تخليد الذكرى الـ 60 لإنشاء المسجد الكبير بدكار

تخليد الذكرى الـ 60 لإنشاء المسجد الكبير بدكار

تخليد الذكرى الـ 60 لتشييد المسجد الكبير بدكار
تخليد الذكرى الـ 60 لتشييد المسجد الكبير بدكار

نظمت مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة صباح اليوم الجمعة (22 نونبر 2024) بدكار، لقاء احتفاليا بمناسبة تخليد الذكرى الستينية لإنشاء المسجد الكبير بدكار، وذلك بحضور شخصيات دينية وعلمية ورسمية من المملكة المغربية وجمهورية السنغال، بالإضافة إلى شخصيات ديبلوماسية أخرى.

وشكل هذا اللقاء، الذي نظم برحاب المسجد الكبير بدكار، مناسبة للتأكيد على قوة ومتانة العلاقات التاريخية والروحية التي تجمع بين المغرب والسنغال، كما كان اللقاء فرصة لإبراز المعاني والدلالات الرمزية لهذا الحدث  التاريخي الكبير، والتعريف به لدى الأجيال الصاعدة من أجل الحفاظ على الذاكرة الدينية المشتركة للشعبين المغربي والسنغالي.

استهل هذا الحفل بتلاوة عطرة تلاها على الحضور القارئ المغربي إلياس المهياوي، بعد ذلك تم عرض فيلم وثائقي يؤرخ للزيارة التاريخية التي قام بها جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه، للسنغال في مارس 1964 وتدشينه للمسجد الكبير لدكار، رفقة الرئيس السنغالي الراحل ليوبولد سيدار سانغور.

وفي كلمة بالمناسبة قال الشيخ عبد الله مختار ديوب، رئيس قبيلة الليبو، أن إحياء هذه الذكرى العظيمة مناسبة لاستحضار المغزى العميق لبناء هذ الصرح الديني الذي ظل شاهدا طوال 60 سنة على عمق الأواصر الروحية والتاريخية القائمة بين البلدين الشقيقين.

وأكد على أن هذه المعلمة الدينية تشكل رسالة لإعلاء قيم السلام والعيش المشترك مشيدا بدور المملكة المغربية في نشر قيم الدين السمحة في المجتمعات الإفريقية.

من جانبه، اعتبر إمام المسجد الكبير بدكار، الشيخ علي موسى صامب، أن تخليد ذكرى بناء هذا المسجد الكبير يمثل مناسبة لإبراز الروابط الروحية والدينية المتينة التي تربط الشعبين الشقيقين المغربي والسنغالي، مثنيا في كلمته على الجهود التي تبذلها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة من أجل توحيد وتنسيق جهود العلماء المسلمين في البلدان الإفريقية، للتعريف بقيم الإسلام السمحة ونشرها وترسيخها.

من جهته، وفي هذا الصدد، استحضر السيد سيدي محمد رفقي، الأمين العام للمؤسسة، في كلمة بالمناسبة، الدلالات العميقة لتخليد هذا الحدث التاريخي الهام، ولا سيما تقوية الروابط الأخوية بين البلدين والحفاظ على التراث الديني والروحي المشترك.

من جانبه، أكد السيد حسن الناصري، سفير جلالة الملك في السنغال، أن بناء هذا الصرح الديني في ستينيات القرن المنصرم ساهم بشكل كبير، فضلا عن وظائفه الروحية النبيلة، في تمتين أواصر الصداقة والأخوة الروحية والإنسانية العريقة بين المغرب والسنغال وترسيخها لتجدد العهد باستمرار بين البلدين والشعبين الشقيقين.

وأكد، في هذا الصدد، أن المملكة المغربية، طبقا للتعليمات السامية لأمير المؤمنين، صاحب الجلالة، الملك محمد السادس نصره الله، تتطلع بتنسيق تام مع جمهورية السنغال الشقيقة برئاسة فخامة الرئيس باسيرو ديوماي فاي، إلى العمل على إشاعة الأمن الروحي، من خلال التكوين وتوسيع منهج الوسطية والاعتدال والتسامح الذي يدعو اليه الدين الإسلامي الحنيف.

وأكد ممثل وزير الداخلية السنغالي المسؤول عن الشؤون الدينية عبد الرحمن ندياي، من جانبه في كلمة بالمناسبة، أن المسجد الكبير يعد رمزا حيا للتعاون بين البلدين، داعيا إلى “نفس جديد” في العلاقات الثنائية.

وفي ختام هذا اللقاء، تمت تلاوة برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى أمير المؤمنين، صاحب الجلالة، الملك محمد السادس نصره الله، باسم خلفاء الطرق والزوايا الصوفية في السنغال والقائمين على هذه الذكرى الكبيرة.

وعلى هامش هذا الحفل، تم افتتاح معرض للصور والوثائق التاريخية بعنوان “الذاكرة التاريخية للعلاقات الروحية المغربية-السنغالية”، بغية التعريف بالعمق التاريخي والمعماري الذي يزخر به هذا الصرح الديني، والتذكير بأهمية ومحورية إسهام شيوخ وعلماء البلدين الشقيقين في خدمة التراث الديني المشترك.

من جهة أخرى، وفي أجواء ربانية مفعمة بالإيمان أدى المشاركون في هذا الحفل الرسمي صلاة الجمعة بالمسجد الكبير بدكار حيث أكد الإمام في خطبته على فضل بناء المساجد، كما أبرز الخطيب في خطبته الروابط المتينة التي جمعت على الدوام بين إمارة المؤمنين في المغرب وباقي مسلمي القارة الإفريقية التي ظلت رمزا للأخوة الإيمانية ومصدرا للعمل سويا على نشر قيم الإسلام السمحة.

وفي ختام الخطبة رفعت أكف الضراعة إلى الله عز وجل كي يحفظ أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله وأن يرزقه بالصحة والعافية.

وفي مساء نفس اليوم أقامت المؤسسة، بالمسجد الكبير بدكار، أمسية دينية وروحانية بهذه المناسبة، قام بتنشيطها مجموعة من المادحين من المغرب والسنغال.

كلمات مفتاحية : ,