المذهب المالكي في ربوع غرب إفريقيا
لا يمكن فصل دخول المذهب المالكي إلى الغرب الإفريقي عن تاريخ دخول الإسلام إلى هذه المنطقة. والدراسات التاريخية قديما وحديثا تتفق على أن المذهب المالكي دخل غرب إفريقيا، بعد الفتح الإسلامي للمغرب خلال القرن الأول للهجرة، ثم سرعان ما استقر وانتشر.
هذا ما أكدته الدكتورة فريدة زمرد أستاذة التعليم العالي بمؤسسة دار الحديث الحسنية، بالرباط بالمملكة المغربية أثناء مداخلتها في اليوم الأول من الندوة العلمية التي ينظمها فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في جنوب أفريقيا تحت عنوان الثوابت الدينية المشتركة: أسس الهوية الافريقية، وذلك يومي السبت والأحد: 29 و30 يونيو 2019م، بمدينة بريتوريا في جنوب إفريقيا.
وعن عوامل انتقال المذهب المالكي من أقصى شمال غرب إفريقيا إلى جنوب الصحراء الكبرى قالت الدكتورة فريدة زمرد أن ذلك راجع إلى الامتداد الجغرافي الطبيعي والعلاقات المتينة التي كانت تربط شمال غرب إفريقيا، بدول جنوب الصحراء، وسهولة التنقل عبر ربوع الصحراء الانسيابية.
كما أرجعت الدكتورة ذلك أيضا إلى المراكز العلمية التي كانت سائدة في الغرب الإفريقي وأسهمت في نشر المذهب تدريسا وتأليفا، وإلى قوافل الحج، التي كانت تنطلق من غرب إفريقيا إلى الحجاز، ثم تعود وقد تلقى من كان فيها من العلماء الفقه عن علماء الحجاز، وغيرهم.
وأشارت الدكتورة في مداخلتها كذلك إلى أن المذهب المالكي هو الوحيد الذي عرفته دول غرب إفريقيا، وأن له من المميزات ما جعلت علماء هذه البقاع ترتضيه وتقبل على تعلمه ونشره، وذلك باعتباره مذهب إمام دار الهجرة، ومذهب عاصمة الرسول عليه الصلاة والسلام، وكونه من أكثر المذاهب الفقهية الإسلامية اعتدالا وواقعية ومرونة.
للاطلاع على المحاضرة كاملة اضغط هنا