دور العقيدة الأشعرية والمذاهب الفقهية في تعزيز القيم الإنسانية النبيلة
[نسخة المداخلة الأصلية PDF]
تمهيد
الحمد لله الذي قرن الأمر بحسن القول للناس جميعا بأركان العبادة من صلاة وزكاة، فقال في محكم التنزيل: ﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناٗۖ وَأَقِيمُواْ اُ۬لصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ اُ۬لزَّكَوٰةَۖ﴾.[1]
والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث رحمة للعالمين الهادي إلى صراط الله المستقيم سيد ولد آدم محمد الرسول الأمين القائل حين سئل عن عمل يدخل الجنة، قال: «عليك بحُسْنِ الكلامِ وبذلِ السَّلامِ»[2] وعلى آله أولي الخلق والنقاء وصحبه أهل الصدق والوفاء، والتابعين ومن تبعهم بإحسان وللأثر اقتفى.
وبعد فهذه محاضرة تأتي في إطار المشاركة في الدورة التواصلية الدولية الرابعة لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في موضوع:
«المدرسة الأشعرية والمذاهب الفقهية: الانسجام العلمي والمنهجي في خدمة كليات الدين»
مقدمة
بعث رسول الإسلام الأكرم ﷺ ليتمم مكارم الأخلاق، ويحث على القيم الإنسانية النبيلة من سلام ومحبة وتسامح وفعل للخير، فكانت القواعد العامة للحنفية السمحة تقوم على معاني التآلف والتراحم والعفو والأمر بالعرف والإعراض عن الجاهلين، قال الحق تبارك وتعالى في كتابه العزيز: ﴿خُذِ اِ۬لْعَفْوَ وَامُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ اِ۬لْجَٰهِلِينَۖ ﴾[3] يقول القرطبي في تفسير الآية: «هذه الآية من ثلاث كلمات، تضمنت قواعد الشريعة في المأمورات والمنهيات»[4] إنها الرحمة العامة التي تسع الخلائق من إنس وحيوان، يقول النبي ﷺ: «في كلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ»[5] حيث تتجلى معاني الشعور الإنساني في أبهى صوره، استدرار للرحمة بكل الكائنات الحية، إذ حياتها دليل على قدرة الصانع وبديع قدرته.
أما أهل الإيمان فقد أمروا باجتماع الكلمة ونهوا عن اتباع خطوات الشيطان بالتفريق بينهم، يقول الحق سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا اَ۬لذِينَ ءَامَنُواْ اُ۟دْخُلُواْ فِے اِ۬لسَّلْمِ كَآفَّةٗ وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطْوَٰتِ اِ۬لشَّيْطَٰنِۖ إِنَّهُۥ لَكُمْ عَدُوّٞ مُّبِينٞۖ ﴾[6] يقول صاحب الكشاف: «المؤمنون أمروا أن يدخلوا في الطاعات كلها»[7]، وهذا فيه من النهي عن ضده من التفرق واتباع بنيات الطريق، يقول صاحب الذهب الإبريز في تفسير الآية: «﴿وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطْوَٰتِ﴾ طرق ﴿اِ۬لشَّيْطَٰنِ﴾ أي: تزيينه بالتفريق»[8]
وانطلاقا من هذه المعاني الرائقة والمقاصد السامية التي قررها القرآن المجيد والسنة النبوية المطهرة، أظهرت جل المدارس الإسلامية والمذاهب الفقهية التمثل العملي لهذه المبادئ الجالبة لمنهج الاعتدال وبث القيم الإنسانية النبيلة، ما جعل الناس يدخلون في دين الله أفواجا، إنه سبيل العارفين وطريق عباد الله الصالحين، منهج يؤمن بالحق في الاختلاف ويفهمه على أنه آية من آيات الله الباهرة، يقول الحق جل شأنه: ﴿وَمِنَ اٰيَٰتِهِۦ خَلْقُ اُ۬لسَّمَٰوَٰتِ وَالَارْضِ وَاخْتِلَٰفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَٰنِكُمُۥٓۖ إِنَّ فِے ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّلْعَٰلَمِينَۖ﴾[9] يقول صاحب أضواء البيان في تفسير الآية: «قد أوضح تعالى في غير هذا الموضع أن اختلاف ألوان الآدميين واختلاف ألوان الجبال، والثمار، والدواب، والأنعام، كل ذلك من آياته الدالة على كمال قدرته، واستحقاقه للعبادة»[10] من هذه المناهل الزلالية أخذ أهل العلم من علماء التربية والسلوك وأئمة المذاهب المعتمدة اتساع الصدور للمخالف، والتمسك بقيم التعايش بين الإنسانية جمعاء، لقد انتشرت المدرسة الأشعرية في ربوع العالم الإسلامي، وكانت إفريقيا أول مواطن الاستقرار والتأثر، وتلازم تمدد الفكر المعتدل مع اعتماد المذاهب الفقهية المعتبرة التي تمثل ثراء الفقه الإسلامي، وتسامحه وقبوله لتعدد الآراء والأقوال المؤصلة، وعلى رأسها مذهب إمام دار الهجرة، حيث تقديم عمل أهل المدينة مع إعمال قاعدة مراعاة الخلاف، ما شكل بيئة مناسبة للتلاحم والتراحم بين الجميع، ولعل الابتعاد عن المنابع الصافية لأولي النهى من السادة المالكية، أدى إلى ظهور بعض الأفكار الموسومة بالتنطع، الأمر الذي يستوجب استنهاض الهمم للمحافظة على الثوابت الدينية، إذ بها يحصل الوئام وتعزز القيم الإنسانية النبيلة المحصنة للمجتمع من غوائل الزيغ والضلال والتطرف، وبعد هذه المقدمة أنتقل بعون الله تعالى، إلى تناول الموضوع في التفصيل يندرج في محورين رئيسين:
المحور الأول: العقيدة الأشعرية والمذاهب الفقهية: أصول الاستمداد وشواهد التنزيل وآثارها على ترسيخ القيم.
المحور الثاني: تعزيز القيم الإنسانية النبيلة في ضوء العقيدة الأشعرية والمذاهب الفقهية .
المحور الأول: العقيدة الأشعرية والمذاهب الفقهية: أصول الاستمداد وشواهد التنزيل وآثارها على ترسيخ القيم
تعد المدرسة الأشعرية من المدارس التي تلقاها المسلمون بالقبول، فقد كانت سببا من أسباب ترسيخ قيم الاعتدال عن طريق أهل السنة والجماعة، كما أن معالم هذا المنهج الناظمة لأدوات النظر العقلي والاستدلال المنطقي المؤصل بالنقل وتنزيه الباري جلت قدرته وإثبات صفاته، والرد على الطوائف الأخرى؛ تنقية للعقيدة من الشوائب، والحرص على مناقشة المخالفين ودحض أقوالهم بالحجج والبراهين، خصوصا أن الإمام أبا الحسن الأشعري قد نافح كثيرا عن عقيدة التوحيد وإفراد العبودية للخالق الرازق تقدست أسماؤه وتنزه عن ما لا يليق بصفات الكمال والجلال، وقد اشتغل الأشعري بالرد على الفلاسفة لدحض الشبهات ودفع المزاعم والأباطيل، طريق سلكها أئمة أعلام مثل الإمامين الباقلاني و الجويني وقد بلغا في التأسيس للمذهب مبلغا وشأواً كُبَّارًا، ثم إن الإمام أبا حامد الغزالي الطوسي الذي غلب على منهجه علم السلوك وتهذيب النفوس؛ اعتبر منارة فاصلة في المدرسة الأشعرية حيث امتزج التبحر في العلوم بالعناية بالتزكية والعرفان، واهتم كما فعل من سبقه بالرد على الفلاسفة وكانت له معهم صولات وجولات، فكانت ردوده موسومة بالدقة والوضوح والتماسك والموضوعية، واستدلاله بمسالك[11] جمعت بين النقل والعقل وهو أسلوبه المميز، يضاف إليه ما قيضه الله له من سرعة انقداح المعنى في الذهن، حيث يقول عند بيان المباح: «أن الشرع تركه على ما كان عليه قبل ورود السمع ولم يغير حكمه، وكل ما لم يثبت تحريمه ولا وجوبه بقي على النفي الأصلي»[12] فالمباح عند الإمام أبي حامد الغزالي هو الفطرة التي فطر الله الناس عليها، باق على البراءة الأصلية، وقيل هو ما سكت الشارع عنه من عفو؛ «إنّ الله تعالى فرضَ فرائضَ فلا تضيِّعوها، وحدَّ حدودًا فلا تعتدوها، وسكت عن أشياءَ رحمةً لكم غيرَ نِسيانٍ فلا تبحثُوا عنها»[13]، وقد تطلق الإباحة على ألفاظ منها: الجواز، والمأذون فيه، والتخيير، وما استوى طرفاه، وقد يعبر عنه بالتخيير[14]وعند البعض بما أذن في فعله وتركه غير مقترن بذم فاعله وتاركه، ولا مدحه[15]ويرى الشاطبي أن المباح، لا يكون مطلوب الفعل، ولا مطلوب الاجتناب[16]ولو أننا حافظنا على نتاج هذه العقول المسددة، لما حصل خلط بين مراتب الحكم الشرعي، ولكن اختلف الناس على جزئيات ليس لها حظ من الاعتبار، فضل البعض عن منهج الاعتدال.
ثم جاء من بعد الغزالي، الإمام الرازي، والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم؛ لسان حال كل من سار على دربهم من أهل العرفان، لا غل ولا بغض ولا كراهية.
إنه تأصيل مبتدؤه الإطار المفاهيمي، ومختتمه تمثل رحمة الأمة في تقبل قاعدة مراعاة الخلاف، واحترام المخالف واحتكام الجميع لأصول جامعة لا تحابي ولا تجافي.
-العقيدة: في اللغة تأتي بمعنى: «العقد، ومنه عقدت الحبل والبيع والعهد، فانعقد، والعقدة بالضم موضع العقد، واعتقد الشيءُ، أي: اشتد وصلب، واعتقد كذا بقلبه»[17] والعقيدة في الاصطلاح فهي عند الإمام الجنيد هو علم وإقرار بأن الله فرد في أزليته لا ثاني له، ولا شيء يفعل فعله»[18]وأما ما يجب على المكلف أن يعرف من صفات الله تعالى فهو ما دل الدليل على وجوبه له فقط لا معرفة كل الصفات لأن معرفة جميع صفات الله تعالى وحصرها من قبل المخلوق لا يمكن ولا يتأتى[19] وإنما هو تقريب لأساليب النظر، وثمرة هذه المعرفة عند الأشعرية من أهل التصوف الخالص هو الدافع الجامع بين الحقيقة والشريعة أو الظاهر والباطن، فقد قال رجل للإمام الجنيد ذكر المعرفة عنده: «أهل المعرفة بالله يصلون إلى ترك الحركات من باب البر والتقوى إلى الله تعالى»، فقال له الإمام الجنيد: «إن هذا قول قوم تكلموا بإسقاط الأعمال، وهذه عندي عظيمة، والذي يسرق ويزني أحسن حالا من الذي يقول هذا، وإن العارفين بالله أخذوا الأعمال عن الله وإليه رجعوا فيها، ولو بقيت ألف عام لم أنقص من أعمال البر ذرة، إلا أن يحال بي دونها وإنه لأوكد في معرفتي وأقوى في حالي»، بهذا الجواب الروحي القوي الأصيل يحدد الإمام الجنيد أبو القاسم شيخ الطائفة الصوفية معالم الطريق الروحي في الإسلام، ويحدد كذلك أهم أسس علم التصوف الإسلامي حتى لا يلتبس على المؤمن الأمر بين الصوفية الخلص وبين أدعياء التصوف الإسلامي، ويرى أنه لا باطن بدون ظاهر، ولا حقيقة مؤسسة بدون شريعة»[20]، إذ المعتقد في القلب من حقيقة إفراد الخالق بالعبودية؛ يصدقه العمل بما توجه به خطاب الشارع إلى المكلف، من الإقدام والإحجام وبذل السلام.
– الأشعرية: نسبة إلى الإمام أبي الحسن الأشعري علي بن إسماعيل بن أبي بشر بن إسحاق بن سلم بن إسماعيل بن موسى بن بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، وأبو الحسن الأشعري ينتهي نسبه إلى هذا الصحابي الجليل، واسمه عبد الله بن قيس بن حضار الأشعري اليمني[21] توفي الإمام أبو الحسن الأشعري سنة نيف وثلاثين وثلاثمائة ببغداد.[22]
أما العقيدة الأشعرية (المدرسة الأشعرية) باعتبارها مركبا إضافيا؛ فتطلق على منهج الإمام أبي الحسن الأشعري في طلب الحق الذي استقر عليه بعد عمر حافل بالذب عن عقيدة السلف الصالح.
– المذاهب: المذهب في اللغة؛ «من ذهاب الشيء وهو مضيه، يقال ذهب يذهب ذهابا، وقد ذَهَبَ مَذْهَبًا حَسَنًا».[23]
– الفقهية: نسبة إلى الفقه؛ «الفقه في اللغة الفهم، ومنه فقِه الرجل بالكسر، وفلان لا يفقه ولا ينقه، ثم خص به علم الشريعة، والعالم به فقيه»[24] وأهل الفقه هم قِوامُ الدين وقُوَّامه.[25] قاله السيوطي.
أما المذاهب الفقهية باعتبارها مركبا إضافيا؛ فيقصد بها مناهج الأئمة الأربعة الذين حصل الأخذ بقولهم في مشارق الأرض ومغاربها[26]، في التقعيد واستنباط الأحكام، ومن سار على طريقهم من تلامذتهم الذين أصبحوا نقلة لفقه كل إمام، والواجب اعتقاده على كل مكلف أن كلا من هؤلاء الأئمة الأربعة على هدى من ربهم، وقد سلكوا طريقا مستقيما لا اعوجاج فيه، وأن الاختلاف الذي وقع بينهم فيه سعة للناس، وأنهم لو لم يختلفوا في آرائهم واستنباطهم الأحكام من الكتاب والسنة الصحيحة لضاق الحال على الناس في أمر معاشهم كالبيوع وما شاكلها من أنواع العقود وأمر معادهم كالصلاة والصوم وغيرها من أنواع العبادات[27]ويعلم الناس أن أئمة المسلمين قد فهموا الشريعة الإسلامية حق الفهم[28] وأظهروا سماحة الشريعة وسعة الفقه، حيث اعتبار مفهوم رفع الحرج والتخفيف عند استعمال بعض صيغ العقود مراعاة لمصلحة المعروف للعباد[29]ومن ذلك عدم الجزم عند إصدار الأحكام المختلف في حكمها، قال شارح المختصر: (وجاز مرابحة والأحب خلافه)، أي: خلاف بيع المرابحة من بيع المساومة ولعله أطلق ليكون الغالب المرابحة والمساومة[30]، وقد لا يجد الناظر في المختصر كبير عناء ليلحظ كثرة نزوع المصنف لعبارة «تَرَدُّدٌ»، والحال ذاته عند صاحب التحفة من الحنفية، فقد ذكر عند تناوله لعقد الاستصناع أنه لا يجوز من جهة القياس لكنه جائز من جهة الاستحسان لتعامل الناس[31]، والشواهد على اعتبار أصحاب المذاهب لتعدد الأقوال والآراء كثيرة تنبو عن الحصر في هذا المقام.
ثم إن ضبط الأحكام الفقهية يسهم في انتظام عقد الفتوى الدينية، ويسد الباب على كل من التفلت والتزمت، ويوفر المرجعية المنظمة لإعمال آلية الاجتهاد؛ ووظيفته الحيوية في التوسط بين خطاب التكليف والعقل[32] ولعل طلب الإمام مالك رضي الله عنه لمناحي العلوم كان له الأثر في التقعيد لمنهج الاعتدال، سطرت من لدن الدارسين والمحققين:«فقد طلب علم العقائد، كما طلب فقه الرأي، ولم يكتف بفقه الصحابة وكبار التابعين بجوار حديث المعصوم ﷺ، بل اتجه أيضا إلى القياس والتفريع، واعتبر مصالح الناس حتى عرف بذلك»[33]فصار مذهبه علامة فارقة على المنهج الوسط الذي يعتمد الاحتياط واعتبار المصالح في آن معا.
المحور الثاني: تعزيز القيم الإنسانية النبيلة في ضوء العقيدة الأشعرية والمذاهب الفقهية
إن الإنسان هو أكرم شيء في هذا الوجود، وهو مكرم عند الله ابتداء من آدم عليه السلام، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، والقرآن الكريم يشير إلى كرامة الإنسان بقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِےٓ ءَادَمَ وَحَمَلْنَٰهُمْ فِے اِ۬لْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَٰهُم مِّنَ اَ۬لطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلْنَٰهُمْ عَلَيٰ كَثِيرٖ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاٗۖ﴾[34] يقول صاحب منهاج الصالحين:«لقد كرم الله الإنسان كإنسان من غير اعتبار آخر من دين أو لغة أو قومية، فالناس جميعا إخوة متساوون كأسنان المشط، أولاد أب واحد وأم واحدة، فلا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود، فالكرامة للجميع، وإنما يتفاضل الناس ويكون بعضهم أكثر كرامة عند الله من بعض بما يقدم للناس من خير أو يدفع عنهم من شر»[35] وجاء في معرض الاستدلال على الأخوة الإنسانية ووحدة أصل الخلقة بقوله تعالى في فاتحة سورة النساء: ﴿يَٰٓأَيُّهَا اَ۬لنَّاسُ اُ۪تَّقُواْ رَبَّكُمُ اُ۬لذِے خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاٗ كَثِيراٗ وَنِسَآءٗۖ وَاتَّقُواْ اُ۬للَّهَ اَ۬لذِے تَسَّآءَلُونَ بِهِۦ وَالَارْحَامَۖ إِنَّ اَ۬للَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباٗۖ ﴾.[36]وقوله تعالى: ﴿ يَٰٓأَيُّهَا اَ۬لنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنث۪يٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوباٗ وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْۖ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اَ۬للَّهِ أَتْق۪يٰكُمُۥٓۖ إِنَّ اَ۬للَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٞۖ ﴾.[37]
إن المدرسة الأشعرية التي تنطلق من قواعد وخصوصيات، تجعلها تتمتع بسمات القبول من قبل جمع كبير من المسلمين، لما لها من وسطية لا إفراط فيها ولا تفريط، لا تكفر أحدا من أهل القبلة، ولا تكره غيرهم على ما لا يعتقد؛ لأنه لا إكراه في الدين، والاعتقاد الجازم لا بد فيه من تمحض الرضا المجافي لشائبة الإرغام، ويمثل أساسا من أسسها إذ ترك التكفير بلا موجب للكفر مجمع عليه وهو الأسلم من جهة إدخال الناس في ربقة الدين لا إخراجهم منها، يقول الإمام الذهبي: «رأيت للأشعري كلمة أعجبتني وهي ثابتة رواها البيهقي؛ لما قرب حضور أجل أبي الحسن الأشعري في داري ببغداد؛ دعاني فأتيته، فقال: اشهد علي أني لا أكفر أحدا من أهل القبلة، لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا كله اختلاف العبارات».[38]
دور المدرسة الأشعرية في تعزيز القيم الإنسانية النبيلة، له أثر ماثل للعيان، تجسد في التعايش لقرون مضت على أديم هذه الأرض، من أقصى رقعة جغرافية إلى أدناها، فلم يكن هناك شطط في التأويل، ولا تنطع في التنزيل، وكان التعاون وتبادل المنافع الاقتصادية والتجارية والتجارب الحياتية والثقافية، النمط السائد بين الجميع، ولم يحصل تصادم بسبب الاختلاف في المذهب أو الفكر أو القومية أو المعتقد، وما الحالة الإفريقية عنا ببعيد، حيث عقيدة الفطرة الجامعة التي تعكس الصورة الحقيقية لسماحة الإسلام؛ ذلك أن الواقع الذي عاشته الأوساط الإفريقية المسلمة في أمسها القريب، يختلف تماما عما تعيشه اليوم[39]
ولا جدال بين أهل المناحي الأربعة أنها من أسباب نشر قيم التسامح والتعايش وتقبل الآخر، ولها أثر في تشكل الفكر المؤسس على الفقه في الدين وضبط الأعمال بأصح أقوال الرجال، أئمة أعلام سمتهم العلم والفقه والورع والاحتياط في أمور الدين، يقول الإمام مالك رضي الله عنه: «إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذونه» [40]
ثم المذهب المالكي تأسس على الجمع بين التأصيل من علم الحديث والفهم المنضبط بعمل أهل المدينة، وكذا كان موردا للمذهب الشافعي، حيث تلقى عنه العلم عند سواري مسجد رسول الله ﷺ، يقول الإمام الشافعي صاحب الرسالة ومؤسس علم الأصول رضي الله عنه: «إذا ذكر العلماء فمالك النجم، وما أحد أمن عليَّ في علم الله من مالك بن أنس» [41]
كما يوسم المذهب المالكي بأنه من أكثر المذاهب تيسيرا على الناس؛ حيث يتم إعمال المقاصد وأثرها في ذلك بين واضح[42]، ومنه جواز بيع جميع ما تدعو الحاجة إليه، وما تركه المالكية من فروع يدل على أن هذا الفقه كان يتمتع بالحياة[43]، ولئن أبطأ بالبعض عمله وفهمه القاصر، فقد أسرع بغيره الإسهام في استيعاب فقه النوازل عند متأخري المالكية في العصور القريبة.
إنه سير نحو بر الأمان، حيث اليقين بموعود الله وإخلاص العبادة له، وترك التفتيش عن خفايا النفوس، ولزوم منهج الصالحين، يقول صاحب نخبة المطلوب: «إذ مبنى أمرهم في بدايتهم على الفرار من الخلق والانفراد بالملك الحق وإخفاء الأعمال وكتم الأحوال تحقيقا لفنائهم وتثبيتا لزهدهم وعملا على سلامة قلوبهم وحبا في إخلاص أعمالهم لسيدهم حتى إذا تمكن اليقين وأيدوا بالرسوخ والتمكين وتحققوا بحقيقة الفناء وردوا إلى وجود البقاء فهناك إن شاء الله سترهم وإن شاء أظهرهم هادين لعباده وإن شاء سترهم فاقتطعهم عن كل شيء إليه»[44]، ذلك هو الاشتغال بعيوب النفس، وأطرها على الحق أطرا، وحملها على الإكثار من تنقية الكوامن بالتخلية والتحلية وحب الخير للجميع، وتلك جوامع تطهير القلب من أدران أمراض القلوب، ومن ثم العمل على زرع قيم التراحم التي هي أصل كل القيم الإنسانية النبيلة.
خلاصة
تبين مما تقدم من هذه الاستثارة لمحاور وسبل النظر في الأصول والفروع الفقهية الناظمة للمدرسة الأشعرية في العقيدة والمذاهب الفقهية المعتمدة، وأثر تلك القواعد والخصائص في تعزيز القيم الإنسانية النبيلة؛ أن مبنى فكرة بث التعايش بين الإنسان وأخيه الإنسان، لا بد لها من عملية استنبات في بيئات المجتمعات المسلمة من جديد، إذ التغير الحاصل في معالم التراحم والتفاهم، مرده التراجع عن فاعلية أداء الثوابت للدور المنوط بها، بسبب نزوع بعض الفهوم إلى الفصل بينها وبين مواردها الأصلية من الوحيين، ولعل حصر وسائل الانبعاث يكون في ثلاث؛
أولها: التأصيل الشرعي.
وثانيها: المرجعية الفقهية.
وثالثا:مراعاة الخلاف.
كما أنه لا بد من نظرة استشرافية، تؤسس وفق نظرية مراعاة الأحوال الوقتية، والنظر المصلحي المعتبر شرعا، يستمد من الكتاب العزيز والسنة النبوية المطهرة، ويقدم قراءات معاصرة لأسباب النكوص في مساقات التنزيل.
والله أعلم وأحكم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم وبارك على سيد ولد آدم محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
الهوامش
[1] سورة البقرة، الآية 82.
[2] صحيح ابن حبان، ابن حبان، الموسوعة الحديثية، (22)، من حديث هانئ بن يزيد رضي الله عنه.
[3] سورة الأعراف، الآية 199.
[4] الجامع لأحكام القرآن، المسمى تفسير القرطبي، أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، تحقيق: مجدي محمد سرور سعد باسلوم، (الطبعة الأولى، دار البيان العربي، توزيع شركة القدس للتصدير، القاهرة، 1429هـ- 2008م)، تفسير سورة الأعراف.
[5] الصحيحين، البخاري ومسلم مطولا.
[6] سورة البقرة، الآية 206.
[7] الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، لأبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي، (دون رقم الطبعة، دار المعرفة، بيروت، دون سنة طباعة)، الجزء الأول، ص 353.
[8] الذهب الإبريز في تفسير كتاب الله العزيز، محمد بن المختار بن محمد سعيد المعروف ب محمد اليدالي، تصحيح وتحقيق: الراجل بن أحمد سالم اليدالي، ( الطبعة الأولى، مركز نجيبويه للمخطوطات وخدمة التراث، القاهرة، 1435هـ-2014م)، المجلد الثاني، ص 9.
[9] سورة الروم، الآية 22.
[10] أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي (آب ولد اخطور)، (دون رقم الطبعة عالم الكتب، دون سنة النشر)، تفسير سورة الروم.
[11] تهافت الفلاسفة، لحجة الإسلام أبي حامد الغزالي، قدم له وحقق حواشيه: صلاح الدين الهواري، (دون رقم الطبعة، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، 1439هـ-2018م)، ص 110.
[12] المستصفى من علم الأصول، أبي حامد محمد بن محمد الغزالي، اعتنى به: عبد الله محمود محمد عمر، (الطبعة الثالثة، دار الكتب العلمية، بيروت، 1435هـ-2014م)، ص 99.
[13] الأذكار، للنووي، فتح الباري بشرح صحيح البخاري، لابن حجر العسقلاني، الأربعون النووية، للنووي.
[14] العلوي، سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم، نشر البنود شرح مراقي السعود، تحقيق: محمد الأمين بن محمد بيب، الطبعة الأولى، حقوق الطبع للمحقق، 1426هـ-2005م، الجزء الأول، ص80.
[15] الشنقيطي، محمد الأمين بن محمد المختار، مذكرة في أصول الفقه، جمعها واعتنى بها: عطية محمد سالم، (دون رقم الطبعة، دار الإتقان، الإسكندرية، مصر، ودون سنة نشر)، حقيقة الحكم وأحكامه، المباح، ص23.
[16] الشاطبي، أبو إسحاق إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي المالكي، الموافقات في أصول الشريعة، شرحه وخرج أحاديثه: عبد الله دراز، وضع تراجمه: محمد عبد الله دراز، خرج آياته وفهرس موضوعاته: عبد السلام عبد الشافي محمد، الطبعة السابعة، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1426هـ-2005م، الجزء الأول، القسم الثاني، كتاب الأحكام، ص76.
[17] الصحاح، تاج اللغة وصحاح العربية، لأبي نصر إسماعيل بن حماد الجوهري، (دون رقم الطبع، دار الحديث، القاهرة، 1430هـ-2009م)، حرف العين، مادة (عقد).
[18] العقيدة والشريعة و التصوف عند الإمام الجنيد أبي القاسم الخزاز البغدادي، عبد السلام محمد البكاري، (الطبعة الأولى، مركز التراث الثقافي المغربي، الدار البيضاء، المغرب، 1429هـ-2008م)، ص 33.
[19] عقيدة أهل الإيمان والذب عن بعض الأعيان، الطالب خيار بن مامينا آل الشيخ ماء العينين الحسني الإدريسي، ( دون رقم الطبعة، مطبعة الرسالة، 1990م)، ص 16.
[20] العقيدة و الشريعة و التصوف عند الإمام الجنيد أبي القاسم الخزاز البغدادي، عبد السلام محمد البكاري، (الطبعة الأولى، مركز التراث الثقافي المغربي، الدار البيضاء، المغرب، 1429هـ-2008م)، ص 27.
[21] المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، (المعروف بالخطط المقريزية)، لتقي الدين أبي العباس بن أحمد بن علي المقريزي، (الطبعة الثانية، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، 1987م، طبعة بولاق)، الجزء الثاني، ص 358.
[22] مختصر الدر الثمين والمورد المعين على المنظومة المسماة بالمرشد المعين على الضروري من علوم الدين، للعلامة محمد بن أحمد الفاسي الشهير بميارة، ( دون رقم الطبعة، دار الرشاد الحديثة، الدار البيضاء، المغرب، 1435هـ-2014م)، ص 14.
[23] معجم مقاييس اللغة، لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا، ( الطبعة الأولى، دار الفكر، بيروت، 1432هـ/1433هـ-2011م)، مادة (ذهب).
[24] الصحاح، الجوهري، مادة (فقه).
[25] الأشباه و النظائر في قواعد وفروع فقه الشافعية، للإمام جلال الدين السيوطي، علق عليه و خرج أحاديثه: سعيد بن محمد السناري، سيد بن محمد السناري، (دون رقم الطبعة، دار الحديث، القاهرة، 1434هـ-2013م)، ص 36.
[26] رحمة الأمة في اختلاف الأئمة، لأبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الدمشقي الشافعي، (الطبعة الأولى، وزارة الأوقاف، الدوحة، 1401هـ-1981م)، ص 4.
[27] سراج السالك شرح أسهل المسالك، السيد عثمان بن حسنين بري الجعلي المالكي، ( الطبعة الأولى، دار الأندلس الجديدة للنشر، القاهرة، 1436هـ-2015م)، الجزء الأول، ص 77.
[28] الفقه على المذاهب الأربعة، عبد الرحمن الجزيري، ( دون رقم الطبعة، دار الفجر للتراث، القاهرة، 1434هـ-2013م)، الجزء الثالث، ص 4.
[29] الفروق، القواعد السنية في الأسرار الفقهية، لشهاب الدين أبي العباس الصنهاجي المشهور بالقرافي، وبهامشه إدرار الشروق على أنواء الفروق لابن الشاط، تحقيق: عبد الحميد هنداوي، ( دون رقم الطبعة، المكتبة العصرية، بيروت، 1432هـ-2011م)، الفرق الحادي والمائتان، بين قاعدة القرض، وقاعدة البيع، ص 3.
[30] شرح الزرقاني على مختصر سيدي خليل، لمؤلفه عبد الباقي الزرقاني على مختصر الإمام أبي الضياء خليل بن إسحاق، وبهامشه حاشية سيدي الشيخ محمد البناني، (دون رقم الطبعة، دار الفكر، بيروت، دون سنة الطباعة)، المجلد الثالث، ص 172.
[31] تحفة الفقهاء، لعلاء الدين السمرقندي، وهي أصل «بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع للكاساني»، حققه وعلق عليه ونشره لأول مرة: محمد زكي عبد البر، (الطبعة الثالثة، مكتبة دار التراث، القاهرة، 1419هـ-1998م)، الجزء الثاني، ص 538.
[32] منهج الاجتهاد، مقاربة في منهجية الاجتهاد تفسيرا وتعليلا وتنزيلا، عبد الحميد عشاق، (الطبعة الأولى، مركز الموطأ للدراسات والتعليم، أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة، 2018م)، ص 37.
[33] التلقين في الفقه المالكي، للإمام القاضي أبي محمد عبد الوهاب ابن علي بن نصر البغدادي، حققه وعلق عليه: سيد زكريا الصباغ، (الطبعة الأولى، الأندلس الجديدة للنشر والتوزيع، القاهرة، 1431هـ-2010م)، ص 8.
[34] سورة الإسراء، الآية 70.
[35] منهاج الصالحين من أحاديث وسنة خاتم الأنبياء والمرسلين، عز الدين بليق، ( الطبعة الأولى، دار الفتح للطباعة والنش، بيروت، 1398هـ-1978م)، (الإنسان والإنسانية)، ص 111-112.
[36] سورة النساء، الآية 1.
[37] سورة الحجرات، الآية 13.
[38] سير أعلام النبلاء، الذهبي، (دون رقم الطبعة، مؤسسة الرسالة، دون رقم الطبعة)، الجزء 15، ص 88.
[39] المدرسة الأشعرية ودوره في بث روح التسامح، والتعايش السلميين بين الشعوب الإفريقية، الشريف علي محمد الحر، ( الطبعة الأولى، مجلة العلماء الأفارقة، مجلة علمية محكمة تصدرها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تعنى بالدراسات الإسلامية والثوابت المشتركة، العدد الثاني، شهر شوال 1441ه -الموافق لشهر ماي 2020م)، 96.
[40] الانتقاء، لابن عبد البر، (دون رقم الطبعة، دار الفكر، دون سنة الطباعة)، ص 372.
[41] سير أعلام النبلاء، الذهبي، الجزء التاسع، ص 48.
[42] مقاصد الشريعة عند الإمام مالك وأثرها في فقه المعاملات المالية، عبد الكريم القلالي، ( مجلة قطر الندى، مجلة علمية محكمة، يصدرها مركز نجيبويه للمخطوطات وخدمات التراث وتعنى بتحقيق التراث ونشر الدراسات الإسلامية والعربية، تحرر المجلة في دبلن وتنشر في الرباط والقاهرة، العدد السابع، رمضان 1431هـ-أغسطس 2010م)، ص 154-155.
[43] الكافي في فقه أهل المدينة المالكي، أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري القرطبي، تحقيق ودراسة: سيد زكريا الصباغ، (مقدمة المحقق)، (الطبعة الأولى، دار الصحوة، القاهرة، 1435هـ-2014م)، ص 29.
[44] نخبة المطلوب من شرح مطهرة القلوب، شرح مطهرة القلوب للعلامة محمد مولود بن أحمد فال اليعقوبي الموسوي، محمد الحسن بن أحمد الخديم اليعقوبي الجوادي، (الطبعة الثالثة، دار الشمس للطباعة الحديثة، القاهرة، طبعة جديدة)، ص 167.
قائمة المصادر والمراجع بحسب ورودها في سياق المحاضرة
1 – صحيح ابن حبان، ابن حبان، الموسوعة الحديثية.
2 – الجامع لأحكام القرآن، المسمى تفسير القرطبي، أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، تحقيق: مجدي محمد سرور سعد باسلوم، (الطبعة الأولى، دار البيان العربي، توزيع شركة القدس للتصدير، القاهرة، 1429هـ- 2008م).
3 – صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري، (الطبعة الأولى، دار أبي حيان، القاهرة، 1996م).
4 – صحيح مسلم، أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم ابن ورد بن كوشاذ القشيري النيسابوري، صحيح مسلم، (دون رقم الطبعة، دار صادر، بيروت، دون سنة طباعة).
5 – الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، لأبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي، (دون رقم الطبعة، دار المعرفة، بيروت، دون سنة طباعة).
6 – الذهب الإبريز في تفسير كتاب الله العزيز، محمد بن المختار بن محمد سعيد المعروف ب محمد اليدالي، تصحيح وتحقيق: الراجل بن أحمد سالم اليدالي، (الطبعة الأولى، مركز نجيبويه للمخطوطات وخدمة التراث، القاهرة، 1435هـ-2014م).
7 – أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي (آب ولد اخطور)، (دون رقم الطبعة عالم الكتب، دون سنة النشر).
8 -تهافت الفلاسفة، لحجة الإسلام أبي حامد الغزالي، قدم له وحقق حواشيه: صلاح الدين الهواري، (دون رقم الطبعة، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، 1439هـ -2018م).
9 – المستصفى من علم الأصول، أبي حامد محمد بن محمد الغزالي، اعتنى به: عبد الله محمود محمد عمر، (الطبعة الثالثة، دار الكتب العلمية، بيروت، 1435هـ-2014م).
10 – الأذكار المنتخبة من كلام سيد الأبرار ﷺ، لمحيي الدين أبي زكريا يحيى بن شرف النووي، ضبطه وصححه ورقم أحاديثه: محمد عبد القادر شاهين، (الطبعة الثامنة، دار الكتب العلمية، بيروت، 1434هـ-2013م).
11 – فتح الباري بشرح صحيح البخاري، الحافظ أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، (الطبعة الأولى، دار أبي حيان، القاهرة، 1996م).
12 – الأربعون النووية، يحيى بن شرف النووي، تدقيق: علي إبراهيم مصطفى، (دون رقم الطبعة، مكتبة أولاد الشيخ للتراث، القاهرة، جدة، 2003م).
13 – نشر البنود شرح مراقي السعود، العلوي، سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم، تحقيق: محمد الأمين بن محمد بيب، (الطبعة الأولى، حقوق الطبع للمحقق، 1426هـ-2005م).
14 – مذكرة في أصول الفقه، الشنقيطي، محمد الأمين بن محمد المختار، جمعها واعتنى بها: عطية محمد سالم، (دون رقم الطبعة، دار الإتقان، الإسكندرية، مصر، ودون سنة نشر).
15 – الموافقات في أصول الشريعة، الشاطبي، أبو إسحاق إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي المالكي، شرحه وخرج أحاديثه: عبد الله دراز، وضع تراجمه: محمد عبد الله دراز، خرج آياته وفهرس موضوعاته: عبد السلام عبد الشافي محمد، (الطبعة السابعة، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1426هـ-2005م).
16 – الصحاح، تاج اللغة وصحاح العربية، لأبي نصر إسماعيل بن حماد الجوهري، (دون رقم الطبع، دار الحديث، القاهرة، 1430هـ-2009م).
17 – العقيدة و الشريعة و التصوف عند الإمام الجنيد أبي القاسم الخزاز البغدادي، عبد السلام محمد البكاري، (الطبعة الأولى، مركز التراث الثقافي المغربي، الدار البيضاء، المغرب، 1429هـ-2008م).
18 – عقيدة أهل الإيمان والذب عن بعض الأعيان، الطالب خيار بن مامينا آل الشيخ ماء العينين الحسني الإدريسي، (دون رقم الطبعة، مطبعة الرسالة، 1990م).
19 – المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، (المعروف بالخطط المقريزية)، لتقي الدين أبي العباس بن أحمد بن علي المقريزي، (الطبعة الثانية، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، 1987م، طبعة بولاق).
20 – مختصر الدر الثمين والمورد المعين على المنظومة المسماة بالمرشد المعين على الضروري من علوم الدين، للعلامة محمد بن أحمد الفاسي الشهير بميارة، (دون رقم الطبعة، دار الرشاد الحديثة، الدار البيضاء، المغرب، 1435هـ-2014م).
21 – معجم مقاييس اللغة، لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا، ( الطبعة الأولى، دار الفكر، بيروت، 1432هـ/1433هـ-2011م).
22 – الأشباه و النظائر في قواعد وفروع فقه الشافعية، للإمام جلال الدين السيوطي، علق عليه و خرج أحاديثه: سعيد بن محمد السناري، سيد بن محمد السناري، ( دون رقم الطبعة، دار الحديث، القاهرة، 1434هـ-2013م).
23 – رحمة الأمة في اختلاف الأئمة، لأبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الدمشقي الشافعي، (الطبعة الأولى، وزارة الأوقاف، الدوحة، 1401هـ-1981م).
24 – سراج السالك شرح أسهل المسالك، السيد عثمان بن حسنين بري الجعلي المالكي، (الطبعة الأولى، دار الأندلس الجديدة للنشر، القاهرة، 1436هـ-2015م).
25 – الفقه على المذاهب الأربعة، عبد الرحمن الجزيري، ( دون رقم الطبعة، دار الفجر للتراث، القاهرة، 1434هـ-2013م).
26 – الفروق، القواعد السنية في الأسرار الفقهية، لشهاب الدين أبي العباس الصنهاجي المشهور بالقرافي، وبهامشه إدرار الشروق على أنواء الفروق لابن الشاط، تحقيق: عبد الحميد هنداوي، (دون رقم الطبعة، المكتبة العصرية، بيروت، 1432هـ-2011م).
27 – شرح الزرقاني على مختصر سيدي خليل، لمؤلفه عبد الباقي الزرقاني على مختصر الإمام أبي الضياء خليل بن إسحاق، وبهامشه حاشية سيدي الشيخ محمد البناني، (دون رقم الطبعة، دار الفكر، بيروت، دون سنة الطباعة).
28 – تحفة الفقهاء، لعلاء الدين السمرقندي، وهي أصل «بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع للكاساني»، حققه وعلق عليه ونشره لأول مرة: محمد زكي عبد البر، (الطبعة الثالثة، مكتبة دار التراث، القاهرة، 1419هـ-1998م).
29 – منهج الاجتهاد، مقاربة في منهجية الاجتهاد تفسيرا وتعليلا وتنزيلا، عبد الحميد عشاق، (الطبعة الأولى، مركز الموطأ للدراسات والتعليم، أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة، 2018م).
30 – التلقين في الفقه المالكي، للإمام القاضي أبي محمد عبد الوهاب ابن علي بن نصر البغدادي، حققه وعلق عليه: سيد زكريا الصباغ، (الطبعة الأولى، الأندلس الجديدة للنشر والتوزيع، القاهرة، 1431هـ-2010م).
31 – منهاج الصالحين من أحاديث وسنة خاتم الأنبياء والمرسلين، عز الدين بليق، (الطبعة الأولى، دار الفتح للطباعة والنش، بيروت، 1398هـ-1978م).
32 – سير أعلام النبلاء، الذهبي، (دون رقم الطبعة، مؤسسة الرسالة، دون رقم الطبعة).
33 – المدرسة الأشعرية ودورها في بث روح التسامح، والتعايش السلميين بين الشعوب الإفريقية، الشريف علي محمد الحر، (الطبعة الأولى، مجلة العلماء الأفارقة، مجلة علمية محكمة تصدرها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تعنى بالدراسات الإسلامية والثوابت المشتركة، العدد الثاني، شهر شوال 1441هـ-الموافق لشهر ماي 2020م).
34 – الانتقاء، لابن عبد البر، (دون رقم الطبعة، دار الفكر، دون سنة طباعة).
35 – مقاصد الشريعة عند الإمام مالك وأثرها في فقه المعاملات المالية، عبد الكريم القلالي، (مجلة قطر الندى، مجلة علمية محكمة، يصدرها مركز نجيبويه للمخطوطات وخدمات التراث وتعنى بتحقيق التراث ونشر الدراسات الإسلامية والعربية، تحرر المجلة في دبلن وتنشر في الرباط والقاهرة، العدد السابع، رمضان 1431هـ-أغسطس 2010م).
36 – الكافي في فقه أهل المدينة المالكي، أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري القرطبي، تحقيق ودراسة: سيد زكريا الصباغ، (مقدمة المحقق)، (الطبعة الأولى، دار الصحوة، القاهرة، 1435هـ-2014م).
37 – نخبة المطلوب من شرح مطهرة القلوب، شرح مطهرة القلوب للعلامة محمد مولود بن أحمد فال اليعقوبي الموسوي، محمد الحسن بن أحمد الخديم اليعقوبي الجوادي، (الطبعة الثالثة، دار الشمس للطباعة الحديثة، القاهرة، طبعة جديدة).
[نسخة المداخلة الأصلية PDF]