دور المرأة والأسرة في البناء التربوي
تشكل الأسرة في المجتمعات الإسلامية مؤسسة تربوية بامتياز، فهي تعنى بإعداد الأفراد وتشكيل شخصياتهم، ولها دور فعال ومؤثر في ترسيخ القيم الإسلامية، وكذا النهوض بالمجتمعات. ولم يحظ نظام اجتماعي بالعناية والتفصيل في القرآن الكريم والسنة النبوية، مثلما حظيت به مؤسسة الأسرة. ويؤكد علم الاجتماع الأسري، أن الأسرة أشكال، وأهمها: الأسرة النواة، التي تتشكل عناصرها من الرجل والمرأة، أي الزوج والزوجة وأبنائهما، فهي تنشأ بالزواج والإنجاب وحين تكتمل الأسرة النواة بزواج أبناءها، وإنجاب الأحفاد، الذين يعيشون مع الأجداد والجدات والآباء في عيشة مشتركة، وتحت سقف واحد في بيت العائلة، يتحول الجميع إلى أسرة ممتدة. وكلا النوعين هو السائد في المجتمعات الإسلامية. ويثبت خبراء التربية، على أن المرأة عموما في وسطها الأسري تتحمل مسؤولية في غاية الأهمية في التربية والتوجيه، ولذلك اعتبرت المدرسة التربوية الأولى في حياة الإنسان قبل الالتحاق بالمدرسة النظامية، المساهمة في صناعة المجتمع الإيجابي النموذجي.
واعتبارا لأهمية موضوع الأسرة عموما، والمرأة على الخصوص في محيطها الأسري، فإن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، قد أولته أهمية وعناية فائقة ضمن برامج انشطها، تفعيلا لبعض فقرات أهدافها التي تنص على ” التعريف بقيم الإسلام السمحة، ونشرها وترسيخها “. ولا شك أن القيم التربوية للأسرة المسلمة، تعتبر من أهم القيم، والمادة الأساس المعتمدة في تكوين وإعداد الشخصية المتزنة الوسطية المعتدلة الفاعلة في الأسرة أولا، والمجتمع ثانيا.
ولإبراز دور الأسرة في البناء التربوي، ثم التأكيد على حضور المرأة، وكونها عنصرا أساسيا وقوة تغيير في العملية التربوية الأسرية، وحول كيفية مواجهة الجميع للمؤثرات والمتغيرات وتطورات العصر، مع بزوغ العولمة التي تدعو إلى إزالة الحواجز التي تفصل بين الأسر، والمجتمعات وخصوصياتها، تنظم مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بشراكة مع مجلس العلماء والجمعية الثقافية الإسلامية بالكاميرون، ندوة علمية بالعاصمة یاواندي في موضوع: “دور المرأة والأسرة في البناء التربوي” يومي: السبت والأحد: 16و17 شعبان 1443 هـ الموافق لـ 19 و20 مارس 2022 م تناقش من خلالها، مواضيع أربعة محاور وهي:
- المحور الأول: مؤسسة الأسرة في المفهوم الإسلامي، ومكوناتها الأساسية
- المحور الثاني: الأسرة في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية.
- المحور الثالث: الدور المحوري للمرأة في التربية الأسرية
- المحور الرابع: تجارب تربوية، وتحديات تطورات العصر
ومما تهدف إليه هذه الندوة:
- تسليط الضوء أكثر على قيم التربية الإسلامية، والسعي لنشرها.
- إبراز دور الأسرة في تعزيز وترسيخ قيم التربية الإسلامية.
- التحسيس بقيمة وأهمية دور المرأة من خلال مساهماتها التربوية في الحفاظ على تماسك أفراد الأسرة الواحدة.
- توجيه أسرة المستقبل إلى كيفية مواجهة ثورة المؤثرات، والمشكلات التربوية، وتطورات العصر.