مسابقة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده
مسابقة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده
تقديم
عمل المغاربة منذ اعتناقهم للإسلام، على خدمة دينهم حفظا وتعليما ونشرا، في إطار نموذج تدين يرتكز على ثوابتَ دينيةٍ تشكل فيه إمارة المؤمنين صمام أمان لتدينهم على مر العصور، وحافظةً لمعتقداتهم وراعيةً لمصالحهم الدينية والدنيوية.
وما يوليه اليوم أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله من رعاية للشأن الديني في المملكة المغربية ومن عناية خاصة بالقرآن الكريم وأهله هو استمرار لهذه العناية التي خصها المغاربة عبر العصور لدينهم الحنيف.
وقد تم في عهد جلالته وتحت رعايته، حفظه الله، إحداث جوائز تحمل اسمه الشريف في القرآن الكريم حفظا وتجويدا وتفسيرا، كما خص جلالته الكتاتيب القرآنية بجوائز في التسيير والتلقين والمردودية.
وجاء إحداث مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف لتسهر على طباعته وتوزيعه على العديد من البلدان الإفريقية تجسيدا للروابط الروحية والتاريخية التي تربط إمارة المؤمنين بهذه البلدان.
وعلى هذا المنوال في العناية بالقرآن الكريم وتكريم أهله، واستنارة بتوجيهات أمير المؤمنين، حفظه الله، سارت مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في تنظيمها للمسابقات القرآنية ونشرها للمصحف الشريف في بلدان فروعها الأربع والثلاثين.
وتسعى المؤسسة من خلال هذه المسابقات إلى ربط الناشئة والشباب الإفريقي المسلم بكتاب الله العزيز وتشجيعهم على حفظه وترتيله وتجويده.
تنظم مسابقة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده على مرحلتين: أولا مرحلة الإقصائيات على مستوى بلدان فروع المؤسسة من أجل اختيار ثلاثة متسابقين يشاركون في المسابقة النهائية، وثانيا المرحلة النهائية التي يتبارى فيها الفائزون في المسابقات الإقصائيات على المراتب الثلاثة الأولى وتنظم في المملكة المغربية أو في بلد من بلدان الفروع.
المسابقة في نسختها الأولى بخزانة القرويين بفاس
احتضنت خزانة القرويين بفاس يومي 19 و20 رمضان 1440هـ الموافق لـ 25 و26 ماي 2019م النسخة الأولى من الأطوار النهائية للمسابقة، حيث تنافس 60 ستون قارئا وقارئة من فروع المؤسسة على المراتب الأولى في فرع حفظ القرآن الكريم كاملا مع الترتيل، وفي فرع حفظ ما تيسر منه مع التجويد.
وعلى هامش هذه المسابقة القرآنية نظمت الأمانة العامة للمؤسسة لجميع القراء المشاركين أنشطة موازية شملت مجموعة من الزيارات الميدانية كان الهدف منها التعرف على المعالم الدينية والعلمية والتاريخية للمملكة المغربية التي ساهمت في نشر قيم الإسلام السمحة في ربوع القارة الإفريقية.
كما استفاد المشاركون من ورشات تطبيقية حول عناية المسلمين، والمغاربة بشكل خاص، بالقرآن الكريم أطرها مختصون في فن الخط العربي والسماع الصوفي.
المسابقة في نسختها الثانية عن بعد انطلاقا من فاس
أطوار المسابقة في نسختها الثانية في فاس عن بعد عبر تقنية زووم
وبسبب تداعيات جائحة كورونا، وبشكل استثنائي، نظمت المؤسسة الأطوار النهائية للنسخة الثانية من المسابقة عن بعد انطلاقا من فاس، أيام 18 و19 و20 و21 رمضان 1442 هـ الموافق لـ 01 و02 و03 و04 مايو 2021 م.
وحرصا منها على تنظيم المسابقة في أحسن الظروف كانت المؤسسة قد نظمت في شهر أبريل 2021 دورة تكوينية لتقنيي فروعها في البلدان الإفريقية حول تقنيات التصوير والتواصل الرقمي وكيفية إعداد الحوارات واللقاءات المباشرة بما في ذلك الندوات المرئية الحضورية منها أو المنظمة عن بعد. من أجل ضمان تواصل فعال مع مختلف فروعها ومن أجل تجاوز تداعيات جائحة كورونا على التنقل بين مختلف البلدان الإفريقية.
وهو ما ترجمه تقنيو فروع المؤسسة خلال أطوار المسابقة، ومن خلال المعدات التقنية التي زودوا بها، بسهرهم على نقل وقائعها بشكل مباشر ومتواصل مع لجنة تحكيم مكونة من نخبة من الأساتذة وأهل الاختصاص الذين أشرفوا حضوريا من مدينة فاس على أطوار المسابقة من خلال وسائل وأنظمة تقنية سهرت المؤسسة على وضعها رهن إشارتهم.
وشارك في المسابقة، في نسختها الثانية، ستة وثمانون (86) مشاركا ومشاركة تباروا بكل جدية ومسؤولية على الفوز بالمراكز الأولى في فروع المسابقة الثلاثة.
حفل توزيع الجوائز في دكار
وتعبيرا عن عمق العلاقات الروحية والتاريخية المتينة التي تجمع المملكة المغربية بجمهورية السنغال احتضن المسجد الكبير بدكار حفل توزيع الجوائز على الفائزين في المسابقة في دورتها الثانية.
هذا الحفل عرف حضور وفد من المؤسسة الأم، ورؤساء فروع المؤسسة الأربع والثلاثون وممثلين عن الطرق والعائلات الصوفية في السنغال وأعضاء لجان التحكيم المشرفة على المسابقة بالإضافة إلى الفائزين الأوائل في المسابقة والمشرفين عليها في بلدان الفروع.
عرف الحفل مجموعة من المداخلات العلمية القيمة أجمعت كلها على دور المؤسسة الريادي بقيادة أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله النيرة في تعزيز التعاون بين علماء القارة وتقوية أواصر الأخوة بين شعوبها والاهتمام بالقرآن وأهله.
وقد خصصت المؤسسة للفائزين الثلاثة الأوائل من كل فرع من فروع المسابقة القرآنية، ولباقي المتنافسين مكافآت تشجيعية قيمة على الشكل التالي:
- الفائز الأول من كل فرع مبلغ 6000 دولار.
- الفائز الثاني من كل فرع مبلغ 5000 دولار.
- الفائز الثالث من كل فرع مبلغ 4000 دولار.
أضيف للفائزين الثلاثة في فرع رواية ورش مبلغ تحفيزي قدره 1000 دولار لكل واحد منهم.
كما خصصت المؤسسة لأصغر المشاركات والمشاركين سنا مكافئة قدرها 4000 دولار لكل واحد منهما.
وخصصت كذلك لباقي المتنافسين الذين لم يحظوا بالرتب الثلاثة الأولى مبلغ 2000 دولار لكل واحد منهم تشجيعا وتنويها بمستوى مشاركاتهم.
المسابقة الثالثة بدار السلام بجمهورية تنزانيا الاتحادية
وبعد النجاح الذي عرفته الدورة الأولى والدورة الثانية من المسابقة، نظمت الأمانة العامة لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة وبالتنسيق مع كافة فروعها في البلدان الإفريقية، المسابقات الإقصائية من أجل اختيار ثلاثة مرشحين من كل فرع من فروع المؤسسة للمشاركة في الأطوار النهائية للمسابقة القرآنية في نسختها الثالثة.
وجرت هذه الإقصائيات على مستوى فروع المؤسسة الأربع والثلاثين في الفترة الممتدة بين 10 و17 رمضان 1443 هـ الموافق لـ 12 إلى 19 أبريل 2022م، حيث تم في الأخير اختيار 88 مشارك ومشاركة يشاركون في المسابقة النهائية التي ستنظمها المؤسسة بتعاون مع فرعها بجمهورية تنزانيا الاتحادية في مسجد محمد السادس بدار السلام من 13 إلى 16 محرم 1444ه، الموافق لـ: 11 إلى 14 غشت 2022م.
خاتمة
وعلى هذا النهج ستظل مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة ملتزمة وبكل مسؤولية بتوجيهات أمير المؤمنين حفظه الله، من خلال العمل الدؤوب على خدمة كتاب الله حفظا وتعليما ونشرا، مما يساهم في ربط الشباب والناشئة بكتاب الله العزيز بغية ترسيخ قيم الإسلام السمحة كما أتى بها خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.