تقديم الإطار العام لندوة الظاهرة السلفية الدلالات والتداعيات
ألقيت المداخلة في الندوة العلمية الدولية الأولى التي نظمتها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في موضوع «الظاهرة السلفية: الدلالات والتداعيات» يومي الأربعاء والخميس 28 – 29 صفر 1440هـ، الموافق لـ: 7 – 8 نونبر 2018م بمدينة مراكش.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد خاتم النبيين، وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين،
سعادة الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، الأستاذ العلامة محمد يسف حفظه الله تعالى،
سماحه الشيخ إبراهيم موشى حفظه الله نيابة عن الشيخ إبراهيم صالح الحسيني مفتي جمهورية نيجيريا ورئيس المؤسسة بها حفظه الله وشفاه من كل مكروه،
أيها السادة العلماء الأفاضل، أيتها السيدات العالمات الفضليات، أيها الحضور الكريم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، ومرحبا بكم جميعا في هذا الحفل الكبير، وطبتم وطاب مجلسكم المبارك هذا.
وبعد،
فانطلاقا من أهداف مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة القائمة على خدمة قضايا الدين ومصالح المسلمين، وسعيا منها لتوحيد جهود العلماء الأفارقة للتعريف بقيم الإسلام السمحة ونشرها وترسيخها، ورغبة في المحافظة على وحدة الإسلام ورصد التيارات الفكرية والعقدية رصدا موضوعيا مؤسسا على النقول الشرعية والأدلة العقلية، فقد بات لزاما على من بوأه الله تعالى شرف تلك المحافظة أن يعمل على حمايتها طلبا لضبط حدودها والتعريف برسومها.
ومعلوم، أيها السادة والسيدات، أن مصطلح السلفية من المواضيع التي أثارت اهتمام الباحثين ولفتت انتباه المهتمين نظرا لتزامن حمولاته الدلالية والعقدية، فأصبح ظاهرة لها حضورها في الحقل الديني. كما وجد المنتسبون إليها في ياء النسبة مما يضفي الشرعية على ذلك الانتساب، الشيء الذي أسفر عن قناعات انعكست أثارها على الجوانب الفكرية والفقهية والفتاوى الشرعية وغيرها.
وطبقا لأهداف المؤسسة والمسطرة، فقد ناسب أن تتولى مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة القيام بأبحاث علمية وفق ضوابط موضوعية تجلي مفهوم السلفية بأبعادها الدلالية وتداعياتها الفكرية والعقدية، لذا جاءت الندوة الحالية بناء على توصيات المجلس الأعلى في دورته الأولى سنة 2017 لتكون أول ندوة علمية دولية افتتاحية تعقدها المؤسسة الأم بعنوان: «الظاهرة السلفية الدلالات والتداعيات». وقد حضر أشغال هذه الندوة المباركة، صفوة من خيرة العلماء، ليقدموا بيان ما يتيسر بيانه في هذا الموضوع، وهذا من خلال محاضرة افتتاحية لفضيلة الأستاذ عبد الحميد العلمي، أستاذ مقاصد الشريعة بجامعة القرويين بفاس، ومحورين يشتملان في مجموعهما على ثمان محاضرات:
إحدى هذه المحاضرات والأولى: عن «مصطلح السلفية المفهوم والمضمون» يلقيها فضيلة الأستاذ الدكتور عبد القادر بطار، وهو أستاذ العقيدة والمنطق بجامعة محمد الأول بوجدة.
والمحاضرة الثانية بعنوان: «مصطلح السلفية: التحول الدلالي وعلاقته بالمرجعية الفكرية» يلقيها فضيلة الأستاذ الدكتور سعيد بيهي، رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الحي الحسني بالدار البيضاء.
والمحاضرة الثالثة بعنوان: “مصطلح السلفية: الانزياح المصطلحي وعلاقته بالمرجعية التاريخية” يلقيها فضيلة الشيخ حسن سيدنج سعيد كزينغ، وهو مدير إدارة الدعوة للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بتنزانيا.
والمحاضرة الرابعة بعنوان: ” مصطلح السلفية: المقاربة الاجتهادية وعلاقتها بالأحكام
الشرعية” تلقيها فضيلة الأستاذة الدكتورة ميمونة سوماهورو، وهي أستاذة في معهد العالمية لتكوين الأئمة بكوت ديفوار.
المحاضرة الخامسة بعنوان: “الظاهرة السلفية في القضايا العقدية وعلاقتها بالمدارس الكلامية” يلقيها فضيلة الشيخ العلامة أبو عكري الشيخ عبد القادر النذير، وهو أستاذ بجامعة إفريقيا بالسودان سابقا.
المحاضرة السادسة بعنوان: “الظاهرة السلفية في التعامل مع النصوص الشرعية” يلقيها فضيلة الشيخ الأستاذ إبراهيم مقري، وهو عضو هيئة الإفتاء بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وأستاذ محاضر بقسم اللغة العربية بجامعة بايرو كانو بنيجيريا.
المحاضرة السابعة بعنوان: “الظاهرة السلفية في التعامل مع الفتاوى والمستجدات الحياتية” يلقيها فضيلة الأستاذ المحترم إدريس بن الضاوية، وهو عضو مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، ورئيس المجلس العلمي المحلي للعرائش.
والمحاضرة الثامنة وهي الأخيرة: بعنوان “الظاهرة السلفية في علاقتها بالأخلاق الإسلامية والقيم الإنسانية” تلقيها فضيلة الأستاذة الدكتورة سعاد رحائم، عضو مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، وعضو المجلس العلمي المحلي بالجديدة.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك في هذه الندوة العلمية المهمة، وأن يكلل أعمالها بالنجاح وتحقيق الأهداف، وأن يحفظ سبحانه وتعالى مولانا أمير المؤمنين، رئيس هذه المؤسسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وأن يحفظه في ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، وأن يشد أزره بشقيقه السعيد، صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي رشيد، وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، إنه سميع مجيب الدعوات.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.