الطريقة البوعزاوية
تنتسب الطريقة البوعزاوية إلى الشيخ محمد بن الطيب البوعزاوي الشاوي (ت. 1333/1914)، وهي فرع للطائفة الدرقاوية. أسس هذا الشيخ زاويتين في كل من قبيلتي مزاب وأولاد سعيد حوالي 1316/1898. تميزت الطريقة البوعزاوية باقتصار التلقين على الشيخ فقط. فالشيخ وحده هو المخول حق تلقين الورد. والورد في البوعزاوية نوعان: ورد العامة وورد الخاصة.
فورد العامة بسيط، ينحصر في التعوذ من الشيطان الرجيم ثلاثا، والاستغفار مائتي مرة، والصلاة على النبي مائتي مرة كذلك، والهيللة ستمائة مرة، وعلى رأس كل مائة يضاف”سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم”. وكان مريدو الطريقة يجتمعون كل جمعة، في الزوايا أو عند المقدمين لقراءة الورد، والتذاكر عن أحوال الطائفة، وما كان يجري يومئذ.
ونتيجة للسياق الذي تأسست فيه تلك الطريقة فقد عرفت انتشارا واسعا في ظرف وجيز، حتى على حساب أقدم الطرق. ذلك أن تأسيسها صادف ما عرا جهة الشاوية من اضطرابات منذ سنة 1903، حيث اندلعت ثورة بوحمارة، وما تلاها من مقررات مؤتمر الجزيرة الخضراء؛ الأمر الذي جعل الشيخ البوعزاوي يتحول إلى زعيم للجهاد ضد الفرنسيين، وبخاصة بعد سنة 1907، حين اتصل بالسلطان المولى عبد الحفيظ. فكان مقدمو الشيخ ينشرون مباديء البوعزاوية، ويجندون الأتباع للانخراط في سلك المجاهدين. ونتيجة موقف البوعزاوية المعادي للمحتلين، فقد تكالبت فرنسا وقوى داخلية عليه، فلم يسعه إلا مغادرة الشاوية واللجوء إلى مراكش، حيث حصل على الحماية الألمانية، ليتقي شر الفرنسيين.