كلمة توجيهية للأستاذ أحمد التوفيق الرئيس المنتدب لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة
كلمة توجيهية للأستاذ أحمد التوفيق الرئيس المنتدب لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية خلال افتتاح الدورة التواصلية الثانية للمؤسسة في موضوع: «الثوابت الدينية في إفريقيا: الواقع والآفاق» المنعقدة خلال أيام 6 و7 و8 رمضان 1439هـ الموافق لـ 22 و23 و24 ماي 2018م بالرباط.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
السادة العلماء الأفاضل، السيدات العالمات الفضليات
نحمد الله تعالى على أن جعل بيننا هذه الأخوة، التي استمعنا لذكرها في القرآن من أجل هذه الغايات التي ذكرها الكتاب، كتاب الرحمان. الحمد لله الذي أهلنا لهذا ويسرنا له، ونسأل الله تعالى أن يعيننا عليه.
لابد أن نجتهد، ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا حتى يكون عملنا في هذه المؤسسة متميزا بمعنى لا نجتمع على الأقوال وأن نخرج من اجتماعاتنا راضين على أنفسنا، وفي ذلك غرض وغرور. لا بد أن يتميز عملُنا بالقصد والاجتهاد والهم والخوف من الله تعالى ومن مكره، وقد يسر لنا هذه السبيل نخاف أن نفرط فيها. لذلك ينبغي أن نجتهد لكي يتميز عملُنا لأن المشكلة الكبرى في حال المسلمين هي مشكلة العلماء بالدرجة الأولى، ولا بد أن نعي هذا الواقع وأن نستبطنه وأن نستمد من هدي الله تعالى ومن سنة رسوله الأكرم عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، أن نستمد ما يعيدنا الى أصل الأمور ونشخص ما نحن فيه، وما فيه المسلمون اليوم، ونهتم بهذه القارة على الخصوص لأن لها ظروفا وخصوصيات معينة، القارة الإفريقية ،الإسلام في القارة الإفريقية، المسلمون في القارة الإفريقية، لأننا إذا أسهمنا في عمل الخير لأنفسنا وللمسلمين في قارتنا نكون قد أرضينا الله تعالى ونفعنا أهلنا ،وصرنا من الشهود على أنفسنا وعلى الناس. الأمر في غاية الجد، وفي غاية ما يتطلبه الحزم.
وفي هذه الجلسة أدعوكم إلى التركيز على هذه المسألة، فقضية السؤال هل نحن واعون بمسؤوليتنا؟ وبالتالي هل نحن مستعدون لأداء هذه المهمة؟ إذا قلت إن مشكلة المسلمين وقضيتهم هي قضية العلماء معنى ذلك قضية النماذج، وقضية الاقتداء. المسلمون في حاجة في كل زمان ومكان إلى أناس يهتدون بهم، ويقتدون بهم، ومن ثمة جاء تعظيمهم للقائمين على التزكية من الصوفية لأنهم كانوا نماذج لا سيما في تواضعهم وورعهم، وعدم ادعائهم، وخدمتهم للناس.
هذه مؤسسة العلماء الذين ينبغي أن يجمعوا بين أمرين: يجمعوا بين روحانية الصوفية وبين فقه الدعاة، فهم حكمة الكتاب والسنة وفهم كيفية تصريفها في هذا الزمن. وهذا أمر ليس باليسير إلا إذا يسره الله تعالى، وإن شاء الله تعالى سييسره وسييسرنا له أن نكون هذا النموذج الجديد للعلماء الذين يجمعون بين روحانية أهل التوحيد الخالص وبين الفقهاء الذين لهم فقه المقاصد وفقه التنزيل، وأن تكون عدتهم في ذلك إقبال الناس عليهم لأنهم يخفضون الجناح ويخدمون الناس.
إن العلماء في إفريقيا في البلدان لا سيما في البلدان غرب جنوب الصحراء، يعيشون بجوار أديان أخرى، لا سيما المسيحية، ويرون ما عند القائمين على مؤسسات المسيحية من السعي للتحلي بهذه الصفات، صفات الرهبنة بمعنى التعامل مع الناس وخفض الجناح لهم… لأنهم يعرفون أن هذه هي السبيل لقلوب الناس. أما علماؤنا فقد أسسوا هذا المقام وكانوا نماذج، وأتى على بعضهم حين من الدهر ضيع هذا السمت الأساس، فقالوا غرورا وضلالا: العلم يأتي ولا يؤتى، بل ذهب منهم من ذهب إلى القول: إن ذمة العامة مستغرقة للعلماء، بمعنى أن العلماء هم الذين بفضلهم وعلمهم يدخل الناس إلى الجنة، وينقذون من النار، ولذلك إذا العامة خدموهم ما خدموا لا يوفون لهم حقهم، هذا منكر من القول وزور، أي لننتظر الناس يرقون إلى درجة الأبطال ودرجات القديسين ودرجات المحتفى بهم في هذا العالم لأنهم يخدمون الناس. العالم هو الذي يخدم الناس بنموذجه في التقوى والورع، ومبادراته وليس بالتواكل والمسكنة، أولا بالصدق الذي هو جوهر هذه الحكمة كلها، ثم أن يكون لديه حمل هم الأمة وهم الناس. فهذا النموذج إذا تناصحنا فيه وأحييناه في إفريقيا نكون قد أعطينا للعالم ولإفريقيا خاصة ما يحتاجون إليه.
ثقافة إفريقيا عادة هي ثقافة قريبة جدا من الناس فلا يجوز أن يبتعد من له بضاعة في العلم والدين أن يبتعد عن الناس ويسخرهم من أجل ذلك.
إن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة قبل كل شيء ينبغي أن يحرص أهلها من المنتمين إليها على تصحيح مفهوم العالِم، العالم النموذج، العالم الخادم، العالم المتواضع، العالم الذي يرضى عنه الناس لينتفعوا به، إذ لا يجوز لنا أن تمضي عنا سنة وسنتان وثلاث وأربع وغير ذلك لنجد أنفسنا في كل بلد قوقعة هي المكتب الرسمي للمؤسسة من ثمانية أو عشرة أعضاء.
في سنة 2004 تجدد في المملكة المغربية المجلس العلمي الأعلى بتوسيع المجالس المحلية، وبالمناسبة تفضل أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعزه الله بالتوجه بخطاب إلى العلماء، وأتذكر من جملة ما قال فيه: “لا تكونوا جزرا مهجورة في وسط أمتكم أو منعزلة”، لذلك يقتضي منا أن تكون لهذه النواة المباركة في كل بلد جاذبية الروحانية، وأن يكون لها رصيد من العمل لكي يرضى عنها الناس بمعنى ليشهد عملها الله ورسوله والمؤمنون وأن يتقربوا إلى الجميع. فهذه النموذجية مطلوبة من علماء هذه المؤسسة، وبالتالي جميع العلماء لكي يعترف بهم القائمون على الديانات الأخرى في تلك البلدان، بأن يأتوا ببرهانهم للناس وأن يمتصوا ما أمكن من الأحاسيس السلبية عند الآخرين، لأن المسلمين -نسأل الله تعالى أن يتداركنا بعفوه وفضله- قد انقسموا شيعا حتى داخل السنة، وتراهم يعيشون في هذه النفسيات والمنافسات التي من وراءها أمور دنيوية بسيطة أو من وراءها قلة الإسلام إلى الله عز وجل. لذلك لا يمكن أن نداوي الناس إذا كنا مرضى، وما عليه الحال حال مرض، لو كان جسم العلماء في بلاد المسلمين صحيحا لكان قائما بما ينبغي من العلاج والشفاء لجسم الأمة. ذكرت في الدرس الأول قول الغزالي: إن العلماء هم الأطباء عندما كان يتكلم عن النفس والنفوس، ولكني لم أذكر شيئا قاله مباشرة في وقته يعني تحرجا، قال: “والأطباء هنا مرضى، هؤلاء الذين ينتظرون منهم العلاج هم مرضى”، هذا كلام الغزالي في وقته، فما بالك في وقتنا. لذلك أطلب منكم أن تكون هذه النقطة من أول ما نهتم به نحن في مؤسسة العلماء، من هو العالِم؟ وكيف ينبغي أن يكون العالم؟ وكيف ينبغي أن نكون؟ ما هو شرط صحتنا؟ وما هو شرط صحة عملنا؟ والذي يتوقف عليه ما هو مطلوب منا من إسداء المعروف، لا نتوقف عند هذه لنتجاوزها فهي نقطة لا تتجاوز، ولكن إذا صح منها، وبقدر ما يصح منها شيء بقدر ما يتأتى لنا أن نأتي بالمعروف، وأن ننفع الناس، ويرانا المؤمنون، ويروا عملنا في هذه القارة، هذه القارة وأنتم تعلمون جميعا هي لحم على وضم، توشك أن تتداعى عليها الأمم ،هنالك من يريدها للتجارة، هنالك من يريدها لأمور كثيرة، يريدها للحرب، يريدها لتجريب كذا… فهي بخلاف القارات الأخرى أقل مناعة على ما يبدو. وبالنسبة للمسلمين علاجهم ومناعتهم تتوقف على علمائهم.
إن الإسلام في هذه البلدان انتشر بنموذجيتهم، وقام بذلك من ينتسب للتوحيد من نسميهم بالصوفية، وتوالت عليهم القرون، وأصبحت أحوالهم النفسية تشكو من أمور هم أدرى بها وأكثر وعيا بها، ولاسيما قضية توزع الفروع والعائلات، ولكن الحمد لله مازال يتبعهم شباب، مازال خيرهم يتجدد، مازال الحاكمون في بلدانهم يعتمدون عليهم في السلم الاجتماعي إلى غير ذلك…
وهنا نستحضر شخصا ونترحم عليه، هو الشيخ عبد العزيز سي رحمه الله وكان من القائمين بهذا الدور في السنغال، وعبرت له عن التخوف من هذا الأمر، أي تأطيرهم لهذه البلدان ربما معرضون لشيء من الضعف، فطمأنني، وقال عندنا شبيبة متشبعة بمبادئنا، تمنى أن يكون ذلك في كل مكان.
لكن إفريقيا، كما لا يخفى عليكم، ترميها جهات خارجية متعددة بأنواع من الشرر، بعضه بلباس التمذهب، وبعضه بلباس المخالفة العقدية، وبعضه بلباس التمهيد لمختلف الأطماع والتدخلات… ونسأل الله تعالى واسألوا معنا الله تعالى أن تبقى هذه المملكة فيما يربطها من روابط بهذه البلدان الإفريقية بنية صادقة لا تشوبها شائبة، لا تريد من وراء ذلك جزاء ولا شكورا، لا تريد أن تنشر مذهبا لأن المذهب مشترك. إخواننا الشافعية في إفريقيا هم إخوان المالكية وهم يعرفون أصول هذه الأخوة وأسانيدها، وكل واحد على مذهبه ولكنهم إخوة، وهذا هو المقصود لأن الإسلام عندما كان غير خائف كان مجتهدا متعددا في الجزئيات، ولما ابتلي بالخوف بعد غزو التتار والمغول بعد ذلك، انكمش واقشعر وأصبح يخاف حتى من نفسه. في هذه الظروف ظهر ابن تيمية بعلمه واجتهاده، وخاف على الإسلام لأن وقته كان وقت خوف. أظن أننا نعيش مخاوف أخرى، أولا من أنفسنا، ثانيا من هذا الغير الذي ينبغي أن نعرفه معرفة كافية، ينبغي أن نعرف العالَم، علماء الإسلام الذين بنوا فقهه وعلمه وحكمته كانوا يعرفون العالَم، وكانوا يعرفون حكمة الله في هذا العالَم، لذلك لم يكونوا يخافون منه.
إذا عرفته قدرته وعرفت الحكمة ودافعت بالتي هي أحسن، حكمة المدافعة بالتي هي أحسن هي حكمة الدين.
لذلك، جزاكم الله خيرا، الذي أردت أن أقوله لكم، وظهر لي أنه يعني أول ما ينبغي أن يقال، وينبغي أن يبقى بيننا، أن نحاسب أنفسنا على تحمل هذه المسؤولية ،وأن نحمد الله لأنه أهّلنا ورشحنا لها، أننا علماء الأمة في هذه القارة، وأن نكون في هذه المؤسسة التي هي بإذن الله تعالى وإرادته، والإنسان، كما يقال، إذا أراد أن يعرف قدره عند الله تعالى فلينظر فيما استعمله، ولكن الابتلاء عندما يستعمل المرء في شيء من الخير الكثير مثل هذا، ويفرط فيه ولا يدرك بالذات ماذا تعني هذه النعمة. لذلك، من فضلكم، كلامنا لا ينبغي أن يكون كلاما… أن نتعلم شيئا فشيئا بيننا، أن يعلم بعضنا بعضا أن نكون قاصدين، بلدنا هي إفريقيا وفيها البلدان ولكل بلد خصوصيات وأحوال وظروف ينبغي أن تراعى على سند العلماء في مراعاة الزمان والمكان، وأن نسعى أن يرضى عنا الذين يحكمون في ذلك البلد لأن على الأقل أن نعينهم على الأمن ما أمكن. لأن أولوية المحاسبة تتبعها أولوية في العمل أو في النظر، لا نبتكرها ولا نخترعها ولكن مما أقر به العلماء ونظّروا له وشرحوه.
وهناك أولوية أخرى، وهي في علم العلماء، أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، قارتنا وبلداننا تحتاج إلى مصالح كثيرة، لأن أهلنا يعانون من الجهل والأمية والفقر والمرض، ومن الضعف الذي يجعلهم يتقبلونه ولا يميزون بين مستهلكاتهم فيما يتعلق بالكلام في الدين الذي يأتيهم من هنا وهناك، هم على هشاشة كبرى، ينبغي ألا يفوتنا ما ينبغي أن يكون مساوقا لجلب المصلحة، إن لم يكن مقدما ولكنه في حكم المقدم، هو درء المفاسد، والمفسدة الكبرى كما لا يخفى عليكم هي الفتنة. العلماء ما عاشوا كما عاشوا، وهكذا يغلط في حقهم كثيرون وينسبهم البعض إلى علماء السلطة، حتى هذا العالم الكبير الذي هو حجة الإسلام -لا أجرؤ أن أقول نصف كلمة حول هذا الرجل- ولكن فيما يتعلق بقضية الكلام عن علماء الدولة بعد فترة زهده ربما كان فيه شيء من المبالغة عنده. أنا أرى أن علماء المسلمين الذين لم يكونوا دنيويين كانوا ربانيين عندما لا يجرؤون على منافسة السلطان إنما يخافون أن تكون الفتنة هذا فيما مضى، لذلك الفتن الآن تعرفونها وهي كثيرة، فهي حروب إقليمية وحروب طائفية، وحروب يبيع فيها الناس ويشترون. فتنة الضمير وفتنة المعيشة وفتنة الأمن، هذه الفتن هي أول ما ينبغي أن يفهم العالِم الناس على أنه لا ينبغي أن يكونوا سببا فيها ولا طرفا فيها، ثم بعد ذلك أن يقول له: إن هذا يضمن لنا العمل على جلب المصالح، فهذه الأولويات فنحن مؤهلون في هذه المؤسسة أن نكتبها، أن نضع دلائل نسير عليها تتكلم على هذه الأمور، طبعا في اجتماعاتنا الأولى نشترك في الكلام، وكل يتكلم وننتفع بكلامه في هذا الموضوع أو ذاك، لكن علينا أن نرتب الأولويات وتكون عندنا دلائل للاشتغال تهمنا وتردنا لأنفسنا، ثم ترينا كيف نشتغل في بيئتنا مع أهلنا كيف ننصحهم. لابد أن ننتج أدبيات كثيرة ونعرف موقعها، وليكون لنا القدرة على اكتساب وعي الاشتغال كعلماء في هذه القارة ومن خلال هذه المؤسسة. لذلك فالأمر كله يدور حول هذا العالِم الذي نريد أن نكونه، لأن أن نكون هذا العالِم ونحن مجتمعون ليس ذلك العالِم الذي هو فرد لنفسه.
إذن هذه النقطة الأساس التي ظهر لي أن لها أولوية من الأولويات، أولا العالِم العالِم، بمعنى المكلف بالتبليغ، سيبلغ ماذا؟ لمن؟ وعلى أساس أية أولويات؟ وبأية حالة شخصية؟
وينبغي ألا نترك هذا الكلام كلاما يمر هكذا، بل على العلماء أن يجلسوا في أقرب وقت لتنظيره ووضع برنامج لما ينبغي أن نكتب فيه كتيبات من عشرة صفحات أو عشرين صفحة نرجع إليها، بعضها لنا، وبعضها لغيرنا من العلماء والدعاة وغير ذلك، الذين ينبغي أن نعاملهم بالتي هي أحسن، وأن نسترضيهم وأن نطلب رضاهم خدمة لله تعالى ودفعا للفتنة، وبعضها لأهلنا الذين ينبغي أن نرتب لهم وسائل كي تصح عباداتهم وتصح معاملاتهم وأن يراعى في ذلك التيسير، فينبغي أن يكون لدينا في الستة شهور المقبلة برنامج للوثائق التي ينبغي أن نشتغل بها، تكون مرجعية ونستوعبها لنمر إلى ما عدا ذلك، وكلما التقينا نتكلم ويتكلم كلٌّ منا عن بلده وواقعه كيف تعامل معه، ألا نبقى في المبادئ والنظريات.
هذا ما أردت أن أقوله لكم واعلموا أننا في هذا الصعيد جسد واحد، المغاربة أكرمهم الله بدعوتكم وأكرمهم باستجابتكم، كما أكرمهم من قبل بما يشتركون فيه مع إخوتهم في إفريقيا، وأكرمهم بدعوتكم، أمير المؤمنين أعزه الله اقترح هذه المبادرة، وأكرمه الله باستجابتكم، لو لم تستجيبوا له لكانت دعوته هباء، بمعنى أن نحسن الظن بالله تعالى ونعلم أن الله هيأ لنا الأسباب ورشحنا لذلك.
هذا ما أردت أن أقوله لكم، وإن شاء الله نمر إلى العمل، لا نريد أن نجتمع على الأقوال، إنما ظهر لي أن ننتهي من ظاهرة الأقوال بوضع مجموعة من المبادئ محررة يشترك فيها الجميع بمسائل تتعلق بالعالِم وكيفية اشتغاله داخل هذه المؤسسة، وبالأولويات بالنسبة لخدمة الآخرين، ثم بعد ذلك نتذاكر دائما كلما التقينا في الشوط الذي قطعه كلٌّ منا في خدمة أهله وما هي الصعوبات وماهي هذه المكاسب…؟ إلخ. وأن يكون عند كل فرع من هذه المؤسسة القبول عند الآلاف ومئات من الآلاف من أهله بالصبر والمصابرة والخدمة وخفض الجناح للجميع، وعلى رأسهم أهل الأذكار وأهل الزوايا الفضلاء، خفض الجناح من أجل أن تنالوا من بركتهم حتى لا يظهر العلماء كأنهم منافسون لهم.
لابد أن نرعى حكم الله فينا، فنحن ضعاف، نسأل الله تعالى أن يقوي عزائمنا ونوايانا، ويحسن ظننا به سبحانه وتعالى، ويحسن ظن بعضنا ببعض.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.