تاريخ وواقع التمسك بالعقيدة الأشعرية بإفريقيا
مداخلة بعنوان “تاريخ وواقع التمسك بالعقيدة الأشعرية ” للأستاذ جدة حسن جمعة أمين عام جماعة النهضة الإسلامية العالمية محاضر في قسم اللغويات بجامعة ميدغري وعضو فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بنيجيريا خلال الدورة التواصلية الثانية للمؤسسة في موضوع: «الثوابت الدينية في إفريقيا: الواقع والآفاق» المنعقدة أيام 6 و7 و8 رمضان 1439ه الموافق ل 22 و23 و24 ماي 2018م بالرباط.
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على النبي الكريم سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ذكر الأستاذ محمد العمراوي في مقال له بعنوان: «المذهب الأشعري تأسيساً وتفريعاً» أنه:
«امتداد لما كان عليه السلف الصالح من حيث الزمن والمنهج معاً. وقد دافع عنه الأجلّة من علماء الأمّة، من أمثال القاضي عياض، والإمام تقي الدين السبكي، والإمام القشيري، وأبو بكر بن فورك، وابن عساكر، والإمام تاج الدين السبكي، والعلامة ابن خلدون، وغيرهم كثر أجمعوا على أن مذهب أبي الحسن الأشعري في الاعتقاد هو مذهب أهل السنة والجماعة، ولم يقل بغيره إلا قليل من أتباع المذهب الحنفي والحنبلي».
قلت: فالمذهب الأشعري تأصيل ما عليه السلف الصالح في مسائل الذات والصفات والبعد عن ما يوهم التشبيه والتعطيل، فقد ورد في تاريخ ابن خلدون عند التطّرق لعلم الكلام: «أما السلف فغَلبوا أدلة التنزيه لكثرتها ووضوح أدلتها، وعلموا استحالة التشبيه. وقضوا بأن الآيات من كلام الله فآمنوا بها ولم يتعرضوا لمعناها ببحث ولا تأويل، وهذا معنى قول الكثير منهم: اقرؤوها كما جاءت؛ أي: آمنوا بها كما جاءت من عند الله».
وواصل العلامة ابن خلدون أنه لما كثرت العلوم والصنائع وولع الناس بالتدوين والبحث في سائر الأنحاء، وألّف المتكلمون في التنزيه، حدثت بدعة المعتزلة فنفوا صفات المعاني وقضوا بخلق القرآن، فقام أبو الحسن الأشعري إمام المتكلمين فتوسط بين الطرق ونفى التشبيه، وأثبت الصفات المعنوية..
وذكر الشيخ إبراهيم صالح الحسيني في كتابه «العقيدة المنجية» أن المذاهب المعمول بها بين المسلمين تنقسم إلى ثلاثة: المعطلة، والمشبهة، وأهل السنة والجماعة، وذكر أن جميع أصحاب المذاهب هم من أهل السنة؛ كمالك والشافعي وابن حنبل، والحارث المحاسبي، وأن الأشاعرة هم أهل السنة والجماعة كما هو مشهور في ديار خراسان والعراق والشام، وأكثر الأقطار الإسلامية. ونقل عن العز بن عبد السلام أن عقيدة الأشعري أجمع عليها الشافعية والمالكية والحنفية وفضلاء الحنابلة. وفي كتابه الذي صدر حديثاً بعنوان: «الاقتصاد في تصحيح قواعد الاعتقاد» بسّط الشيخ إبراهيم صالح الحديث عن أهل السنة والجماعة، وأورد كلام العلامة ابن طاهر البغدادي الذي صنّف أهل السنة والجماعة إلى ثمانية أصناف، وذكر من بينهم الصنف الأول وأنهم أحاطوا علماً بأبواب التوحيد، والنبوة، وأحكام الوعد والوعيد، والثواب والعقاب، وشروط الاجتهاد، والأمانة والزعامة، وسلكوا في هذا النوع من العلم طرق الصفاتية من المتكلمين الذين تبرءوا من التشبيه والتعطيل، ومن بدع الرافضة والخوارج والجهمية والنجارية، وسائر أهل الضلال.
وعليه، فإن المحققين من علماء الأمة من السلف الصالح قضوا بأن مذهب الإمام الأشعري في العقيدة هو مذهب أهل السنة والجماعة، ولم يقل بغيره إلا من حاد عن فهم إجماع الأمة.
إمام المذهب الأشعري
إمام المذهب الأشعري هو أبو الحسن علي بن إسماعيل بن إسحاق الأشعري (260ه- 324ه)، وهو من نسل الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري. وُلد في البصرة وتوفي في بغداد. يعتبر من أئمة المتكلمين، وقد سلك مذهب المعتزلة في بداية عهده، ثم رجع عنه حتى جاهر بخلافهم، وردّ على الملحدة والمعتزلة والمشبّهة والجهمية والخوارج وغيرها من الفرق، وصنّف الكثير من المؤلفات، وانتشر مذهبه انتشاراً واسعاً خاصةً في البلاد التي اعتنق أصحابها مذهب الإمام مالك والشافعي.
وانتشر مذهبه بين كثير من علماء الأمصار من أهل السنة والجماعة كابن مجاهد، والقاضي الباقلاني، وإمام الحرمين أبي المعالي الجويني، والإمام الغزالي ،وابن الخطيب..
وفي «سراج السالك شرح أسهل المسالك»، ذكر المؤلف في شرحه على البيت التالي:
والأشعريُّ قُدْوةٌ مُقَدَّم جُنيداً طريقه مُقَوَّم
والأشعري هو الإمام أبو الحسن واضع علم العقائد التي عليها علماء أهل السنة، وهو قدوة يجب الاقتداء به والتمسك بالعقائد التي وضعها وبيّنها مطابقة للواقع، فهو مقدّم في هذا الفن على غيره؛ يعني في العقائد وكل من تبعه فهو من الفرقة الناجية.
انتشار المذهب الأشعري ووصوله إلى إفريقيا عبر المغرب
ذكر ابن خلدون في مقدمته تنازع أهل السنة حول علم الكلام بين مؤيد له ورافض، وأن أبا الحسن الأشعري جمله وجعل منه فناً لخدمة عقيدة أهل السنة والجماعة، وتم نشره بين علماء الأمة الإسلامية. وأدرج في كلامه عن انتشار المذهب الأشعري أن ممن اقتفى أثر أبي الحسن الأشعري تلميذه ابن مجاهد، وأخذ عنه القاضي أبو بكر الباقلاني، وعنه إمام الحرمين أبو المعالي، ثم من سلك طريق الفلاسفة في دحض حججهم على عقائد أهل الإيمان، كالإمام الغزالي رحمه الله، والإمام ابن الخطيب، وجماعة كثر.
كما ذكر الأستاذ عبد المجيد في مقال له عن انتشار الأشعرية بإفريقيا: أن المذهب الأشعري تأسس في القيروان في القرن الرابع الهجري على يد إبراهيم القلانسي، ثم وصل إلى الأندلس، وبعدها إلى مصر، وكان لجامع القرويين الدور الأبرز في نشر المذهب الأشعري.
وبذلك انتشر مذهب الأشعري عبر الممالك الإسلامية في غرب إفريقيا، كمملكة السنغاي، وماسينا، وكانم برنو، وصكتو، وقد سهّل الانتشار الواسع لهذه العقيدة انتشار الطريقة التيجانية في هذه المناطق، وتقبّل شعوبها، فقد ذكر الأستاذ أحمد الاريبي في كتابه: «الطريقة التيجانية في المغرب والسودان الغربي» أن: الطريقة التيجانية انتشرت من المغرب إلى السودان الغربي عن طريق الشيخ عمر الفوتي الذي وصل إلى مملكة كانم برنو، وصكتو، ونشر فيها الطريقة التيجانية، وذكر أن هذه الممالك على صلة بالطرق الصوفية، ومن بينها الطريقة القادرية؛ طريقة الشيخ عبد القادر الجيلاني، والطريقة السنوسية ،مما يشير إلى انتماء شعوب تلك الممالك إلى الطرق الصوفية، وهو دليل على انتهاجهم للمنهج السني الأشعري الذي كان متأصلا فيها منذ القدم عبر المغرب الإسلامي.
العقيدة الأشعرية في مملكة «كانم برنو» و «صكّتو»
أ- انتشار العقد الأشعري في مملكة «كانم برنو»
««كانم برنو» إمبراطورية قديمة ومترامية الأطراف، حيث تحتل جزءاً كبيرًاً من النجير، فنيجيريا، تشاد والكامرون وجزءاً من ليبيا في واحة فزان. وبحكم أطرافها المترامية ولقربها من شمال أفريقيا، فإن الشيخ إبراهيم صالح أشار إلى أن دخول الإسلام إليها كان في بداية القرن الأول الهجري دخول الإسلام إلى شمال إفريقيا. ويقطنها أعراق وأجناس من البشر أمثال العرب؛ والتبو والزغاوة والكانوري، والفلاني وغيرها من الأمم التي تقطن هذه الأماكن قديماً وحديثاً، ولم يصبح الإسلام ديناً للدولة إلا في القرن السادس الهجري، حيث يحكم الملوك الشعوب بدين الإسلام، فقد أورد الشيخ إبراهيم صالح في كتابه: «تاريخ الإسلام وحياة العرب في إمبراطورية كانم برنو» عند كلامه عن ازدهار عاصمة «كانم برنو» مدينة «غسرغموا» في القرن السادس عشر، بأنها ازدهرت ازدهاراً عظيماً في البناء والعمران، وكانت تعج بالعلماء والعارفين، واشتهر منهم عدد من العلماء؛ من بينهم: الشيخ محمد طاهر الفلاتي صاحب نظم الكبرى للسنوسي ،والشيخ محمد آجرمِّ، والشيخ اليماني، والدوسي، والمقرني وغيرهم.. والجميع لهم مجهودات علمية ضخمة. وذكر أنه جمع الكثير من مجهوداتهم العلمية وأن الشعب يؤمن بالتصوف الإسلامي والطرق الصوفية. وقد لخص الشيخ طاهر بن إبراهيم فيرمَّه الفلاني البرناوي جميع آراء السنوسي في العقائد، في منظومته التي اشتهرت عند الناس في «برنو» بالمنظومة الكبرى.
وقد ترجم الشيخ إبراهيم صالح الحسيني في كتابه «الاستذكار لما لعلماء برنو من أخبار وآثار» لمئات من علماء المنطقة ما بين القرن السادس عشر إلى يومنا هذا، وذكر أن هؤلاء الأعلام كلهم مالكيون أشعريُّو المذهب في العقيدة، ونشروا كتب المذهب والعقيدة بين الناس في أرض «كانم برنو».
ومن هنا يظهر جلياً مدى تأصل العقيدة الأشعرية في مملكة «كانم برنو» كدولة، وفي علمائها وجميع مؤسساتهم التعليمية منذ القدم، هذا إن دل على شيء فإنما يدل على انتشار العقيدة الأشعرية بين شعوب هذه المناطق التي لا زالت تتعلمها وينشرها علمائها بين العامة والخاصة، وترجمت إلى اللغات المحلية كالكانوري وغيرها مفاهيم المذهب المالكي والأشعري.
ب- انتشار العقد الأشعري في سلطنة «صكتو»
أما سلطنة صكتو فهي أيضاً مترامية الأطراف في غرب إفريقيا، تضم جزاء كبيرًاً من شمال نيجيريا الحالية غرباً وصولاً إلى النجير وجمهورية بِنين، وأقصى شمال الشرق في نيجيريا وصولاً إلى بلاد الكاميرون حالياً وجزءاً من جنوب التشاد.
وقد تأسست هذه المملكة في القرن الثامن عشر الميلادي على يد الشيخ بن فودي الفلاني بغرض صدّ البدع التي حدثت في أوساط المجتمعات الإسلامية كقبائل الهوسا وغيرها.. فتأتى له ذلك وبسط حكمه على هذه المناطق، ونشر فيها مفهوم الدين الإسلامي القويم، وكان علمه وتعاليمه على المنهاج المغربي المتعامل به اليوم، فقد أورد الشيخ عثمان بن فودي في كتابه المعروف ب «مجموع الكتب الثلاثة» كلاماً في الكتاب الثالث منه عن أصول الطريق، فذكر في مقدمته ما نصه: «قال الفقير المضطر إلى رحمة ربه عثمان بن فودي بن محمد بن عثمان بن فودي الفلاني نسباً والمالكي مذهباً والأشعري اعتقاداً». ثم واصل كلامه ونقل قول الشيخ أحمد بن عيسى زروق في أصول الطريق، وذكر أيضاً في كتابه «حصن الأفهام في جيوش الأوهام» بعد أن تطرق لذكر فوائد وضرر علم الكلام ما نصه: «وأما أهل علم الكلام كالشيخ أبي الحسن الأشعري وأصحابه ومن تبعهم من أهل السنة فمحمودون فقط، والمذمومون من أهل علم الكلام هم المعتزلة». فمما أورده الشيخ من كلام وجيز يتضح لنا مدى رسوخ العقيدة الأشعرية عند سلاطين مملكة «صكتو»، وقد ترجموا إلى لغة الفلاني والهوسا كتباً كثيرة تحمل في طياتها الأقوال الأساسية في العقيدة الأشعرية ،لذلك انتشرت كتب العقيدة الأشعرية بين العلماء والمتعلمين في نيجيريا، وهي متأصلة ومتجذرة عند أهل هذه المناطق، كما أن كتب الفقه المالكي والعقيدة الأشعرية هي الكتب المتعامل بها في المدارس النظامية منذ وصول الاحتلال البريطاني إلى يومنا هذا، خاصة وأن المدارس النظامية الغربية بها مادة التربية الإسلامية وتُعلَّم فيها العقيدة الأشعرية، كما أن هناك مدارس نظامية عربية إسلامية منتشرة في جميع أنحاء نيجيريا، وفيها كذلك مقررات مستمدة من الفقه المالكي والعقيدة الأشعرية، خاصة المتون المتعارف عليها في العقيدة الأشعرية كأم البراهين، وجوهرة اللّقاني..
واقع التمسك بالمذهب الأشعري: نيجيريا نموذجاً
إن الواقع العملي والنظري – حسبما تقدم – يشير بوضوح إلى الرسوخ الكامل للعقيدة الأشعرية في نيجيريا، علماً بأنها متأصلة فيها منذ القدم؛ عند علمائها التقليديين الذين ساروا على المنهج القويم، كما أن العلماء الذين تعلموا حديثاً لا زالوا على نفس السيرة.
إلا أنه في الآونة الأخيرة وجدت (الجماعات السلفية) طريقاً للوصول إلى المجتمعات النيجيرية، في الثمانينيات من القرن الماشي، فمالت إليهم مجموعات من الشباب المندفع، إلا أنهم سرعان ما عدلوا عنها بجهود من علماء السنة في نيجيريا، ثم عادت هذه «الحركة السلفية» واستفحلت في نهاية القرن الماشي وبداية القرن الحالي «الحادي والعشرين».
وبعد ظهور الجماعات التكفيرية «بوكو حرام» في نيجيريا التي تحمل حركتها الفكر السلفي، عدل الكثير ممن يتعاطفون معهم وبقوا إما في صف رجال الطرق الصوفية؛ المنتمين إلى العقيدة الأشعرية، أو على الحياد دون الميول إلى طرف معين، فنبذوا أفكار التطرف الديني، خاصة وأن هذه الجماعة كانت في بدايتها تكفر الطرق الصوفية، فحكموا على الجميع بالكفر وأحلوا دمائهم؛ الأمر الذي أدى بالكثير منهم إلى العدول عن الأفكار السلفية. وإن كانت هذه الأفكار لا تزال نشطة إلا أنها أصيبت بنكسة، وتحاول لملمت جراحها مع افتقارها إلى القائد عموماً في نيجيريا.
ومن هنا يتضح لنا أن الجماعة السلفية من حيث فكرها في نيجيريا لا تختلف عن أي دولة من دول العالم الإسلامي خلال انتشارها بما يزيد على الأربعة عقود، خاصة أن فكرها الدعوي والجهادي وصل إلى طريق مسدود؛ لأن دعوتها بعيدة عن روح الدعوة الإسلامية التي تتماشى مع السّليقة.
فمن هذا المنطلق، نرى أن الدخول في جدل مع هؤلاء هو جدل عقيم ولن يؤدي إلى نتيجة، لذا علينا أن نعيد النظر في التعامل مع هذه الأفكار الفاسدة.
وعليه، فإننا نقترح على مؤسسة مولاي محمد السادس أمير المؤمنين للعلماء الأفارقة ما يلي:
- أولا: إعادة صياغة فكرة الكراسي العلمية بما يتناسب مع هذا المطلب، في فروع البلدان المختلفة، والبدء أولاً بكرسي الإمام الأشعري، ثم تليها بقية الكراسي العلمية حسب الظروف والأوضاع في البلد.
- ثانيا: إنشاء قنوات محلية بالتنسيق مع القناة المزمع على إنشائها؛ تقوم ببث دروس الكراسي العلمية، لنشرها في الأوساط العامة.
- ثالثا: الوصول إلى الدوائر الرسمية بالوسائل المختلفة لتثبيت هذه الفكرة، حتى يكون لها غطاءً رسمياً يحميها.
لائحة المراجع
- الاقتصاد في تصحيح قواعد الاعتقاد، للشيخ إبراهيم صالح، مؤسسة السيادة للطباعة والنشر، أبوجا، نيجيريا، ط.1: 2017م.
- تاريخ الإسلام وحياة العرب في إمبراطورية كانم برنو، للشيخ إبراهيم صالح، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، ط.1: 1976م.
- حصن الأفهام في جيوش الأوهام، للشيخ عثمان بن فودي. (لا توجد معلومات النشر.)
- حقيقة أهل السنة والجماعة ومكانة أهل التزكية بينهم، للشيخ إبراهيم صالح، مكتبة الجنيدي، القاهرة، ط: 2010م.
- ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، لعبد الرحمن بن خلدون، دار الفكر، بيروت، لبنان: (1431هـ /2001-م.)
- العقيدة المنجية، للشيخ الشريف إبراهيم صالح، مكتبة الجنيدي، القاهرة ،ط: 2010م.
- الكافي في علم التزكية، للشيخ الشريف ابراهيم صالح، ط: 2004م.
- مجموع الكتب الثلاثة، للشيخ عثمان بن فودي. (لا توجد معلومات النشر.)
- المغير على شبهات أهل الأهواء وأكاذيب المنكر على كتاب التكفير، للشيخ إبراهيم صالح، ط.1: (1406هـ /1986-م.)