المولد النبوي في السنغال (غامو)
شارك وفد مغربي رفيع، يوم السبت 11 ربيع الأول 1441 هـ الموافق لـ 9 نوفمبر 2019 م، في احتفالات مريدي الطريقة التيجانية بمناسبة ذكرى المولد النبوي في السنغال (غامو) في تيواوان (شمال غرب البلاد) الحاضرة الدينية لتجمع التيجانيين بالسنغال.
وضم الوفد، الذي يقوده السيد عبد اللطيف البكدوري، مستشار بمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، كل من السيد طالب برادة سفير المغرب بدكار، والسيد أورامو هامو مدرس بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات وأعضاء السفارة المغربية بدكار.
وبهذه المناسبة، ألقى سفير المغرب بدكار، عميد السلك الدبلوماسي العربي والإفريقي، كلمة باسم السلك الدبلوماسي المعتمد في العاصمة السنغالية، أكد فيها أن السلك الدبلوماسي سعيد بالمشاركة الى جانب الطريقة التيجانية في الاحتفال بذكرى المولد النبوي في السنغال (غامو)، مهنئا الخليفة العام للطريقة التيجانية بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف.
وقبيل بدء الاحتفال الرسمي، استقبل الوفد المغربي من قبل الخليفة العام للطريقة التيجانية سيرين باباكار سي رين.
وخلال هذا اللقاء، سلط سفير المغرب بدكار الضوء على الثوابت التي تربط المغرب والسنغال، من قبيل المذهب المالكي والإسلام الوسطي.
كما نقل السفير للخليفة العام للطريقة التيجانية، تهانئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس أمير المؤمنين، بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف.
من جانبه، أعرب الخليفة العام للطريقة التيجانية عن شكره للوفد المغربي الذي أوفده جلالة الملك للمشاركة، إلى جانب مريدي الطريقة التيجانية ، في الاحتفالات المخلدة لمولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال إن “حضور وفد مغربي رفيع إلى تيواوان يمثل بالنسبة إلينا انخراطا فعليا لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في هذا الحدث” ، داعيا العلي القدير بأن يعين جلالته على خطواته ومبادراته ويمتعه بالصحة والعمر المديد.
وخلال الحفل الرسمي، أكد السيد البكدوري أن حضور الوفد المغربي بتيواوان، بأمر من جلالة الملك للمشاركة في احتفالات عيد المولد النبوي الشريف، يأتي تجسيدا للروابط الروحية والتقاليد العريقة بين المغرب والسنغال.
وأضاف أن المبادرات التي أطلقها جلالة الملك في المجال الديني، تمثلت في إنشاء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، ومعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، الذي يعمل على تكوين العشرات من الأئمة ودعم شيوخ مختلف الطرق الدينية.
وذكر البكدوري بأن العلاقات بين السنغال والمغرب كانت دائما تتسم بالاحترام والتقدير المتبادلين، معربا، في نفس السياق، عن شكره للرئيس السنغالي ماكي سال على جهوده الحثيثة لتعزيز العلاقات بين البلدين.
من جهته، قال خليفة لو، عضو المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة والسكرتير الإداري لفرع المؤسسة بالسنغال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بالمناسبة، إن “العلاقات المغربية السنغالية ستظل قوية ومتينة بفضل جهود ومواقف صاحب الجلالة الملك محمد السادس أمير المؤمنين، حفظه الله، الذي يولي اهتماما كبيرا للمعرفة والعلماء بشكل عام “.
وذكر بأن” المغرب يضطلع دائما بدور رائد في هذا الإطار”، مبرزا أن مدينة تيواوان، الى جانب حواضر روحية أخرى بالسنغال، ترحب بحرارة بالوفود التي يوفدها صاحب الجلالة الملك محمد السادس”، وهو ما يؤكد دوما “عمق العلاقات التاريخية التي تربط العرش العلوي والطرق الدينية السنغالية”.
وأشار، في هذا السياق، إلى أن جلالة الملك محمد السادس يتمتع بالحكمة والتبصر لجمعه مختلف الطرق الدينية للقارة في إطار مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، مضيفا أن هذا الإطار المؤسساتي يسمح أيضا للعلماء الأفارقة بتنسيق جهودهم والتبادل من أجل أن يكون بمثابة حصن ضد التيارات المتطرفة التي تسعى إلى القضاء على قيمنا الروحية والحضارية”.
ويجمع غامو (المولد النبوي في السنغال)، التقليد السنوي للطريقة التيجانية، عشرات الآلاف من المريدين الذين يحجون إليه من مناطق مختلفة من السنغال ودول أخرى في غرب إفريقيا والعالم.
ويحتفل هؤلاء المريدون، الذين قدموا من جميع جهات السنغال، بهذه المناسبة الدينية، بالعديد من المساجد والأضرحة، طبقا لتقاليد الطريقة التيجانية الأصيلة.
ويجري تنظيم احتفال “غامو” بتيواوان من قبل العائلة الكبيرة للتيجاني سي، ومؤسس هذه الطريقة، الحاج مالك سي (1855-1922)، الذي كان من الأوائل الذين أقدموا على تخليد حفل غامو بالسنغال.
وقد تفرغ طيلة حياته لخدمة الدين الإسلامي والطريقة التيجاني، كما عمل على نشر الطريقة في السنغال وخارجه من خلال العديد من “المقدمين”، الذين أشرف على تكوينهم قبل إيفادهم إلى عدد من بلدان غرب إفريقيا.