؤسسة بتزويد مساجد بلدان غرب إفريقيا بكل ما تحتاجه من مصاحف برواية ورش عن نافع، التي هي من الاختيارات المشتركة بين المغرب وهذه البلدان.