افتتاحية العدد السادس
التواصل العلمي بين علماء إفريقيا: الرحلات العلمية، المؤلفات، المراسلات، الإجازات
تحميل المقال بصيغة PDF
مدير تحرير المجلة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيئين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد، فنحن المسلمين قولا واحدا وإجماعا قائما من غير نكير نعتقد اعتقادا جازما أن الإسلام هو خاتم الشرائع بلّغه الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم هدى ورحمة للعالمين فهو دين الله القويم الجامع لعُرى الإخاء والتواصل بين علماء المسلمين، قال عليه الصلاة والسلام: ” نضّر الله امرءا سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه” [1].
ولفظ التبليغ اسم جامع لمعاني التفهيم والإفهام ومد جسور التواصل والاتصال بين علماء الإسلام، لذا بات لزاما على القائمين على شرع الله أن يتحققوا بالقواعد العامة والضوابط التامة وطلبها من أهلها المتبصرين بها لإذكاء رحم العلم وضرب كبد الوسائل لمد جسور التواصل بين العلماء.
ولنا في سلف الأمة نماذج تذكر في هذا الباب عن طريق المراسلات وتجهيز الرحلات وتبادل الزيارات والحصول على المصنفات وملازمة أهل العلم في الحلقات والظفر بالإجازات.
ومعلوم أن انفتاح العالم على المستجدات الرقمية أضفى على مسمى التواصل نهضة علمية مبنية على وسائط إلكترونية بموجبها تعددت الطرق واتسع نطاق الأفق، لذا وجب استثمارها بين علماء الدين لتكون عونا على التعريف بالإسلام وتوحيد كلمة المسلمين، ولا سبيل إلى ذلك إلا بإقدام العلماء من المغرب وباقي البلدان الإفريقية على التوسل بما توصل إليه العلم في هذا المجال وإقبالهم على التزود بطرقه والتحقق بكيفية تفعيله وإعماله.
وبناء على ما تقدم أعلاه فقد اقتضى نظر أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعز الله أمره بحكم ما ناطه الله تعالى به من أمر حراسة الدين وتيسير التواصل بين العلماء المسلمين إنشاء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة التي نصت المادة الرابعة من الظهير الشريف المؤسس لها على أهداف منها:
- توحيد وتنسيق جهود العلماء المسلمين، بكل من المغرب وباقي الدول الإفريقية، للتعريف بقيم الإسلام السمحة ونشرها وترسيخها،
- تنشيط الحركة الفكرية والعلمية والثقافية في المجال الإسلامي،
- ربط الصلات وإقامة علاقات التعاون مع الجمعيات والهيئات ذات الاهتمام المشترك.
كما شرف أعزه الله المشاركين في أعمال الندوة العلمية الدولية المنعقدة بمدينة مراكش أيام: 19 – 20 – 21 من ذي الحجة 1444هـ الموافق 8 – 9 – 10 يوليوز 2023م في موضوع “ضوابط الفتوى الشرعية في السياق الإفريقي” برسالة ورد فيها: “وفي هذا المقام نهيب بكم إلى استغلال حسنات التواصل لضمان الاستمرار في التداول بينكم حول موضوع الندوة، ومن خلال هذا التواصل تجتهدون وتتبادلون التجارب حيث تستفيد كل جماعة من العلماء في بلد من البلدان من علم مجموع علماء إفريقيا الملتزمين بهذه المبادرة مع احتفاظ علماء كل بلد بحقهم في مراعاة خصوصيتهم.”
وفي السياق ذاته قامت الأمانة العامة للمؤسسة بعقد دورة تكوينية في تقنيات التواصل والاتصال السمعي البصري لفائدة تقنيي فروع المؤسسة بتاريخ 6 – 7 – 8 – 9 أبريل 2021م بفاس، تم خلالها تدريبهم على استعمال الوسائل الحديثة للتواصل وتزويدهم بما يلزم من الأدوات المساعدة على تفعيله والعمل به.
لذا تتشرف هيئة تحرير مجلة العلماء الأفارقة أن تفرد هذا العدد بموضوع:
“التواصل العلمي بين علماء إفريقيا: الرحلات العلمية، المؤلفات، المراسلات، الإجازات”.
الهوامش
[1] – رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه.