العلاقات العلمية بين المغرب والسنغال في مجال القرآن وعلومه
نظم معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية يومه الخميس 30 ماي 2024، بقاعة الشيخ المكي الناصري بمقر المعهد بالرباط، محاضرة علمية في موضوع: “العلاقات العلمية بين المغرب والسنغال في مجال القرآن وعلومه”، ألقاها فضيلة الشيخ المقرئ محمد الحسن بوصو شيخ القراء بالسنغال.
وخلال هذه المحاضرة أكد الشيخ محمد الحسن بوصو على فضل المغاربة في ترسيخ مختلف علوم القرآن في غرب إفريقيا مبرزا نبوغهم في القراءات ومهاراتهم في فن الرسم القرآني والضبط.
وفي هذا الصدد قال المحاضر “إنه إلى حد قريب كانت جميع الإجازات المسندة في روايات ورش وقالون في غرب أفريقيا تمر عبر المغرب”.
وذكر المحاضر أن كل الإجازات الإفريقية كانت أسانيدها ترجع للمغرب عبر الشيخ أحمد الحبيب اللمطي الفيلالي(1165هـ)، وأنه – يضيف الشيخ بوصو – إلى حدود سنة 1985 لا يوجد حرف من القرءان في إفريقيا يقرأ به إلا عبر الإسناد المغربي.
من جانب آخر، وبطريقة علمية مدعمة قدم المحاضر أمثلة عديدة لوجوه الاتفاق بين المغاربة والأفارقة في الاختيارات العلمية المتعلقة بالقراءات والأداء والرسم والضبط والوقف، وذكر أن أوجه الخلاف قليلة جدا يميزها أهل الاختصاص في دقائق فقط، ولا تتجاوز خمسة حروف أو ستة، وهو خلاف كان موجودا عند المغاربة المتقدمين وأخذ عنهم.
كما فصّل المحاضر القول في المراجع والمتون المعتمدة في السنغال وغرب إفريقيا في تدريس القرءان وعلومه، وبيّن أن مصنفيها كانوا يعتمدون على تحريرات المغاربة أو الشناقطة، وأن الشناقطة أيضا لا يخرجون عن الاختيارات المغربية في كل علومهم المتعلقة بالقرءان الكريم.
وختم المحاضر بالتنصيص على أن هذه العلاقات العلمية لا تقتصر على مجال القرءان وعلومه بل هي تشمل كل الاختيارات الدينية وتتجلى في وحدة المذهب والعقيدة والطريقة، واستدل على ذلك بأخذ السنغاليين بالطريقة التيجانية، وهي طريقة منطلقها وعاصمتها بالمغرب.
كما قرر أيضاً أن هذه العلاقات المتميزة بين البلدين ليست دينية فقط، بل تشمل أيضا التأثر اللغوي واللهجي مستدلا ببعض المفردات المتوافقة بين اللغات الإفريقية واللغة الأمازيغية بالمغرب.
وقد كان هذا اللقاء فرصة لطلبة المعهد لإثراء النقاش بطرح أسئلتهم واستفساراتهم التي تفاعل معها الشيخ المحاضر بمزيد من الشرح والتوضيح في مسائل الأداء والرسم.
يذكر أن معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية، الذي أسسه أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بتاريخ 21 من جمادى الآخرة 1434هـ (2 ماي 2013)، يهدف إلى تكوين علماء متخصصين في القراءات والدراسات القرآنية مع تعميق المعرفة في الجوانب الفكرية والفلسفية واللغوية وغيرها، حتى يكونوا قادرين على إخراج كنوز كتاب الله إلى الناس والمنافحة عنه.