ملخصات الدورة التواصلية الثالثة المنعقدة بالرباط في موضوع إمارة المؤمنين ومكانتها المرجعية في حفظ الثوابت الدينية المشتركة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين.
فضيلة السيد الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة،
فضيلة السيد رئيس جامعة القرويين،
السادة رؤساء فروع المؤسسة بالبلدان الإفريقية الشقيقة،
السادة العلماء الأفاضل والسيدات العالمات الفضليات،
الحضور الكرام،
السلام عليكم ورحمة ﷲ وبركاته
وبعد، فأقدم في هذا العرض المختصرِ أبرزَ الخلاصات التي انتهت إليها هذه الجلسات العلمية التواصلية المباركة، وأقول وبالله التوفيق:
عملا بتوجيهات أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره ﷲ في خطابه التأسيسي لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، وتنفيذا لتوصيات المجلس الأعلى في دورته الأولى، ومواصلة لما تم بناؤه في الدورتين التواصليتين الأولى والثانية الناجحتين، اجتمع السادة العلماء الأفارقة بمدينة الرباط المحروسة في الدورة التواصلية الثالثة لمدارسة موضوع: “إمارة المؤمنين ومكانتها المرجعية في حفظ الثوابت الدينية المشتركة ” على مدى ثلاثةِ أيامٍ رمضانيةٍ مباركة: الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر من رمضان المبارك لسنة 1440هـ الموافق لـ18 – 19 – 20 ماي 2019م،، وجرت أشغال هذه الدورة عبر أربعة محاور وأربع جلسات علمية رئيسة تتقدمها جلسة افتتاحية.
وقد انطلقت الجلسة الافتتاحية مشتملة على:
عرض شريط تعريفي بالمؤسسة من حيث التاريخ والسياق والروابط المغربية الإفريقية تخللته مقاطع من خطاب أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره ﷲ بمناسبة تنصيب المجلس الأعلى للمؤسسة بفاس.
تلته كلمة افتتاحية لمعالي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية والرئيس المنتدب للمؤسسة من أبرز ما جاء فيها:
تساؤلُ معاليه بمناسبة إطلاق الوسائل التواصلية للمؤسسة: عن المقصود من التواصل، ومن نحن وأين نحن وماذا نريد، وما هو الممكن وما هو المستحيل؟ وأجاب أن موضوع التواصل هو التواصي بالحق والتواصي بالصبر، وأن مستنده هو ما ورد في خطاب أمير المؤمنين في تنصيب مجلس المؤسسة، الذي وضح فيه المقصود والأهداف وهوية المؤسسة، التي هي إطار للتعاون بين العلماء، من أجل حماية الدين وبيضته، وهو مبدأ قرآني أصيل.
كما أكد السيد الوزير أن الحق عليه دار تاريخ الإنسانية في مواجهة الباطل، وعلى الصبر أيضا وهو الحكمة وأن في اجتماع الحق والحكمة، يحتاج الناس إلى نماذج بشرية يقتدون بها، والمسلمون أحوج ما يكونون لنماذج العلماء لا إلى أهل الأهواء…
وبعدما ذكّر بالخطاب التأسيسي لأمير المؤمنين حفظه ﷲ، أكد معاليه على جملة نقط توجيهية في عمل المؤسسة من أبرزها:
- لا يتعلق الأمر في المؤسسة بإدارة مركزية في الرباط، وإنما هي إطار للتعاون على الخير بين جميع العلماء الأفارقة أينما كانوا.
- إن المؤسسة لا تشبه جمعيات أخرى، فهي لا تقدح في أحد، ولا تتنافس مع أحد، وتتعاون مع كل من له نفس الأهداف على الخير…
- إن علماء إفريقيا مطالبون بحماية أنفسهم وأهليهم ودينهم متعلقين في ذلك بقيمهم الإنسانية والخيرية.
- إن حفظ كليات الدين هو المشترك بين الأفارقة، وأن المسلمين مطالبون بالواجبات نفسها على سبيل الخير والنجاة والنصح لبعضهم البعض.
- لا يقصد في إمارة المؤمنين الجانب السياسي، فلكل بلد دستوره، لكن تمسك علماء إفريقيا بإمارة المؤمنين هو لحماية كليات الدين، التي تعد من واجبات الإمامة العظمى…
- من كليات الدين الخمسة المطلوب حفظها: النفس، والعقل المرجعي الذي هو المعروف، والمال دفعا للفتنة وجلبا للاستقرار، والعرض، أي الكرامة الإنسانية، فمرجعية إمارة المؤمنين لازمة لحفظ هذه الكليات باتفاق العلماء.
- إن المؤسسة، وكما هو مقرر في هذه الدورة، أعلنت إطلاق وسائل التواصل العلمي والاجتماعي والإعلامي بالإعلان عن موقعها الإلكتروني، ومجلتها العلمية المحكمة لخدمة الأهداف النبيلة التي سطرتها، وسيكون ذلك بإشراف العلماء توجيها وتوصيلا وتقويما.
وبعد كلمة معالي الوزير تم عرض شريط تعريفي بالموقع الإلكتروني للمؤسسة ووسائل التواصل الاجتماعي التابعة له. وتناول الكلمة السيد الأمين العام للمؤسسة فعرف بالموقع الإلكتروني وبين بعض ضوابط اشتغاله ومنها:
- وجوب تعبير الصورة المقدمة في الموقع، شكلا ومضمونا، عن أهداف ومبادئ وأنشطة المؤسسة.
- ضرورة تحديد المفاهيم وضبطها على مستوى الموقع في إطار الالتزام بالأهداف العامة للمؤسسة والتركيز على ترسيخ الثوابت المشتركة، والتدرج في تنزيلها.
- اختيار منهجية مناسبة للعمل وتحيين الأنشطة العلمية واستثمار الذكاء الاصطناعي في ذلك، وأرشفة الموقع.
- استشراف آفاق تطوير عمل الموقع من خلال التقويم والتجويد والتطوير.
- ضرورة مشاركة فروع المؤسسة وإمداد الموقع بالمادة الإعلامية والعلمية والتفاعل الإيجابي… للرقي به إلى مصاف المواقع المؤسساتية الرائدة.
وبعده قدم الأستاذ محمد الكوراري خلاصة تقنية وجيزة عن تصميم الموقع، وعن شبكاته الاجتماعية، وأهم بنوده وأبرز نطاقاته…
كما قدم فضيلة الأستاذ عبد الحميد العلمي عرضا وافيا عن مجلة العلماء الأفارقة تطرق فيه للتعريف بها وبأهدافها، وبأعضاء هيئتها الإدارية والعلمية ومهامهم، وكذا شروط النشر بالمجلة وعناصر التحكيم العلمي.
واختتمت الجلسة الافتتاحية بكلمة باسم العلماء الأفارقة قدمها فضيلة شيخ الأئمة بالمجلس الأعلى للأئمة ورئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية كوت ديفوار، أبوبكر فوفانا وأشاد فيها بجهود أمير المؤمنين الحثيثة في حفظ الثوابت الدينة المشتركة مؤكدا أن “استحضار واستلهام المكانة المرجعية لإمارة المؤمنين رسالةٌ فاضلة وأمانة نبيلة في عنق علماء هذه الأمة، أمانة تمليها ضرورة العناية بالشأن الديني بشتى وسائل العناية، وحفظ الثوابت الدينية المشتركة بكل أنواع الحفاظ الممكنة”.
وفي اليوم الثاني ابتدأت أشغال الدورة بتقديم الإطار العام لها من قبل فضيلة الأمين العام للمؤسسة، والذي تشكل من تنزيل أهداف المؤسسة وتفعيل توصيات المجلس الأعلى ومقررات اللجان الدائمة، ومواصلة لما تم ترسيخه في الدورتين السابقتين تم اختيار موضوع إمارة المؤمنين لمكانتها المرجعية في حفظ الثوابت المشتركة.
وبعد ذلك انطلقت أشغال الدورة وذلك عبر محورين علميين، تم تناولهما في أربع محاضرات علمية قيمة جاءت متكاملة متناسقة فيما بينها سأعرض لعناصرها كالآتي:
المحاضرة الأولى لمؤرخ المملكة والناطق الرسمي باسم القصر الملكي فضيلة الأستاذ عبد الحق المريني في موضوع: ” نافذة على إمارة المؤمنين عبر التاريخ” تطرق فيها إلى جملة نقاط مهمة منها:
- تأكيد المؤرخين أن إمارة المؤمنين صفة ولقبا من خصوصيات الدولة المغربية المميزة لها عن باقي دول العالم الإسلامي المستمرة منذ الأدارسة والمرابطين إلى يوم الناس هذا، حيث تواتر حمل سلاطين الدولة المغربية للقب أمير المؤمنين في جميع المراسلات والمخاطبات الدولية والخطب والظهائر وغيرها…
- أن من أسس إمارة المؤمنين بالمغرب عقد البيعة من قبل ذوي الحل والعقد، وهي ميثاق دستوري إلى اليوم بين أفراد الأمة وأمير المؤمنين لإصلاحهم دينيا ودنيويا.
- منافحة أمراء المؤمنين بالمغرب عن المسلمين وأوطانهم ومصالحهم ضد الحملات الصليبية والاستعمارية منذ أن دخل المغاربة إلى الإسلام إلى اليوم.
- مواصلة السلاطين العلويين مسيرة إمارة المؤمنين ووظائفها الشرعية خلفا عن سلف في الدفاع عن المسلمين ومصالحهم ونشر العلم وحفظ الدين وإصلاح الشأن الديني واحترام المعتقدات، ونبذ التطرف والعنف والتزام الاعتدال والتسامح، والحوار الديني لأجل الأمن والسلام، وتجلى هذا في العصر الحاضر فيما قدمه المغفور لهما السلطان محمد الخامس والحسن الثاني طيب ﷲ ثراهما لحفظ قيم الإسلام والعناية بالتعليم الديني في القرويين وابن يوسف وكذا تطلعهما للعمق الإفريقي مما مهد السبيل لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره ﷲ لتمتين الروابط الروحية مع الشعوب الإفريقية وتحصينها من التطرف والغلو.
وفي المحاضرة الثانية: تناول فضيلة الأستاذ إبراهيم أحمد مقري عضو هيئة الإفتاء بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بنيجيريا، موضوع:” إمارة المؤمنين في السياق الإفريقي “عبر ثلاثة أبعاد: البعد التحكيمي المرجعي المتمثل في بيعة علماء إفريقيا وممالكها لأمراء المؤمنين بالمغرب على حماية الدين والدفاع عن مصالح المسلمين وإصلاح ذات البين عند نشوب النزاع، وقد ذكر المحاضر منها عدة بيعات: كبيعة امبراطورية كانو بورنو وممالك نيجيريا ومالي وعلماء شنقيط وغيرها…
البعد الثاني هو البعد الروحي المتمثل في رجوع أسانيد أغلب الطرق الصوفية الإفريقية إلى شيوخ بالمملكة المغربية، مما جعل الولاء الروحي لإمارة المؤمنين بالمغرب ممتدا بامتداد تلك الروابط عبر التاريخ، وترتب عنه اتصال بيعة الطرق الصوفية لسلاطين المغرب والدعاء لهم عبر الخطب والمنابر.
والبعد الثالث هو البعد العلمي الذي جلاه المحاضر من خلال جهود أمراء المؤمنين في احتضان العلماء وتعليم العلم ونشره عبر المدارس والمساجد وتيسير الرحلات والإقامة العلمية للعلماء الأفارقة في فاس ومراكش عبر التاريخ، واستمرار ذلك التقليد الحسن إلى يومنا هذا.
وفي المحاضرة الثالثة المعنونة بـ:” إمارة المؤمنين وموقعها في منظومة الثوابت الدينية المشتركة: التأصيل والعلاقة” أكد فضيلة الأستاذ عز الدين المعيار الإدريسي، أن إمارة المؤمنين متأصلة في المدرسة الأشعرية من خلال مبحث الإمامة العظمى وما يتعلق بها من الاعتقاد، وورود الإجماع على وجوب إقامتها، كما أورد الأستاذ المحاضر الأدلة على ذلك الوجوب من الكتاب والسنة والمذاهب الفقهية السنية معرجا على البيعة وشروط الإمام ومنها شرط القرشية المجمع عليه بين جمهور أهل السنة كما هو متحقق اليوم في إمارة المؤمنين بالمغرب، كما أشار إلى قاعدة تصرفات الإمام منوطة برعاية المصالح، وفيما يتعلق بعلاقة إمارة المؤمنين بالتصوف السني أكد أن أهل التصوف ما زالوا كما كانوا متمسكين بإمارة المؤمنين ومنع الخروج على الإمام كما روى الشيخ زروق إجماعهم على ذلك.
وفي المحاضرة الرابعة: بعنوان:” إمارة المؤمنين بالمغرب ورعايتها للثوابت الدينية عبر التاريخ في السياق المغربي الإفريقي” تطرقت الأستاذة رقية منيه إلى رعاية إمارة المؤمنين للعقيدة الأشعرية تعليما ونشرا عبر التاريخ منذ فتوى ابن رشد للأمير المرابطي، وإلى عنايتها بالمذاهب الفقهية السنية وعلى رأسها المذهب المالكي مع مراعاة أمراء المؤمنين للخلاف المذهبي وفق القواعد المعروفة في ذلك.
أما اليوم الثالث فقد قدمت فيه أربع محاضرات عبر محورين اثنين: حيث كانت المحاضرة الخامسة لفضيلة الأستاذ عبد الحميد العلمي في موضوع: “إمارة المؤمنين وحضورها الديني والدنيوي في النموذج المغربي” بسط الكلام فيها عبر مقدمة تأصيلية لإمارة المؤمنين ومبحثين: أحدهما يتعلق بالحضور الديني المتمثل في مسؤولية الحفاظ على الدين، حفظا وجوديا كمباشرة المهام الدينية المنصوص عليها في النقول الشرعية، وتأهيل الشأن الديني، وإقامة الأركان وعمارة المساجد وغيرها…وحفظا عدميا بالذب عن الدين، ودرء الاختلال الواقع أو المتوقع فيه.
وتعلق المبحث الثاني بحضور إمارة المؤمنين في الجانب الدنيوي والخصوصية المغربية في ذلك، وأبعاد ذلك الحضور النموذجي في السياقين الإفريقي والعالمي.
وعنيت المداخلة السادسة بموضوع: “مهام إمارة المؤمنين في حفظ كليات الدين وقيمه” من تقديم الأستاذة عائشة طه عبد الجليل أستاذة الفقه المقارن بجامعة الملك فيصل بأنجمينا بالتشاد، وقد ج لتّ مضامينها عبر ثلاث مرتكزات رئيسة: أولها مهام إمارة المؤمنين المتعلقة بحفظها للكليات الشرعية الضرورية: الدين والنفس والمال والنسل والعقل، حيث اعتنت المملكة المغربية بتدبير الشأن الديني وحماية الثوابت الأصيلة تحت رعاية إمارة المؤمنين حتى أضحت رمزا للوحدة في التعدد الثقافي وحافظة للتعايش السلمي والإسلام الوسطي البعيد عن التطرف.
والمرتكز الثاني تطرقت المحاضِرة فيه لمهام إمارة المؤمنين المتعلقة بحفظ القيم الإنسانية المنبثقة من الكليات الشرعية: وفصلت فيه القول بالحديث عن المؤسسات والمعاهد التي ترعى الشأن الديني بالمملكة المغربية تحت الرئاسة الفعلية لإمارة المؤمنين وذكرت من بينها:
- معهد محمد السادس لتكوين الائمة المرشدين والمرشدات
- بناء المساجد بالمملكة والعديد من الدول الإفريقية
- رعاية العلم والعلماء من خلال الدروس الحسنية
- توزيع المصحف المحمدي في البلدان الإفريقية
وأما المرتكز الثالث: فعرضت فيه لجهود أمير المؤمنين محمد السادس نصره ﷲ في إرساء السلم والأمن في إفريقيا عبر مجالات متعددة منها:
- رعاية الأمن في العديد من البلدان الإفريقية من خلال وساطات حفظ السلام
- رعاية الصحة بإقامة المستشفيات الميدانية بإفريقيا
- الدعم الإنساني والمادي لبعض الدول الافريقية في الكوارث الطبيعية
- تسوية وضعية آلاف المهاجرين الأفارقة.
أما المحور الرابع الذي كان موضوعه “حوار الحضارات وأهميته في الحفاظ على مصالح المسلمين تحت رعاية إمارة المؤمنين”، فقد توزعت مضامينه على محاضرتين:
المحاضرة السابعة بعنوان إمارة المؤمنين وحوار الأديان من خلال “نداء القدس” قدمتها الأستاذة رجاء الناجي مكاوي، التي أكدت فيها أن إمارة المؤمنين بما قلُدت من حماية القيم الخالصة وإشاعة مبادئ السلم والوئام، وأن البابوية بما خُولت من صلاحية إحياء ما بقي للغرب من قيم واستنقاذ السلم العالمي الموسوم بالهشاشة، لهما بكل موضوعية الجهتان الوحيدتان في العالم الكفيلتان بالقيام بفتح قنوات الحوار بين أتباع الأديان والحضارات.
كما أفضت الأستاذة المحاضرة إلى أن نداء القدس هو أحد تجليات رعاية أمير المؤمنين، حفظه ﷲ، لقضايا الأمة وتعاطيه الشجاع، بصفته رئيسا للجنة القدس الشريف، مع التحولات التي تعرفها القضية الفلسطينية… ودفاعه عن وحدة المدينة المقدسة، وعن الرموز الدينية للمسلمين… ومحاربته التطرف والعنف والإقصاء.
والمحاضرة الثامنة والأخيرة: في موضوع: حوار الحضارات في مشروع إمارة المؤمنين وأثره في رعاية المصالح الدينية للمسلمين في السياق العالمي، من إعداد الأستاذ ذ. محمد هاشم سيد عبد الوهاب الحكيم عضو المجلس العلمي لهيئة علماء السودان، ومن أبرز ما جاء فيها:
- تجلية حوار الحضارات عند أمير المؤمنين نصره ﷲ، وأثره في محاربة الكراهية والتطرف المهددين للسلم العالمي.
- بيان حاجة مسلمي القارة الأفريقية لخلق استراتيجية موحدة للحوار بين الحضارات ارتكازا على خطاب مولانا أمير المؤمنين محمد السادس نصره ﷲ.
- بسط وسائل عملية لاستفادة العلماء والدعاة من المرتكزات الاستراتيجية لخطاب أمير المؤمنين حفظه ﷲ في بناء حوار الحضارات.
وبهذا اكتملت محاور الدورة التواصلية الثالثة، بمحاضراتها القيمة، ومباحثها المتناسقة، وأفضت إلى نتائج علمية هامة تدور على جملة نقاط مرجعية رئيسة:
- إن إمارة المؤمنين ضرورية لحفظ كليات الدين إقامة واستدامة.
- إن إمارة المؤمنين بالمملكة المغربية هي المرجعية الوحيدة في العالم الإسلامي المستمرة التأصيل والمشروعية بالبيعة والنسب القرشي ومقصدية الوظائف والمهام.
- إن مسلمي إفريقيا شعوبا وعلماء تربطهم روابط روحية ومرجعية بإمارة المؤمنين بالمملكة المغربية ويجب استئناف تلك الروابط وتمتينها لحفظ كليات الدين وتحصينها ضد التطرف والغلو…
- إن حفظ مصالح المسلمين في هذا العالم المتغير متوقف على الاستناد إلى مرجعية إمارة المؤمنين توحيدا للكلمة وتأطيرا للحوار بين الأديان والحضارات من أجل تحصين مكتسبات أهل الإسلام ودفع الشبهات عنهم مما يرفع مكانتهم بين الأمم الإنسانية.
- إشادة جميع المحاضرين بجهود أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره ﷲ، في حفظ الثوابت الدينية المشتركة بمقتضياتها الكلية والجزئية ومنها قضية القدس الشريف.
حفظ ﷲ مولانا أمير المؤمنين وأمده بالنصر والتمكين لتحقيق آمال المسلمين في ترسيخ ثوابتهم والمحافظة على وحدتهم وصيانة مكتسباتهم.
والحمد رب العالمين.
حرر بالرباط المحروسة يوم 14 رمضان الأبرك 1440هـ الموافق لـ 20 ماي 2019م.