كلمة السيد الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة خلال حفل تكريم الفائزين بمسابقة المؤسسة القرآنية بدكار
أصحاب الفضيلة السادة العلماء الأجلاء رؤساء فروع المؤسسة،
السيدات العالمات الفضليات أعضاء فروع المؤسسة،
السادة العلماء الأفاضل أعضاء فرع المؤسسة بالسنغال الشقيقة،
السادة العلماء الأجلاء ممثلي الأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى بالمملكة المغربية،
السادة العلماء ضيوف المؤسسة الكرام من السنغال الشقيقة كل باسمه وصفته ولقبه،
السادة الأفاضل ممثلي الخلفاء وأصحاب السماحة،
السيد مدير مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف بالمملكة المغربية المحترم،
السادة الأفاضل أعضاء لجنة تحكيم المسابقة،
السادة الأساتذة الأفاضل،
السيدات الأستاذات الفضليات،
أيها الحضور الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
اسمحوا لي أولا أن أرحب، كأمين عام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، وفي رحاب المسجد الكبير بدكار، بجميع الضيوف والحاضرين وبرؤساء الفروع وبكل المشاركين في هذا الحفل البهيج، حفل توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة الدولية الثانية في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده.
كما يشرفني أن أبلغكم، بهذه المناسبة الكريمة، تحيات معالي السيد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، الرئيس المنتدب للمؤسسة الدكتور أحمد التوفيق، فهو يحييكم جميعا ويتمنى لهذا الحفل البهيج نجاحا متميزا واستفادة كبرى.
واسمحوا لي، كذلك، أن أتقدم بالشكر الوافر وعظيم الامتنان إلى كل من ساهم في إنجاح هذا الحفل البهيج، وأخص بالذكر معالي سفير صاحب الجلالة بدكار وجميع العاملين بالسفارة. كما لا أنسى أن أنوه بالدعم والتسهيلات الكبيرة التي قدمتها لنا السلطات السنغالية المحترمة، وعلى كل الأصعدة. وهذا ليس بغريب عنا لما نعرفه من شيم النبل والأصالة العريقة للشعب السنغالي المضياف.
أيها السادة والسيدات،
لقد ظلت الكتاتيب القرآنية على مدى قرون من الزمن تشكل الحصانة الروحية والدعامة الأساسية للحفاظ على الهوية الإسلامية بإفريقيا، وكذا بثوابتها الدينية، حيث لازال هذا الموروث القرآني الإفريقي يؤدي دوره الريادي في تحفيظ وتلقين كتاب الله العزيز للناشئة الإفريقية، وفق المنهج العملي الذي تميز به الأفارقة منذ القدم في تحفيظ القرآن الكريم وروايته وضبطه ورسمه.
كما حظي أهل القرآن دائما بالمكانة المرموقة لدى العلماء والصلحاء وأهل الورع من الأفارقة الذين حرصوا، قديما وحديثا، على تشجيع القراءة بالمساجد حتى أصبحت قراءة الحزب الراتب صباحا ومساء، سنة تجذرت في عمق الشخصية الإفريقية.
أيها السادة والسيدات،
إن العناية بالقرآن الكريم وكتاتيبه وبأهل القرآن هو من صميم اهتمامات مبدع ورئيس مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، لما للقرآن من قداسة وقيمة دينية حضارية وأثر عظيم في نفوس وذاكرة الأفارقة.
فجائزة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده، إنما هو تعبير رمزي قوي يذكر الأفارقة بالتمسك بكتاب الله ولخدمته وتعميم روحه، ولمد جسور التواصل فيما بينهم.
أيها السادة والسيدات،
لقد حافظ أجدادنا وعلمائنا الأفارقة ولا زالوا، والحمد لله الى اليوم على القرآن وأهله، يعلمونه ويحفظونه للناشئة في سن مبكرة في مساجد ومحاضر القرى والمدن الإفريقية، بدأ ببركة تعلم الحروف على الألواح الخشبية والكتابة عليها بأقلام من قصب الى اغتنام فرصة حفظ القرآن الكريم وضبط قراءته بقواعد خاصة عن طريق التكرار اليومي.
فليس هناك شيء أحق، إذن، أن يحتفى به وأن يتنافس من أجله أكثر وأعظم أجرا وعملا من كتاب الله عز وجل، فهي أمنية ورغبة كل واحد منا.
فباسمكم جميعا، أيها السادة والسيدات، نقول لجميع الفائزين الذين حازوا شرف الفوز بهذه المسابقة: هنيئا لكم من أعماق قلوبنا، فهو فوز مستحق ودعاء لكم للمزيد من التألق والعطاء والعناية بالمصحف الشريف حفظا وتلاوة وتجويدا وفهما وعملا. كما نحيي جميعا وبكل إجلال وتقدير أسر الفائزين وذويهم ومعلميهم ومربيهم وكل من له الفضل عليهم.
أيها الحضور الكرام،
لقد كانت مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، ولا زالت، تحت القيادة النيرة لمبدعها ومؤسسها، أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، صاحبة السبق دائما في العناية بالمصحف الشريف ونشر تعاليمه السمحة وتشجيع وتكريم حفاظه على مزيد من الارتقاء والعطاء.
حضرات السادة والسيدات،
فإني لا أحب أن تفوتني الإشارة إلى ما تقوم به مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة اليوم من عمل جبار في ترسيخ عمل الفروع داخل بلدانهم، والتجاوب الملحوظ الذي يتعاطى به السادة العلماء والسيدات العالمات من مختلف البلدان المنضوية داخل المؤسسة بجميع الفئات المجتمعية الإفريقية.
كما لا يسعني إلا أن أشيد بروح الشعور بالمسؤولية التي يتحلى بها السادة العلماء والسيدات العالمات أعضاء المؤسسة، والإرادة القوية التي تأبى عليهم إلا أن يكونوا في صدارة خدام الدين والدفاع عنه، والوفاء بالميثاق الذي بينهم وبين أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله رئيس المؤسسة.
فالأمانة العظمى تقع إذن على عاتق العلماء الأفارقة، لأنهم الحماة لتراث بلدانهم وينبغي عليهم القيام بالدور المنوط بهم في تعبئة شاملة تكون رافعة قوية في سبيل خدمة الدين والإنسان الإفريقي.
أيها السادة والسيدات،
إن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة ستظل، تحت الرعاية السامية والقيادة النيرة لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره، ستبقى وفية دائما لمبادئها وأهدافها في سبيل حماية الدين الإسلامي والقرآن الكريم وأهله والقيم الإنسانية النبيلة في بعدها الإفريقي والدولي.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.