لغة القلوب (قصيدة شعرية)
كدونا- نيجيريا
حَيْرى أمامَ جمالِكَ الكلماتُ ** خَجْلى، وتُعْجِمُ مثلها العَبراتُ
لُغَةُ القلوب على الشِّفاهِ عصيّةٌ ** فاصمُتْ، لِتَرسُم حرفَها النبضاتُ
الصمت في حرم الجمال فصاحةٌ ** والفكر في معنى الجمال صلاةُ
وحْدي على غرب الطبيعة موغلا ** في التيه تمْرق من فمي الكلمات
مترنحا في معج زات المكرما ** ت، تشدني لأريجه ا النفحات
يمّمت والأشواق تخبز من دمي ** عَلَكَ الهيام ووجهك الميقات
من نور وجهك يكتري رمقَ الحيا ** ةِ الهائمون، وإنها خفقات
للصلب بين تقلبٍ في الساجد ** ين، وسجدةٍ من وامقين حياة
والنسل من كرمٍ إلى شرفٍ، ومن ** عبقٍ إلى ألقٍ، هي الراياتُ
رشحت على كلماتنا أوصافُك ** الحسنى فطاب بهنَّ تفعيلاتُ
الج ودُ والإحسانُ والعرفانُ ** والتحنانُ.. كُلّك سيّدي حسنات
من جودكَ الدنيا.. ومن برق الثنا ** يا الشمسُ والأفلاك مقتبسات
في وصفِ أحمدَ لا بلاغةَ تُرتَجى ** بِمَ قد تُشبَّهُ هذه العظمات؟
من يملكُ الكلمات؟ هذا صبغةُ ** اللهِ التي سَجَدتْ لها الغايات
يا مهرجان الله! يا وجع الخيا ** لِ، وفتنة الشعراءِ، يا رحماتُ
قلبي على حجرٍ أصمَّ وطئته ** فتَرَهْيَأتْ طربا بكَ الجنبات
والجذع يعقوبٌ يحنُّ ليوسفٍ ** فَحَضنتَ حتى تهدأ الصرخاتُ
والضَّبُّ يلهجُ بالشهادةِ صادقا ** وعلى يديك تُسَبِّحُ الحَصَيات
ماذا يقول الشعرُ؟ والتشبيهُ ** والتخييلُ والإطراءُ إخفاقاتُ
أبداً سترسم عجزها الكلمات في ** ك وتحتفي بقُصورها الملكات
وتقول يا مولاي عفواً، إن في ** عتبات بابك تسجد الكلمات
متحيّرٌ أنا مثل شعري! عِفةٌ ** عن قدرة، وبساطة وأناةُ
بيديك كنز الأرضِ كيف كفاكَ منْ ** هُ الأسودانِ وفي الحشا حجراتُ
لهواكَ يجري القدرُ، كيف خَرجْتَ ** مكَّةَ خُفيةً تقفو خطاك عصاة
لو شئتَ نامت كلُّها البطحاء من ** تلك الحصى، وصفَتْ لك الطُّرُقاتُ
لو شئتَ حفَّ لك البُراقُ جناحه ** كالبرْقِ تم سي، الأرضُ مطويات
لكن قلبَ ك للإله، به يقرُّ ** كما تَقَ رُّ بنورك الحَدَقاتُ
فعليك من هذي القلوبِ حرائرُ ** الصَّلَواتِ، وهي لروحنا نفحاتُ
فَلْيَكْفِ إذ لم تَكْفِ أي قصيدةٍ ** أن الشفاهَ جميعها صلوات
والآلِ والأصحابِ ما طبتمْ وطا ** بَتْ فيكم الخَلَوات والجَلَواتُ