كلمة باسم علماء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة فضيلة الشيخ محمد لمين توراي، رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية غامبيا
[نسخة المداخلة الأصلية PDF]
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير المرسلين، وعلى آله وصحابته أجمعين.
معالي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية، الرئيس المنتدب لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، فضيلة الأستاذ أحمد التوفيق.
فضيلة الدكتور محمد يسف الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى بالمملكة المغربية.
السيد الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، فضيلة الدكتور سيدي محمد رفقي
أصحاب وصاحبات الفضيلة العلماء والعالمات رؤساء وأعضاء فروع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة.
حضرات السيدات الفاضلات والسادة الأفاضل.
السلام عليكم ورحمة ﷲ تعالى وبركاته
وبعد، فإنه لمن عظيم الشرف في هذا الملتقى العلمي المبارك أن أتقدم باسم أصحاب وصاحباتِ الفضيلة العلماء والعالمات رؤساءِ وأعضاءِ فروع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، بأسمى عبارات التهاني، المشفوعةِ بصادق المحبة والإخلاص إلى مولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس -حفظه الله- بمناسبة حلول شهر رمضان الأبرك، سائلين المولى تبارك وتعالى أن يمتع جلالته بتمام الصحة والعافية ووافر السعادة والهناء.
حضرات السيدات الفاضلات والسادة الأفاضل
إنه لمن محاسن الموافقات أن تنعقد هذه الدورة في هذا الشهر المبارك، ابتغاء تضافر جهود السادة العلماء، وتلاقح أنظارهم لترسيخ وحماية الثوابت الدينية الإفريقية المشتركة، التي ما فتئت إمارة المؤمنين تعمل على تثبيت دعائمها بالقارة الإفريقية، عبر مختلف المؤسسات العلمية، ومنها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة التي يرأسها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعزه الله، إذ عمل جلالته من خلالها على حفظ وترسيخ الهوية الدينية الإفريقية، مع احترام الخصوصية الثقافية لكل بلد.
وحسبنا ما ورد في رسالته السامية إلى المشاركين في أعمال الندوة الدولية في موضوع: «ضوابط الفتوى الشرعية في السياق الإفريقي»، التي انعقدت بمراكش في الثامن من يوليو سنة 2023م، ونصه:
«لا يخفى عليكم أن منطلقنا في إنشاء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، هو استيعاب التراث الغني، المتمثل فيما رسخه السلف الصالح، عبر القرون، من الروابط المتينة والمتعددة الأبعاد بين المملكة المغربية وبلدان إفريقيا جنوبي الصحراء. هذه الروابط القائمة على الثوابت المشتركة بين المغرب وبين أشقائه الأفارقة في العقيدة وفي المذاهب السنية المعتدلة. وقد قامت هذه الثوابت على أسانيد السلوك التى رعتها الطرق الصوفية من جهة، وعلى أسانيد العلم الشرعي المروي عبر سلسلات المشايخ الثقات من جهة أخرى. فالسلوك والعلم الشرعي في فكرنا الديني وجهان لعملة واحدة.» (انتهى المقتطف من رسالة أمير المؤمنين السامية).
حضرات السيدات الفاضلات والسادة الأفاضل
إن الثوابت الدينية الإفريقية المشتركة المتمثلة في العقيدة الأشعرية، والمذاهب الفقهية السنية، والتصوف وفق طريقة الإمام الجنيد، التي ترعاها مؤسسة إمارة المومنين بالمملكة المغربية الشريفة، لها امتداد لما كان عليه السلف الصالح عقيدة وفقها وسلوكا، ولذلك اتسمت هذه الثوابت بالانسجام والاتساق المتين، الذي يحقق حفظ كليات الدين.
فهي تتسم بالوسطية والاعتدال، تقصد إلى جلب المصالح ودرء المفاسد، وتراعي الأعراف والعوائد، تنبذ الفرقة والانفصال، وتحث على الوحدة والاتصال، وتُجمع على وجوب عقد البيعة لأمير المؤمنين، لحفظ الدين ورعاية مصالح المسلمين.
ولقد شرفت مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة -وفق ما دأبت عليه- إذ اختارت في هذه الدورة التواصلية الرابعة أن تجود قرائح السادة العلماء من المملكة المغربية الشريفة ونظرائهم من باقي القارة الإفريقية بمداخلاتهم العلمية في موضوع:
«المدرسة الأشعرية والمذاهب الفقهية: الانسجام العلمي والمنهجي في خدمة كليات الدين»
ونحن نُنوه بالأهداف التي تروم هذه الدورة المباركة تحقيقها من إبراز أهمية العقيدة الأشعرية والمذاهب الفقهية السنية في حفظ كليات الدين، وصيانتها من تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، وكذا تجلية الانسجام بين العقيدة الأشعرية والمذاهب الفقهية، مع التأكيد على ما تزخر به من قواعد رصينة لضبط العملية الاجتهادية من أجل إيجاد الأحكام المناسبة لسائر المستجدات الطارئة.
فنسأل المولى تبارك وتعالى أن تتحقق الأهداف المتوخاة من هذه الدورة المباركة فتحظى بالقبول كما في الدورات التواصلية السابقة.
حضرات السيدات والسادة
إن مِن شُكر الله تعالى شُكرَ من أظهر على يده نعمة من النعم، لقول سيدنا محمد ﷺ: «مَنْ لَمْ يَشْكُر النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ اللهَ عزَّ وجَلّ».
ولذلك، أتشرف باسم أصحاب وصاحبات الفضيلة العلماء والعالمات رؤساء وأعضاء فروع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة المشاركين، بتقديم أسمى آيات الشكر والعرفان، وأخلص عبارات الحب والوفاء إلى حضرة مولانا أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، راجين من العلي القدير أن يبقيه لنا حصنا حصينا، وأن يصون به شريعة الإسلام، وأن يجمع به وعلى يديه شمل الشعوب الإفريقية، وأن يمن الله عليه بتمام الصحة والعافية.
كما نتوجه بخالص الشكر والامتنان إلى معالي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية للمملكة المغربية، الرئيس المنتدب لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، فضيلة الأستاذ أحمد التوفيق، على جهوده المبذولة في خدمة أهداف المؤسسة.
والشكر موصول للسيد الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة فضيلة الدكتور سيدي محمد رفقي على حسن عنايته ونُبل وِفادته.
كما نجدد الشكر للسادة المشاركين في هذه الدورة، سائلين البارئ جل وعلا أن يحفظ هذا البلد العزيز وأهله، وأن يديم عليه نعمة الأمن والازدهار في ظل القيادة الرشيدة لمولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله.
والحمد لله رب العامين، والسلام عليكم
ورحمة ﷲ تعالى وبركاته.
[نسخة المداخلة الأصلية PDF]