كلمة باسم علماء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة خلال اجتماع المجلس الأعلى للمؤسسة قي دورته السنوية العادية السادسة
وبعد، فبإذن من مولانا أمير المومنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعز الله أمره، دعت مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة إلى عقد الدورة السنوية العادية السادسة، بحضور رؤساء وأعضاء فروعها، والمجلس الأعلى بها، للتداول في سبل تفعيل أهداف الظهير المنشئ لها، وتنزيل التوصيات المنبثقة عن الأنشطة العلمية المبرمجة لها.
وها نحن اليوم مجتمعون من أجل استذكار واستحضار ما قامت به المؤسسة خلال هذا الموسم، حيث لاحظ الجميع مجهودا كبيرا وتقدما ملموسا في سير أعمال مؤسستنا، يدل على ذلك ما قامت به من تنظيم ندوات علمية ومتابعة أنشطة الفروع، وتبادل الزيارات، وتأهيل الكفاءات، واستثمار التقنيات، وتفعيل ما يرتبط بالإقصائيات المتعلقة بأربع مسابقات؛ في القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، والمخطوطات والوثائق الإسلامية، والثوابت الدينية.
ويكفينا فخرا واعتزازا ما قامت به المؤسسة مؤخرا من الاحتفاء بالذكرى الستين لتشييد المسجد الكبير بدكار، في يوم مشهود حضره كبار مشايخ الزوايا الصوفية، وحذاق العلماء من الجمهورية السنغالية وغيرها، توج بمؤتمر علمي دولي في موضوع: “قيم السلام والتعايش السلمي المشترك في السياق الإفريقي”.
ونحن في هذه الدورة متيقنون بأن أعمالها ستسفر دون شك عن مشاريع علمية وازنة، وأنشطة ثقافية هادفة، ومتابعات ميدانية، فضلا عن المشاركة في المناسبات الدينية، وبرنامج تأهيل الأئمة وغير ذلك من الأنشطة العلمية المعتبرة.
وفي هذا الصدد، أود التنويه بما قام به المجلس العلمي الأعلى بالمملكة المغربية من إرساء عميق لأسس خطة فريدة في تسديد مهمة تبليغ الناس وترشيد تدينهم، وهو ما استوعبه علماء وعالمات فروع مؤسسة محمد السادس للعلماء الافارقة وهم يتابعون باهتمام الخطوات العملية لتنزيل هذه الخطة. ولذلك فهم متشوفون الى استلهام منهجها وموجهاتها ومقاصدها من أجل العمل على الاستئناس بها تشخيصا وتخطيطا وتنزيلا في أنشطتهم بالربوع الإفريقية، مع الحرص على توظيفها عبر مختلف قنوات التبليغ المتاحة.ولا شك أن التنسيق مع إخواننا العلماء بالمملكة المغربية سوف يفتح آفاقا رحبة للتعاون في سبيل النهوض بأمانة العلماء الأفارقة في واجب تبليغ الدين وتسديده.
ختاما نحن واثقون جميعا بأن نتائج هذه الدورة، ستشكل إضافة حقيقية لمجهودات المؤسسة، ومكرمة للعاملين عليها، عملا بتوجيهات مولانا أمير المومنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
ولا يسعنا في النهاية إلا أن نرفع أكف الضراعة للمولى العلي القدير أن يحفظ مولانا أمير المومنين، سبط النبي الأمين، وحامي حمى الملة والدين، بما حفظ به الذكر الحكيم. آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.