الطريقة الدرقاوية
تنسب الطريقة الدرقاوية إلى الشيخ مولاي العربي الدرقاوي، الشريف الحسني (تـ 1239/1823)، الذي أسس الطريقة الدرقاوية ببوبريح من بني زروال. وهي طريقة شاذلية، تلقاها مولاي العربي عن شيخه علي بن عبد الرحمن العمراني الفاسي، المعروف بالجمل، من طريق أحمد زروق، وعن أبي المحاسن يوسف الفاسي من طريق الجزولي. فهي أيضا شاذلية جزولية زروقية.
وتلح الدرقاوية على الزهد وكسر شهوات النفس، والعزلة، والتقلل في المأكل والنوم، والاستغراق في العبادة، والإكثار من الصدقة في حال الاستطاعة. لكنها تؤكد على ضرورة الشيخ المربي، الذي تجب طاعته والانصياع لأوامره، ومصارحته بما قل وجل، حتى من الخواطر. أما ورد الدرقاوية، والذي يتلى بعد صلاتي الصبح والمغرب، فيتلخص في التعوذ من الشيطان الرجيم مرة، ثم البسملة ثلاث مرات، ثم الصلاة على النبي مائة مرة، ومثلها من لا إله إلا الله له الملك وله الحمد.
ويحمل المريد الدرقاوي بعض الشارات من بينها السبحة، والعكاز، والمرقعة. ولا يمنع مريدو الطريقة من تنظيم الحضرة بالرقص والسماع. بل إن أواخر درقاوة صاروا يعقدون موسما سنويا ببوبريح، في نهاية شهر شتنبر.
عرفت الطريقة الدرقاوية انتشارا كبيرا في المغرب وفي الجزائر، وخاصة على حساب الطريقة الناصرية. والفضل في ذلك يرجع إلى حيوية كثير من تلاميذها، نذكر منهم بسوس، مولاي على الدرقاوي، والد المختار السوسي؛ وبفاس أحمد البدوي زويتن وعبد الواحد الدباغ، وببلاد غمارة محمد البوزيدي، وبتطوان محمد الحراق، وبالريف أحمد بن عبد المومن الغماري، وبزرهون مالك الزرهوني، وبالجزائر الشيخ بوعزة المهاجي.