كلمة باسم علماء المملكة المغربية خلال افتتاح أشغال اجتماع المجلس الأعلى للمؤسسة في دورته السادسة

كلمة باسم علماء المملكة المغربية خلال افتتاح أشغال اجتماع المجلس الأعلى للمؤسسة في دورته السادسة

كلمة باسم علماء المملكة المغربية خلال افتتاح أشغال اجتماع المجلس الأعلى للمؤسسة في دورته السادسة
كلمة باسم علماء المملكة المغربية خلال افتتاح أشغال اجتماع المجلس الأعلى للمؤسسة في دورته السادسة

كلمة الأستاذ محمد يسف الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى بالرباط باسم علماء المملكة المغربية خلال افتتاح أشغال اجتماع المجلس الأعلى للمؤسسة في دورته العادية السادسة، ألقاها بالنيابة عنه فضيلة الأستاذ سعيد شبار الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى.

باسم الله الرحمن الرحيم

نيابة عن فضيلة السيد الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى والذي تعذر عليه الحضور في آخر لحظة لظروف صحية خاصة، أقدم هذه الكلمة كذلك نيابة عن السادة العلماء بالمؤسسة العلمية.

السيدات الفضليات السادة الأفاضل،

إن من النعم التي ينبغي أن نحمد الله تعالى عليها ونشكره، نعمة هذا التواصل والتعاون على البر والتقوى، ونعمة هذا الإحسان والمعروف الذي أجراه الله سبحانه وتعالى على يد مولانا أمير المؤمنين، حفظه الله، بإحداث هذه المؤسسة لخدمه ورعاية مصالح المسلمين المشتركة بين بلدان هذه القارة الإفريقية التي حباها الله تعالى بالخيرات والمبرات الكثيرة مادية ومعنوية. وليس ثمة أمر جامع أكثر من أمر الملة الموحدة، ومن الدين الذي يؤلف بين القلوب ويزكي الأنفس ويصلح الأعمال والأحوال. فبالوحدة والانسجام الديني يتحقق الأمن والسلم الاجتماعي، وبالصلاح في الأنفس بتمثل قيم وأخلاق الدين يكون الصلاح في أحوال الناس الخاصة والعامة وفي مرافق حياتهم المختلفة.

فالإنسان الصالح في نفسه لا شك أنه يسهم بقليل أو كثير في إصلاح غيره، والإنسان المستقيم في نفسه لا شك أنه يسعى بقليل أو كثير في تقويم أحوال غيره، كل ذلك بالتي هي أحسن وبالحكمة المطلوبة في هذا السياق أو ذاك. وإذا كان أصل الصلاح والاستقامة الايمان المستمد من وازع القرآن فإن ثمرته بالضرورة ينبغي أن تكون العمل الصالح الذي هو تجل من تجليات هذا الوازع القرآني، يرعاه وينظمه ويسوسه الوازع السلطاني، إذ لا يخفى أن واجبات الوازع السلطاني في حفظ الأمن والأنفس والنظام وفي رعاية الحقوق والمصالح الموكولة الى المؤسسات المختصة بها هو من الوازع القرآني ذاته، وأنه إذا تظافر الوازعان انخفضت كلفة العبء المادي والمعنوي عن الأسر والمجتمع والدولة. وإن إخوانكم من السيدات والسادة العلماء في المجلس العلمي الأعلى قد فتحوا ورشا كبيرا للاشتغال على هذه المواضيع والعناوين الكبرى في الصلاح والاستقامة والتزكية وربط الإيمان بثمرته في العمل الصالح، والعبادات بثمراتها باستقامة السلوك، كل ذلك من أجل فهم أسد وأرشد للدين، ومن أجل تدين أقوم وأنفع للمسلمين، وهو ما أطلقوا عليه عنوان: خطة تسديد التبليغ، التبليغ الذي ابتدأه الأنبياء والرسل عليهم السلام واستأنفه العلماء المصلحون بعدهم. فالعلماء ورثة الأنبياء كما ورد في الحديث، وذلك على هدى من المنهج النبوي الأكمل الذي كمل به الدين وتمت به النعمة مع رسولنا الكريم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.

وتشترك المؤسسة العلمية في هذا العمل بهذه الخطة تنظيرا وتنزيلا مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمصاحبة ومواكبة دائمة لمعالي السيد الوزير، بارك الله في جهده وفي مساعيه الحميدة إلى الخير، وستعمل المؤسسة العلمية إن شاء الله تعالى بتنسيق وتعاون مع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة على إشراك إخواننا وأخواتنا من السادة العلماء والسيدات العالمات في البلدان الإفريقية الشقيقة في هذا المشروع إن شاء الله تعالى، فإن من مكرمات إمارة المؤمنين والتدبير السديد والرشيد لمولانا أمير المؤمنين، حفظه الله، في إحداث هذه المؤسسات وتعزيز وجودها وتثمين علاقاتها، رعاية وحفظ هذا الامتداد والتواصل الروحي التاريخ العريق بين المملكة المغربية الشريفة وبين البلدان الإفريقية الشقيقة تعاونا على الخير والمصالح المشتركة، ودفعا لكل صور فتن والمفاسد المتوقعة. ولهذا تسعى هذه المؤسسات تحت الرعاية السامية إلى التمكين لكليات الدين المقررة في التوسط والاعتدال وفي المعروف والإحسان وفي العدل والتكافل والتراحم وفي الأمن والسلم والطمأنينة وفي اليسر والسماحة ورفع الحرج وفيما ماثلها من قيم كلية جامعة بين المسلمين فيما بينهم وبين غيرهم من الديانات الأخرى، كذلك بما يصلح أن يكون قاعدة صلبة لمزيد من الاستقرار ولمزيد من الازدهار إن شاء الله تعالى.

السيدات الفضليات والساده الأفاضل،

إن العمل في هذا الملتقى المبارك على تعزيز ما تقرر من جهود في الوثائق والأنشطة المختلفة لهو من صميم التعبد لله تعالى في خدمة دينه وفي نفع الناس وحفظ أمنهم وطمأنينتهم. وقد جعل نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام ثمرة الإسلام السلم وثمرة الإيمان الأمن، وثمرة الهجرة هجران المعاصي كما ورد في الحديث النبوي الشريف: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله“.

فنسأل الله تعالى أن يبارك هذه الجهود وأن يوفقنا ويوفق إخواننا في البلدان الإفريقية الشقيقة رؤساء الفروع وأعضاءها ومتعاونين معهم لكل نفع وخير وبذل وعطاء، كما نسأل الله تعالى لمن أجرى هذا الخير على يديه مولانا أمير المؤمنين أعز الله أمره أن يحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم، وأن يمتعه بموفور الصحة والعافية قرير العين بولي العهد سمو الأمير مولاي الحسن مشدود الأزر بسمو الأمير مولاي رشيد، وأن يحفظ بلدنا وسائر بلاد المسلمين وبلدان إخواننا في إفريقيا من كل فتنة ومحنة إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

كلمات مفتاحية : , ,