الـطـريـقـة الـدلائـيـة
وتدعى أيضا البكرية، وتنتسب إلى الشيخ أبي بكر بن محمد بن سعيد الدلائي، الذي بنى الزاوية بإشارة من شيخه أبي عمرو القسطلي، حوالي عام 974/1567. ومن ثم فالدلائية جزولية من طريق أبي عمرو المذكور، عن عبد الكريم الفلاح، عن عبد العزيز التباع، عن الجزولي. ويتصل سندها كذلك بالشيخ أحمد زروق من طريق أبي المحاسن الفاسي، عن عبد الرحمن المجذوب، عن أبي الحسن الصنهاجي المعروف بالدوار، عن إبراهيم الحجام الذي انخرط في طريق القوم على يد الشيخ أحمد زروق. وقد تأسست طريقة الدلائيين في بدء أمرهم، على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، نتيجة محبتهم له وتعلقهم به. فكانوا يواظبون على تلاوة دلائل الخيرات. وأما الشيخ أبو بكر الدلائي، فلم يلتزم بتلقين أذكار مخصوصة لتلاميذه، إنما كان يلح على التوبة بشروطها، والإكثار من الاستغفار. ومع ذلك فقد كانت له وظيفة مدارها حول الاستغفار والتسبيح والتحميد والهيللة والتكبير والحوقلة، تتلو كل واحدة من هذه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ؛ ثم مائتا مرة من الصلاة على النبي، وقول لا إله إلا الله الملك الحق المبين، سيدنا محمد رسول الله الصادق الأمين، صلى الله عليه وسلم. وفي عهد الشيخ محمد بن أبي بكر وقعت بعض التعديلات في الأذكار لكنها ظلت طفيفة. فقد وظف على مريديه الهيللة والاستغفار مائة مرة، وصلاة الفاتح مائة مرة كذلك، صباحا ومساء. وكان يردد دعاء طويلا جمع فيه بين المأثور والتوسل الصوفي. ولم تعرف الدلائية انتشارا كبيرا، قد يرجع ذلك إلى خوض شيخها محمد الحاج في شؤون السياسة، مما ترتب عنه نهايتها المأساوية المعروفة. ومن كبار تلاميذ الدلائيين أحمد المقري ومحمد العربي الفاسي وأبو علي اليوسي.