الطريقة الكتانية
تنتسب الطريقة الكتانية إلى الشيخ محمد بن عبد الواحد الكتاني (ت. 1289/1872)، الذي أسس الزاوية الكتانية الكبرى بحومة القطانين من عدوة القرويين بفاس. وقد دعيت طريقته بعد ذلك بالمحمدية، وليس لها سند لدى الشاذلية، أو غيرها من الأسانيد المتداولة عند متصوفة المغرب. وفي عهد الشيخ محمد بن عبد الكبير الكتاني، أصبحت الزاوية ملاذا لكثير من علماء المشرق وزعمائه الفارين إلى مدينة فاس، مثل علي بن طاهر الوتري، وعبد الكريم مراد، وخير الدين التونسي…
ويصنف الكتانيين الطريقة الكتانية صنفين:
- الطريقة المحمدية، نسبة إلى محمد بن عبد الواحد سابق الذكر؛ وترتكز على الدعوة إلى الكتاب والسنة؛ مع التأكيد على التخلق بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومدارسة سيرته، والتبحر في معرفة الحديث النبوي. فكانت كتب الحديث تدرس وتسرد طوال السنة في الزاوية. أي أنها تتمسك بظاهر الشرع في العبادات والمعاملات، والاعتناء باتباع السنن المحمدية. وللكتانية أوراد يومية تتمثل في الورد اللزومي، وورد السحر، وورد خاص بالنساء. كما كانت لها أحزاب كثيرة، تنيف عن الأربعين، يواظب عليها المريدون. وقد انتشرت فروعها في فاس وضواحيها. ومن أشهر شيوخها محمد بن عبد الواحد، وعبد الكبير بن محمد، وجعفر بن إدريس الكتانيين.
- الطريقة الأحمدية، نسبة لمقام الأحمدية. وهي مستمدة من باطنية رسول الله صلى الله عليه وسلم. عرفها الشيخ محمد بن عبد الكبير الكتاني بأنها طريقة أحمدية محمدية صديقية إبراهيمية أويسية اجتبائية. وإذا كانت النسب الخمس معروفة، فإن الاجتبائية تستحق وقفة. فمعنى الاجتبائية الجذبية، وتنبني على أربعة أركان، وهي التوبة، والتزام التقوى، والتماس الأعذار للناس، والنظر بنظرة التعظيم لسائر المخلوقات.
وقد انتشرت الطريقة الكتانية بقسميها في كثير من مدن وقرى المغرب؛ بل وحتى خارج الحدود.