البيان الختامي للدورة التواصلية الرابعة لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾
وفي الحديث الشريف: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين»؛ لذا فقد كتب الله لمن شرفهم بتلك الخيرية القيام بأمر الدين والنصح لعامة المسلمين.
ويعتبر إنشاء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة من مكرمات مولانا أمير المومنين صاحب الجلالة الملك السادس أعز الله أمره، إذ بموجبها كتب الله للعلماء المغاربة وأشقائهم من باقي البلدان الإفريقية الاجتماع على ما نطق به القرآن الكريم، وجاء به سيد المرسلين سيدنا محمد ﷺ وعلى آله الطيبين الأكرمين.
إذ بها تتحقق عُرى المحبة والتواصل بين العلماء العاملين، وبفضلها تتظافر الجهود لخدمة الثوابت الدينية التي يرعاها مولانا أمير المومنين.
ومعلوم أن من السنن الحميدة التي دأبت المؤسسة على العمل بها تنظيم دورات علمية تواصلية بمشاركة رؤساء وأعضاء فروع المؤسسة بالقارة الإفريقية الشقيقة الذين أثروا هذه الدورة التي اختار القائمون عليها موضوع: «المدرسة الأشعرية والمذاهب الفقهية: الانسجام العلمي والمنهجي في خدمة كليات الدين»، بمشاركاتهم العلمية وإسهاماتهم القيمة، علما بأن الكلام عن موضوع عقيدة المسلمين من الثوابت الدينية التي يتولاها من شرفهم الله بالإمامة العظمى في شخص أمير المومنين حامي حمى الملة والدين والراعي لمصالح المسلمين.
فطوبى لنا أجمعين بما من الله به علينا بالتئامنا في هذا الجمع الكريم لمدارسة هذا الموضوع الذي يهم كافة المسلمين.
السادة العلماء الأفاضل
السيدات العالمات الفاضلات
لقد أسفرت هذه الدورة عن فوائد جمة ونتائج مهمة أعرضها عليكم ضمن التوصيات التي نبه عليها معالي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ومنها:
- العمل على ترسيخ الانتماء العقدي بين المغرب وباقي البلدان الإفريقية
- متابعة التعريف بالمذهب الأشعري باعتباره مرجعية أساسية يعيشها الأفراد في حياتهم اليومية
- إعداد دليل المرشدين بالبلدان الإفريقية يهدف إلى نشر العلم والمعرفة
- إعداد دليل عن الممارسات السلوكية الصوفية بشراكة مع الطاقات الشابة من الأئمة والعلماء يهدف إلى تنوير حياة الناس
- استثمار ميثاق العلماء الأفارقة الذي يتضمن مكارم الأخلاق ويتوخى التصدي للتيارات المشوشة والأفكار المتطرفة.
ومن التوصيات التي عبر عنها المشاركون والمتدخلون في أعمال هذه الندوة:
- إعداد برامج علمية تعرف بأصول المدرسة الأشعرية وأهدافها
- تنظيم ورشات دورية للتعريف بأهم المباحث العقدية
- عقد جلسات علمية لمناقشة مفاهيم الوسطية والتنزيه والتأويل ونظرية الكسب وغيرها
- برمجة أنشطة دورية لبيان تجليات العقيدة الأشعرية في ضمان الاستقرار والأمن الروحي بالمغرب والمجتمعات الإفريقية
- إعداد دليل تعريفي بالعقيدة الأشعرية وأهميتها في نشر الأمن والاستقرار
هذا ونحمد الله تعالى على ما أنعم به علينا من خيرات هذا اللقاء المبارك داعين لمولانا أمير المومنين بالنصر والتمكين سائلين الله سبحانه وتعالى أن يحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم، وأن يقر عينه بولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن، وأن يشد أزره بصنوه الرشيد مولاي رشيد آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.