خزانة ابن يوسف بمراكش .. ملحمة الكتاب التراثي المخطوط
نص محاضرة “ ملحمة الكتاب التراثي المخطوط : خزانة ابن يوسف بمراكش أنموذجا للدكتورة حكيمة الشامي مديرة مركز التوثيق والأنشطة الثقافية بوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية والتي ألقتها خلال اليوم الثاني من الندوة العلمية الثانية التي نظمها فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في النيجر، تحت عنوان: التراث الإسلامي الإفريقي في النيجر بين الماضي والحاضر وآفاق المستقبل،يومي: السبت والأحد 17-18 ذو القعدة 1440 هـ الموافق لـ 20-21 يوليوز 2019 م، في نيامي.
إن أهم ما يميز الأمم المتحضرة الواعية بقيمة تراثها الديني والعلمي هو شعورها بمسؤولية الحرص المستميت في سبيل صيانة هذا التراث لما يرمز إليه من صيانة لهويتها الحضارية. ومن تجليات هذه الصيانة تشييد مراكز لحفظ هذا التراث من غوائل الدهر ونوائب الزمان.
بيد أن إقامة هذه المراكز كانت لتؤتي ثمارها العلمية وتكون في مستوى تطلعات وطموحات الأمة ليس بجعلها مستودعا تقتصر وظيفته على تخزين المجلدات، وإنما بالسعي الحثيث من أجل فتح أبوابها أمام الباحثين وتيسير سبل البحث والتنقيب لهم. وبلوغ هذا المرام منوط بوضع فهارس تكون دليلا علميا ومفتاحا معرفيا يهديان الباحث إلى مبتغاه المحدد، ويعصمانه من عناء البحث الارتجالي الذي لا يوصل إلى المبتغى، وإن أوصل إليه فبعد عناء شديد وجهد جهيد.
والكتاب العربي المخطوط ذاكرة هذه الأمة فيه ماضيها وعليه يُبنى حاضرها ومستقبلها. ولقد أنتجت الأمة العربية الإسلامية عددا هائلا من المخطوطات، قسم كبير منها ضائع في المكتبات الأجنبية والخاصة أ ولا يعلم له مكان. ورغم الحروب والكوارث التي ألقت بالآلاف من المخطوطات في نهر دجلة على يد التتار وحرق الكثير من نفائسها على يد الإسبان عند سقوط آخر معقل إسلامي، بقي عدد هائل من المخطوطات بمختلف أنحاء العالم، تحدثنا عن ماضي الأمة ومجهودها الحضاري.
و قد تطورت الوسائل العلمية والتقنية بمختلف العلوم المنهجية وغيرها، وظهرت علوم تعنى بـدراسة المخطوط، أقصد بذلك علم “الكوديكولوجيا”[1] بمفهومها الحديث، أ وما يسمى بعلم “الاكتناه”، الذي يعني بـــ: نوع الورق، والتجليد، والخط، واسم الناسخ، وتاريخ النسخ، والتملكات، والتحبيسات، والهبات، والإجازات، والقراءات، والمعلومات المكتوبة في الأغلفة وأوراق الوقاية، مما لا علاقة له بالنص، إلخ. الأمر الذي يوجب على الباحثين والدارسين بذل مجهود أكبر للحفاظ على هذه الذاكرة باعتماد هذه التقنيات الحديثة.
إن هذه الدراسة لا تهدف إلى مجرد البحث الببليوغرافي للكتب التراثية المخطوطة، وإنما تقصد بالأساس الظفر بحقائق معرفية ومعلومات دقيقة ونفيسة التي لا يمكن العثور عليها في أي مصدر آخر. وسنعمل على تسليط الضوء على بعض النماذج من التحبيسات السلطانية المحفوظة بخزانة ابن يوسف بمراكش، التي تعتبر واحدة ضمن العديد من الخزائن الوقفية التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مع العمل على اتخاذها مادة دسمة لاستخراج بعض المعطيات والمعارف التي ما زالت بكرا، وتنتظر مَن يكشف عنها الغطاء.
الكتاب المخطوط بالخزائن المغربية الحبسية
لا ريب أن مراكش الحمراء كانت من أهم الحواضر العلمية التي عرفت نشاطا علميا ودينيا متميِّزا، تجلَّى في كثرة علمائها وغزارة تصنيفاتهم في شتى الفنون. وقد توزعت هذه المصنفات في مختلف مراكز وخزائن المخطوطات المغربية.
ولتيسير الاطلاع والاستفادة من هذا التراث، من طرف العلماء والباحثين والمهتمين من كل أنحاء العالم، على اختلاف مشاربهم المعرفية ودرجاتهم العلمية، قامت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في إطار مهمتها الكبيرة للنهوض بتراثنا العلمي والثقافي، -المخطوط منه خاصة- بتحقيق العشرات من ذخائر المخطوطات، خصوصا منها تلك التي كتبها علماء الغرب الإسلامي.
ومن أهم المراكز العلمية الحبسية التابعة للوزارة، والتي لم تأل جهدا في صيانة تراث الأمة :
- خزانة الزاوية الحمزاوية العياشية؛
- خزانة القرويين؛
- الخزانة الناصرية بتمكروت؛
- خزانة المسجد الأعظم بتازة؛
- خزانة المسجد الأعظم بآسفي؛
- خزانة أوقاف مكناس؛
- خزانة المسجد الأعظم بسلا، وغيرها كثير…
فكان من أهم أعمال هذه المراكز وضع فهارس لهذه المخطوطات، والتي تراوحت بين العلمية واللاعلمية بحسب المراحل التاريخية التي قطعتها، وبحسب المستوى العلمي لمفهرسيها.
خزانة ابن يوسف بالمدينة الحمراء[2]
تعتبر ظاهرة تحبيس أ ووقف الكتب من المباحث المهمة في علم المخطوط العربي، ويمكننا دراسة نصوص التحبيس من جوانب علمية متعددة، إلا أن أهم شيء يمكن أن تسعفنا به هذه التقاييد هو المساعدة في تأريخ المخطوطات غير المؤرخة، وقد يستفاد منها أمور شتى توحي بها هذه التقاييد والتحبيسات، وسنتكلم على القسم الأكثر شهرة وتداولا في المخطوطات العربية، وهو التحبيس ذو النفع العام، كتحبيس المصنفات على خزانات كتب المساجد، أو المدارس أو الزوايا، أو غيرها من المرافق العامة. ومن ذلك خزانة ابن يوسف بمراكش إحدى هذه المراكز العلمية.
يعود تاريخ تشييدها إلى أوائل القرن السادس الهجري في عهد الدولة المرابطية على يد علي بن يوسف بن تاشفين، وهي إحدى المراكز العلمية الحبسية النفيسة التي تحتفظ بأنفس النوادر والذخائر لأمهات الكتب المغربية ذات التحبيسات السلطانية الفريدة. احتوت هذه الخزانة على الكثير من النسخ الخطية المحبسة تحبيسا ذا نفع عام، وسنختار أنموذجا واحدا منها للمثال لا الحصر، وهي:
- نسخة من كتاب طوالع الأنوار من مطالع الأنظار[3] تحمل رقم 110، عليها تحبيس أم السلطان السعدي أحمد المنصور الذهبي، السيدة الطاهرة الشريفة المسعودة الوزكيتية، حبستها على الخزانة المشرفة بالمسجد الجامع شرط أن ينتفع بها طلبة العلم، تحبيسا مؤبدا ووقفا مخلدا مصونا من التبديل والتغيير.
وللتنبيه، لم يختص بهذه السنة الحميدة الملوك وحدهم، وإنما شاركهم في فضلها الأمراء، والعلماء، وشيوخ الزوايا، وبعض العامة، رجاء في نيل فضل الله العظيم، واكتساب ثوابه العميم، وفي هذه الخزانة عدد لا يستهان به من هذه النماذج.
وقد ساعدني الوقوف على الكثير من هذه الكتب المخطوطة، المحفوظة بالخزانة المذكورة على تتبع تقنيات النساخة، ووسائلها، وأشكالها، وعلى تبين أصل بعض التقاليد التي ما زالت راسخة ومتجدرة في المجتمع المغربي إلى الآن، ولعل أبرزها هو مكانة النساخ في بلاط السلاطين، فهذه الحرفة ازدهرت، وانتشرت، وتطورت تقنياتها، وأساليبها، وأشكالها، وكان لملوك الدول التي تعاقبت على حكم المغرب ديوان خاص بالنساخ، ذوو رتب وأجور، منهم من تخصص في كتابة المراسلات السلطانية بمختلف أنواعها وأشكالها، ومنهم من تخصص في نسخ الكتب برسم خزائن كتبهم.
وقد ذكر الصديق بالعربي في فهرسته لهذه الخزانة كشافا خاصا للنساخ، وكشافا آخر للتحبيسات، كما يذكر الفقيه محمد المنوني رحمة الله، في كتابه تاريخ الوراقة المغربية، عددا مهما من هؤلاء النساخ، نذكر منهم، على سبيل المثال بعض النساخ الذين اشتهروا في عصر الدولة العلوية الشريفة، كالخطاط المشهور عبد الله بن محمد الغماري اللمطي (ت.1136هـ)، الذي كتب برسم خزانة السلطان المولى إسماعيل، وغيره ممن نسخ كتبا عديدة برسم خزانة السلطان سيدي محمد بن عبد الله وسلاطين آخرين.
وقد وجدنا في هذه الخزانة العتيدة مجموعة من النسخ الخزائنية التي كتبت برسم السلاطين والأمراء ونسائهم، نذكر منها على سبيل المثال نسخة كُتبت بِرسم خزانة السلطان المولى عبد الله العلوي”أسباب النزول – القمارسي الأندلسي -، وأخرى نسخت لخزانة السلطان المولى الرشيد[4]، وكلاهما كتبتا بخط مغربي مبسوط غاية في الإتقان والجمال والتناسق، نسخ خطية كلها تشهد بجميل ذكرهم، وتلهج بعميم فضلهم للعلم والعلماء.
أما عن المراحل التاريخية التي مرت منها الخزانة، يمكننا أن نؤكد أنه بعد هدم عبد المومن بن علي الكومي المسجد الذي احتوت حجراته هذه الذخائر، وتفرقت على إثر ذلك كتبه شذر مذر، ثم انبعث بعد ذلك الجامع والخزانة من جديد على يد الخليفة الموحدي عمر المرتضى[5].
وبعد هذه المرحلة الصعبة ستتعرض الخزانة للإهمال في الفترة المرينية بتحول مراكز العلم من مراكش إلى فاس، فلم تحظ بالاهتمام إلا بعد مجيء الشرفاء السعديين، حسبما يظهر من خلال التحبيسات المسجلة على بعض مخطوطاتها المحفوظة بالخزانة المذكورة الشاهدة على المرحلة[6]
وبعد هذه الرحلة الطويلة للخزانة، بين تعاقب الحكم وتحول الحواضر العلمية، وتفرق ذخائرها على الخزائن المجاورة، سيستقر بها المقام أخيرا في موطنها الأصلي بحي ابن يوسف سنة 2014م، إذ شملتها العناية الربانية بأن قيض الله لها عناية الدكتور والمؤرخ الألمعي أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، الذي أمر بتشكيل لجنة علمية وإدارية مكونة من أساتذة باحثين بجامعة القاضي عياض وخبراء وتقنيين في تصنيف الكتب والمخطوطات، التي قامت بعملية جرد لهذه الكتب بتنسيق مع وزارة الثقافة التي كانت وصية على الخزانة لمدة عقود، وسيظل اسم الدكتور أحمد التوفيق مرتبطا بهذه الخزانة والخزائن الحبسية الباقية لما أولاه من عناية بارزة للعلم وأهله وللخزائن الحبسية.
أما في عهد الدولة العلوية الشريفة، فقد عرفت الخزانة دينامية أخرى وحركة علمية فائقة استمرت إلى عهد الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وقد شملت هذه الدينامية التحبيس والصيانة والتنشيط، وكانت بذلك دليلا على الحركة العلمية الواسعة.
ففي عهد السلاطين العلويين ستنبعث ظاهرة وقف الكتب من جديد، وستصبح معالمها بارزة يمتد إشعاعها إلى البقاع المقدسة -مكة المشرفة والمدينة المنورة –[7] وسجلوا هذا الأمر في دفاتر رسمية مخافة الضياع أو الغصب.
صارت الخزانة في ملكية الأوقاف في عهد السلطان العلوي المولى إسماعيل، كما وضع فهرس لجميع المخطوطات بالخزانة المذكورة تحت إشراف عدليين.
وبأمر من المولى عبد الحفيظ تم وضع فهرس جديد نقل على إثر إطلاعه عليه، بعض المخطوطات إلى القصر الملكي بمراكش، وقرر تحبيس مجموعة من المطبوعات على الخزانة المذكورة.
وبهذا عرفت الخزانة منذ عهد الحماية إلى فجر الاستقلال جملة من التدابير ابتدأت بمرحلة تنظيم الكتب، ونقلت خلالها المخطوطات إلى الخزانة العامة بالرباط سابقا – الخزانة الوطنية حاليا – للمعالجة، ثم مرحلة الجرد، انتهت ببناء خزانة جديدة مجهزة بإحدى زوايا الجامع.
ومن المحطات المهمة التي طبعت رحلة الكتاب بخزانة ابن يوسف، جمع المكتبات في مكتبة واحدة سجلتها الرسالة الموجهة من المؤرخ عبد الله أكنسوس في زمن السلطان مولاي الحسن الأول تشتمل الأمر الملكي بجمع جميع المكتبات العامة[8]، بما في ذلك مكتبة ابن يوسف، في مكتبة واحدة كبيرة في مسجد المواسين، من هذه المكتبات: “مسجد أم المنصور” الموجودة في باب الدكالة، ومكتبة المنصور بحي القصبة ومكتبات عدة لأشخاص آخرين تم نقلها أيضًا إلى المواسين. الأمر الذي يفسر اليوم وجود العشرات من عناوين المخطوطات والمطبوعات الحجرية أ والمطبوعات الحديثة التي يعود تاريخها إلى نهاية القرن التاسع عشر، المحبسة لصالح هذه المكتبات وهي الموجودة الآن في خزانة ابن يوسف[9].
وخلال سنة 1960 صدر الأمر بنقل الخزانة إلى قصر الباشا الكلاوي، وتم إعداد فهرس جديد من ثمانية أجزاء متفاوتة الأحجام وكراسة خاصة بالمخطوطات من طرف أمينها السابق الأستاذ الصديق بن العربي.
مخطوطاتها ونوادرها[10]
يعود تاريخ بعض هذه الكتب لأزيد من ألف عام، أي منذ القرن الرابع الهجري[11]، منها 1548 وحدة من كتب مخطوطة و314 طبعة حجرية، و9959 من الكتب ذات الطباعة العصرية، بالإضافة إلى 1018 وحدة من خرم (أجزاء من كتب مبتورة)، ثم أجزاء من مصاحف مكتوبة بالخط الكوفي تعود للقرن الرابع الهجري[12].
أما عن أصناف المخطوطات والمطبوعات الحجرية المحفوظة بالخزانة، فهي ستة بحسب الورق الذي كتبت عليه منها:
- رق الغزال parchemin ؛
- الورق القديم papier ancien؛
- الورق الحريري papier hariri / المصنوع من الحرير feuille de soie؛
- الورق الوردي المصنوع بمدينة شاطبة بالأندلس papier couleur rose؛
- ثم الورق العصري papier du livres edition lithographique / edition moderne.
عدد المخطوطات المحفوظة بالخزانة
فهرس الصديق بن العربي 2000 مخطوط بحسب الفهرسة الموضوعية السائدة أنذاك في وضع الفهارس، وذلك على النح والتالي:
ذكر اسم المخطوط/ رقمه/ المؤلف/ الناسخ /تاريخ الفراغ من التأليف/ تاريخ النسخ/ أوله وآخره/ التحبيس/التملك/ السماعات/ التقاريظ، التوقيعات، الخطوط/ مسطرته/ مقياسه/ نوع الخط..
أما عن عدد المخطوطات الآن بخزانة ابن يوسف فقدره حوالي 732 مخطوطا، منها 120 مجموعا، يضم كل واحد من هذه المجاميع عدة عناوين تفوق أحيانا العشرين، و300 ملف، كما يشتمل على مجموعة من الأوراق المتناثرة، متعددة الموضوعات متنوعة الحقول المعرفية، من النفائس المحفوظة بالخزانة:
- مصحف شريف – مالقا -، تاريخ النسخ ثاني صفر 620هـ بمدينة مالقا، تحت رقم 430/1.
- مصحف شريف – شاطبة -، مكتوب على الورق الشاطبي الوردي اللون، نسخ لإحدى خزائن أحد ملوك الموحدين، تاريخ التحبيس 650 هـ، تحت رقم 431/1.
- مصحف شريف – المرتضى – تحبيس عبد الله بن عمر الخليفة الموحدي 656هـ 2 رجب عام 656 هـ على جامع السقاية (باب دكالة)، تحت رقم 432/1.
- المواقف لعضد الدين الإيجي، تحبيس السلطان المولى عبد الله بن مولانا إسماعيل في ثالث عشر جمادى الآخرة عام 1108 هـ، تحت رقم 277.
- شرح الخفاف على البرهانية، تحبيس سيدي محمد بن عبد الله العلوي على أهل طلبة العلم بمراكش في مهل رجب 1204 هـ، تحت رقم 132.
- العهود الكبرى للإمام الشعراني، تحبيس السلطان مولاي عبد الله بن اسماعيل العلوي على ضريح الولي الصالح الشيخ أبي العباس السبتي في 25 جمادى الأولى 1158 هـ، تحت رقم 71.
- تحفة الأخيار في فضل الصلاة على النبي المختار لمحمد بن قاسم بن عبد الله الرصاع التونسي، تحبيس غير واضح تحته طابع مولاي عبد الله العلوي، تحت رقم 282.
مصادر المخطوطات المحفوظة بالخزانة
- خزانة زيدان بن المنصور السعدي.
- الخزانة الإسماعيلية بمكناس.
- خزانة المولى المستضيء ابن إسماعيل بسجلماسة.
- الخزانة الهاشمية السعدية.
- الخزانة السعدية الظاهرية السلطانية.
- الخزانة الناصرية.
- خزانة الحسن بن داوود الرسموكي، وغيرها…
حسبنا في الختام أن يكون هذا البحث “ملحمة الكتاب التراثي المغربي – خزانة ابن يوسف بمراكش أنموذجا – ” فتح نافذة جديدة في فضاء الدراسات التاريخية التراثية المتعلقة بتاريخ الخزائن الحبسية.
وساهم في إبراز القيمة التاريخية والعلمية لخزانة ابن يوسف التي ضمت بين جدرانها أنفس المخطوطات الغميسة والنادرة والتي لا نجدها في خزانة أخرى من الخزائن الوطنية، ولا غرو في ذلك، فهي مرآة عاكسة لحقب تاريخية طويلة وغنية، أصحابها سلاطين وأمراء وعلماء كانوا محبين للعلم وجمّاعين للكتب النفيسة.
الهوامش
[1] – معجم مصطلحات المخطوط العربي لأحمد شوقي بنبين ومصطفى طوبي، ط. 3، ص. 302.
[2] – خزانة ابن يوسف ومخطوطاتها: نظرة تاريخية – الصديق بن العربي – ندوة المخطوطات العربية في الغرب الإسلامي وضعية المجموعات وآفاق البحث – مؤسسة الملك عبد العزيز – منشورات ولادة – البيضاء 1990 ص: 77.
[3] – انظر الصفحة الأولى من تحبيس السيدة الطاهرة المسعودة الوزكيتية لكتاب “طوالع الأنوار في علم الكلام”.
[4] – انظر الصفحة الأولى من تحبيس السلطان المولى الرشيد -صحيح البخاري -.
[5] – انظر صورة من مصحف المرتضى الموحدي.
[6] – انظر صور من مصحف شريف عليه تحبيس السيدة المسعودة الوزكيتية، وصورة أخرى بتحبيس لها لكتاب الإرشاد للإمام الجويني.
[7] – انظر كتاب “من حديث ركب الحاج المغربي”، العلامة محمد المنوني، مطبعة المخزن، تطوان، 1953م.
[8] – دفاتر تراث مراكش والجهة (bulletin n 1 du patrimoine de marrakech et de sa région – le quartier ibn Yusuf – bulletin semestriel- mars 2019) : 34-35.
[9] – المصدر السابق: 35.
[10] – انظر فهرس نوادر المخطوطات بخزانة ابن يوسف – 1975.
[11] – نسخة من مصحف شريف بخط كوفي.
[12] – نوادر المخطوطات في المغرب بخزانة ابن يوسف، صلاح الدين المنجد، مجلة معهد المخطوطات العربية، م.5.