كلمة الأمانة العامة للمؤسسة في ختام أشغال الدورة السنوية العادية السادسة لاجتماع المجلس الأعلى
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه،
فضيلة السيد الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى؛
السادة العلماء رؤساء فروع المؤسسة؛
السادة العلماء والسيدات العالمات أعضاء فروع المؤسسة؛
فضيلة السيد رئيس جامعة القرويين؛
فضيلة السيد الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى؛
السادة العلماء والعالمات والخبراء كل باسمه وجميل وسمه؛
أيها الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
بإذن من الرئيس الأعلى للمؤسسة، مولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أعزه الله، رئيس المؤسسة، وبناء على الظهير الشريف المنظم لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، انعقد بحمد الله اجتماع المجلس الأعلى للمؤسسة في دورته السنوية العادية السادسة بفاس المحروسة أيام الأربعاء والخميس والجمعة 16-17-18 جمادى الثانية 1446هـ، الموافق 18-19-20 دجنبر 2024م.
ومن خلال هذا الاجتماع، تمت مدارسة وإقرار مجموعة من المشاريع والأنشطة المبرمجة لسنة 2025، على مستوى اللجان الأربع التي هي:
– لجنة الأنشطة العلمية والثقافية؛
– لجنة الدراسات الشرعية؛
– لجنة إحياء التراث الإسلامي الإفريقي؛
– لجنة التواصل والتعاون والشراكات.
كما انكب السادة العلماء والسيدات العالمات الممثلين لفروع المؤسسة الثماني والأربعين، بالإضافة إلى نظرائهم من المملكة المغربية على مناقشة المشاريع المقترحة لسنة 2025، وهي تشكل في مجموعها مجالات عمل كبرى تستند إلى أفكار ومقترحات تم التعبير عنها من طرف أعضاء المؤسسة، وتدخل كلها ضمن أهداف المؤسسة، كما أنها تتجاوب مع تطلعات المجتمعات الإفريقية.
أيها السادة والسيدات
اسمحوا لي في هذه الجلسة الختامية، أن أحيي السادة العلماء رؤساء وأعضاء فروع المؤسسة، على كل المجهودات الجبارة التي بذلت من أجل بلورة خطة العمل الطموحة لسنة 2025، وكما جاء ذلك جليا سواء على مستوى التقرير الرسمي للاجتماعات أو على مستوى التوصيات. فالجميع أكد على جدية خطة عمل المؤسسة لسنة 2025، وعلى حكامة ستساعد لا محالة في إرساء دعائم المؤسسة على صعيد البلدان الفروع.
فحرصاً من المؤسسة على أن تكون الخطة السنوية لسنة 2025 مبنية على منهجية علمية مناسبة، تمثل على مستوى الفروع معالم الأداء الاستشرافي الشامل والفعال نوعا وكما، فقد تم إعداد وإقرار جملة من المشاريع الطموحة التي ستترجم على أرض الواقع أهداف وغايات المؤسسة.
أيها السادة والسيدات
إننا متفقون على المبادئ العامة والحيثيات الموضوعية القائمة عليها أهداف المؤسسة، ولكن ممارسة العمل لتحقيقها وتنزيلها على أرض الواقع يتوقف على صدق النوايا وعلى حكمة التدرج والتجريب المصحوب بالحوار والتناصح والتواصي بالحق والصبر والصدق واتباع سبيل الكياسة في التصرف.
فعلى فروع المؤسسة التقيد دائما بالأهداف العامة المسطرة في القانون المحدث للمؤسسة، مع مراعاة الجدوى والفعالية والأولويات وخصوصيات البلدان.
أيها السادة والسيدات
إن من السمات التي ينبغي أن تقترن بها المؤسسة دائما وتوجه عملها الدؤوب، وكما أكد على ذلك معالي السيد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المحترم، الرئيس المنتدب للمؤسسة في كلمته التوجيهية، تتلخص في ثلاث سمات على الخصوص:
أولا: الإخلاص دائما لله تعالى في القصد والعمل، ولابد أن يظهر هذا السمت للناس في نموذجية العاملين في المؤسسة في كل أحوالهم وتصرفاتهم، ولاسيما فيما يتعلق بجوانب التدبير.
ثانيا: التعامل مع المحيط بكل مكوناته في كل بلد، تعاملا يتميز بالحكمة والمروءة حتى يقنع الجميع بجدوى وجود هذه المؤسسة وبمشروعها الديني الأخلاقي وبنفعها العام.
ثالثا: السير بالمؤسسة سيرا حثيثا ثابتا لتحقيق الأهداف المسطرة على أرض الواقع.
أيها السادة والسيدات
إن منهجية وخطط مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة السنوية واضحة المعالم في المجال الديني الإفريقي، وذلك رغبة في الوصول إلى ضمان تطبيقها بشكل سليم على أرض الواقع، مع منح فروع المؤسسة على مستوى تمثيليات البلدان الأعضاء مساحة واسعة في هندسة وتنزيل الخطط الإشرافية.
لذا، فقد أضحى على المؤسسة أن تنتهج خططا على خارطة الأداء المتميز والفاعل بما يتناسب وحجم التوجهات الرسمية لولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، رئيس المؤسسة، وهذا يتطلب إعداد خطط إشرافية طموحة تبنى على أسس علمية، تمكن المؤسسة من بناء برامجها في إطار من التكامل والجودة الشاملة لتحقيق أهدافها.
فالمؤسسة حريصة جدا على أن تكون الخطط مبنية على منهجية علمية مناسبة، تمثل معالم الأداء الإشرافي الشامل والفاعل نوعا وكما.
أيها السادة والسيدات
إن حماية ديننا الحنيف من كل المظاهر السلبية المسيئة، والتي تعيشها المجتمعات الإفريقية، واجب يمليه الدين ومقتضياته، إنه واجب أهل العلم والحكمة والدراية من العلماء والصلحاء الأفارقة.
إن المخاطر التي تحدق بديننا الحنيف تتجاوز الأقطار والجغرافية الضيقة، إنها مخاطر تستوجب التنسيق بين العلماء الأفارقة من أجل الوقوف كرجل واحد لصد التيارات الهدامة والمنحرفة وشرح تعاليم ديننا الحنيف السمحة التي تدعو إلى السلام والوحدة والوئام بين المسلمين وغير المسلمين، من أجل الحفاظ على الموروث الثقافي الإفريقي، بل للحفاظ أولا وأخيرا على الإنسان الإفريقي.
إن أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه، يريد أعزه الله أن يجعل من هذه المؤسسة، مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، إطارا علميا شامخا يحفظ الدين ومقتضيات الدين على مستوى إفريقيا كلها.
إنها، أيها السادة والسيدات، مهمة العلماء في حفظ الشعوب والمجتمعات والشباب والأسرة من الانحرافات التي تنخر الأوساط المجتمعية الإفريقية.
أيها السادة والسيدات
إن رسالة المؤسسة، رسالة سامية مقدسة، رسالة يفرضها العمق الديني الحنيف في قارتنا، كما أرادها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، رئيس المؤسسة.
فنسأل الله تعالى أن يحفظ جلالته الشريفة بما حفظ به الذكر الحكيم، وأن يديم علي جلالته وعلى أسرته الشريفة الصحة والعافية، وطول العمر، وأن يحفظه في ولي عهده صاحب السمو الملكي مولاي الحسن وأن يشد أزره بشقيقه الجليل مولاي الرشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، آمين،
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.