حفل تكريم لذاكرة المرحوم العلامة الدكتور محمد المختار ولد اباه
“الدكتور محمد المختار ولد اباه شيخ العلوم وقدوة الأجيال”، عنوان يختصر ذاكرة قرن في مسيرة رجل عصامي بدأت بحفظ كتاب الله العزيز في سن مبكرة من حياته لتنتهي وقد ترك وراءه إرثا علميا غزيرا، ومواقف بقيت شاهدة على محطات موسومة بالبذل والعطاء طيلة حياته.
هكذا احتفي بالعلامة الدكتور محمد المختار ولد اباه في حفل تكريم لذاكرة الرجل نظمته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بتعاون مع مؤسسة دار الحديث الحسنية على هامش الدروس الحسنية الرمضانية المنيفة التي تلقى بين يدي أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله وأيده.
تميز هذا الحفل بإلقاء كلمات في حق المرحوم ولد اباه، جمعت بين الوقوف عند مسيرة ومسارات الرجل وبين ما تركه من إرث علمي جم غطى مجالات علمية وتخصصات أكاديمية متعددة.
وفي هذا الاتجاه أثنى الدكتور أحمد الخمليشي، مدير مؤسسة دار الحديث الحسنية، في كلمة بالمناسبة على المرحوم المختار ولد اباه الذي كان جزءا من الأطر التعليمية التي ساهمت في تطور مؤسسة دار الحديث الحسنية حيث عمل المرحوم فيها محاضرا لمدة عشرة أعوام، واصفا إياه بالشخصية النادرة من طينة خاصة خص حياته لخدمة عقيدته بالتأليف والتحليل.
وفي كلمة مفعمة بالمشاعر الجياشة، جمعت بين حنين الإبن لأبيه وشغف الباحث وَسَمَها صاحبها ب”وجهة رحلة وتوجه حياة” استعاد الدكتور أحمد سعيد ولد اباه رئيس جامعة شنقيط ومستشار المدير العام لمنظمة الإسيسكو أهم المحطات التي بصمت حياة المرحوم المختار ولد اباه، موردا في ذلك وقائع ومواقف حملت توثيق الإبن وتحليل الباحث.
بعدها، جاءت شهادة الدكتور حمداتي شبيهنا ماء العينين، مكلف بمهمة في الديوان الملكي سابقا، رفيق درب الدكتور ولد اباه، حيث توقف عند المرحلة التي جمعته به في المملكة المغربية مبرزا ذلك الهم الذي حمله المرحوم في مسيرته من أجل تكريس قيم الأخوة والتعاون بين شمال القارة وجنوبها.
وبعدما توقف المشاركون في الحفل عند مسيرة المرحوم الحافلة انتقلوا إلى سبر أغوار بعض ما تركه من مؤلفات وعلم غزير، حيث قام كل من الأستاذ الدكتور عبد الرحيم أيت بوحديد والأستاذ الدكتور طارق طاطمي من مؤسسة دار الحديث على التوالي بقراءة نقدية علمية في كتاب الدكتور محمد المختار ولد اباه “في خلاصة الأدلة من كتابي التجريد واختصار التمهيد” وكتابه “في موكب السيرة النبوية” الذي يعتبر أنموذجا لعناية المغاربة بالسيرة النبوية الشريفة.
وفي ختام الحفل سلم الدكتور أحمد الخمليشي درع المؤسسة، كجائزة تذكارية، للدكتور أحمد سعيد ولد باه نجل المرحوم المختار ولد اباه.
بعدها تمت قراءة سورة الفاتحة على روح الفقيد والدعاء له، ليرفع الحاضرون أكف الضراعة إلى العلي القدير بأن يحفظ أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ويقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن ويشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
تعددت التخصصات العلمية والأكاديمية والصفات المهنية للمحتفين وجنسياتهم، لكن المحتفى به واحد، والمكرم ذاكرة تركت بصمة كبيرة في الحقل الإسلامي المعاصر.
رحم الله العلامة الدكتور محمد المختار ولد اباه وأسكنه فسيح جنانه.