الطريقة التجانية
تنسب الطريقة التجانية إلى الشيخ أحمد بن محمد التجاني الحسني (المتوفى بفاس عام 1230/1815)، غلبت عليه النسبة إلى أخوال جده تجان بعين ماضي فاشتهر بها، استقر الشيخ أحمد التجاني بفاس بصفة دائمة منذ عام 1213. بعد أن كان تردد عليها مرارا وأقام بها للدراسة وطلب العلم وملاقاة الشيوخ.
وبمدينة فاس أسس زاويته الكبرى المعروفة الواقعة بحومة البليدة وبها مدفنه. والطريقة التجانية من الطرق المغربية التي لا تتصل بالشاذلية ولا الجزولية الزروقية.
وللطريقة التجانية شروط أوجبها الشيخ على كل راغب في التمسك بها مبينة في كتب الطريقة الكثيرة ككتاب جواهر المعاني، وبغية المستفيد، ورماح حزب الرحيم وغيرها، ويمكن تلخيص هذه الشروط في الآتي:
- التماس الإذن الصحيح المتصل بالشيخ؛
- التزام ذكر الأوراد على الدوام؛
- عدم تخليط أورادها مع أوراد طريقة أخرى؛
- الاكتفاء بالشيخ قدوة دون الالتفات إلى غيره
وقد أسست هذه الطريقة كما قال سيدي العربي بن السايح في بغية المستفيد “على تقوى من الله ورضوان، وشيدت من العلمين الظاهر والباطن على أقوم القواعد وأقوى الأركان”.
ويشترط على من أراد الانخراط في سلك التجانية أن يتبع هدي القرآن والسنة، ويعمل على قيام الليل ولو بركعتين، ويرفع “همته عن الخلق اكتفاء بالملك الحق”.
وللتجانية أوراد لازمة لا بد لكل مريد من الاتيان بها في أوقاتها بشروطها. وهي:
- ورد الصباح والمساء ويتكون من مائة من أستغفر الله، ومائة من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بأي صيغة، وأن تكون بصيغة الفاتح لما أغلق أفضل، ومائة من لا إله إلا الله، يذكرها منفردا؛
- الوظيفة مرة في كل يوم وتتكون من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ولا إله إلا الله، وجوهرة الكمال تذكر في جماعة؛
- ذكر يوم الجمعة جماعة بعد العصر وقبل الغروب وهو عبارة عن ذكر كلمة التوحيد “لا إله إلا الله” بلا عدد قدر ساعة.
وللشيخ التجاني تلامذة كثيرون منهم على حرازم برادة الفاسي، ومحمد الغالي أبو طالب الفاسي، ومحمد بن أبي النصر العلوي، والطيب السفياني الوذغيري، وعبد الوهاب بن الأحمر التاودي، وإبراهيم الرياحي التونسي، وعلي التماسيني، ومحمد بن المشري، ومحمد الحافظ الشنقيطي…وغيرهم.
وعلى يد تلامذته انتشرت طريقته في بلاد كثيرة.