التواصل الثقافي والعلمي بين الشعوب الإسلامية الإفريقية: مظاهره وتطوراته
ألقيت المداخلة في الندوة العلمية الدولية التي نظمتها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في موضوع “التراث الإسلامي الإفريقي بين الذاكرة والتاريخ” أيام 22-23-24 ربيع الأول 1443 هـ الموافق لـ 29-30-31 أكتوبر 2021 م في العاصمة النيجيرية أبوجا.
ملخص البحث
تعاقبت على المنطقة التي نحن بصدد الحديث عنها، حضارات كثيرة استمرت آلاف السنوات، وعرفت هذه الشعوب بسب ذلك اختلافا كثيرا في اللغات والثقافات والأديان؛ وقد شكلت ثقافات هذه الشعوب المسلمة رغم التباين الثقافي واللغوي والتعدد العرقي الذي يشمل الأمازيغي والعربي والأندلسي الموريسكي والأفريقي فسيفساء حضارية فريدة صبغها الإسلام بألوانه الجمالية وطبعها بطابعه العلمي الممتاز، فظهرت الطبعة الإفريقية من الإسلام مميزة بتناغمها وانسجام مكوناتها والتواصل بين مشرقها ومغربها وجنوبها بشمالها؛ فكيف وقع هذا التناغم الذي خلق أمة واحدة يجمعها هدف واحد وتسعى لغاية واحدة؟ هذا ما سوف نحاول الإجابة عليه في هذه المحاضرة تحت عنوان: “التواصل الثقافي والعلمي بين الشعوب الإسلامية الإفريقية: مظاهره وتطوراته”.
وسأحاول تحليل مجموعة من العناصر التي تعكس المثاقفة بين الشعوب الإفريقية المسلمة انطلاقا من الحديث عن دور المراكز العلمية الكبرى كفاس ومكناس ومراكش وبلاد سوس وتمبكتو وشنقيط والقيروان وكانو وبورنو، والمدن العلمية في شرق القارة الإفريقية مثل ممباسا وبمبا ولامو، كما سأتناول إسهامات العلماء الذين ذاع صيتهم وانتشر علمهم في مختلف بلدان القارة الإفريقية، كالقاضي عياض بن موسى اليحصبي، وعبد الله بن ياسين الجزولي والشيخ عبد الله بن فوديو، وسيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم، وأبي سالم العياشي، والشيخ عمر الفوتي، وأحمد بابا التمبكتي وأضرابهم، هذا فضلا عن أدوار الممالك كمملكة كانم ومملكة الهوسا ومملكة غانا ومملكة سنغاي ومملكة فوتا ومملكة باقرمي في تشاد إلخ.
كما سنسلط الضوء على ما قامت به الطرق الصوفية من توطيد للصلات العلمية والروحية والثقافية بين مسلمي القارة الإفريقية، وإسهامها في تخفيف الفوارق الاجتماعية بين مختلف شعوبها.
نص المداخلة
تقديم
تعاقبت على المنطقة التي نحن بصدد الحديث عنها حضارات كثيرة استمرت آلاف السنوات، وعرفت هذه الشعوب بسب ذلك اختلافا كثيرا في اللغات والثقافات والأديان؛ وقد شكلت ثقافات هذه الشعوب المسلمة رغم التباين الثقافي واللغوي والتعدد العرقي الذي يشمل الأمازيغي والعربي والأندلسي الموريسكي والأفريقي فسيفساء حضارية فريدة صبغها الإسلام بألوانه الجمالية وطبعها بطابعه العلمي الممتاز، فظهرت الطبعة الإفريقية من الإسلام مميزة بتناغمها وانسجام مكوناتها والتواصل بين مشرقها ومغربها وجنوبها بشمالها؛ فكيف وقع هذا التناغم الذي خلق أمة واحدة يجمعها هدف وتسعى لغاية واحدة؟ هذا ما سوف نحاول الإجابة عليه في هذه المحاضرة تحت عنوان: “التواصل الثقافي والعلمي بين الشعوب الإسلامية الإفريقية: مظاهره وتطوراته”.
وسأحاول تحليل مجموعة من العناصر التي تعكس المثاقفة بين الشعوب الإفريقية المسلمة انطلاقا من الحديث عن دور المراكز العلمية الكبرى كفاس ومكناس ومراكش وبلاد سوس وتمبكتو وشنقيط والقيروان وكانو وبورنو، والمدن العلمية في شرق القارة الإفريقية مثل ممباسا وبمبا ولامو، كما سأتناول إسهامات العلماء الذين ذاع صيتهم وانتشر علمهم في مختلف بلدان القارة الإفريقية، كالقاضي عياض بن موسى اليحصبي، وعبد الله بن ياسين الجزولي والشيخ عبد الله بن فوديو، وسيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم، وأبي سالم العياشي، والشيخ عمر الفوتي، وأحمد بابا التمبكتي وأضرابهم، هذا فضلا عن أدوار الممالك كمملكة كانم ومملكة الهوسا ومملكة غانا ومملكة سنغاي ومملكة فوتا ومملكة باقرمي في تشاد إلخ.
كما سنسلط الضوء على ما قامت به الطرق الصوفية من توطيد للصلات العلمية والروحية والثقافية بين مسلمي القارة الإفريقية، وإسهامها في تخفيف الفوارق الاجتماعية بين مختلف شعوبها.
المبحث الأول: منافذ دخول الإسلام إلى القارة الإفريقية ووسائله
دخل الإسلام القارة الإفريقية عبر منافذ متعددة، وبجهود مختلفة اشترك فيها المجاهدون والتجار والدعاة ومشايخ الطرق الصوفية، وسنحاول في هذا المبحث أن نبيّن هذه المنافذ وتلك الجهود، وذلك في المطالب التالية:
المطلب الأول: منافذ دخول الإسلام إلى القارة الإفريقية
سجلت كتب التاريخ أن الإسلام دخل القارة الإفريقية مبكرا، وترددت كلمة التوحيد في الحبشة قبل أن تصل المدينة المنورة، ونبيّن في هذا المطلب هذه المنافذ في الفقرات التالية:
- الفقرة الأولى: منفذ القرن الإفريقي
لم تكن الحبشة المذكورة في كتب السير تقتصر على حدود إثيوبيا اليوم؛ بل كانت آنذاك تطلق على كل منطقة القرن الإفريقي، فتشمل كلا من إريتريا، والصومال، والسودان، وجيبوتي، وأثيوبيا الحالية[1].
ولم يوجه الخلفاء الراشدون ومن بعدهم جيوشا لفتح القرن الإفريقي لأمور منها: وعورة المنطقة وتجارب سابقة غير مشجعة[2]، إلا أن الإسلام دخل تلك الربوع مبكرا، حيث أصبحت الحبشة هي البوابة الأولى لأسلمة القارة الإفريقية خاصة منطقة شرق إفريقيا، على يد جيل التابعين الذي خلف الصحابة والتجار المسلمين الذين تدفقوا على المنطقة.
وقد ذكر المؤرخون أن الإسلام انتشر في سواحل الحبشة، وقامت فيها ممالك إسلامية متعددة سيطرت حقبة من الدهر على سواحل الحبشة وأدخلت في الإسلام كثيرًا من القبائل الوثنية[3].
وذكر العمري في مسالك الأبصار[4] أن هذه المنطقة قامت بها سبع ممالك إسلامية مزدهرة، كان لها عمل مشكور في نشر الإسلام هي: مملكة وفات، ومملكة دوارو، ومملكة أرابيني، ومملكة هديا، ومملكة شرحا، ومملكة بالي، ومملكة داره، ولقد زكّى الشوكاني سلطان “وفات” محمد بن أبي البركات الجبرتي الذي تولى ملكها سنة 828ﻫ، وقال إنه: “كان دَيِّنًا عاقلًا عادلًا خيِّرًا وقورًا مُهَابًا، ذا سطوة على الحبشة، أعز الله به الإسلام”.
وقد تغلغل الإسلام من الحبشة في اتجاه دول الجوار، وإن عرف الساحل الشرقي لإفريقيا – بحكم قربه من جزيرة العرب – هذا الدين مبكرا. فكان التجار المسلمون من جنوب شبه الجزيرة نشطين في سواحل الصومال وكينيا وتانزانيا سواء في توسيع دائرة التبادل التجاري أو في نشر تعاليم الإسلام وقيمه.
كما تأسست إمارات إسلامية في كل من “لامو” (إلى الشمال من مدينة ممباسا) وشنجايا (بورت دنفورد) و”كاسو”، و”كلو”، و”باتا”[5].
- الفقرة الثانية: منفذ الشمال الإفريقي
دخل الإسلام إلى القارة الإفريقية من جهتي مصر وبلاد المغرب، فقد كان فتح مصر في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب (المتوفى سنة: 23 هـ) على يد عمرو بن العاص (المتوفى سنة: 43 هـ)، ثم توطّد في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان(المتوفى سنة: 27 هـ) حتى وصلت فتوحات الجيوش الإسلامية إلى تونس بقيادة عبد الله بن أبي سرح، وفي ولاية معاوية وجّه جيشاً بقيادة معاوية بن حديج الكندي والي مصر، فوسع رقعة الفتح إلى أبعد مما كان في الفتح الأول، ثم ولى بعده عقبة بن نافع الفهري وأمره أن يتوسع في الفتوحات ليمكن للإسلام. فرأى عقبة أن يؤسس مدينة القيروان (سنة: 50 هـ) لتكون عاصمة للمسلمين وقاعدة للفتوحات[6].
وما تمت نهاية القرن الأول للهجرة حتى كمل فتح بلاد المغرب والأندلس[7].
المطلب الثاني: وسائل نشر الإسلام
قدمنا أن الإسلام وصل إلى شمال القارة عن طريق الفتوحات الإسلامية على يدي عمرو بن العاص في مصر و عبد الله بن أبي سرح في تونس، وقد اتخذت الدعوة منحيين نفصلهما في الفقرتين التاليتين:
-
الفقرة الأولى: الحملات العسكرية
إذا كانت الدعوة السلمية هي الأساس في انتشار الإسلام وتعمقه في البلدان الإفريقية، فقد ذكرت المصادر التاريخية حملات عسكرية انطلقت من البلاد المغربية نحو القارة الإفريقية جنوب الصحراء، وأخذت مسالك التجارة القافلية معابر لها[8]، وكان لهذه الحملات وقعها المدوي في ذاكرة المؤرخين، خاصة في البدايات الأولى للقرن الثاني الهجري مع فتوحات أبي عبيدة بن عقبة الفهري وابنه حبيب وحفيده عبد الرحمن. فكانت إيذانا بانطلاقة الدعوة جنوبا وفتحا للطريق أمام المسلمين ليتنافسوا في العمل الصالح والسعي في نفع الناس، فوصلت إلى مداخل الصحراء ومهدت الطرق لتسهيل التنقل[9].
كما عزّزت حركة المرابطين في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري الوجود الإسلامي بالقضاء على الدولة الوثنية.
- الفقرة الثانية: الدعاة والتجار
تذكر المصادر التاريخية أن الإسلام دخل إلى شمال نيجيريا في وقت مبكر من القرن الرابع الهجري بعد أن ترسخ في دولة كانم برنو. وخلال القرن السابع الهجري نشط رجال الدّين المسلمون والتّجّار الوافدون من الشمال والشرق في بث الدعوة بشكل سلميّ في الإمارات السبع (كانو، ورانو، وزاريا، ودورا، وغوبير، وكاشنه، وزمفرةالتي تشكلت في المناطق التي يسكنها شعب الهوسا. ومن المشتهر عند المؤرخين أن هذا الشعب ما إن عرف الإسلام حتى أصبح معقل الدعوة في بلاد السودان[10] ومصدرها الذي انطلقت منه نحو الكثير من شعوب غرب القارة[11]. وتذكر بعض الروايات أن الفضل في انتشار الإسلام في ولايات الشمال النيجيري يرجع إلى جهود “آياجي كونسياميا” زعيم شعب الهوسا وأمير “كانو”.
ومن الشمال النيجيري انتقل الإسلام إلى الريف وإلى مرتفعات الحزام الأوسط، بل إلى الجنوب النيجيري والآداماوا. ووصل أيضا إلى جنوب غرب المناطق الناطقة بلغة يوروبا خاصة في فترة الإمبراطور مانسا موسى ملك مالي[12].
ووصل الإسلام إلى توجو بفضل التّجّار من شمال إفريقيا والدعاة من سكان الحزام الصحراوي من الطّوارق وغيرهم، الذين بذلوا وسعهم في نشر العلم وبناء المساجد والمدارس على طول طُرق التّجارة المسلوكة[13]. فاعتنق أورودجوبو” زعيم سكان شمال توجو الوثنيين الإسلام، وتسمى ب”تخاري معلوم”، ومنح المسلمين حق الإقامة وملكية الأرض في مجالات سلطانه وأصبح الإسلام الدين الرسمي بها، واستقدم العديد من مسلمي الهوسة والفولان لبث المعارف الإسلامية[14].
وفي القرن التاسع الهجري دخل الإسلام إلى عدة بلدان من غرب إفريقيا كساحل العاج، وغينيا، وسيراليون، وليبيريا، وفولتا العليا، وبنين، فجذبت بأسواقها التجار المسلمين من تمبكتو وجني وكانم، وبورنو[15]. ومهّدت هذه العلاقات التّجاريّة لقيام مجتمع مسلم في تلك البلدان خاصة بعد تحوّل الزّعماء المحلّيّين من دياناتهم الإحيائية إلى الإسلام، وبعد أن انتشرت ظاهرة زواج التّجّار المسلمين من نساء هذه الشعوب.
أما المناطق الواقعة إلى الغرب من النيجر، فقد عرفت الإسلام خلال القرن الهجري الثاني مع فتوحات عقبة بن نافع وابنه عبيدة الفهريين. فابتداء من هذا التاريخ، نشط التجار المسلمون من سكان الحواضر الإسلامية الشمالية في تكثيف التبادل التجاري مع أبناء هذه الجهات، وكان لهذه الحركة التجارية القافلية أثرها في التفاعل الاجتماعي الذي تمثل في هجرات عناصر من الشمال الإفريقي وقطنها في المواطن الجديدة ثم تواشج أواصر القربى بينها والسكان المحليين[16].
- الفقرة الثالثة: الطرق الصوفية
قامت الطرق الصوفية بإسهام مهم في الحياة الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية لسكان القارة الإفريقية، ويعتبر الكثير من الباحثين أن للطرق الصوفية، التي غطت كل المجتمعات الإسلامية أكبر الأدوار في نشر اللغة العربية والثقافة الإسلامية في دول إفريقيا جنوب الصحراء، والحفاظ عليها من الاندثار عبر الزمن وتقلباته والتصدي لتأثيرات تهميشها من طرف المستعمر الفرنسي والحكومات التي أعقبته[17].
وتتّفق معظم المصادر التاريخية على أن هذه الحضرات الصوفية شكلت قنطرة كبيرة انتقل عبرها بعض الناس من الوثنيات القديمة إلى الإسلام وترسخ بها دين آخرين. كما ساهمت بشكل كبير في نشر الإسلام بطريقة سلمية على نطاق واسع وفي كثير من بقاع القارة الإفريقية، وفي التعريف بأحكام الحلال والحرام وتعميق الثقافة الدينية، وتحسين الأوضاع الاجتماعية للناس، ونفعهم في أمور معاشهم ومعادهم. فقد أسسوا المساجد، وفتحوا المدارس والزوايا، وقربوا الناس من الله بالذكر والتذكير والمذاكرة، وأصلحوا الأخلاق، وأثروا الفكر الإسلامي بالحكمة والمعرفة وتواشجت الأرحام بينهم والسكان الأصليين[18].
وقد أسهم في هذا العطاء عدة عوامل:
- بساطة الحصيلة اللغوية التي يحتاج إليها المريد للصعود إلى قمة الهرم الاجتماعي؛
- استعداد المشايخ للتنقل بين القرى والمدن لشرح الإسلام والترغيب فيه؛
- التركيز على تزكية النفس والزهد في الدنيا؛
- الحث على التآخي والتبشير بما أعد الله للمتحابين فيه؛
- التعاون وكفالة الميسورين للمعسرين في عقد اجتماعي غير مكتوب
وقد عمت الطرق الصوفية في كل أرجاء إفريقيا، فاشتهرت في أفريقيا عدّة طرق صوفية كان لها – وما زال- دور في نشر الثقافة الإسلامية وتعليم علوم اللغة العربية نذكر منها على سبيل المثال:
الأحمدية[19] أوالإدريسية[20] والصالحية أو الرشيدية [21]، والقادرية[22]، والشاذلية[23] والتجانية[24] والمريدية[25] إلخ…
المبحث الثاني: أثر الإسلام على التواصل الثقافي بين الشعوب الإفريقية
تطرّقنا في المبحث السابق إلى دخول الإسلام إلى إفريقيا، ونخصص هذا المبحث لأثر الإسلام على التواصل الثقافي بين الشعوب الإفريقية التي كشف عن معظمها الانفتاح العربي على إفريقيا باعتبارها كنزا تراثيا وظهيرا استراتيجيا للعرب في المعركة الوجودية التي يخوضونها في التخلص من بقايا الاستعمار، ويستعينون بها على اقتحام عقبات العولمة التي تهدف إلى تنميط البشر في نموذج واحد دون الاعتراف بالخصوصيات الثقافية والدينية للبلدان الخاضعة لتأثيرهم المتنامي. إثر هذا الانفتاح أقيمت معاهد وأحييت مدارس ونظمت مؤتمرات كان لها أثر كبير في الكشف عن مخبّآت ما كان لها أن تخرج إلى النور لولا هذه الجهود الطيبة،، ونخصص هذا المبحث لرصد بعض آثار الإسلام على القارة الإفريقية، وذلك في المطالب التالية.
المطلب الأول: كتابة اللغات الإفريقية بالحرف العربي
اتخذت عدة مجموعات إفريقية عبر التاريخ الحرف العربي لكتابة اللغات الوطنية مثل: المالاجاشية والسواحيلية والهوسا والولوف والفولان والسنغاي وغيرها كثير، و لعل أهم ما قدمته اللغة العربية للغات الإفريقية أنها زودتها بالحرف الذي مكنها من دخول عالم اللغات المكتوبة، والذي من خلاله تمكنت من القيام بدورها في التعبير عن آدابها وإيصال العلم والمعرفة لمجتمعاتها إلى جانب الإثراء التي غذت به اللغة العربية هذه اللغات من مفردات عربية. وسنتطرق لتطور كتابة اللغات الافريقية بالحرف العربي في الفقرات التالية:
- الفقرة الأولى: كتابة الأحرف بالخط العربي
من الصعوبة أن نحدد تاريخ بداية تدوين لغات الأمم الإسلامية في إفريقيا، إلا أنه من المؤكد أن تجربتها كلها في المجال قد بدأت بالحرف العربي ويبدو أن السواحلية كما ذهب إليه الباحث الأمين أبو منجا: هي أولى اللغات تأثرا وذلك لاتصال العرب بسواحل شرق إفريقيا حتى قبل الإسلام وحيوية النشاط التجاري هنالك، والذي يتطلب دوما التدوين أما الشعوب الإسلامية في أقاصي إفريقيا إقليم السنيغامبيا- فقد وصلتها الثقافة العربية الإسلامية عبر قبائل وسيطة، أهمها قبائل صنهاجة التي استقت بدورها هذه الثقافة من شمال إفريقيا وبلاد الأندلس، وجرى ذلك خلال القرن الأول من التاريخ الهجري. لذلك من المتوقع أن ترجع بدايات التدوين بكبرى لغات تلك المنطقة كالفولانية والوولفية ولغة الماندينقو إلى ذلك التاريخ.
ومن اللغات الإفريقية المكتوبة بالحرف العربي اللغة المالاجاشية؛ حيث يقول الباحث مونتي أن هناك سبعة آلاف صفحة من المخطوطات المكتوبة بالمالاجاشية ذات الحرف العربي في المكتبة الأكاديمية بالنرويج.
واللغة الثانية هي اللغة السواحلية التي امتزجت مبكرا باللغة العربية وهي تنتشر في تنزانيا، كينيا، أوغندا، الصومال، جزر القمر.. الخ.
و قد استخدم الحرف العربي في كتابة لغات الأمم الإسلامية وبعض من الأمم غير الإسلامية مثل قبائل جنوب السودان بكفاءة ولفترة طويلة من الزمن.
- الفقرة الثانية: دور اللغة العربية في إثراء القواميس الإفريقية
يصعب تحديد حجم الألفاظ العربية التي دخلت في لغات الشعوب الإفريقية المسلمة الكبرى لأسباب تختلف. فبالنسبة للغة السواحلية مثلا نجد أن حجم هذه الألفاظ يختلف من منطقة إلى أخرى، حيث تصل ذروتها في الجزر: (زنجبار،لامور،باتي) وتقل كلما ابتعدنا من الساحل إلى الداخل، وتتضاءل لحد التلاشي في الحدود الغربية ليوغندا. لذلك اختلف الباحثون في تقديرها، حيث تصل عند بعضهم %50 من ألفاظ القاموس السواحلي، ولا تتعدى عند البعض الآخر 15% منه. أما بالنسبة للغة الهوسا فقد تضمّنت قائمة الباحث اللغوي الأمريكي جوزيف غرينبير 460 كلمة عربية مقترضة، هذا بينما وصلت هذه الكلمات في قائمة اللغوي الإيطالي سيرغيو بالدي حوالي 10% لكن شكك بعض الباحثين في هذه النتيجة معتبرا أنها أكثر من ذلك.
- الفقرة الثالثة: نماذج من الأدب الساحلي والهوسي والفولاني المكتوب باللغة العربية
أولا: السواحلية
لعل اللغة السواحلية هي من أكثر اللغات تأثرا باللغة العربية و على هذا فقد لاحظ المهتمون بآداب الشعوب الإسلامية المسلمة في إفريقيا أن النشاط الفكري وسط هذه الشعوب يبدأ دائما باللغة العربية نفسها ثم ينشأ على أثره الأدب المعبر عنه باللغات المحلية، لذلك فإن أقدم المخطوطات التي عثر عليها في سواحل شرق إفريقيا كانت مخطوطتي كلوا وباتي، وكلتاهما مكتوبتان باللغة العربية. كما وجدت عبارات مكتوبة باللغة العربية على شواهد بعض القبور ترجع إلى القرن الثامن الميلادي. ولا يستعبد الباحثون وجود تراث أدبي مكتوب بالخط العربي قبل هذا التاريخ لم يتم اكتشافه بعد. على أية حال، لا شك في أن كل هذه الآثار ترجع إلى العرب أنفسهم.
ومن أقدم النصوص التي تم العثور عليها أربع قصائد مطولة ترجع إلى القرن الثامن عشر ولكنها قصائد تعليمية. ولعل أهمها وأقدمها قصيدة الهمزية للشيخ عيدروس بن عثمان بن علي وهي عبارة عن ترجمة لقصيدة باللغة العربية لشرف الدين البوصيري كما وجدت بعض المقتطفات من قصائد المولد مترجمة من القصائد العربية.
ثانيا: الهوسا و الفلاني
إذا كان الأدب السواحيلي قد نشأ بالتدرج، فإن الأدب الهوسي والفولاني المكتوبين كانا نتاجا للثورة العلمية التي صاحبت حركة الجهاد في بلاد الهوسا وقيام الدولة الصكتية. وتوفر لقادة الجهاد في بلاد الهوسا قدر كبير من الإلمام بالأدب العربي الإسلامي، وألفوا باللغة العربية نثرا ونظما كتبا مهمة في العلوم الإسلامية كالتوحيد والفقه والعبادات والجهاد والمعاملات والمواعظ..الخ. بغية هداية المجتمع وتهيئته للتغير الذي يطمحون إليه. وقد اتضح بعد ذلك لهؤلاء العلماء أن ما كانوا يكتبون باللغة العربية وحدها لا يفي بالغرض المطلوب، لأن المستهدفين به وهم الهوسا والفولان أميون لا معرفة لهم باللغة العربية وهو ما فرض عليهم ابتكار طريقة جديدة لإيصال المعلومة عن طريق اللغات المحلية السائدة في المجتمعات المستهدفة.
وفي سنة 1828، ظهر كتاب معدن السعادة (أوغرد مللُ) باللغة الفلانية، وقد ألفه نظماً ألفا محمد صامب ديالو من قرية مومبيي في فوتا جالون (غينيا) وعلل سبب تأليفه لكتاب بلغته بالقول: « إن كثيرا من الفلان لا يفهمون ما يتعلمونه باللغة العربية، وسيظلون في شك( من دينهم)، والاعتماد على الشك في الفرائض والواجبات غير مجد لا في القول ولا في العمل، ومن يطلب اليقين والتخلص من الشك والارتياب، فليقرأ إذن باللغة الفلانية هذا الكتاب من نظم هذا الإنسان الضعيف، فكل ما يشمل معرفة الأمور الشرعية جائز سواء كتب باللغة الفلانية أو باللغات الأخرى، فالمهم أن يتوصل به إلى معرفة مقاصد الشرع.
وقد ضمن ألفا محمد صامب كتابه كل ما يحتاج المسلمُ إليه من العبادات والأحوال الشخصية والمعاملات والحدود.
ثم وضع تلميذه محمد هلا في سنة 1837 كتابا في العقائد سماه بكبِ، و هو في الحقيقة ترجمة للبرهان وأم البراهين.
وفي سنة 1870 لخص محمد خير الدين مرورو سسمبا قرب مدينة جيبو ( بوركنا فاسو) 13 كتابا ومنظومة في التوحيد، منها البرهان وأم البراهين ورتب كل ذلك حسب أبواب التوحيد، وترجمه إلى اللغة الفلانية؛ وقال”: “قمت بكتابة هذا الكتاب بمساعدة الأخوين جاجي سسدبه وبُوبكر اسنكورو، وصححنا النسخة بمعاونة أحد الحذاق من حفظته، وبلغت صفحاته (727) من الحجم المتوسط.اه
وفي نفس السياق قام الشيخ عثمان فودي بترجمة مختصر الأخضري في العبادات إلى اللغة الفلانية، ونظم قصائد كثيرة في الفقه والتصوف والسيرة والأخلاق في هذه اللغة، وقام أخوه عبد الله بعمل مماثل، وترجم عدة مقامات من مقامات الحريري إلى اللغة الفلانية كما ترجم من كتابه ضياء التأويل عدة أجزاء في السير إلى هذه اللغة.
وقبل هؤلاء، قام ألفا سعيد من ماسنيه بتأليف كتاب في الفقه سماه: دوكُل ذوكُو (Dokkal Dkko) أي منحة المعطي، وجمع فيه المسائل الفقهية الواردة في مختصر خليل والمدونة، وهو يقع في أكثر من خمسمائة صفحة، وتوجد منه نسختان في قرية توكو « Tooko» بالقرب من تينتع ( Tenegon) في مالي.
وقد قام شعبا السوننكه والهوِسا في هذا الميدان بأعمال مماثلة لما قام به الشعب الفلاني.
وفي أواخر القرن التاسع عشر، نظم الشيخ محمد علي شام قصيدته الرائعة في حياة الحاج عمر الفوتي باللغة الفلانية، وقد ترجمها وعلق عليها ونشرها حاكم السنغال الفرنسي غادن، وتعتبر هذه القصيدة أحسن مرجع يعتمد عليه في معرفة حياة الحاج عمر الفوتي[26].
المطلب الثاني: دخول المدائح النبوية في الترانيم الإفريقية
اشتغل الشعراء منذ عهد النبوة بمديح الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم والثناء عليه بما هو أهله، وروى البيهقي في دلائل النبوة عن خريم بن أوس بن حارثة بن لأم، يقول:
“هَاجَرْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْصَرَفَهُ مِنْ تَبُوكَ فَأَسْلَمْتُ فَسَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عبد الْمُطَّلِبِ رِضْوَانُ اللهُ عَلَيْهِ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَمْتَدِحَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلْ لَا يَفْضُضِ اللهُ فَاكَ: فَقَالَ الْعَبَّاسُ:
مِنْ قَبْلِهَا طِبْتَ فِي الظِّلَالِ وَفِي *** مُسْتَوْدَعٍ حَيْثُ يُخْصَفُ الْوَرَقُ
ثُمَّ هَبَطْتَ الْبِلَادَ لَا بَشَرٌ *** أَنْتَ وَلَا مُضْغَةٌ وَلَا عَلَقُ
إلخ…[27]
ولا غرابة إن تأثر الأفارقة بهذا الفن، فهم “مطبوعون على الإيقاع ويحسنون الجمع بين القبول والمشاهدة والتأمل، وهم مجبولون على الحركات الموزونة الرمزية”[30]، وقد كان لهم حظ وفير في المديح النبوي والتغني بالحبيب المصطفىكما مدحه كل من كعب بن مالك الأسلمي، وعبد الله بن رواحة الخزرجي، وحسان بن ثابت، وهم المراد في الاستثناء الوارد في قوله تعالى: (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا) كما ورد عن ابن عباس ترجمان القرآن[28]. ولئن اتجه أغلب الشعر في العصور الإسلامية الأولى إلى مدح الأمراء وأغراض أخرى، فقد اشتهرت في قارتنا السمراء مدائح محمد بن سعيد البوصيري المصري، خصوصا البردة التي حوّلت وجهة الشعر من البلاط إلى التغني بصفات النبي صلى الله عليه وسلم، والتشوق إلى لقائه، وقد أكثر الخواص والعوام من التبرك والاستشفاء بهذه القصيدة، ووضعت لها التخميسات والتسبيعات، وعارضها كثير من الشعراء في مختلف العصور، ووضعت لها الشروح والحواشي، وقد أثرت ميمية البوصيرى في المدائح النبوية في غرب أفريقيا تأثيراً عميقاً، ولعلّ من أسباب ذلك أن الطريقة الشاذلية الشائعة في غرب أفريقيا، جعلت بردة البوصيرى من أهم أورادها الأسبوعية، إذ تُقرأ في يوم الجمعة على الطهارة مع استقبال القبلة[29]
صلى الله عليه وسلم، وقد أرجع بعض الباحثين الفضل في نشأة المدائح النبوية في غرب إفريقيا إلى إبراهيم الساحلي المهندس أحد الشعراء النابغين إبان خلافة ملك مملكة مالي الإسلامية كَنْكَا موسى في القرن الرابع عشر الميلادي[31].
وقد اشتهر من الأفارقة شعراء خصص بعضهم للمديح النبوي جزءا له بال فكانت على شكل دواوين، بينما أثِرت عن البعض قصائد وهو ما نتعرض لنماذج منه في الفقرات التالية:
-
الفقرة الأولى: الدواوين
اشتهرت دواوين شعرية لمشايخ وعلماء من إفريقيا نذكر منها النماذج التالية:
- مقاليد السعادات في مديح سيد السادات” ويضم ثماني وعشرين قصيدة (559بيتا)
- جلاد مدافع حزب القهار على صدور الكفار وهو في تسع وعشرين قصيدة (578 بيتاً) كلاهما للشاعر الغيني علي بوديم (تـ 1927 م)، وقد خمّسهما نجله الحاج عبد الرحمن باه، فالديوان الأول بعنوان “مفتاح المسرات في مدح سيد السادات” والثانى بعنوان “وصية الوالد في مدح أحمد الماجد”[32].
- ديوان الأمداح النبوية والصلوات على النبي الهاشمي عليه الصلاة والسلام للشيخ أحمدو بمب (تـ 1927) الذي كرس للمدائح النبوية أكثر من مائة قصيدة.
- قدوة المولود حذو الوالد في إحياء ليلة الميلاد لسيدنا أحمد محمد، للشاعر الفقيه الشيخ عمر كابا، المعروف بـ “كرامو طلبي” (تـ 1381 هـ) ويتكون الديوان من 211 بيتا وهو في 25 قصيدة.
- العقد المنظم في مدح النبي المعظم، “ونيل المرام في مدح خير الأنام”.كلاهما للسيد محمد السنوسى غوث فاس (تـ 1376 هـ) من جمهورية غامبيا
- منتهى السؤل في مدح طه الرسول لجرنو سيد الشعراء (تـ 1383 هـ ) والذي يتألف من 262 بيتا في 32 قصيدة.
- الدواوين الستة للشيخ إبراهيم انياس الكولخي (تـ 1975م) من السنغال.
- فتح اللطيف بنظم الحروف في مدح النبي المختار للشيخ محمد مرحبا سانوغو (تـ 1981م) من بوركينافاسو
- الفقرة الثانية: القصائد والمقطعات
من أبرز القصائد المديحية في القارة الإفريقية:
- قصيدة “صلاة ربي” للعلامة محمد بن سعيد اليدالي (تـ 1166 هـ)
صلاة ربي** مع السلام ** على حبيبي ** خير الأنام
- قصيدة محمدي بن سيدي عبد الله العلوي (تـ 1264 هـ):
تهنئة الربيع** بمدحة الشفيع** بالمنطق البديع** أبغي بها مؤملي
- قصيدة “هل لى مسير” للشيخ عثمان بن فودي رضي الله عنه ومطلعها:
هل لي مسير نحو طيبة مسرعًا *** لأزور قبر الهاشمي محمد[33]
- كافية السلطان محمد بلو (تـ 1943م)
- مفتاح الأغلاق في مدح حبيب الخلاق للشيخ أبى بكر عتيق النيجيري ( 1974م) يقول فيها:
مدحى له قد كان في إطباقى *** لا ما أسطّره على الأوراق
ماذا أقول بمدح من ربُّ الورى *** أثنى عليه بأعظم الأخلاق[34]
- وللشيخ الحاج عباس صل (تـ 1991م) قصائد كثيرة في المديح النبوي بعضها باللغة العربية الفصحى والبعض الآخر باللهجة الولفية
هذه نماذج لا تمثّل إلا القليل من شعراء هذه القارة التي ارتبط أهلها بالإسلام، وبرعوا في اللغة العربية، وطرقوا جميع المواضع الشعرية، وكان للمديح النبوي بصفة خاصة النصيب الأوفر من إنتاجهم؛ إذ وجدوا فيه إشباعا لذوقهم الفطري وطبيعتهم المرحة فأبدعوا فيه وخلدوا أشعارا تفيض حبًّا وتنهض همم المريدين للتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم.
ونختم هذا المطلب بأبيات للعلامة محمدي بن سيدي عبد الله العلوي:
(تـ 1264 هـ) يصف أهل مدينة شنقيط وقد حل شهر ربيع الأول:
ويعجبني منكم تحلق فتية على حرف ورش تقرأ الحزب بالفجر
وأخرى عشاء تنشد ابن مهيب وميمية البوصيرِ نادية الشعر
تعاطي مديح المصطفى كل ليلة معاطاة كأس من معتقة الخمر
وتنشد أحيانا وراء مديحها مقطعة تنفي الهموم من الصدر
فيهتز مني القلب عند سماعها كما اهتز مقصوص الجناح إلى الوكر
هنالك لا أبغي ترنم منشد ولا قينة تحنو البنان على وتر
فأعطيتموا شهر الربيع حقوقه جزاكم به الرحمن في موقف الحشر
المطلب الثالث: أثر الإسلام على العادات في إفريقيا
وجد الإسلام في الجزيرة العربية بيئة وثنية لخّصها جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه عندما سأله النجاشي عن هذا الدين فقال له: “أَيُّهَا الْمَلِكُ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ، نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ، ونأكلُ الميتةَ، وَنَأْتِي الفواحشَ، وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ. وَنُسِيءُ الْجِوَارَ وَيَأْكُلُ القويُّ مِنَّا الضَّعِيفَ، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ، حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا، نَعْرِفُ نسبَه وصدقَه وَأَمَانَتَهُ وعفافَه، فَدَعَانَا إلَى اللَّهِ لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ، وَنَخْلَعَ ما كنا نعبد نحن وآباؤنا مِنْ الحجارةِ والأوثانِ وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وصلةِ الرَّحمِ وحسنِ الْجِوَارِ، والكفِّ عَنْ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ، وَنَهَانَا عَنْ الْفَوَاحِشِ، وَقَوْلِ الزُّورِ، وَأَكْلِ مَالِ الْيَتِيمِ”[35]
وقد وجد الإسلام عند الأفارقة عادات متجذرة، فاحتفظت بعض الشعوب ببعض العادات؛ إذ ليس من السهل على شعب عاش حياتَه عبر قرون عديدة في ظل نظام معيّن أن يتخلى عنه بسهولة ويسر، وبدأت هذه العادات تتلاشى شيئا فشيئا مع ترسخ الإسلام وتمكنه من قلوب السكان، ونورد في الفقرات التالية نماذج من هذه العادات القديمة:
- الفقرة الأولى: الإنتساب للأب بدلا من نظام الأمومة
نعلم من خلال استقراء بعض المصادر التاريخية، أن معظم المجتمعات الأفريقية يجعل القرابة من جهة الأم أساسا لتكوين القبيلة أو العشيرية، فالأولاد لا يعدون أعضاء في جماعة أبيهم، وإنما يعدون أعضاء من جماعة الأم، والحقوق والالتزمات التي مردها الانتماء إلى جماعة ذات قرابة واحدة تترتب في العلاقة بين المرء وأقاربه لأمه، ومن ثم فإن الأقارب من جهة الأم يمثلون في حياة الأبناء دورا يفوق في أهميته دور الأقارب من جهة الأب.[36]
وقد ذكر المؤرخون الأوائل بعض هذه العادات؛ يقول المقريزي متحدثا عن قبيلة البجة: “وهم بادية يتبعون الكلأ، حيثما كان الرعي بأخبية من جلود، وأنسابهم من جهة النساء، ولكل بطن منهم رئيس، وليس عليهم متملك ولا لهم دين، وهم يورثون، ابن البنت وابن الأخت دون ولد الصلب، ويقولون: إنّ ولادة ابن الأخت وابن البنت، أصح فإنه إن كان من زوجها، أو من غيره، فهو ولدها على كل حال”[37].
والدليل على ذلك، أن الخال فيهم له من الحقوق وعليه من الواجبات ما يتجاوز كثيرا حقوق الأب وواجباته؛ فالرجل في المجتمع الأفريقي كان يسمى باسم عائلة أمه أو قبيلتها، والنظام العائلي تسيطر عليه الأم، والقاعدة المتبعة في هذه المجتمعات هي الوارثة من ناحية الأم، وذلك ما يشير إليه القلقشندي بقوله: ” وملك بعده سبط من أسباط ماري جاظة المقدّم ذكره، اسمه (أبو بكر) على قاعدة العجم في تمليك البنت وابن البنت[38].
وبدخول الإسلام إلى مملكة سنغاي أخذت هذه العادات تندثر شيئا فشيئا، وبدأ الأهالي يسمون بالأسماء العربية، وأخذت الفوارق الطبقية والعائلية بينهم تتلاشى وساعد كل ذلك على تطور دور الرجل في المجتمع وأصبح الفرد ينسب إلى والده ويحمل اسمه فالإسلام -كما هو معلوم – خص القرابة الأبوية بالقدر الأكبر من الحقوق والواجبات.
وقد تخلت العديد من المجموعات التي اعتنقت الإسلام عن هذا النظام الأمومي، وحل محله النظام الإسلامي، وقد تفاوتت هذه المجتمعات في التخلى عن هذا النظام تبعا لحداثة أو عراقة إسلامها، فهنالك مجتمعات أمومية اعتنقت الإسلام منذ القدم وتمكنت من إحلال النظام الإسلامي، وهنالك على العكس مجتمعات ظلت بنظامها الأمومي على الرغم من إسلامها.[39]
- الفقرة الثانية: طريقة الملبس والمأكل
ومن المظاهر الاجتماعية التي حاكى فيها أهالي مملكة سنغاي الأنماط العربية الإسلامية طريقة المأكل والملبس فقد تأثروا بالنمط العربي المغربي وخاصة في طريقة ملبسهم، يقول القلقشندي ناسبا للدكالي[40]: “لباسهم عمائم مثل العرب، وقماشهم بياض من ثياب قطن تنسج عندهم في نهاية الرقة واللطف تسمى الكيمصا، ولباسهم شبيه بلباس المغاربة جلباب ودراريع بلا تفريج”[41].
واللباس يعد نوعا من الأناقة يضفي على صاحبه الاحترام، لذلك حرص الناس على ارتداء أنسب ما يملكون وخاصة في المناسبات الاجتماعية والأعياد الدينية فقد كان الوجهاء حريصين على أن يظهروا بلباس فضفاض أمام العامة في حين أن عامة الناس كانوا يلبسون حسب قدرتهم وهنالك من كان يستخدم الجلود للاكتساء وخاصة في فصل الشتاء في مناطق الصحراء، غير أن معظم الباحثين قد أجمعوا على أن أهالي سنغاي كانوا قد تجاوزوا مرحلة العري منذ زمن طويل وخاصة بعد انتشار الإسلام وأصبح الناس كافة في هذا العهد يقتنون الملابس وذلك لأن الأهالي تأثروا إلى درجة كبيرة جدا بطريقة المدنية الإسلامية في مختلف سلوكياتهم ابتداء من الهيئة الشخصية للفرد والجماعة وانتهاء باللباس، وكل ذلك قائم على أساس تاثير القيم المدنية.
أما عن المأكل فقد انتقل العديد من الأطعمة التي كانت شائعة في الشمال الأفريقي إلى مملكة سنغاي، إذ كان الكسكس الأكلة المفضلة والرئيسية على موائدهم بالإضافة إلى لحم الغنم المشوي، والعسل ولبن المواشي والقصب، ولقد أدخل المغاربة العديد من عاداتهم في طريقة الأكل، وخاصة فيما يتعلق بوجبات الطعام اليومية، وتتمثل في وجبة العشاء حيث كان سكان المنطقة قبل ذلك يكتفون بشرب اللبن في العشاء مع بعض الفطائر، أما وجبة الإفطار فكانت تتميز بالأطعمة الدسمة من لحوم وحساء[42]
- الفقرة الثالثة: الزواج ونظام الأسرة
لم يكن الزواج في المجتمعات الإفريقية ولا سيما مجتمع سنغاي قبل تعرضه للمؤثرات العربية الإسلامية يستند إلى ضوابط شرعية، بل كان يعتمد أساسا على موروثات فوضوية يسودها التفكك والانحلال، وبعد اعتناق السكان للإسلام اختفت تلك المظاهر حيث حرم الإسلام الزواج بأكثر من أربع في وقت واحد، وذلك خلافا للعادات القديمة التي تتيح تعدد الزوجات بدون تحديد.
كما أثر الإسلام من جهة أخرى على الوضعية الحقوقية في القارة وقدم حلولا لأهم المشاكل الاجتماعية المعقدة التي كانت تحكمها أعراف وعادات تنطوي على كثير من الغبن لبعض الأطراف، ونظم العلاقة بين الأب وأولاده، وسمح باقتسام أموال الموروث عند وفاته،حيث كانت بعض القبائل الرعوية تمنع المرأة من وراثة الماشية بوصفها أوثق صلة بالرجل من النساء.[43]
المبحث الثالث: التواصل العلمي بين الشعوب الإفريقية
أحدث الدين الإسلامي نشاطا ثقافيا في القارة الإفريقية، فأتاح للمناطق المختلفة في إفريقيا أن تمتزج بحضارته، وتتشرّب من أخلاقه، وزوّدهم بوعاء مكنهم من الانفتاح على بقية العالم، وهو اللغة العربية التي بدأت بالانتشار على أوسع نطاق، “ولقد ظلت المدارس القرآنية و اللغة العربية في غرب إفريقيا نبراسا لتقاليد اجتماعية وأمجاد أصيلة أمدت المفكرين الإفريقيين بمادة أصيلة عن أمجادهم التاريخية واعتبروها جزءا من تراثهم الذي لا ينفصل عن تاريخهم”[44]، ونتعرّض في هذا المبحث للتواصل عن طريق الحواضر الإسلامية الكبرى، وعن طريق الكتب والمتون العلمية:
المطلب الأول: التواصل عن طريق المراكز العلمية الكبرى
عرف شمال القارة الإسلام في وقت مبكّر كما تقدّم، فتأسست مدن وحواضر كبرى في أماكن متفرّقة من القارة، ووقع التواصل بين أجزائها بأشكال متعددة منها الرحلات إلى الحواضر للتعلم ميدانيا، ومنها شرح الكتب والمتون والمراسلات وسنتعرّض في هذا المطلب لكبريات الحواضر وما سجلته كتب التراجم من التواصل بين العلماء فيها، وذلك في الفقرات التالية:
الفقرة الأولى: جامع القيروان
تأسست القيروان على يدي عقبة بن نافع الفهري، ويروى أن عقبة كان معه في عسكره خمسة وعشرون من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وأنه جمع وجوه أصحابه وكبار العسكر، فدار بهم حول القيروان، وأقبل يدعو الله لها ويقول في دعائه: “اللهم املأها علما وفقها، واعمرها بالمطيعين والعابدين، واجعلها عزا لدينك، وذلا على من كفر، وأعز بها الإسلام، وامنعها من جبابرة الأرض”[45].
وأسس عقبة مسجد القيروان المشهور الذي جعل هذه المدينة من أهم المدن في العالم الإسلامي “[46]. وبدأ التثقيف العلمي في القيراون على عهد أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه حيث بعث عشرة من التابعين ليفقهوا أهل إفريقيا في الدين ومن ثم انطلق الإشعاع العلمي في إفريقيا، ونذكر بإيجاز أبرز علمائها:
- سُحْنُونُ (عبد السلام) بْنُ سَعِيدِ بْنِ حَبِيبٍ التَّنُوخِيُّ (تـ 240 هـ)
قال عنه أبو العرب: “اجتمعت فيه خلال ما اجتمعت في غيره: الفقه البارع، والورع الصادق، والصرامة في الحق، والزهادة في الدنيا، والتخشن في الملبس والمطعم، والسماحة والترك، لا يقبل من السلطان شيئا”[47] وقال عنه القاضي عياض في ترتيب المدارك وتقريب المسالك: انتشرت إمامته في المشرق والمغرب وسلم له الإمامة أهل عصره، واجتمعوا على فضله وتقديمه[48]
أسد بن الفرات، أبو عبد الله الحراني ثم المغربي (تـ 213 هـ)
المجاهد، قاضي إفريقية، ذهب إلى العراق، فدخل على ابن وهب، فقال: هذه كتب أبي حنيفة، وسأله أن يجيب فيها على مذهب مالك، فأبى وتورع، فذهب بها إلى ابن القاسم، فأجابه بما حفظ عن مالك، وبما يعلم من قواعد مالك، وتسمى هذه المسائل: الأسدية[49]، وهي أصل المدونة التي هي أم الكتب المالكية، هذبها سحنون واستدل لبعض مسائلها، وعرضها على ابن القاسم، فأثبت بعضها ورجع عن بعض. ” وحصلت بإفريقية له رياسة وإمرة، وأخذوا عنه، وتفقهوا به”[50]
– أبن أبي زيد القيرواني، مالك الأصغر (تـ 389 هـ)
قال عنه القاضي عياض: ” حاز رئاسة الدين والدنيا. وإليه كانت الرحلة من الأقطار، ونجب أصحابه، وكثر الآخذون عنه. وهو الذي لخص المذهب، وضم كسره، وذبّ عنه. وملأت البلاد تواليفه. عارض كثير من الناس أكثرها. فلم يبلغوا مداه، مع فضل السبق، وصعوبة المبتدأ، وعرف قدره الأكابر”[51].
وممن نهل من هذا المنبع الطيب من الائمة الأفارقة درّاس بن إسماعيل وكنيته أبو ميمونة سمع من أبي بكر ابن اللباد قال عنه القاضي عياض: ” قال المالكي: كان أبو ميمونة من الحفّاظ المعدودين، والأئمة المبرّزين من أهل الفضل والدين، ولما طرأ الى القيروان، اطلع الناس من حفظه على أمر عظيم حتى كان يقال: ليس في وقته أحفظ منه”[52].
كان هؤلاء أساطين المذهب المالكي، ورواد الحركة الفقهية، ولمّا تمهّدت وسائل التشريع ووجدت لها أرضية ملائمة اتجهت طبقة أخرى إلى ترسيخ حركة العلوم العقلية والرياضية فأشاعها في القيروان اسحاق بن عمران الذي نشر علم الفلسفة وعلم الطب[53]، كما اشتهرت القيروان بطبيبها ابن الجزار[54]، وبأديبها إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد الشَّيْبَانيّ الذي “كان له سماع ببغداد من جلة المحدثين والفقهاء والنحويين، لقي الجاحظ والمبرد وثعلبا وابن قتيبة ولقي من الشعراء حبيبا ودعبلا وابن الجهم والبحتري ومن الكتاب سعيد بن حميد وسليمان بن وهب وأحمد بن أبي طاهر وغيرهم وهو الذي أدخل إفريقية رسائل المحدثين وأشعارهم وطرائف أخبارهم وكان عالما أديبا ومرسلا بليغا ضاربا في كل علم وأدب بسهم”[55]، فتأسّست نتيجة هذه الحركة الثقافيّة أوّل جامعة في أفريقيّا وهي بيت الحكمة، ومن أشهر شعراء القيروان الحسن بن رشيق القيرواني “كان شاعرا أديبا نحويا لغويا حاذقا عروضيا”[56].
- الفقرة الثانية: مدينة فاس
كان تأسيس مدينة فاس عام 192 هـ بداية مرحلة إشراق معرفي طال جل دول العالم الإسلامي، و يعتبر مسجد القرويين بفاس من أعرق المساجد في العالم الإسلامي وأقدمها بل ويعتبر أول جامعة في العالم، وتكاد تجمع الدراسات التاريخية على أن هذا المسجد بنته فاطمة الفهرية (أم البنين) في عهد دولة الأدارسة، وقد شرع في حفر أساسه والأخذ في أمر بنائه أول رمضان من سنة 245 هـ (30 نوفمبر 859م) بمطالعة العاهل الإدريسي يحيى الأول، وأن أم البنين فاطمة الفهرية هي التي تطوعت ببنائه وظلت صائمة محتبسة إلى أن انتهت أعمال البناء وصلت في المسجد شكرا لله.[57]
امتازت مدينة فاس المحروسة بخصائص تفوقت بها على مثيلاتها من الحواضر العلمية الإسلامية، فمنذ تأسيسها على يد المولى إدريس الأول صارت قبلة للعلماء والصلحاء من مختلف قارات العالم، ولكثرة من توطنها منهم وصعوبة استقصائهم فقد ضربنا صفحا عن التعرض لتراجمهم، وقد كفانا ذلك الشريف محمد بن جعفر الكتاني الذي ألف كتابا قيما سماه سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس فيمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس.
ولو لم يكن لفاس من المزايا إلا وجود ضريح المولى إدريس بها وهو من هو في العلم والمعرفة لكفاها ذلك.
سماء بها إدريس يلمع قدره… وأرض بها إدريس يكنز غاليا.
وقد حافظت فاس منذ عهد المؤسس على زخمها العلمي وتنوعها الثقافي وتميزها الفكري مما جعل منها وجهة محببة لعلماء كبار من أمثال الشيخ سيدي أحمد التجاني الذي تردد عليها طالبا وباحثا عن طريق القوم واختار الاستقرار بها بعد تميزه بطريقته ووجد فيها القبول والحظوة عند السلطان العالم العارف المولى سليمان الذي ربطته به صلات وثيقة ما تزال آثار تفردها وتميزها مستمرة حتى اليوم.
وعهد سليمان الخليفة بينها… فلست لذاك العهد ما عشت ناسيا
ولم يقتصر تميز فاس في العلوم على علم التصوف وحده بل برع علماؤها في مختلف العلوم وخاصة في الفقه حيث اختصت بعمل ينسب إليها اصطلح على تسميته بالعمليات الفاسية.
ولقد تمخضت المدرسة الفقهية الفاسية عن نظرية في فقه القضاء لقيت استحسانا وانتشارا واسعا، ومقتضاها العدول عن مشهور المذهب التفاتا إلى مصلحة مجتلبة، أو مفسدة مدفوعة، أو عرف جار وهذا الصنيع لا يقوم عليه إلا من أوتي حظا من البصر بمقاصد الشريعة، والنظر في مصالح الخلق، والتضلع من فقه الواقع.
ولعل بوادر استقلال هذا الفن بدأت مع الشيخ أبي الحسن الزقاق الذي عقد فصلا في لاميته لما جرى به العمل وألف فيه العربي الفاسي (تـ 1052 هـ) رسالة فيما جرى به العمل من شهادة اللفيف، والف محمد بن أحمد ميارة (تـ 1072 هـ) في مسألة بيع الصفقة، ونظم عبد الرحمن الفاسي نحو ثلاثمائة مسألة مما جرى به العمل في فاس، وقد اهتم الفقهاء بهذا النظم فشرحه الناظم نظما لم يتم، وشرحه أبو القاسم العميري التادلي شرحا سماه الأمليات الفاشية في شرح العمليات الفاسية، وقد اختصر هذا الشرح محمد بن إبراهيم الهلالي المزركيتي الفردكيني،وشرحه المهدي الوزاني في كتابه “تحفة الأكياس بشرح عمليات فاس”، وعبد الصمد كنون في “جنى زهر الآس في شرح نظم عمل فاس”.
وقد صرّح فقهاء من المالكية بتزكية هذه النظرية القضائية، فصرّح التسولي أن “العمل مقدم على المشهور ومخالفة العمل ليست بالأمر الهين كما لابن سراج والشاطبي”[58]، وقال المهدي الوزاني “إن الاعتراض عليه مما تمجه الأسماع ويتفق على بطلانه العقول والطباع[59]
- الفقرة الثالثة: تنبكتو
نشأت مدينة تمبكتو سنة 494 هـ على يد طوارق مسوفة، وقدر لهذه المدينة الإسلامية أن تصبح قاعدة السودان الغربي الحضارية في نشر الإسلام والثقافة الإسلامية في المنطقة.
ومن أبرز علمائها أحمد بابا التنبكتي الذي قال عنه البرتلي في فتح الشكور: “جدّ رحمه الله واجتهد في بداية أمره في خدمة العلم حتى فاق جميع معاصريه، ولا يناظره في العلم إلا أشياخه، وشهدوا له بالعلم. واشتهر في الغرب أمره، وانتشر ذكره، وسلم له علماء الأمصار في الفتوى، وكان وقوفا عند الحق، ولو كان من أدنى الناس، ولا يداهن فيه ولو الأمراء والسلاطين”.[60]
ومنهم المؤرخ المشهور: محمود بن كعت وهو محمود كعت ابن المتوكل كعت الكرمني التنبكتي، له (تاريخ الفتاش في أخبار السودان). بدأ تأليفه سنة 925.[61]
وعبد الرحمن السعدي صاحب تاريخ السودان وهو ولد في تمبكتو، ورحل الى جنى على نهر النيجر وغيرها من البلدان، وتولى الامامة بجامع سانكور، وتقلب في مناصب متعددة، واستقر في مملكة سونرهاى، فتوفي بها.[62]
- الفقرة الرابعة: كينيا
من أشهر المدن الإسلامية في كينيا مدينة “لامو”، و”ممباسا”، و”تانجا” وقد ذكر ابن بطوطة (تـ 779 هـ) في رحلته ممباسا ما يدل على ترسّخ الإسلام في المنطقة قبل القرن الثامن الهجري فقال: «ثم ركبت من مدينة مقدشو متوجها إلى بلاد السواحل قاصدا مدينة كُلْوَا من بلاد الزنوج فوصلنا إلى جزيرة مَنْبِسَى ” وهيَ كبيرة، بينها وبين أرض السواحل مسيرة يومين في البحر ولا برّ لها.. وهم شافعية المذهب أهل دين وعفاف وصلاح ومساجدهم من الخشب محكمة الإتقان »[63]، وانتقل الإسلام من هذه المدن الساحلية إلى أعماق القارة، فتوغل في كينيا، وتنجانيقا وموزنبيق وأوغندا، ووصل إلى دولة زايير.
- الفقرة الخامسة: نيجيريا
دخل الإسلام إلى كانو منذ زمن قديم عن طريق التجارة، وذهب كثير من المؤرخين إلى أن أول من اعتنق الإسلام من ملوك كانو هو علي ياجي «طنْ ظامِيا» في عام 1349 1385م:
ويذكر بعض المؤرخين أن أول من بنى أسوار كانو هو الأمير «غجيما سو» 1095 1134م لكن توسعت هذه الأسوار والبوابات بعد ذلك وبخاصة في القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين اللذين شهدا حركة إصلاح إسلامي، وتوسعات اقتصادية، وهجرات متعددة إلى المدينة.
كما شهدت كانو توسعًا كبيرًا في القرن السادس عشر في عهد السلطان محمد نزاكي 1618 1623م، وبعد قيام حركة الجهاد الإسلامي في القرن التاسع عشر تحولت مدينة كانو إلى إحدى الإمارات النيِّف والثلاثين التابعة للخلافة الإسلامية الصوكوتية، وأدت دورًا كبيرًا في تقوية الأسس المالية، والعسكرية، والسياسية لدولة نيجيريا الاتحادية.
ومن البواعث التي أدت إلى انتشار الثقافة الإسلامية واللغة العربية في كانو زيارات جهابذة علماء البلاد العربية والإسلامية من أمثال الشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي العالم المشهور الذي ساعد في تأسيس الدولة الإسلامية حيث أشار إلى أمير كانو بتكوين مجلس استشاري يضم الوزير والقاضي والإمام وبعض رجال الدولة.
وقد انتشر الإسلام في إمارات الهوسا السبع في فترة مبكرة، حيث دخل إمارة كانو في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي، وفي باقي الإمارات في أوائل القرن الرابع عشر الميلادي، وكان لاعتناق حكام إمارات الهوسا الإسلام، بالإضافة إلى ما اتَّسمُوا به من العدالة وحب الرعية أثر كبير في انتشار الإسلام بين الناس، فازداد تمسكهم به وازداد تفانيهم وإخلاصهم له.
فإمارة كانو يرجع إليها الفضل في نشر الإسلام شرقًا حتى حدود برنو، وإمارة زاريا يرجع إليها الفضل في نشر الإسلام في أواسط بلاد الهوسا، وجنوبيها في حوض نهر فولتا، وكان علماء تمبكتو يرحلون إلى هذه الإمارات، كذلك رحل إليها علماء من مصر، حيث يروى أن الإمام جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 هـ = 1505م نشأت بينه وبين أمير كاتسينا علاقة طيبة، وأنه رحل إلى هذه الإمارة وعاش فيها زمنًا، يعلِّم الناس ويفتيهم[64]، وعاد إلى مصر سنة 876 هـ = 1471م، واتصلت المراسلات بينه وبين علماء هذه البلاد، كما اتصلت بينهم وبين علماء مصر وبلاد الحجاز وغيرها، ما يدل على التواصل الثقافي، وعلى صلة بلاد الهوسا بالعالم الإسلامي سواء في افريقيا، أو غيرها من القارات.
المطلب الثاني: التواصل على مستوى المخطوطات والمتون
كان للكتاب دور كبير في التواصل بين الشعوب الإفريقية، والكتاب مرادف للمخطوط في الحقبة التي نتحدث عنها؛ إذ لم تعرف الطباعة إلا في عصور متأخرة، وهذه الطباعة وإن كانت نقلة في انتشار الكتاب، وسهولة اقتنائه، إلا أنها لا تغني عن المخطوط، ونبين في هذا المطلب أهمية المخطوط وعدم الاستغناء عنه بالطباعة، ولقد أسهمت عوامل عديدة في ضياع كنوز المخطوطات بعضها بفعل عوادي الزمن والبداوة، وبعضها متعمد من الغزاة، وقد اتجهت الدول إلى الاعتناء بالمخطوطات، وساهمت جهات من منطلقات مختلفة في حفظ ما أسأره التراخي وما خلفته العوادي، ونورد هنا فقرتين نبيّن في أولاها أهمية المخطوط وحرص العلماء على اقتنائه وما جرى في ذلك من أدبيات، وفي الثانية أمثلة للعب بعض الأيدي بمحتويات كتب تراثية خدمة لمذاهب معينة، وإرضاء لاتجاهات منحرفة، وبعد الرجوع إلى المخطوط تبيّن زيف ما أراد البعض من تزييف التاريخ،، كما تبيّن نسف ما اتكأت عليه بعض الجماعات من استباحة دماء المسلمين
- الفقرة الأولى: أهمية المخطوطات
من تتبع اهتمام العلماء بالمخطوطات و ما اقتحموا من المفاوز لاستنساخها، وما أنفقوا من الأموال لشرائها، وما أثِر من حرص أصحابها على عدم التفريط فيها، من تتبع ذلك أتى بالعجب، وسلك مسارب الأدب، ونظرا لضيق الوقت نقتصر على الأمثلة التالية:
- يروى أن سيدي مولود فال اليعقوبي لما زار الشيخ عمر الفوتي، طلب منه نسخة من كتابه “الرماح”، ونظرا لضيق وقت الشيخ قسم الشيخ عمر الكتاب على تلامذته وأمر كل واحد منهم بنسخ ورقة، وعند الصباح أخذ الشيخ سيدي مولود فال الكتاب كاملا[65].
- من طرائف ما روي في إعارة المخطوطات الأبيات التي ذكر صاحب الوسيط أن محمد الحسن بن محمد عبد الجليل العلوي كتب بها إلى العلامة محمد بن محمد سالم رحمه الله، وكان صديقا له يسأله إعارة التصريح على التوضيح:
منى سلامٌ إلى ذي المحتد السام محمد سالم الأعراض من ذام
فإنني ارتجي التصريح عارية من راحتيهِ مدى عامين أو عام [66]
كما يروى أن امحمد بن الطلبة اليعقوبي كتب إلى العلامة حرمة بن عبد الجليل العلوي، يسأله إعارة كتاب التبصرة لابن فرحون فأجابه بقوله:
يا ابن المشايخ والأشياخ أسلافه جزاء من يسعف العافين إسعافُهْ
لكنَّ تبصرة الحُكَّام مَبْخَلَةٌ ولؤلؤ وسواد القلب أصدافُهْ
ومن أعار سواد القلب أتلفه لكن يهون علينا فيك إتلافُهْ [67]
- الفقرة الثانية: أمثلة حية لتحريف المخطوطات
قد أقحم بعض المحققين في كتاب مناهج التحصيل ونتائج لطائف التأويل في شرح المدونة وحل مشكلاتها للشيخ: أبي الحسن علي بن سعيد الرجراجي، أقحم فيه جملة غير موجودة في المخطوطات التي بين أيدينا، وتتناقض مع عدة حقائق، فيقول في كتاب الجهاد في صفة الدعوة:” فكفار قريش مُقِروّن [بالربوبية ولا يقرون] بالألوهية وأن الله خلقهم ويجعلون له شريكًا، تعالى الله عن قولهم،” فأقحم هنا كلمة:” بالربوبية ولا يقرون”، ليتفق مع تقسيم التوحيد الثلاثي عند المتأخرين، وهو المنهج الذي يسميه هو منهج السلف، والكلام في الحقيقة، إنما كان على النحو التالي:” فكفار قريش مُقِروّن بالألوهية وأن الله خلقهم ويجعلون له شريكًا، تعالى الله عن قولهم……”، فالتفرقة بين معنى الربوبية والألوهية هي تفرقة حادثة، وتحكم بمصطلح حادث في معنى قديم معروف.
وهذا – والله أعلم- فقط نصرة من المحقق لمذهبه العقدي، ومحاولة لنزع رداء الأشعرية عن الرجراجي، والرجراجي أشعري بامتياز، وهذا النص منقول من التبصرة لأبي الحسن اللخمي رحمه الله، ونصه:” فمشركو قريش مقرون بالألوهية، وأن الله خلقهم، ويجعلون له شريكًا، وينكرون النبوة؛ فيدعون إلى الرجوع عن هذين، وأن يقروا أنه إله واحد، وبالرسالة”[68].
كما يظهر التحريف في فتوى ماردين المشهورة؛ حيث أجاب ابن تيمية عن سؤال إذا ما كانت ماردين بلدا مسلما بالقول: “وأما كونها دار حرب أو سلم، فهي مركبة… هي قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحقه، ويعامل (أو يقاتل) الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه”.
في الكتب المطبوعة لابن تيمية أن نص الفتوى هو “ويقاتل » الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه”.
وبعد بحث مستفيض والرجوع إلى المخطوط الوحيد الموجود في المكتبة الظاهرية في مكتبة الأسد بدمشق برقم (2757) تبيّن أن النص الصحيح هو “ويعامل” وأكدت المؤسسة المصرية للإفتاء أن محمد بن مفلح، تلميذ ابن تيمية، نقل صيغة [ويعامل] في كتابه “الآداب الشرعية”[69]، فلو لم نعثر على النسخة المخطوطة لما تنبهنا إلى هذا التحريف الذي أهدرت بسببه دماء وتسبب في تشويه صورة الإسلام والمسلمين.
المطلب الثالث: دور المتون في التواصل بين علماء الشعوب الإفريقية
اتخذ التواصل العلمي بين الشعوب الإفريقية أشكالا متعددة، منها الرحلة الجسدية للقاء المشايخ، ومنها التواصل بالكتابة والأجوبة العلمية عن بعد ومنها الإجازات، ومنها شرح ووضع طرر وشروح على المتون العلمية والمصنفات، وهو ما نخصص له هذا المطلب آخذين ثلاثة نماذج من دول هي المغرب وتونس ومصر وذلك على النحو التالي:
1–الشفا بتعريف حقوق المصطفى لأبي الفضل القاضي عياض بن موسى اليحصبي (تـ 544 هـ)
يعتبر كتاب الشفاء للقاضي عياض من أبرز الكتب التي ألفت في الشمائل النبوية ولاقى صدى واسعا في العالم الإسلامي وفي إفريقيا خاصة وسنورد الآن بعض النصوص التي تؤكد تداول هذه الكتاب في أرجاء القارة الإفريقية، ومن ذلك ما أورده الشيخ أحمد بابا التنبكتي في ترجمة شيخه محمد بغيغ أنه قرأ عليه كتاب الشفاء.[70] وشرحه أيضا الفقيه عبد الله بن أحمد الزموري [71]
و في مصر أيضا كان الشفاء يدرس حيث جاء في ترجمة ابن الفرات المؤرخ المصري: وسمع من نجم الدين يوسف الدلاصيّ كتاب الشفاء للقاضي عياض.[72] كما أنه يعد من مسموعات تقي الدين السبكي.[73]
كما أنه يعد أيضا من مسموعات الإمام العلامة المحقق أبي يحيى الشريف التلمساني.[74]
وفي تونس أيضا كان الإمام ابن عرفة يدرس كتاب الشفاء حيث جاء في ترجمة تلميذه محمد بن محمد بن إبراهيم بن عقاب الشهير بالجذامي التونسي في نيل الإبتهاج متحدثا عن نفسه: وسمعت عليه رواية جميع البخاري غير مرة وشفاء عياض [75].
وإلى شنقيط حيث كان للشفاء حضور كبير في وقت مبكر؛ فقد وصل إلى هذه البلاد عن طريق تلميذين مباشرين للقاضي عياض، وهما الشريف عبد المؤمن مؤسس مدينة تيشيت، والحاج عثمان مؤسس مدينة وادان[76]، كما كان يدرسه أحمد بن خليفة بن أحمد بن الحاج العلوي الشنقيطي رحمه الله تعالى حيث جاء في ترجمته في فتح الشكور:أخذ عنه سيدي مالك بن الحاج المختار صحيح البخاري، وكتاب الشفاء للقاضي عياض.[77].هذا وما زالت حواضر العلويين في موريتانيا تقرأه يوميا في جميع أيام ربيع الأول.
2- مختصر الشيخ خليل بن إسحاق (تـ 776 هـ)
يعد المختصر أحد أهم كتب المذهب وأكثرها انتشارا واعتمادا ولذلك لاقى إقبالا كثير خصوصا في إفريقيا التي هي قارة المذهب المالكي فزاد إقبال الأفارقة عليه شرحا وتدريسا وبحثا وتحقيقا وسنورد نماذج من ذلك بدءا من مصر التي هي بلد المؤلف الشيخ خليل رحمه الله حيث شرحه تلميذه قاضي القضاة بمصر والشيخ تاج الدين أبو البقاء بهرام الدميري[78]
ثم إلى الجارة الليبية حيث كان أحد أبرز شراح المحتصر هو الحطاب الرعيني. قال عنه في نيل الإبتهاج: شيخ شيوخنا الإمام العلامة المحقق البارع الحافظ الحجة الجامع الثقة النظار الورع الصالح الأبرع الجليل، كان من سادات العلماء وسراتهم جامعًا فنون العلم متقنًا محصلًا متفننًا نقادًا عارفًا بالتفسير ووجوهه، محققًا في الفقه وأصوله عارفًا بمسائله مقتدرًا على استنباطه يقيس على المنصوص غيرَه، حافظًا كبيرًا للحديث وعلومه محيطًا باللغة وغريبها عالمًا بالنحو والتصريف فرضيًا حسابيًا معدلًا محققًا لها، له الإمامة المطلقة في ذلك جامعًا لسائر الفنون. وبالجملة فهو آخر الأئمة المتصرفين في الفنون التصريف التام بالحجاز وآخر أئمة المالكية بها.[79]
ثم إلى المغرب حيث يعتبر ابن غازي من أبرز شراح المختصر وهو شيخ الجماعة الإمام العلامة البحر الحافظ الحجة المحقق الخطيب جامع شتات الفضائل خاتمة علماء المغرب وآخر محققيهم ذو التصانيف المفيدة العجيبة.[80]
ولم تكن شنقيط بمنأى عن الاهتمام بهذا المصنف الجليل حيث كان لعلمائها أثر بارز في تحقيق المختصر وتدريسه وحل أقفاله فقد شرحه منهم العالم المحقق فريد عصره و أوانه محنض بابه بن اعبيد الديماني في كتابه ميسر الجليل، ومحمد بن محمد سالم المجلسي بكتابه المسمى لوامع الدرر[81]، كما نظمه العلامة محمد سالم بن عدود رحمه الله تعالى
وشرحه من أهل الجزائر إبراهيم بن فائد بن موسى بن هلال الزواوي القسنطيني قال عنه في نيل الإبتهاج: ولم ينفك عن الاشتغال والاشغال حتى برع في جميع الفنون لاسيما الفقه، وعمل تفسيرًا، وشرح ألفية ابن مالك، وتلخيص المفتاح في مجلد، وشرح مختصر خليل في ثماني مجلدات وسماه (تسهيل السبيل لمقتطف أزهار روض الخليل) وشرحًا آخر كمل في مجلدين سماه (فيض النيل).[82]
ثم إلى تمبكتو حيث الشيخ أحمد بابا التنبكتي الذي وضع شرحا لمختصر خليل من الزكاة إلى النكاح، في سفرين وسماه المقصد الكفيل، بحل مقفل خليل.ووضع عليه حاشية سماها منن الرب الجليل، في تحرير مهمات خليل، في سفرين، ينقل منهما الأجهوري في شرحه على المختصر. وتنبيه الواقف، على تحرير وخصصت نية الحالف، في كراس.[83] وشرحه أيضا الشيخ محمود بن عمر بن محمد أقيت الصنهاجى أبو الثناء فقيه تنبكتو، وكان عالما عاملا زاهدا عابدا. توفى بعد 960 وكان قاضيا بتنبكتو.[84].
3– الرسالة لأبي محمد عبد الله بن (أبي زيد) عبد الرحمن النفزي، القيرواني، المالكي (تـ 386 هـ)
يعد متن الرسالة من أشهر الكتب في المذهب التي اعتنى بها الشراح ولاقت القبول حتى صار المثل الموريتاني يقول: “من يعرف الرسالة ما تغلبو مسالة” أي من يعرفها لا تعجزه أية مسئلة فقهية لما فيها من الفقه؛ وقد شرحها كثير من العلماء من بينهم العلماء التالية أسماؤهم:
من أهل المغرب: سيدي أحمد رزوق قال في نيل الابتهاج وأما تآليفه فكثيرة يميل إلى الاختصار مع التحرير ولا يخلو شيء منها عن فوائد غزيرة وتحقيقات مفيدة سيما في التصوف، فقد انفرد بمعرفته وجودة التأليف فيه، فمنها شرحان على الرسالة. اهـ[85]
ومن أهل الجزائر: أحمد بن حسين بن علي بن الخطيب بن قنفذ القسنطيني أبو العباس الشهير بابن الخطيب وابن قنفذ الإمام العلامة المتفنن الرّحالَة القاضي الفاضل المحدث المبارك المصنف.[86]
وأما في شنقيط فقد نظم الرسالة العلامة عبد الله بن الحاج حماه الله القلاوي المالكي وشرحها الأمانة ولد إبراهيم وغيرهم كثير.
المطلب الرابع: تواصل العلماء على مستوى الرحلات والمراسلات.
رجعنا في استقراء تواصل العلماء في هذا الى المطلب إلى ما ذكره الرحالة في كتبهم، وما دونه المترجمون عن رحلات العلماء والآثار العلمية للتواصل المباشر بينهم، أخذا وعطاء مرتبين التراجم حسب وفيات هؤلاء الأعلام وذلك على النحو التالي:
- ابن رشيد السبتي (تـ 721 هـ)
هو أبو عبد الله محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن رُشيْد الفِهري السبتي. الخطيب المحدث المتبحر في علوم الرواية والإسناد، قرأ على ابن أبي الربيع وحازم القرطاجني، ورحل فأخذ بمصر، والشّام، والحرمين؛ عن جماعة منهم الحافظ شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدّمياطي، وأبي اليمن بن عساكر، والقطب القسطلّانيّ، ومما يدل على موسوعية ابن رشيد اهتمام أصحاب التراجم المتخصصة بالترجمة له؛ حيث ترجم له ابن الخطيب في “الإحاطة في أخبار غرناطة”[87]، وابن فرحون في “الديباج المذهب”[88]، وابن الجزري في “غاية النهاية في طبقات القراء”[89]، والجلال السيوطي في “بغية الوعاة”[90]، والداودي في “طبقات المفسرين”[91]، وترجم في كتابه ملء العيبة لعشرة شيوخ من أهالي الإسكندرية، وثلاثة وأربعين من أهل القاهرة، وأربعة وثلاثين لقيهم بتونس، منهم عشرة تكرر لقاؤه بهم.
- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الأنصاري الساحلي، الغرناطي (تـ 739 هـ)[92]
رحل بعد أن اشتهر فضله، وذاع أوجه، فشرّق، وجال في البلاد. ثم دخل إلى بلد السّودان، فاتصل بملكها، واستوطنها زمانا طويلا، بالغا فيها أقصى مبالغ المكنة، والحظوة، والشّهرة، والجلالة، واقتنى مالا دثرا، ثم آب إلى المغرب، وحوّم على وطنه، فصرفه القدر إلى مستقرّه من بلاد السودان، مستزيدا من المال. وأهدى إلى ملك المغرب هديّة تشتمل على طرف، فأثابه عليها مالا كثيرا، ومدحه بشعر بديع، توفي بتنبكتو[93].
- ابن بطوطة، محمد بن عبد الله، اللّواتي من أهل طنجة، (تـ 779 هـ)
الرحالة المغربي المعروف، ذكر في رحلته المسماة تحفة النظار في غرائب الامصار وعجائب الأسفار، ذكر فيها غرائب وأخبارا، ذكر أنه زار تنبكتو وولاتة[94].
- محمد بن محمود بن أبي بكر الونكري التنبكتي عرف ببغيغ (تـ 1002 هـ)
قال عنه أحمد بابا في نيل الابتهاج: «وكان مع ذلك محققًا دراكًا ذكيًا فطنًا غواصًا على اللطائف حاضر الجواب سريع الإدراك وجودة الفهم معروفًا بذلك، أخذ العربية والفقه على أبيه القاضي الصالح محمود وعلى خاله الفقيه الصالح ثم رحل لتنبكت مع أخيه الفقيه الصالح أحمد فلازما الفقيه أحمد بن سعيد في المختصر ثم حجا مع خالهما فلقوا بمصر الناصر اللقاني والتاجوري والزين البحيري والشريف يوسف والبرهمتوشي الحنفي، والشيخ الإمام ولي اللَّه محمد البكري وغيرهم فحصّلا هناك ما حصّلا.
ثم رجعا بعد أداء فريضة الحج وموت خالهما فاستوطنا تنبكت فأخذا أيضًا عن ابن سعيد الفقه والحديث وقرأ عليه المدونة والموطأ والمختصر وغيرها ولازماه، وعلى السيد الوالد أحمد بن أحمد الأصول والبيان والمنطق فقرأ عليه أصول السبكي والتلخيص»[95].
- أحمد بابا التمبكتي (تـ 1036 هـ)
هو أحمد بابا الفقيه بن الحاج أحمد، الصنهاجي الماسني، جد رحمه الله واجتهد في بداية أمره في خدمة العلم حتى فاق جميع معاصريه، ولا يناظره في العلم إلا أشياخه، وشهدوا له بالعلم. واشتهر في الغرب أمره، وانتشر ذكره، وسلم له علماء الأمصار في الفتوى، وكان وقوفا عند الحق، ولو كان من أدنى الناس، ولا يداهن فيه ولو الأمراء والسلاطين. وكان اسم محمد صلى الله عليه وسلم مكتوبا في عضده الأيمن خلقة بخط أبيض،[96]
قال صاحبه الثقة أبو عبد الله محمد بن يعقوب الأيسي المراكشي في فهرسته: كان أخونا أحمد بابا من أهل العلم والفهم والإدراك التام الحسن، حسن التصنيف كامل الحظ من العلوم فقها وحديثا وعربية وأصولا وتاريخا مليح الاهتداء لمقاصد العلماء، مثابرا على التقييد والمطالعة، مطبوعا على التأليف، ألف تواليف مفيدة جامعة، فيها أبحاث عقلية ونقلية.
وقال فيه صاحبه السيد الأستاذ المتواضع الناظم الناثر ذو الأخلاق الطاهرة، والشيم الفاخرة، الحاج أحمد بن الحاج محمد فهدي بن أبي فهدي التواتي ثم المراكشي رحمه الله تعالى: لما فتح الله تعالى علي بملاقاة عالم الدنيا ومعلمها، حامل لواء الأحاديث ومفهمها، رافع رواية مذهب الإمام مالك ومقدمها، العالم العلامة، المقبول الفاضل الفهامة، سيدي وبغيتي وهداي، ومسرجي ومثواي، ومهجتي وإياي، أبا العباس سيدي أحمد بابا، جعل الله تعالى أيامه للخير أسبابا، وفتح به إلى العلوم أبوابا، تلقيت منه ما فتح الله لي بالقبول، وألفيته علقة الوصول، فلازمت بابه المبارك ليالي وأياما، وشهورا وأعواما، وتضلعت من زمزمه بما فيه مقنع، وكنت معه كالذي يأكل ولا يشبع، فقرأت عليه رحمه الله تعالى القرآن العظيم بتفسير ذي الجلالين المحلي والسيوطي في عامين مرتين قراءة تحقيق وتفهم وتدقيق، ثم الموطا للإمام مالك، ثم البخاري ومسلم، ثم اختصارهما للقرطبي، ثم الجامع الصغير للسيوطي مرارا، ثم الشفاء، ثم الخصائص للسيوطي، ثم العلوم الفاخرة ثم البدور السافرة، ثم ألفية الحديث مرارا، ثم دروسا كثيرة من الفقه في خليل والرسالة وتحفة الحكام، وغيرها من الكتب، ثم الكلاعي، وعدة من تواليفه رحمه الله، إلى غيرها مما حصلته من أجوبته وتقييده ومصنفاته وأبحاثه وفوائده، وأجازني جميع ذلك إجازة مطلقة من غير تقييد رحمه الله تعالى انتهى.
قال صاحب الترجمة: ولما خرجنا من المحنة طلبوا مني الاقراء فجلست بعد الاباية بجامع الشرفاء بمراكش من أنوه جوامعها، أقرئ مختصر خليل قراءة بحث وتدقيق، ونقل وتوجيه، وكذا تسهيل ابن مالك، وألفية الحديث للعراقي، فختمت علي نحو عشر مرات، وتحفة الحكام لابن عاصم، وجمع الجوامع للسبكي، وحكم ابن عطاء الله، والجامع الصغير للجلال السيوطي قراءة تفهم مرارا، والصحيحين سماعا علي وإسماعا مرارا، ومختصرهما، وكذا الشفا والموطا والمعجزات الكبرى للسيوطي، وشمائل الترمذي، والاكتفاء، لأبي الربيع الكلاعي، وغيرها. وازدحم علي الخلق وأعيان طلبتها ولازموني، بل قرأ علي قضاتها كقاضي الجماعة بفاس العلامة أبي القاسم بن أبي النعيم الغساني، وهو كبير ينيف على ستين؛ وكذا قاضي مكناسة الرحلة المولف صاحبنا أبو العباس ابن القاضي له رحلة للمشرق، ولقي فيها الناس، وهو أسن مني؛ ومفتي مراكش الرجراجي وغيرهم، وأفتيت فيها لفظا وكتبا بحيث لا توجه فيها الفتوى غالبا إلا إلي، وعينت لها مرارا فابتهلت إلى الله تعالى أن يصرفها عني، واشتهر اسمي في البلاد من سوس الأقصى إلى بجاية والجزائر وغيرها. وقد قال لي بعض طلبة الجزائر وقد قدم علينا مراكش: لا نسمع في بلادنا إلا باسمك فقط. وإنما ذلك كله مصداق قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله لا ينزع العلم الحديث انتهى.
وقال صاحب الترجمة: ألفت عدة كتب تزيد على أربعين تأليفا انتهى. فأنا ما وقفت على أسماء الباقي من تواليفه. ولما ألف بعض تواليفه وكتبه أوقف عليه كل من ينسب للعلم في مراكش، كالفقيه العالم المتفنن الرحلة الجامع الحاج أبي جمعة مسعود بن سعيد الماغوسي، وقاضي الجماعة بمراكش الفهامة الدراك أبي عبد الله محمد بن أبي عبد الله الرجراجي كبيرهم، وابن أخيه مفتي عصره الفهامة الدراك عبد الواحد بن أحمد بن أبي عبد الله الرجراجي، وقاضي الجماعة بفاس الشيخ المعقولي أبي القاسم بن أبي النعيم الغساني، والفهامة الدراك السيد الفرضي المعقولي الحسابي أحمد السالمي، والفهامة الناقد ذي الذهن الوقاد أحمد عرف بالخياط، فكلهم استحسنه إلى الغاية، ورأوا ألا مزيد عليه في الإحسان والإجادة، وكتب في ذلك بما ظهر في الثناء والتقريظ.
توفي رحمه الله تعالى ضحوة الخميس السادس من شعبان عام ستة وثلاثين وألف.
- سيد عبد الله بن الحاج إبراهيم الشنقيطي (تـ 1233 هـ)
رحل سيدي عبد الله إلى المملكة المغربية في عز أيامها وأوج النهضة العلمية فيها في أيام السلطان العالم سيدي محمد بن مولاي عبد الله بن مولاي إسماعيل، الذي كان مهتما بالعلم والعلماء، يحرص على حضورهم لمجلسه ويسمع منهم العلوم وتجري بينه وبينهم المناظرات.
لقي سيدي عبد الله في فاس العالم أبا عبد الله محمد بن الحسن البناني صاحب حاشية الزرقاني على خليل، والتاودي بن سوده، وتذكر المصادر أنه مكث في المغرب سبع سنين ينتقل بين علماء فاس ومراكش أخذا وعطاء، وقد رتّب له السلطان محمد بن مولاي اسماعيل رحلة إلى الحج، وأرسل معه ابنه اليزيد، وفي عودته من الحج مر بمصر ولقي علماء الأزهر[97] وذاكرهم وأفادهم واستفاد منهم[98].
وقال في رسالته إلى أهل تجكجه يصف الحالة العلمية في المغرب: ” وإن تسألوا عما في مراكش من العلوم فيقرأ فيها بالسبع، وفي الكلام الصغرى والكبرى، وفي الفقه: خليل والعاصمية، وفي الرسم الخرازي، وفي الأصول العامة جمع الجوامع وفي القواعد الفقهية[99] المنهج والتكميل، وفي البيان التلخيص، وفي العروض الخزرجية والشاوية، وفي الحساب المنية لابن غازي وتلخيص ابن البناء، وفي الحديث ألفية العراقي…[100].
ونختم هذا المطلب بالتواصل بين العلماء عن طريق المراسلات؛ فلقد كانت المراسلات العلمية إحدى وسائل التواصل بين شعوب القارة الإفريقية، وقد سجلت مراسلات منذ عهود الامبراطوريات الإسلامية، وفيما يلي بعض النماذج:
من أشهر المراسلات مراسلة الإمام الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (تـ 911 هـ) لسلاطين بلاد التكرور عموماً، ولسلطان كاشنه خصوصا[101].
وللسيوطي مراسلة علمية أخرى ذات صلة بإفريقيا الغربية، كانت بينه وبين الشيخ محمد بن عبدالكريم المغيلي (تـ 909 هـ)، تتعلق بتحريم السيوطي للمنطق وتحليل المغيلي له ورده عليه، وقد وردت الرسالتان نظماً، ذكر أبياتاً منها أحمد بابا التنبكتي منها:
سمعت بأَمرٍ ما سمعتُ بمثله وكلُّ حديثٍ حُكْمُهُ حكمُ أصلِهِ
أَيمكنُ أَنَّ المرءَ في العلم حجةٌ وينهى عن الفُرقانِ في بعضِ قولِهِ
هل المنطقُ المعنيُّ الا عبارةٌ عن الحقِّ أو تحقيقِهِ حينَ جَهْلِهِ إلخ..[102]
ويقال إن السيوطي زار غرب إفريقيا، ومكث في كاشنه وأغدز وكانو، ثم رجع إلى مصر، وإنه اجتمع والشيخ محمد المغيلي في السودان؛ فكانت بينهما مناظرة في المنطق، لكن اختُلف في مكان الاجتماع أهو كاشنه، أم تكده، أم تنبكتو[103]
ولعل إيراد هذه الحكاية بصيغة التمريض، وعدم حديث المصادر التاريخية عنها مع منزلة السيوطي العلمية يرجح أن هذا وقع عن طريق المراسلة[104]
الخاتمة
سجلت كتب التاريخ أن الإسلام دخل القارة الإفريقية مبكرا، وترددت كلمة التوحيد في الحبشة قبل أن تصل المدينة المنورة، كما وصل إلى شمال القارة عن طريق الفتوحات الإسلامية، كما أسهم التجار ومشايخ الصوفية في انتشاره في القارة.
بعد افتتان النخبة العربية والإفريقية بالنموذج الغربي كشف الانفتاح العربي على إفريقيا المتأخر نسبيا عن كنوز تراثية ثمينة، كشفت عن عمق الصلات العلمية والثقافية التي خلفها التمازج بين الحضارتين الإسلامية والإفريقية، والآثار الإيجابية لهذا التواصل، والتي من أهمها:
- كتابة اللغات الإفريقية بالحرف العربي، هذا الحرف الذي مكنها من دخول عالم اللغات المكتوبة، وتمكنت من خلاله من القيام بدورها في التعبير عن آدابها وإيصال العلم والمعرفة لمجتمعاتها إلى جانب الإثراء التي غذت به اللغة العربية هذه اللغات من مفردات عربية
- تمكّن الدعاة والمشايخ من إيصال ما لا يسع جهله من المعلومات الدينية بالتأليف باللغات المحلية السائدة كالسواحلية والهوسا والفولانية.
- دخول الترانيم والمدائح النبوية في الثقافة الإفريقية، فكان لهم حظ وفير في المديح النبوي والتغني بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فدبّجوا مدائح وخلفوا دواوين كان لها عظيم الأثر في رفع الهمم والدخول في صميم المهرجانات والطقوس الدينية على العموم
- تلاشي بعض العادات المنافية للإسلام كنظام الأمومة السائد في بعض المناطق، كما وقع التأثر بطريقة المأكل والملبس، وفي نظام الأسرة والزواج.
اتخذ التواصل العلمي بين الشعوب الإفريقية أشكالا متعددة، منها:
الرحلة الجسدية للقاء المشايخ، ومنها التواصل بالكتابة والأجوبة العلمية عن بعد ومنها الإجازات، ومنها وضع طرر وشروح على المتون العلمية ومنها ارتياد المراكز العلمية الكبرى مثل جامع القيروان وفاس وتنبكتو وكانو وغيرها من الإمارات والحواضر العلمية.
الهوامش
[1] -ابن البراء، يحي، إفريقيا ماضيا (بحث غير منشور)
[2] – ذكر الزرقاني في شرح المواهب اللدنية عازيا للواقدي وابن سعد أن عمر بعث علقمة في سنة عشرين في جيش إلى الحبشة في البحر فأصيبوا، فجعل عمر على نفسه أن لا يحمل في البحر أحدا ورثاه خراش الهذلي بقوله: إن السلام وحسن كل تحية… تغدو على ابن مجزز وتروح – شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (4/ 42).
[3]– منهم جماعة من ولد عقيل بن أبي طالب سكنت في ناحيةٍ تُسمَّى “جبرت” من أراضي “زيلع”، فعرفوا بعد ذلك باسم “الجبرتية”، وقد شكلوا شعبا كبيرا من المسلمين في الحبشة.
[4] العمري، أحمد بن يحيى بن فضل الله القرشي العدوي العمري، شهاب الدين (تـ 749 هـ)، مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، المجمع الثقافي، أبو ظبي، ط 1، 1423 هـ (9/ 555).
[5] – ابن البرا، يحي، إفريقيا ماضيا، مرجع سابق
[6] – ابن كثير،البداية والنهاية ( 11 / 215)
[7] – عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، فتوح مصر والمغرب، مكتبة الثقافة الدينية، 1415 هـ، 243.
[8] – Jean Boulègue, Le Grand Jolof (XIII° – XVI° siècle), Editions Façades, diffusion Kartala, Paris, 1987, p. 93
[9] – ابن البرا، يحي، إفريقيا ماضيا، مرجع سابق
[10] – محمد بلو بن عثمان فودي، إنفاق الميسور في تاريخ بلاد التكرور
[11]– H. Monit, le Soudan Central in. Histoire générale de l’Afrique noire, de Madagascar et des Archipels, sous la direction d’Hubert Deschamps, Presses Universitaires de France, Paris, 1970 ; vol. I, p. 342-343.
[12]– (Site Internet)
[13] – Mapping the Global Muslim Population on the Size and Distribution of the World’s Muslim Population, October 2009
[14] – فضل كلود دكو، الثقافة الإسلامية في تشاد في العصر الذهبي لإمبراطورية كانم، طبعة كلية الدعوة الإسلامية، طرابلس، ليبيا، 1998م، ص. 101.
[15] –Diallo, Hamidou, Cheikh Abdoulaye Fodé Doukouré et l’islamisation des Peuls du Jelgooji (Bourkina Faso), Colloque de Tombouctou, 1995: La culture arabo-islamique en Afrique de l’ouest, pub. Fondation Temimi, Zaghouan (Tunisie), 1997.
[16] –Adamou Aboubacar, Les relations entre les deux rives du Sahara du XI° au début du XX° siècle, Institut des Etudes Africaines, Rabat, 2005.
[17] – ابن البرا، إفريقيا ماضيا، (مرجع سابق)
[18] – صالح موسى إبراهيم: المرشد في التاريخ الإسلامي، مطابع شركة الحكمة، كنو 1987، ج4، ص 47.
[19] – المنسوبة لأحمد بن إدريس الفاسي، محمد عبدالله النقيرة، انتشار الإسلام في شرقي أفريقية ومناهضة الغرب له، دار المريخ، الرياض، 1402 هـ/1982م، ص: 164.
[20] – نسبة إلى السيد احمد بن ادريس الفاسي( المتوفى سنة 1253 هـ)
[21] – مؤسسها بن الرشيد وابن عمه محمد بن صالح، وانتشرت في نواحي القرن الإفريقي. ويعدّ السيد محمد عبدالله حسن الّذي حارب الاحتلال الأوروبي والحبشي، أحد أتباع هذه الطريقة في الصومال المصدر السابق، ص: 168.
[22] – المنسوبة إلى مؤسسها الشيخ عبدالقادر الجيلاني (المتوفى سنة: 561 هـ، ومن فروعها الكنتية والفاضلية
[23] – المنسوبة إلى مؤسسها أبي الحسن الشذلي (المتوفى سنة: 656 هـ)
[24] – مؤسسها أبو العباس الشيخ أحمد التجاني دفين فاس (المتوفى سنة: 1230 هـ)
[25] – ومؤسسها الشيخ أحمدو بمب دفين طوبى في السنغال (المتوفى سنة 1346 هـ )
[26] – علي كلطغ ديالو، الثقافة الإسلامية في إفريقيا، مجلة دعوة الحق، العدد 266 محرم 1408/ غشتـ 1987
[27] – البيهقي، أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبو بكر البيهقي (تـ 458 هـ)، دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، تح: د. عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية، دار الريان للتراث، ط 1، 1408 هـ – 1988م، (5/ 268).
[28] – البونسي، أبو إسحاق إبراهيم بن أبي الحسن الفهري (651 هـ)، كنز الكتاب ومنتخب الآداب، تح: حياة قارة، المجمع الثقافي، أبو ظبي، (1/ 143).
[29] – زكرياء عبد القادر، النفحة العلية في أوراد الشاذلية، مكتبة النجاح، طرابلس ليبيا، ص34.
[30] – صنمب عامر، الأدب السنغالي، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، ط2، الجزائر، 1398 هـ- 1978م ج1 ص44
[31] – ابن شريفة محمد، من أعلام التواصل بين المغرب وبلاد السودان، منشورات معهد الدراسات الإفريقية، سلسلة المحاضرات العشرين، جامعة محمد الخامس، السوس، الرباط، المملكة المغربية، 1999م، ص94.
[32] – الحياة الأدبية في غينيا للشيخ كبا عمران، ج1، بدون تاريخ ومكان النشر، ص 168 -179.
[33] – عبد الوهاب دنلاد شئث، الشعر العربي النيجيري بين الماضى والحاضر، ط 1، مطبعة بيق، سليجا، نيج، 1430 هـ/2009م، ص 55.
[34] – شيخو أحمد سعيد غلادنثى، حركة اللغة العربية وآدابها في نيجيريا، شركة العبيكان للطباعة والنشر، الرياض، المملكة العربية السعودية، ط2، 1414 هـ-1993م، ص111.
[35] – سيرة ابن هشام ت طه عبد الرؤوف سعد، 1/ 290
[36]-Barry (B.) , La Sénégambie du XVe au XIXe siècle: Traite négrière, Islam2020. et conquête coloniale, Paris, éd. L’Harmattan, 1988, p.
[37] – المقريزي، أحمد بن علي بن عبد القادر، أبو العباس الحسيني العبيدي، تقي الدين المقريزي (تـ 845 هـ)، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1418 هـ (1/ 358).
[39] محمدو سلام وناتي،الإسلام والتقاليد القبيلة في إفريقيا،بيروت،دار النهضة العربية، 1969،ص:173
[40]– القلقشندي، أحمد بن علي، أحمد بن علي بن أحمد الفزاري القلقشندي ثم القاهري (تـ 821 هـ)، صبح الأعشى في صناعة الإنشاء، دار الكتب العلمية، بيروت، (5/ 282):
[41] القلقشندي، صبح الأعشى، مصدر سابق، (5/ 287).
[42] أسماء، أحمد الأحمر، الدين والدولة في مملكة سنغاي الإسلامية، طرابلس، منشوارت الجامعة المغاربية،2008، ص:101.
[43] أثر اإلإسلام على المجتمع الإفريقي خلال القرن 10 هـ / 16م مملكة سنغاي نموذجا،ص: 289 و290
[44] – نعيم قداح: حضارة الإسلام وحضارة أوروبا، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع الجزائر، 1974م، ص8.
[45] – المالكي، أبو بكر عبد الله بن محمد، رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية، تح: بشير البكوش، دار الغرب الإسلامي، بيروت – لبنان، ط2، 1414 هـ – 1994م (1/ 10)
[46] وِل ديورَانت، ويليام جيمس ديورَانت (تـ 1981 م)، قصة الحضارة، تقديم: الدكتور محيي الدّين صَابر، ترجمة: الدكتور زكي نجيب محمُود وآخرين، دار الجيل، بيروت – لبنان، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس، 1408 هـ – 1988م، (13/ 269).
[47] – أبو العرب، محمد بن أحمد بن تميم التميمي المغربي الإفريقي، (تـ 333 هـ)،طبقات علماء إفريقية، وكتاب طبقات علماء تونس،: دار الكتاب اللبناني، بيروت – لبنان،» (ص101).
[48] – القاضي عياض بن موسى اليحصبي، أبو الفضل (تـ 544 هـ)، ترتيب المدارك وتقريب المسالك، تح: 1: ابن تاويت الطنجي وأخرون، مطبعة فضالة – المحمدية، المغرب، ط 1، (4/ 48).
[49] – الذهبي، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز (المتوفى: 748 هـ)،سير أعلام النبلاء، مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، ط3، 1405 هـ / 1985 هـ، (10/ 226).
[50] – الذهبي، سير أعلام النبلاء، مرجع سابق، (10/ 226)
[51] عياض، ترتيب المدارك، مرجع سابق(6/ 216)
[52] المرجع نفسه، (6/ 81)
[53] العمري، أحمد بن يحيى بن فضل الله القرشي العدوي العمري، شهاب الدين (تـ 749 هـ)، مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، المجمع الثقافي، أبو ظبي،ط 1، 1423 هـ (9/ 555).
[54]– محمد محفوظ (تـ 1408 هـ)،تراجم المؤلفين التونسيين، دار الغرب الإسلامي، بيروت – لبنان، ط2، 1994م (1/ 48).
[55] – ابن الأبار، محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي (تـ 658 هـ)، التكملة لكتاب الصلة، تح: عبد السلام الهراس، دار الفكر للطباعة – لبنان، 1415 هـ – 1995 م (1/ 147).
[56] – الحموي، شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي (تـ 626 هـ) معجم الأدباء، تح: إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط 1، 1414 هـ – 1993م (2/ 861).
[57] الموسوعة التاريخية، موجز مرتب مؤرخ لأحداث التاريخ الإسلامي منذ مولد النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم – حتى عصرنا الحالي، مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف، (2/ 216)
[58] – التسولي، علي بن عبد السلام بن علي، أبو الحسن التُّسُولي (تـ 1258 هـ)،البهجة في شرح التحفة، تح: محمد عبد القادر شاهين، دار الكتب العلمية – لبنان / بيروت، ط 1، 1418 هـ – 1998م،(1/ 231).
[59] – الونشريسي، أحمد بن يحيى،أبو العباس، المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى أهل إفريقية والأندلس والمغرب، أحمد الونشريسي، ط 8/8
[60] البرتلي، فتح الشكور، مرجع سابق، (ص31).
[61] الزركلي، خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الدمشقي (تـ 1396 هـ)، الأعلام للزركلي، دار العلم للملايين، ط 1 5، 2002 م. 7/ 181) ).
[62] كحالة، عمر رضا، معجم المؤلفين، مكتبة المثنى، بيروت، دار إحياء التراث العربي بيروت (5/ 150)
[63] – ابن بطوطة، محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم اللواتي الطنجي، أبو عبد الله، ابن بطوطة (تـ 779 هـ)، رحلة ابن بطوطة المسماة تحفة النظار في غرائب الامصار وعجائب الأسفار، دار الشرق العربي، (1/ 197).
[64] – جاء في ترجمة حماد الأنصاري أن السيوطي” ذهب إلى (كانو) بدعوة من أميرها للتدريس هناك” المجموع في ترجمة العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري (رحمه الله)» (1/ 205).
[65] نقلا عن العلامة محمد فال بن عبد الله شيخ محظرة النباغية
[66] – ابن الأمين، الوسيط في تراجم أدباء شنقيط، أحمد بن الأمين الشّنْقِيطي (تـ 1331 هـ)، الشركة الدولية للطباعة – مصرط5، 1422 هـ – 2002 م، (ص79)
[67] المرجع نفسه، (ص25).
[68] اللخمي، علي بن محمد الربعي، أبو الحسن، المعروف باللخمي (تـ 478 هـ)،التبصرة، تح: الدكتور أحمد عبد الكريم نجيب،وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، قطر، ط 1، 1432 هـ – 2011 م،3/345.
[69] – ابن مفلح، الآداب الشرعية والمنح المرعية، عالم الكتب، (1/190)
[70] التنبكتي، نيل الابتهاج، مرجع سابق، (ص499)
[71] عبلة محمد سلطان، العناصر المغاربية في السودان الغربي دورها السياسي والحضاري منذ ظهور المرابطين حتى نهاية دولة سنغاي،رسالة دكتوراه،مركز البحوث والدراسات الإفريقية،جامعة القاهرة،1990م،ص131
[72] المقريزي، تقي الدين، المقفى الكبير، (تـ 845 هـ = 1440 م)، تح: محمد اليعلاوي، دار الغرب الاسلامي، بيروت – لبنان، ط2،1427 هـ – 2006م، (6/ 36)
[73]– أعيان العصر وأعوان النصر، الصفدي، صلاح الدين خليل بن أيبك (تـ 764 هـ)، تح: الدكتور علي أبو زيد، الدكتور نبيل أبو عشمة وآخران، دار الفكر المعاصر، بيروت – لبنان، دار الفكر، دمشق – سوريا، ط 1، 1418 هـ – 1998م، (3/ 425).
[74] التنبكتي، نيل الابتهاج، مرجع سابق، (ص253)
[75] المرجع نفسه، (ص528)
[76] – د. محمد الحنفي دهاه، أصول الفقه في موريتانيا: المسار والإضافات، عمل مرقون
[77] البرتلي، فتح الشكور، (ص57-56)
[78] التنبكتي، نيل الابتهاج، مرجع سابق، (ص147).
[79] المرجع نفسه، (ص592)
[80] المرجع نفسه، (ص581)
[81] – شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي لشوقي ضيف، دار المعارف – مصر، ط 1، 1960 – 1995 م، (10/ 563)
[82] نيل الابتهاج بتطريز الديباج، (ص57)
[83] البرتلي، فتح الشكور، مرجع سابق،، (ص35)
[84] ابن القاضي، أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 – 1025 هـ)، ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال فى أسماء الرّجال، تح: الدكتور محمد الأحمدى أبو النور، دار التراث (القاهرة) – المكتبة العتيقة (تونس)، ط 1، 1391 هـ – 1971 م، (2/ 321)
[85] التنبكتي، نيل الابتهاج، مرجع سابق، (ص131)
[86] المرجع نفسه، (ص110)
[87] – ابن الخطيب، الإحاطة، مرجع سابق، 3/102
[88] – ابن فرحون،إبراهيم بن علي بن محمد، برهان الدين اليعمري (تـ 799 هـ)، الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب،تح:د. محمد الأحمدي أبو النور، دار التراث للطبع والنشر، القاهرة (2/ 297).
[89] – ابن الجزري، شمس الدين أبو الخير ابن الجزري، محمد بن محمد بن يوسف (تـ 833 هـ)، غاية النهاية في طبقات القراء، مكتبة ابن تيمية، عني بنشره لأول مرة عام 1351 هـ ج. برجستراسر، (2/ 219).
[90] السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين (تـ 911 هـ)، بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، تح: محمد أبو الفضل إبراهيم،المكتبة العصرية – لبنان / صيدا، د.ت (1/ 199)
[91] – الداوودي، محمد بن علي بن أحمد، شمس الدين المالكي (تـ 945 هـ)، طبقات المفسرين للداوودي» (2/ 219)، دار الكتب العلمية – بيروت، د. ت.
[92] – المقريزي، تقي الدين المقريزي (تـ 845 هـ = 1440 م)، المقفى الكبير،تح: محمد اليعلاوي، دار الغرب الاسلامي، بيروت – لبنان، ط2، 1427 هـ – 2006 م (1/ 170).
[93] – ابن الخطيب، لسان الدين، محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله، الشهير بلسان الدين ابن الخطيب (تـ 776 هـ)، الإحاطة في أخبار غرناطة، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1424 هـ، (1/ 170- 177).
[94] – ابن بطوطة، محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم اللواتي الطنجي، أبو عبد الله، ابن بطوطة (تـ 779 هـ)،رحلة ابن بطوطة المسماة تحفة النظار في غرائب الامصار وعجائب الأسفار، دار الشرق العربي (2/ 538).
[95] – المرجع نفسه (ص601).
[96] البرتلي، فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور،تحقيق محمد حجي، ط 1، الناشر دار الغرب الإسلامي، بيروت – لبنان 1981 ص 31
[97] – ابن ممون، أحمدو، فتح العليم في معرفة سيدي عبد الله بن الحاج ابراهيم، د. ط. د.ت. ص: 32
[98] – ابن الأمين، أحمد الشّنْقِيطي (تـ 1331 هـ)، الوسيط في تراجم أدباء شنقيط، (ص38).
[99] – في الأصل وفي الخلاصة والصواب ما أثبتنا.
[100] – ابن ممون،فتح العليم، مرجع سابق، ص: 35
[101] – آدم عبدالله الآلوري، الإسلام في نيجيريا والشيخ عثمان بن فوديو الفلاني، ص 89، ط 3، عام 1398 هـ / 1978م
[102] – التنبكتي، نيل الابتهاج، مرجع سابق،(ص578)
[103] – – الآلوري، الإسلام في نيجيريا، مرجع سابق، ص 89 – 90.
[104] – ميغا، هارون المهدي المراسلات العلمية وأثرها التعليمي والدعوي بغرب إفريقيا، (Site Internet)
المصادر والمراجع
أولا: المصادر العربية
- الأعلام للزركلي، الزركلي، خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الدمشقي (تـ 1396 هـ)، دار العلم للملايين، ط 1 5، 2002 م.
- أعلام مالقة، ابن عسكر، أبو عبد الله، وأبو بكر بن خميس،، تقديم وتخريج وتعليق: الدكتور عبد الله المرابط الترغي، دار الغرب الإسلامي، بيروت – لبنان، دار الأمان للنشر والتوزيع، الرباط – المغرب، ط 1، 1420 هـ – 1999 م.
- إفريقيا ماضيا (بحث غير منشور) ابن البرا، يحي.
- انتشار الإسلام في شرقي أفريقية ومناهضة الغرب له، منسوب لأحمد بن إدريس الفاسي، محمد عبدالله النقيرة، دار المريخ، الرياض، 1402 هـ/1982م.
- إنفاق الميسور في تاريخ بلاد التكرور محمد بلو بن عثمان فودي
- البداية والنهاية ابن كثير
- تاريخ الأدب العربي لشوقي ضيف، دار المعارف – مصر، ط 1، 1960 – 1995 م.
- تاريخ الأدب العربي لشوقي ضيف، دار المعارف – مصر، ط 1، 1960 – 1995 م.
- التبصرة، اللخمي، علي بن محمد الربعي، أبو الحسن، المعروف باللخمي (تـ 478 هـ)، تح: الدكتور أحمد عبد الكريم نجيب،وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، قطر، ط 1، 1432 هـ – 2011 م.
- تحقيق: محمد إبراهيم الكتاني، محمد حجي، دار الغرب الإسلامي، بيروت – لبنان، ط 1، 1981 م.
- تحقيق: محمد إبراهيم الكتاني، محمد حجي، دار الغرب الإسلامي، بيروت – لبنان، ط 1، 1981 م.
- تراجم المؤلفين التونسيين محمد محفوظ (تـ 1408 هـ)، دار الغرب الإسلامي، بيروت – لبنان، ط2، 1994 م.
- ترتيب المدارك وتقريب المسالك، القاضي عياض بن موسى اليحصبي، أبو الفضل (تـ 544 هـ)، تح: 1: ابن تاويت الطنجي وأخرون، مطبعة فضالة – المحمدية، المغرب، ط 1، (4/ 48).
- التكملة لكتاب الصلة، ابن الأبار، محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي (تـ 658 هـ)،، تح: عبد السلام الهراس، دار الفكر للطباعة – لبنان،1415 هـ- 1995م.
- التنبكتي، أحمد بابا بن أحمد بن الفقيه الحاج أحمد بن عمر بن محمد التكروري التنبكتي السوداني، أبو العباس (تـ 1036 هـ)، نيل الابتهاج بتطريز الديباج، عناية وتقديم: الدكتور عبد الحميد عبد الله الهرامة، دار الكاتب، طرابلس – ليبيا، ط2، 2000 م
- حضارة الإسلام وحضارة أوروبا، نعيم قداح، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع الجزائر، 1974م.
- حضارة الإسلام وحضارة أوروبا، نعيم قداح، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع الجزائر، 1974م.
- ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال فى أسماء الرّجال، أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 – 1025 هـ)، تح: الدكتور محمد الأحمدى أبو النور، دار التراث (القاهرة) – المكتبة العتيقة (تونس)، ط 1، 1391 هـ – 1971 م، (2/ 321)
- ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال فى أسماء الرّجال، أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 – 1025 هـ)، تح: الدكتور محمد الأحمدى أبو النور، دار التراث (القاهرة) – المكتبة العتيقة (تونس)، ط 1، 1391 هـ – 1971 م.
- رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية،المالكي، أبو بكر عبد الله بن محمد، تح: بشير البكوش، دار الغرب الإسلامي، بيروت – لبنان، ط2،1414 هـ – 1994م.
- سير أعلام النبلاء، مجموعة من المحققين، الذهبي، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز (المتوفى: 748 هـ)، بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، ط3، 1405 هـ / 1985م.
- شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية
- أعيان العصر وأعوان النصر،الصفدي، صلاح الدين خليل بن أيبك (تـ 764 هـ)، تح: الدكتور علي أبو زيد، الدكتور نبيل أبو عشمة وآخران، دار الفكر المعاصر، بيروت – لبنان، دار الفكر، دمشق – سوريا، ط 1، 1418 هـ – 1998م.
- طبقات علماء إفريقية، وكتاب طبقات علماء تونس، أبو العرب، محمد بن أحمد بن تميم التميمي المغربي الإفريقي، (تـ 333 هـ)،،: دار الكتاب اللبناني، بيروت – لبنان.
- العناصر المغاربية في السودان الغربي دورها لسياسي والحضاري منذ ظهور المرابطين حتى نهاية دولة سنغاي، عبلة محمد سلطان،، رسالة دكتوراه،مركز البحوث والدراسات الإفريقية،جامعة القاهرة، 1990م.
- فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور، أبو عبد الله الطالب محمد بن أبي بكر الصديق البرتلي الولاتي
- فتوح مصر والمغرب،عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم مكتبة الثقافة الدينية، 1415 هـ
- فضل كلود دكو، الثقافة الإسلامية في تشاد في العصر الذهبي لإمبراطورية كانم، طبعة كلية الدعوة الإسلامية، طرابلس، ليبيا، 1998م.
- قصة الحضارة، وِل ديورَانت، ويليام جيمس ديورَانت (تـ 1981 م)،، تقديم: الدكتور محيي الدّين صَابر، ترجمة: الدكتور زكي نجيب محمُود وآخرين، دار الجيل، بيروت – لبنان، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس،1408 هـ – 1988 م.
- كتاب المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب البكري،لأبي عبد الله البكري، نشره البارون دي سلان،طبع الجزائر سنة 1911 م.
- المرشد في التاريخ الإسلامي صالح موسى إبراهيم:، مطابع شركة الحكمة، كنو 1987.
- مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، أحمد بن يحيى بن فضل الله القرشي العدوي العمري، شهاب الدين (تـ 749 هـ)، المجمع الثقافي، أبو ظبي، ط 1، 1423 هـ (9/ 555).
- مسامرات الظريف بحسن التعريف، السنوسي، محمد بن عثمان بن محمد، أبو عبد الله (تـ 1318 هـ).
- معجم الأدباء، الحموي، شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي (تـ 626 هـ)، تح: إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط 1، 1414 هـ – 1993 م.
- معجم المؤلفين، كحالة، عمر رضا،، مكتبة المثنى، بيروت، دار إحياء التراث العربي بيروت.
- المقفى الكبير، تقي الدين المقريزي (تـ 845 هـ = 1440 م)، تح: محمد اليعلاوي، دار الغرب الاسلامي، بيروت – لبنان، ط2،1427 هـ – 2006م.
- الموسوعة التاريخية، موجز مرتب مؤرخ لأحداث التاريخ الإسلامي منذ مولد النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم – حتى عصرنا الحالي، مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف.
- الوسيط في تراجم أدباء شنقيط، أحمد بن الأمين الشّنْقِيطي (تـ 1331 هـ)، الشركة الدولية للطباعة – مصرط5، 1422 هـ – 2002 م.
ثانيا: المصادر الأجنبية
- Monit, le Soudan Central in. Histoire générale de l’Afrique noire, de Madagascar et des Archipels, sous la direction d’Hubert Deschamps, Presses Universitaires de France, Paris, 1970 ; vol. I, p. 342-343.
- (Site Internet)
- Mapping the Global Muslim Population on the Size and Distribution of the World’s Muslim Population, October 2009
- Diallo, Hamidou, Cheikh Abdoulaye Fodé Doukouré et l’islamisation des Peuls du Jelgooji (Bourkina Faso), Colloque de Tombouctou, 1995: La culture arabo-islamique en Afrique de l’ouest, pub. Fondation Temimi, Zaghouan (Tunisie), 1997.
- Adamou Aboubacar, Les relations entre les deux rives du Sahara du XI° au début du XX° siècle, Institut des Etudes Africaines, Rabat, 2005.