ميثاق العلماء الأفارقة – بلاغ صحفي
على هامش انعقاد أشغال الدورة العادية الخامسة لاجتماع المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بمدينة فاس، أيام 23-24-25 جمادى الأولى 1445هـ، الموافق لـ 6-7-8 دجنبر 2023م، ستنظم المؤسسة يوم الجمعة 25 جمادى الأولى 1445هـ، الموافق لـ 8 دجنبر 2023م بخزانة جامع القرويين، حفل الإعلان الرسمي عن ﴿ميثاق العلماء الأفارقة﴾، وهو دليل مذهبي بمثابة وثيقة مرجعية خادمة للجهود العلمية لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة وراعية لعلمائها ومحققة لأهدافها.
وكان اجتماع المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في دورته العادية الثالثة المنعقدة بفاس يومي الثلاثاء والأربعاء 20 – 21 ربيع الثاني 1441هـ، الموافق لـ 17 – 18 دجنبر 2019م، قد أوصى بالإجماع، بإعداد مشروع ﴿ميثاق العلماء الأفارقة﴾، وذلك عبر تشكيل لجنة علمية تضم علماء من المملكة المغربية ونظراءهم من بلدان فروع المؤسسة أوكل إليها صياغة محاور وبنود الميثاق.
وخلال هذه المدة، عقدت المؤسسة عدة اجتماعات داخل المغرب وخارجه بغية تنسيق الجهود حول مضامين الميثاق وأهدافه حتى استقر الأمر على النسخة النهائية التي ستعرض خلال هذا الحفل الرسمي.
وتطمح المؤسسة أن يكون ﴿ميثاق العلماء الأفارقة﴾، وثيقة مذهبية وركيزة أساسية للعمل المشترك للعلماء الأفارقة من أجل تحقيق الأهداف السامية التي سطرها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله وأيده، لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة.
ويرتكز هذا الميثاق، الذي يعتبر رسالة تواصل بين العلماء وعنوانا بارزا في تاريخ المؤسسة، على خمسة محاور متساوقة ومتكاملة، قوامها الأساس ترسيخ وتحصين المشترك الديني عقيدة ومذهبا وسلوكا على صعيد القارة الإفريقية، من أجل حماية الأمن الروحي لشعوبها، وضمان إسعاد أبنائها بالتدين الراشد معاشا ومعاداً، وهي:
- المحور الأول: علماء الأمة: مواصفات ومهام؛
- المحور الثاني: حفظ الثوابت الدينية الإفريقية المشتركة؛
- المحور الثالث: القيم الإسلامية وحماية المشترك الديني؛
- المحور الرابع: حماية الأمن الروحي بإفريقيا؛
- المحور الخامس: إفريقيا: الآفاق والتطلعات.
ففي ظل المهام المتجددة، التي يتحمل العلماء الأفارقة أمانتها، باعتبارهم مبلغين عن الله، ومقتفين آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما مضى عليه عمل سلف هذه الأمة، فإن واجب الوقت يقتضي تضافر الجهود، وتنسيق العمل، وتوحيد الرؤية لمواجهة كافة التحديات والمستجدات التي تواجهها القارة الإفريقية، بما تتميز به من تعدد ثقافي، وتنوع مذهبي، وبعد روحي.
وسوف تمثل هذه الوثيقة وديعة أجيال العلماء الحاضرين الى الأجيال القادمة في استمرارية تنسجم عبرها تأسيسات العلماء الأفارقة بمتطلبات الواقع الافريقي وبالمتغيرات الثقافية في علاقتها بالاجتهادات المعتبرة وتنوع الرؤى والأفكار والتصورات في إطار من الوحدة والتكامل.
ومن المؤمل أن تكون ثمرة هذا العمل الذي نهضت به مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة محققة للأهداف المنشودة حتى يعم النفع بها إن شاء الله، وما ذلك على الله بعزيز.