دار السلام – معرض المصاحف القرآنية
دار السلام – معرض المصاحف القرآنية
ظل القرآن الكريم منذ نزوله محط عناية واهتمام المسلمين باعتباره مصدرا للتشريع ودستورا للأخلاق ومنهاجا يهدي للتي هي أقوم في جميع مناحي الحياة. ولترجمة هذه العناية اجتهد المسلمون في حفظ القرآن الكريم في الصدور بمنتهى الضبط والإتقان، ثم نقلوه من المواد المختلفة التي كان مكتوبا عليها في العهد النبوي ودونوه في المصحف في العصر الراشدي، وحرصوا على سلامة كل حرف فيه من الزيادة أو النقصان أو التحريف عبر علوم طوروها مثل علم الرسم والضبط والقراءات.
لقد كانت للمصحف الشريف مكانة بالغة في المجتمعات الإسلامية في جميع العصور، فكتب بإتقان بالغ وضبط دقيق، وتفنن الخطاطون في تطوير الخطوط العربية المناسبة لكتابته، كما اجتهد المزخرفون والمجلدون في إنتاج المصاحف القرآنية الرائعة التي تمتع البصر وتعكس حب المسلمين وتقديسهم لكتابهم. وما من بيئة إسلامية إلا وكان لها إسهامها الخاص في هذا الاهتمام، لذلك تعددت أنماط المصاحف القرآنية حسب المناطق وحسب العصور.
وعرفت القارة الإفريقية تنوعا واضحا في فنون صناعة المصحف الشريف، من حيث تنوع أساليب الخط، والزخرفة والتجليد، مع الحفاظ على أصول ضبط المصحف كما قررها علماء الأمة الراسخون في هذا العلم. ومن جانبها حافظت المملكة المغربية عبر القرون على تقاليدها الراسخة في صناعة المصحف الشريف، والتي لا تزال حية ومستمرة إلى اليوم.
وقد أبت “مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة” تحت الرئاسة السامية لرئيسها أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، إلا أن تشارك في تعظيم وتشريف كتاب الله تعالى، وذلك بتنظيمها، على هامش الدورة الثالثة لمسابقتها القرآنية، لمعرض المصاحف القرآنية الذي يعرف بتاريخ المصاحف المغربية وخصوصياتها الجمالية وتنوعها الفني، في مسيرتها الممتدة من القرون الأولى للإسلام في المغرب إلى اليوم، وذلك من عصر المخطوط اليدوي إلى عصر الطباعة، وظهور المؤسسات المختصة في طباعة المصحف الشريف مثل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية، ومؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف.