العلامة الدكتور محمد المختار ولد اباه في ذمة الله
انتقل إلى رحمة الله تعالى فضيلة الشيخ الدكتور محمد المختار ولد اباه ، رئيس جامعة شنقيط العصرية ورئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بالجمهورية الإسلامية الموريتانية فجر يوم الأحد 29 جمادى الآخرة 1444 هـ الموافق لـ 22 يناير 2023.
ولد الشيخ المختار ولد اباه سنة 1924م في بوتليمت بموريتانيا من أسرة علم وعلماء. فقد والده وهو ابن ست سنوات، حفظ القرآن الكريم وأكمل دراسة المتون والنصوص المقررة في المدارس العتيقة الشنقيطية المعروفة بالمحاظر، ثم توج مسيرته رغم الإكراهات التي واجهته في تكوينه العلمي والشرعي بالتوجه إلى مدينة سان لوي حيث أكمل دراسته الثانوية.
بعد حصوله على شهادة الباكلوريا تخصص فلسفة، التحق بجامعة محمد الخامس بالرباط حيث تابع دراسته الجامعية، ثم توج بعد ذلك مسيرته الجامعية الأكاديمية بحصوله عام 1975م على دكتوراه دولة من جامعة السوربون في باريس حول التشريع الإسلامي في موريتانيا.
تقلد المرحوم ولد اباه مجموعة من المناصب والوظائف في الحقل الديني والجامعي والتربوي والسياسي والإعلامي منها رئيس أمناء جامعة شنقيط العصرية في نواكشوط، ورئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في موريتانيا.
كما اشتغل أستاذا في دار الحديث الحسنية بالرباط بالإضافة إلى مناصب أخرى في موريتانيا وخارجها.
ترك الدكتور محمد المختار ولد اباه وراءه مؤلفات عديدة باللغتين العربية والفرنسية في مجالات متعددة وفنون مختلفة منها ثمانية كتب فى علوم القرآن من أبرزها كتاب ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية، و كتاب تاريخ القراءات في المشرق والمغرب، بالإضافة إلى كتب ودراسات ومقالات في مجال الفكر الإسلامي والتربية والفقه وأصوله وفي ميدان اللغة والأدب والشعر..
وُشح الفقيد رحمه الله بكثير من الأوسمة ونال العديد من الشهادات العرفانية لدوره العلمي البارز في مجالات وتخصصات متعددة.
قبل أيام من رحيله، شارك الدكتور المختار ولد اباه في الحفل القرآني الذي نظمه فرع المؤسسة في موريتانيا بمناسبة المسابقة القرآنية الإقصائية الخاصة بفروع المؤسسة، وكان قد ألقى فيه كلمة وجه من خلالها نصيحة لحفظة كتاب الله تعينهم في مسيرتهم العلمية القرآنية.
وبهذه المناسبة الأليمة تتقدم مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بأحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة لكافة أفراد أسرته الكريمة والشعب الموريتاني الشقيق ولكل المسلمين.
إنا لله وإنا إليه راجعون.