برقية شكر وامتنان إلى أمير المومنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بمناسبة انتهاء أعمال المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة
الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه
صاحب الجلالة وحامي الملة والدين، سبط النبي الأمين؛ السلام على جنابكم الأعز الكريم، ومقامكم الأسمى العظيم؛
وبعد: فبمناسبة انعقاد المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في دورته العادية الأولى التي التأمت بعاصمة مملكتكم العلمية فاس حاضنة جامع القرويين يتشرف خديمكم الوفي المطيع الرئيس المنتدب للمؤسسة أن يرفع ـ أصالة عن نفسه ونيابة عن العلماء أعضاء المجلس إلى مقامكم العالي بالله أزكى آيات الشكر والامتنان، وأسمى عبارات الإخلاص والوفاء، ملتزمين بالتجند للعمل بتوجيهاتكم لتجسيد عمق الأواصر الروحية بين المسلمين في البلدان الإفريقية، وتوحدهم على الأصول الجامعة المتمثلة في العقيدة الأشعرية التي ضمنت وحدة الأمة في مسائل الاعتقاد وحفظتهم من الوقوع في فتنة التكفير بالذنب، وآمنتهم من ركوب صنوف الابتداع.
وفي المذاهب الفقهية السنية التي اختارها أجدادهم ، وفي التصوف السني الذي يقصد تطهير الباطن وتزيين الظاهر وضبط التصرفات بضابط الإحسان.
مولاي صاحب الجلالة، إن العلماء الأفارقة ليغتنمون هذه المناسبة ليعربوا للمقام الشريف ـ أسماه الله ـ عن تقديرهم لجهود جلالتكم في تحديد الاختيارات التنموية، وإبداع الأوراش التقدمية الراقية، وتقوية العلاقات والصلات الإفريقية التي توجتها جلالتكم بالعودة المظفرة إلى حظيرة الاتحاد الإفريقي ثم إلى المجموعة الاقتصادية ـ الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي ـ وينوهوا بالجهود المشكورة التي تبذلها جلالتكم للدفاع عن القدس الشريف، الذي يتشرف برئاستكم للجنته، ويثمنوا مواقفكم الشجاعة في سبيل حماية هويته، وصيانة طبيعته.
مولاي صاحب الجلالة، إن المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة الذي يشعر بقوة الأمانة الملقاة على عاتق جلالتكم في حماية الملة والدين بوصفكم أميرا للمؤمنين، يعاهد جلالتكم على التعاون لتحقيق الأهداف المسطرة، وتبادل التجارب المكتسبة، وتنسيق الجهود المثمرة بين العلماء للقيام بحق أماناته في التبليغ، والقدوة، وإحياء المناسبات الدينية، والتحصين الفكري، والقيام بالواجب الإحساني بمختلف أشكاله.
مولاي أمير المؤمنين، إن علماء مؤسستكم التي تعتبر حسنة جديدة من حسنات جلالتكم ومكرمة أخرى من مكرمات عهدكم الزاهر يتبصرون أمانة التبليغ في سياق النزول وسياق التنزيل ويجمعون في إطار مسؤولياتهم الكبرى على ضرورة الجمع بين فقه الدين والانفتاح على قضايا العصر، والاقتراب من هموم المواطنين والإجابة عن تساؤلاتهم وتطلعاتهم، وتلبية ما يمكن من احتياجاتهم خاصة الشباب منهم، وحماية أمر الدين حماية صيانة، وحماية تنمية، وذلك بإشاعة الفكر الديني المتنور، وتسخير القيم الجوهرية الموجهة لدرء الفتنة، ودعم الأمن ومكافحة التطرف والإرهاب الذي يلظ به المنحرفون عن مسلك الجماعة باسم الدين والدين منهم براء.
حفظكم الله يا مولاي بما حفظ به الذكر الحكيم، وأدامكم حصنا مكينا لهذا الدين، تحمونه من تحريف الغالين، وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، سائلين الله الذي تعالى عزه، وتقدس مجده وكرمه، أن يديم على جلالتكم لباس عزه وعافيته، ويسبغ عليكم واسع نعمه، ويحرسكم بعينه التي لا تنام، ويجعلكم في كنفه الذي لا يضام، قرير العين بولي عهدكم صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ومشدود الأزر بصنوكم السعيد المولى رشيد، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والسلام على مقامكم العالي بالله ورحمة الله تعالى وبركاته.
وحرر بفاس عاصمة مملكتكم العلمية وحاضنة القرويين
في 20 ربيع الخير 1439 الموافق 09 دجنبر 2017
خديم الأعتاب الشريفة الرئيس المنتدب لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة
أحمد التوفيق