عالم موريتاني: مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة.. مفخرة لدول إفريقيا
الحمد لله الممتن بسمو همم اﻷمراء، والمتفضل بصلاح بطانتهم من الوزراء، والمنزل في كتابه الحكيم (إنما يخشى الله من عباده العلماء)، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، اﻵمر بطاعة أولي الأمر من اﻷمراء الراشدين والعلماء العاملين، والوارد عنه في الحديث الشريف: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)
وبعد فإنا نتشرف بالتنصيب للعضوية في المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة التي أسسها صاحب الجلالة والمهابة محمد السادس نصره الله ذو القوة المتين، لتحقيق الحق في مفاهيم ومقاصد الدين، ودحض انتحاﻻت المبطلين، ونفي تحريف الغالين، ورد تأويلات الجاهلين.
لقد كنا ندرك الدور الجليل الذي تقوم به هذه المؤسسة من قبل، فأدركنا أنها جاءت في حين كان الناس أحوج ما يكونون إليها، فقد جاءت في هذا العصر الذي كثرت فيه إماتة السنن وإحياء البدع، وقد حضرت خطاب صاحب الجلالة بمناسبة تنصيب المجلس الأعلى الذي بين فيه ما تهدف إليه هذه المؤسسة بأبدع بيان، فأدركت عيانا سمو همته لنصرة الدين، (وما الخبر كالعيان)، ووثقت لمرامه فيها بالكمال والتمام، وقلت ما أبدع قول أهل البديع : “كلام الأمير أمير الكلام”.
فنسأل الله أن يديم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أمير المؤمنين، الحفظ والنصر والعز والتمكين.
ثم لا يفوتني هنا أن أختم بالخاطرة التالية التي تجسدت عندي فيها القاعدة النحوية المشهورة “من شأن الفرع أن يكون فيه ما في الأصل وزيادة”، معبرا عن شعوري الخاص عند أول علمي بتأسيس المؤسسة:
“لقد جمع الله لصاحب الجلالة الملك محمد السادس -أعزه الله وأيده بنصره- بين سموين جليلين قلما يجتمعان، الأول: سمو حفظه لمجده المؤثل وهو المتمثل في الدروس الحسنية، والثاني هو سمو مزيده بما أتاه الله من الشرف العصامي المتمثل في مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة الجليلة الشأن، التي بدت فيها آثار همته السامية قريبا للعيان، وستكون بحول الله مفخرة لدول إفريقيا ممر الزمان“.