إفريقيا: الآفاق والتطلعات – ميثاق العلماء الأفارقة
ميثاق العلماء الأفارقة – الباب الخامس: إفريقيا: الآفاق والتطلعات (ملخص)
تضمن باب “إفريقيا الآفاق والتطلعات” من ميثاق العلماء الأفارقة بيان إسهام العلماء الأفارقة في النهوض بمجتمعاتهم والمشاركة في بناء مستقبل القارة الإفريقية من خلال مشاريع مرتبطة بقطاعات أساسية لتنمية بلدان إفريقيا.
وقد اقتضى ذلك تقسيم هذا الباب لأربعة محاور هي:
المحور الأول: النهوض بأوضاع الأسرة: المرأة والشباب والطفولة.
تمت الإشارة فيه إلى النقاط الآتية:
- أهمية الأسرة: التي تعتبر نواة المجتمع الأولى ودعامة تقدمه ورفاهيته؛ فهي بنية شرعية واجتماعية تضمن استمرار الحياة، وتعمير الأرض، وتحقيق مفهوم الاستخلاف.
- ضرورة استثمار رأس المال البشري الأسري الإفريقي، والنهوض بأوضاع المرأة والشباب والأطفال؛ لتمكين الأسرة الإفريقية المسلمة من الاضطلاع بوظائفها السامية.
- توفير المقومات الأساسية للنهوض بأوضاع الأسرة الإفريقية المسلمة، التي من أهمها تعزيز التنمية الثقافية لهذه الأسرة من خلال تمكينها علميا ودينيا.
- مأسسة ورش النهوض بالأسرة الإفريقية، ودعوة علماء إفريقيا إلى الانخراط في تأطير هذا الورش الكبير، بعقد دورات تكوينية ومحاضرات توجيهية لأنهم دعاة الأمة وحماة الملة.
المحور الثاني: تعزيز السلم الاجتماعي
بين هذا المحور أهمية تعزيز أواصر وروابط السلم الاجتماعي، باعتبارها المدخل الأساس لتنمية وتطوير المجتمع الإفريقي. واستعرض أهم السبل التي تساعد على تعزيز السلم بالقارة الإفريقية، والتي من أهمها:
- نبذ مختلف أسباب ومظاهر النزاع والفرقة والخلاف داخل المجتمع الإفريقي، والتخفيف من آثارها وإعادة توجيهها،
- احترام وتقدير مختلف خصوصيات المجتمعات المحلية الإفريقية، والحفاظ على هويتها،
- تحمل العلماء مسؤولية تعزيز ثقافة السلم داخل المجتمع الإفريقي، على اعتبار أن السلم من أهم مبادئ الدين الإسلامي السمح،
- تعزيز ثقافة التسامح داخل المجتمع الإفريقي، من خلال نشرها وتربية النشء عليها،
- جعل إفريقيا فضاء رحبا لحوار الأديان، مع التأكيد على ضرورة نهوض العلماء الأفارقة بدورهم في إنجاح هذا النوع من الحوار.
- دعم العلماء الأفارقة لمختلف المبادرات المعنية بقضايا السلم من خلال التواصل بينهم وبين نظرائهم في العالم،
- وضع برامج من قبل العلماء الأفارقة للتعريف بقيم السلم الاجتماعي، وإشراك الفئة المستهدفة لتعميق الوعي بأهمية السلم.
المحور الثالث: صيانة التراث الثقافي الإفريقي المادي واللامادي
وقد تم تناول هذا المحور من خلال عنصرين، هما:
العنصر الأول: صيانة التراث الإفريقي المادي والمحافظة عليه.
وذلك للاعتبارات الآتية:
- قيام هذه المعالم العمرانية شاهدا ماديا على ثبوت العديد من الحقائق التاريخية والدينية،
- ارتباط الإنسان الإفريقي بهذه المعالم الأثرية التي تشكل عنصرا أساسا من هويته الحضارية والدينية،
- دلالة هذا التراث المادي على إسهام المجتمعات الإفريقية في بناء الحضارة الإنسانية،
وفي ختام هذا العنصر تمت الإشارة إلى دور العلماء الأفارقة في التعريف بهذا التراث، وتأصيل مشروعية الحفاظ عليه، وبيان المنافع المتوقعة من صيانته وتثمينه.
العنصر الثاني: المحافظة على التراث الإفريقي اللامادي
عرض هذا العنصر لبيان المراد بالتراث الثقافي اللامادي، وللمجالات التي يتمحور حولها هذا التراث، والتي من أهمها ما يأتي:
- التقاليد الشفهية وأشكال التعبير الشفهي؛ كالأذكار والأدعية والأناشيد الدينية وغيرها،
- فنون أداء العروض التي تقام احتفالا بالمناسبات الاجتماعية كالزواج والعقيقة،
- صيانة المهارات المرتبطة بالفنون الحِرفية،
- الاحتفالات بالمناسبات الدينية، خصوصا خلال شهر رمضان، وخلال الاحتفاء بذكرى المولد النبوي.
وقد تم التنبيه في كل مجال من هذه المجالات على دور العلماء في العناية بهذا التراث، من خلال تأطيرهم للاحتفالات الدينية، وإصلاحهم لبعض التقاليد الشفهية والعادات والأعراف الاجتماعية، وكذا نهوضهم بالتعريف بالتراث اللامادي، وتوعية الناس بأهميته في ترسيخ هوية البلدان الإفريقية.
المحور الرابع: حفظ العمران والمحيط البيئي الإفريقي
تضمن هذا المحور جهات المحافظة على العمران بمفهومه الواسع، والمتمثلة في الآتي:
أولا: إقامة العمران: حيث أمر القرآن بعمارة الأرض، وعبادة الله بها.
ثانيا: المحافظة على العمران: من خلال صيانته عن الخراب والإفساد.
ثالثا: الإسهام في حماية التوازن البيئي.
وقد تم التأكيد في هذا الباب على ضرورة انخراط العلماء الأفارقة في الجهود المبذولة لحفظ العمران بالبلدان الإفريقية وحماية توازنها البيئي، من خلال مبادرتهم إلى توجيه مجتمعاتهم وحرصهم على تنمية الإنسان الإفريقي دينيا وفكريا وحضاريا.