نشأة المذاهب الفقهية وجغرافيتها
بداية نشأة المذاهب الفقهية
للدين الإسلامي مصدران أساسيان: هما القرآن الكريم والسنة التي هي أخبار سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحديثه.
وعلى هذا الأساس اجتهد أئمة أهل السنة في القرون الثلاثة الأولى في استنباط أحكام الاعتقاد والعبادات والمعاملات والأخلاق من هذين المصدرين،فنتج عن اجتهاد هؤلاء الأئمة أربعة مذاهب فقهية اختلفت في بعض الجزئيات المتعلقة بالعبادات والمعاملات.
ينسب كل مذهب لأحد المؤسسين الأربعة، وهم الإمام أبو حنيفة (المتوفى في بغداد عام767م/150هـ) والإمام مالك (المتوفى في المدينة المنورة عام 795م/ 179 هـ) والإمام الشافعي (المتوفى في مصر عام 820م/ 204 هـ) والإمام ابن حنبل (المتوفى في بغداد عام 855م/ 241 هـ).
واستقرت خريطة المذاهب جغرافيا منذ القرون الأولى، على أساس اختيار كل قوم مع احترام اختيار الآخرين. وقد عرفت هذه الاختيارات على أنها الثوابت الدينية في الفقه لكل بلد أو عدة بلدان.