افتتاحية العدد الأول
مدير تحرير المجلة
بسم الله الرحمن الرحيم، وصل اللهم على من بعثته قائما بأمر الدين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد، فلما كان الإسلام خاتم الأديان، فقد كتب الله له أن يصل إلى مختلف الشعوب والبلدان. فحاز الغرب الإسلامي ودول إفريقيا شرف ذلك الوصول، وتلقاه أهله بالرضا والقبول، واستعانوا على ما هم فيه بما فطرهم الله عليه من تعظيم الدين، وحب النبي الأمين، واتباع من له انتساب لدوحة خاتم المرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتوقير من بوّأهم الله شرف إمارة المؤمنين. واستمروا على ذلك قرونا عددا، أسفرت عن خيارات مشتركة أرست دعائم التدين في هذا المصر من العالم الإسلامي، حتى أصبحت نبراسا يقتدى، ونموذجا يحتذى. وذلك بفضل ضبط أوضاعهم بمسمى العبادة، وربط أنماط سلوكهم بفروض الطاعة ولزوم مذهب أهل السنة والجماعة، فاستحقوا بذلك شرف الانتساب إليهم، والسير على منوالهم؛ لأنهم أشجار وعلومهم ثمار، يثمرون والناس يجتنون، بهديهم يهتدون، وإلى علمهم يصيرون.
وبحكم انتماء المغرب للقارة الإفريقية، فقد كانت له مسؤولية الحضور الديني في معظم بلدانها، بفضل علمائه المبرزين الذين أسهموا بحظ وافر في نشر قيم الدين السمحة.
وتعتبر مبادرة أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده بإنشاء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة استمرارا لمهامه السامية، ووفاء بالتزاماته الدينية والحضارية تجاه القارة الإفريقية.
وعملا بمقتضيات الظهير الشريف 1.15.75 الصادر في 07 رمضان 1436هـ (24 يونيو 2015م)، القاضي بإنشاء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، لاسيما المادة الرابعة منه التي تجعل من أهداف المؤسسة:
- القيام بمبادرات في إطار كل ما من شأنه تفعيل قيم الدين السمحة في كل إصلاح تتوقف عليه عملية التنمية في إفريقيا سواء على مستوى القارة أو على صعيد كل بلد.
- توحيد وتنسيق جهود العلماء المسلمين بكل من المغرب وباقي الدول الإفريقية للتعريف بقيم الإسلام السمحة ونشرها وترسيخها.
- تنشيط الحركة الفكرية والعلمية والثقافية في المجال الإسلامي.
- إحياء التراث الثقافي الإفريقي الإسلامي المشترك من خلال التعريف به ونشره والعمل على حفظه وصيانته.
وسعيا من المؤسسة إلى العمل بالتوصيات المجمع عليها في دورتيها الأولى والثانية ،وتفعيلا لما تقرر في اجتماع رؤساء فروع البلدان الإفريقية المنعقد بالرباط يومي الأربعاء والخميس 21 و22 صفر الخير 1440هـ الموافق لـ 31 أكتوبر وفاتح نونبر 2018م في دورته العادية الثانية بشأن إنشاء مجلة علمية محكمة نصف سنوية تعنى بالدراسات الإسلامية والثوابت المشتركة بالدول الإفريقية، تحمل اسم: «مجلة العلماء الأفارقة»؛ والذي صادق عليه المجلس الأعلى وأعضاء فروعه بالإجماع خلال اجتماعه بفاس يومي السبت والأحد 24 و25 صفر الخير 1440هـ الموافق لـ: 03 و04 نونبر 2018م، يسعد إدارة المجلة أن تعلن عن صدور العدد الأول من مجلة العلماء الأفارقة في موضوع: جهود العلماء الأفارقة في خدمة الثوابت الدينية المشتركة، وذلك بمساهمة ثلة من العلماء العاملين والأساتذة الباحثين من دول إفريقيا والمغرب.
نسأل الله تعالى أن يكون ما قدم فيه نافعا في بابه، وأن يجد محلا عند قارئه، آمين، والحمد لله رب العالمين.