الشيخ ألفا هاشم الفوتي (تـ 1349هـ) وجهوده في خدمة الحديث النبوي الشريف
جامعة الجنرال لنسنا كونتي سونفونيا كوناكري- غينيا كوناكري
إن السنة النبوية مبينة للقرآن الكريم، ولقد تعهد الله سبحانه وتعالى بحفظ القرآن الكريم وبالتالي حفظ السنة النبوية، وحفظها يعتمد على جهود العلماء في خدمتها، وبناء على هذا اجتهد العلماء في كل العصور والأوطان في خدمة السنة النبوية الشريفة حتى تمكنا من التفرقة بين الحديث الصحيح والضعيف، والموضوع والمرسل، والمنقطع والمتروك، وغيرها من أنواع الأحاديث.
وبالنظر والتأمل في سيرة العلماء نجد أن العلم الديني انتشر بين جميع المسلمين شرقا وغربا. ولقد شهدت الساحة العلمية مؤلفات عديدة في خدمة الحديث النبوي، سواء تعلق الأمر بالجهود التي اتجهت إلى الدلالة على الأحاديث من طريق بعض ألفاظها، كالمعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي عن الكتب الستة، وعن مسند الدارمي، وموطأ مالك، ومسند أحمد بن حنبل، أو الجهود التي اتجهت إلى فهرسة كتب الحديث الشريف، عن طريق حصر أطراف الأحاديث وترتيبها أبجديًا، مثل فهارس صحيح البخاري، وفهارس صحيح مسلم، وفهارس مصنف عبد الرزاق، أو الجهود التي اتجهت نحو مصطلح الحديث كبيان كيفية معرفة الحديث الصحيح من السقيم، وغيرها. وكل هذه الجهود إنما هي في خدمة السنة النبوية، حيث تصدى عدد غير يسير من علمائنا السابقين والمعاصرين للتأليف في هذا المجال، وعلى هذا الأساس كان لعلماء فوتا جلو مساهمات مفيدة في مجال خدمة الحديث النبوي الشريف لأنهم أدركوا أهمية هذا العلم وألفوا في ذلك مؤلفات مهمة ومفيدة، كما ساهموا في مختلف أنواع العلوم الإسلامية، ومنهم: العالم العلامة ألفا هاشم الفوتي، نزيل المدينة المنورة وعالم الحرم المدني.
ولذلك رغبت في بيان الجهود التي بذلها هذا العالم الجليل في خدمة هذا الفن، وعنونت البحث ب: “ألفا هاشم الفوتي وجهوده في خدمة السنة النبوية الشريفة.”
والهدف من هذا البحث هو إبراز دور علماء الفلان في خدمة السنة النبوية، من خلال العالم الجليل الشيخ الفاضل ألفا هاشم الفوتي مولدا ونشأة والمدني هجرة وقرارا.
أسئلة البحث:
يحاول هذا البحث الإجابة عن السؤال المركزي الذي هو: هل لعلماء فوتا جلو إسهامات في خدمة السنة النبوية؟ وما هو دور العالم الجليل الفقيه المفتي ألفا هاشم الفوتي في خدمة الحديث النبوي الشريف؟
خطة البحث:
للإجابة عن السؤال المركزي قسمنا البحث إلى مقدمة وتمهيد ومبحثين ثم خاتمة.
المقدمة: فيها أهمية الموضوع وهدفه وإشكاليته، ثم الخطة التي سنتبعها لدراسة هذا الموضوع.
التمهيد: جهود علماء الفلان في خدمة الحديث النبوي لشريف
المبحث الأول: سيرة وحياة الشيخ ألفا هاشم الفوتي
المبحث الثاني: جهود الشيخ ألفا هاشم الفوتي في خدمة السنة النبوية الشريفة
الخاتمة: أهم النتائج.
التمهيد: جهود علماء الفلان في خدمة السنة النبوية
لقد عرف علماء الفلان بخدمة السنة النبوية سواء بالتأليف فيها أو بتدريسها، فألفوا في شتى العلوم المتعلقة بالسنة النبوية.
ومن أشهر علمائهم الذين برعوا في خدمة الحديث النبوي الشريف:
الشيخ المحدث الحافظ صالح بن محمد الفلاني المولود بإقليم فوتا جلو- غينيا – عام 1166هـ، ونشأ بها، وأخذ العلم من علمائها، ثم ارتحل لطلب العلم فدخل مدينة تمبكتو، ثم ارتحل إلى الصحراء بعد مضي سنة ومكث فيها ست سنوات ثم ارتحل إلى المغرب ودخل مراكش ومكث بها ستة أشهر، ثم ارتحل إلى تونس وأخذ من علمائها، ثم ارتحل إلى مصر وبقي فيها مدة يدرس على الشيخ علي الصعيدي أبو الحسن، وكذلك درس عند الشيخ الحافظ مرتضى الزبيدي صاحب تاج العروس، ثم ارتحل إلى المدينة المنورة التي استقر فيها بعد أداء فريضة الحج إلى وفاته عام 1218هـ..
وعقد الشيخ صالح حلقة علمية في المسجد النبوي الشريف، وتوافد عليه طلاب العلم، وبخاصة طلاب الحديث النبوي وعلومه، حصل على شهرة في عصره حتى عده بعض العلماء من مجددي القرن الثالث عشر الهجري[1]. وقلّ أن تخلو بلدة من بلاد الإسلام في وقته إلا وله فيها مجموعة من الطلاب وبخاصة من لهم الاعتناء بعلم الحديث.
ومن أهم مؤلفاته: إيقاظ همم أولي الأبصار، وهو كتاب في ذم التقليد والتعصب للمذاهب الفقهية السائدة في عصره، ومن كتبه المشهورة عند المحدثين: الثمار اليانعة في رفع طرق المسلسلات والمسانيد والأجزاء والجوامع، وذكر طرق التصوف وما لها من الطوابع، اختصره في قطف الثمار، وله أيضاً الأحاديث القدسية. وكل كتبه مطبوعة ومتداولة بين المتخصصين في الحديث وعلومه.
ومن الفلانيين الذين ساهموا في خدمة السنة النبوية الشريفة:
الشيخ عمر محمد فلاتة: لقد عاش الشيخ عمر محمد فلاتة في المدينة المنورة كذلك بعد ما هاجر أهله إلى مكة واستقر في المدينة، فبرع في العلم وتولى منصب التدريس في عدة أماكن، «وعن الأعمال التي تولاها فضيلة الشيخ عمر يقول: إن أولها كان تعيينه مدرسا في دار الحديث القريبة من المسجد النبوي عام 1367هـ ثم مديرا لها، وفي العام 1373هـ أضيف إليه العمل في الدار السعودية مدرسا ومساعدا لمديرها، ومن هناك نقل إلى المعهد العلمي السعودي بالمدينة لتدريس مادتي الحديث وأصوله عام 1375هـ حيث بقي إلى العام 1378هـ»[2].
لقد كان سيدي عمر محمد الفلاتة معتنيا بالحديث وغيره من العلوم، إلا أن أعباءه الكثيرة لم تدع له مجالا للإقبال على التأليف، ولذلك لا يجد ما يذكره سوى بعض الكتيبات التي لم تزل تتطلع إلى الطبع، ومنها بحث في الحديث المدمج، وثان عن الإجازة وثالث عن تمور المدينة…[3]
هؤلاء بعض النماذج من الفلانيين الذين ساهموا في خدمة الحديث النبوي الشريف. أما الشيخ ألفا هاشم الفوتي فلقد كانت له مساهمات عديدة في خدمة السنة النبوية وهذا ما سنبينه في المباحث الآتية.
المبحث الأول: سيرة وحياة الشيخ ألفا هاشم الفوتي
اسمه ونسبه[4] : هو سيدي محمد هاشم بن أحمد بن سعيد الفوتي أصلا المدني
قرارا وموتا، عرف بألفا هاشم، وهي باللغة الفولانية تعني العالم هاشم. .
مولده ونشأته: ولد بحلوار من بلاد فوتا تورو في السنغال عام 1283م، كان رحمه الله من أجل علماء المدينة المنورة، يلقي بمسجدها دروسا في الفقه والحديث والتفسير، وهو من أعلام الطريقة الأحمدية التجانية، أخذها عن ابن عمه سيدي أحمد بن الولي الصالح العلامة المجاهد سيدي عمر الفوتي مؤلف كتاب الرماح.
اهتم به والده، وأنشأه نشأة صالحة، فهو من بيت علم وفضل ودين ومكانة عالية بإفريقيا. منذ صغره كان الطفل الأديب الذي يحب مجالسة العلماء ومناقشتهم، فاهتم به والده وأنشأه نشأة صالحة، وبدأ شيخنا الفاضل ينهل من بحار العلوم العذبة على يد أعمامه وأخواله وعلماء بلاده والبلاد المجاورة، وكان أبواه يساعدانه على ذلك ويمدانه بالمال ليروه عالماً. فحفظ القرآن المجيد على رواية ورش وبلغ من العلم مبلغاً عظيماً ومكاناً كريماً، وأصبح عالماً منذ صغره مرجعاً لأهله ومواطنيه في التدريس والفتوى. فتصدر للتدريس وهو يافع السن فكان العالم الجليل الذي يعطي العلم بكل الأساليب الجميلة في بلاده وبين أقرانه.
هجرته إلى الحجاز:
عندما غزا الفرنسيون بلاده سنة 1320 هـ، هاجر إلى الحجاز عام 1322 هـ ودرس في الحرم المكي إلى عام 1326هـ ثم انتقل إلى المدينة المنورة، وأقام فيها، حتى أصبح أحد علماء المسجد النبوي الشريف. وكان عالما في الفقه وأصوله، والحديث، والبلاغة، والتفسير، وغيرها من العلوم، وكانت له ذاكرة عجيبة.
ويروى أنه إذا استفتي في أمر قال لأحد طلابه: افتح الكتاب في صفحة كذا، انظر سطر كذا وكذا تجد الإجابة، فإذا هي كما قال!.
تلامذته:
درس على يد الشيخ ألفا هاشم الفوتي أعداد كبيرة من طلاب العلم الذين جاؤوا إلى المدينة المنورة من مختلف أنحاء العالم، وصار بعضهم علماء مشهورين، منهم على سبيل المثال:
-الشيخ حسن المشاط، المدرس بالمسجد الحرام (تـ 1399هـ).
-الشيخ سعيد بن صديق الفوتي المدرس بالمسجد النبوي الشريف (تـ 1353هـ).
– الشيخ عبد الرحمن بن يوسف الإفريقي، المدرس بالمسجد النبوي الشريف
(تـ 1377هـ).
-الشيخ حسين باسلامة المكي (تـ 1359هـ).
-الأستاذ الأديب محمد حسين زيدان.
-الشيخ عمر عادل التركي مؤسس مدرسة النجاح بالمدينة المنورة.
-الشيخ محمد السالك بن الخرش (تـ 1408هـ).
-الشيخ سيدي أحمد بن أدة.
مكتبة الشيخ ألفا هاشم الفوتي ومؤلفاته:
لقد صنف الشيخ ألفا هاشم كتباً كثيرة ونافعة ومتنوعة في كثير من العلوم؛ مثل الفقه والحديث، وكانت هذه المؤلفات بحوزة أحد تلاميذه، وعندما توفي الشيخ ألفا هاشم جاء أحد الرجال الأفاضل من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وهو الشيخ علي كتبي وبحث عن تلك المؤلفات حتى وجدها عند ذلك التلميذ فتسلمها منه ليطبعها على حسابه الخاص بمصر، ولكن المنية وافت الشيخ علي في القاهرة قبل تهييئها للطبع، وبوفاة هذا الرجل فقدت تلك المؤلفات وجهل مصيرها إلى يومنا هذا، فيا حسرة على هذه المؤلفات النافعة التي كانت ستمتلئ بها المكتبات الإسلامية وينتفع بها.
وله مؤلف مشترك مع السيد شطا المكي اسمه: رسالة في حكم أوراق النقود، وقد طبع في المكتبة العلمية بالمدينة المنورة.
وقد جمع الشيخ ألفا هاشم مكتبة قيمة تحوي على نفائس الكتب والمخطوطات النادرة، وبعد وفاته نقلت هذه المكتبة إلى إحدى الأربطة ثم بيعت الكتب والمخطوطات وبذلك فقدت المكتبة، وسبب ذلك أن الشيخ لم يرزق بولد يحمل اسمه ويحافظ على ما أثراه وإنما رزق ببنات لم يستطعن المحافظة على آثار والدهن لصغر سنهن حين وفاته.. [5]
ومن أهم مؤلفاته:
- إبداء الخلاف في جواز بيع متعطل النفع من عقار الأوقاف.
- أجوبة فقهية.
- إمتاع الأحذاق والنفوس بمطالعة أحكام أوراق الفلوس.
- تبيين النهج في تصحيح مناسك الحج، واختصره في تأليف آخر سماه: ترويح المشغول والكسول باختصار مناسك الرسول.
- تعليم الأجلة في نسخ بعض الأدلة.
- رسالة أهل التنوير بما قيل من التفصيل في التصوير.
- رسالة تفهيم الأبرار ما جاء في تسعير الأسعار ومنع الاحتكار.
- رسالة جمع أقوال فقهاء المذاهب الأربعة في تحريك السبابة في الصلاة والأحاديث في ذلك.
- رسالة في الجواب عن ثلاثة أسئلة في حكم جمع الظهر والعصر لغير سفر ولا عذر.
- رسالة في تفسير قوله تعالى: {فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى}.
- رسالة في جواب من أنكر وجود الجنة والنار وحشر الأجساد يوم المعاد.
- رسالة في حكم الغناء ودق العود.
- رقية المتهم إلى الدليل الأخفى الأتم.
- شرح للأجرومية بالأمثلة القرآنية والحديثية.
- العشائر والخلان بشعوب وقبائل الفلاته.
- فتح المغيث في التعريف ببعض علوم الحديث.
- فصل في صفة عبادته عليه الصلاة والسلام.
- كتاب أحاديث رواها الشيخ عبد القادر الجيلاني.
- كتاب في إثبات إسلام أجداد النبي صلى الله عليه وسلم.
- كتاب في أحكام الهجرة وأحكام موالاة الكفار.
- منظومة المنة في الحث على اتباع السنة.
- منظومة الهبات اللطيفة في الكلمات الإسمية الفعلية الحرفية.
- منظومة في أسماء سور القرآن.
- منظومة في شهداء أحد.
- منظومة في الرد على منكر لفظ الأسقم [6].
- نور المشكاة في تبين ما قيل في نقل الزكاة.
مناصب الشيخ ألفا هاشم الفوتي:
تولى ألفا هاشم الفوتي مناصب متعددة في المدينة المنورة، فلقد كان أستاذا في الحرم المدني، وكان مفتيا، وعين كذلك عضوا في مجلس الشورى.
تدريسه في الحرم المدني: لم تمض فترة طويلة حتى أصبح الشيخ ألفا هاشم أحد علماء المسجد النبوي الشريف، وعقد حلقته بجانب الشيخ إبراهيم بري والشيخ حميدة الطيب، والشيخ محمد العمري، والشيخ عبد الفتاح أبو خضير، والشيخ محمد الطيب الأنصاري. فتصدر التدريس عام1325هـ وكانت حلقته تعقد بعد صلاة المغرب من كل يوم خلف المكبرية من الجهة اليسرى قرب الروضة الشريفة بجانب حلقة الشيخ محمد الطيب الأنصاري والشيخ عبد الفتاح أبو خضير، وكان الشيخ ألفا هاشم عالماً متضلعاً متمكناً ماهراً بارعاً بحق في جميع العلوم والمعارف خاصة في الفقه وأصوله، والحديث والبلاغة، والنحو والتفسير، وغيرها من العلوم الهامة – فهو على جانب كبير من سعة الاطلاع موسوعياً وقد وهبه الله تعالى الذكاء والنباهة والحذاقة والفطانة.
وكانت حلقته تمتلئ بكثير من الطلاب المدنيين والمهاجرين، وله حلقة أخرى تعقد في بيته بعد صلاة العصر أو العشاء فيؤمها طالبوا العلم ليأخذوا منها، فكان بيته مفتوحاً لكل طالب علم في أمور دينه الحنيف. وكم حدثت بواسطته الفائدة لكثير من طلاب العلم الإسلامي عن طريق الإجازة.
منصب العضوية في مجلس الشورى:
عين الشيخ ألفا هاشم عضوا بمجلس الشورى، وكان نظام المجلس يقضي أن تمثل كل مدينة أو أكثر في المجلس، وكان يتم اختيار العضو بالانتخاب، وأول من مثل المدينة المنورة هو الشيخ سعود دشيشة الرجل المحنك، وعين الشيخ ألفا هاشم من ضمن العلماء الذين ترجع إليهم الدولة في أمورها الشرعية، وكان الملك عبد العزيز يأخذ بفتواه دائماً ويقدمها على الفتاوى الأخرى، فالرجل شيخ مشايخ العصر، وكانت له مكانة كبيرة في نفس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه.
منصب الإفتاء:
لقد برع واشتهر في المدينة المنورة فكان من علمائها الأفاضل متضلعاً في المذاهب الأربعة، وخاصة في المذهب المالكي. ويتميز ألفا هاشم بسعة الاطلاع وغزارة الحفظ، فإذا أتته الفتوى فإنه يقول لأحد طلابه: افتح الكتاب كذا صفحة كذا في السطر رقم كذا واقرأ، فإذا هي إجابة السائل. وكانت تأتيه الفتاوى والأسئلة من شتى البلاد الإسلامية فيجيب عنها إما في وقتها وإما خلال موسم الحج من كل عام، وكانت داره بحارة الأغوات تمتلئ في موسم الحج بالعلماء من العالم الإسلامي، ويأتيه دائما علماء إفريقيا ليلتقوا به ويحصلوا منه بفائدة [7].
قصص لألفا هاشم:
ذكر الأستاذ محمد سعيد دفتر دار[8] قصة تدل على عفة الشيخ، وهي أن أحد الأثرياء الأتراك جاء إلى المدينة المنورة وكان يعطي كل عالم منديلاً به “مائة ريال مجيدي”، وعندما وصل إلى الشيخ ألفا هاشم وهو بين تلاميذه قدم له المنديل فاعتذر الشيخ عن القبول بأنه لا حاجة له بالمال، فسأله الرجل الثري عن السبب فقال: إنه لا يأخذ الزكاة ولا الصدقة، فقال له: إن هذه المنحة من زكاة مالي ولكن سأعطيكها كهدية تساعد بها تلاميذك، فعندما اتضح الأمر في نظر الشيخ على أنها هدية أخذها ووزعها فوراً على التلاميذ، فسر الرجل الثري بأسلوب الشيخ ألفا هاشم وعزة نفسه.
زيدان وذكرياته مع ألفا هاشم:
ذكر الأستاذ محمد حسين زيدان في كتاب العهود الثلاثة [9] قصة جميلة يقول فيها زيدان: (كنت في رواق باب الرحمة قبل صلاة المغرب، وساعة الأذان فإذا الشيخ ألفا هاشم يقف على رأسي “زيدان قم”، وأخذ بيدي لأسير بجانبه إلى الروضة الشريفة وتعال شوف الناس تصل بالخبر إلى والد زيدان، الشيخ ألفا هاشم ومعه ولد يصلي في الروضة أكبروا ذلك وكبر الأصدقاء، وبعد صلاة المغرب: بسط الشيخ المحفظة فأخرج الدواة وقلم البوص وورقة مسطرة أمسكت بالقلم وأخذ يملي علي هكذا:
“يا زيدان يامن يزينه العلم يزدان. .. يا زيدان إن المفرد العلم مزيدان له مثنى زيد لقد دانا… يا زيدان أضفتك إلى نفسي لأنك محبوبي من العلم دان” وسبب ذلك أن أساتذة الزيدان اختلفوا في إعراب اسم الزيدان فحقق ألفا هاشم إعرابه إعراب المفرد لا إعراب المثنى.
ويكمل زيدان حديثه قائلا: كان الشيخ ألفا هاشم يلقي دروسه في الضحى وفي شهر رمضان وقفت أستمع وأنا ذاهب إلى المدرس وإذا هو يفسر قوله تعالى: “وللآخرة خير لك من الاولى” ألقى التفسير المجمع عليه الآخرة يوم القيامة. … والأولى الحياة الدنيا ثم أردف ذلك وبلهجته المالية الإفريقية قائلاً ” وقال بعضهم: الآخرة” المدينة “خير لك من الاولى” مكة “وانصرفت ألقيها بلهجته الضاد ظاء حتى قلت: إفريقي مغربي يحافظ على مذهب مالك وهو بعد مديني يحب مدينته رحمه الله.
وفاته وثناء العلماء عليه:
وفي آخر حياته دب فيه المرض فأصبح لا يستطيع الخروج من البيت وحينما يأتي إليه الأطباء يقول:
ماذا يبغي الحكماء مني ** وقد دنا من السبعين سني
وفي يوم وفاته جاء رجلان من ينبع إلى دار الشيخ ألفا هاشم يسألانه عن فتاوى فسمعها منهم وقال لخادمه: افتح الكتاب كذا صفحة كذا وافت لهم فحدث وأفتاهم وخرج الرجلان من عنده مسرورين، وبعد خروجهما بدقائق خرج الخادم يقول: إن الشيخ فارق الحياة، وكان ذلك عام 1349هـ وكانت لوفاته رنة حزن في المدينة المنورة حيث خرجت المدينة على بكرة أبيها لتشيعه وعلى رأسهم أمير المدينة المنورة، فرحمة الله عليه فقد كان الرجل محبوباً لكل الطبقات.
وصيته قبل وفاته:
لقد أوصى من حوله قبل وفاته بعدة أيام وهو على فراش الموت فقال: إذا مت وذهبتم بي إلى المسجد النبوي الشريف، وصليتم علي فلا ترفعوني على أعناقكم ولا تمروا بي أمام قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، بل اذهبوا بي إلى جهة المنبر ثم إلى باب جبريل.
بكاء أمير المدينة على ألفا هاشم الفوتي:
ذكر الأستاذ الفاضل عمر عادل التركي حفظه الله أنه رأى يوم وفاة الشيخ ألفا هاشم أمير المدينة المنورة الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم في المسجد النبوي الشريف وهو يبكي ويقول ماتت المدينة اليوم – ماتت المدينة اليوم.
ما كتب عن الشيخ ألفا هاشم الفوتي:
طلب من الأستاذ عمر عادل التركي أحد تلاميذ الشيخ ألفا هاشم أن يكتب ما يعرفه عن الشيخ فكتب هذه السطور: “ذكرى مع العالم الجليل ألفا هاشم رحمة الله عليه:
في عام 1347هـ هاجرت من تركيا إلى المدينة المنورة وكان عمري إحدى وثلاثين، أصبت بمرض عجيب هو أن حصل في بطني دود الشريطي وكانت تسقط مني أوصال صغار جداً وهذه الأمور مما ينتقض بها الوضوء في المذهب الحنفي، ولم أستطع دخول الحرم الشريف ماذا أعمل فسألت العلماء قالوا لا يمكن، يعتبر صاحب عذر، لأن وقت خروج أوصال الدود غير معلومة أحياناً يوماً كاملاً لا يوجد وأحياناً في اليوم مرات عديدة، فذهبت إلى العالم الجليل ألفا هاشم رحمة الله عليه فقال لي: أدخل الحرم وصل مع الإمام لأن الإمام مالك يقول: إنما ينتقض الوضوء بما خرج من السبيلين عادة، وهذه الحالة ليست بعادة، فبدأت أصلي ثم استعملت أدوية فزال مني هذا المرض الحمد لله. ثم عزمت الشيخ الفاضل ألفا هاشم إلى داري لإكرامه والشكر له لهذه الفتوى، ولما دخل بيتنا وخلع عباءته رأيت على ظهر العباءة نقشاً على شكل الصليب، وأخبرته وقال هذه جاءت هدية لي من إفريقيا وأراد أن يشق العباءة فأخذتها منه وأعطيتها لوالدتي وهي فكت الشكل الصليبي وعملت محله نقشاً جميلاً وفرح الشيخ ودعا لنا. وبعد ذلك بدأت أواظب مجلسه كل يوم لأستفيد من علمه، ثم مرض الشيخ وكنا نزوره إلى أن توفي رحمة الله عليه. . [10]
المبحث الثاني: جهود الشيخ ألفا هاشم الفوتي في خدمة الحديث النبوي الشريف
لقد ساهم الشيخ ألفا هاشم الفوتي في خدمة السنة النبوية مساهمة كبيرة، حيث خدم السنة عن طريق التأليف، كما ساهم في خدمتها عن طريق تدريسها في الحرم المدني، والاستدلال بالأحاديث النبوية الشريفة في كتبه المتعلقة بالفقه واللغة وغير ذلك.
وتفصيل ذلك على الشكل الآتي:
جهود ألفا هاشم الفوتي في خدمة السنة النبوية عن طريق التدريس:
لقد كان الشيخ ألفا هاشم عالما متضلعا ومفتيا ومدرسا في المسجد النبوي بالمدينة المنورة، ولقد كان من بين العلوم التي يدرسها في المسجد النبوي علم الحديث، يشهد لهذا ما ذكرناه خلال ترجمته عند الحديث عن نشأته، حيث يقول الذين ترجموا لسيرته:” كان رحمه الله من أجل علماء المدينة المنورة، يلقي بمسجدها دروسا في الفقه والحديث والتفسير”..
كان حجة الإسلام العارف بالله سيدي الشيخ محمد الحافظ التجاني رضي الله عنه يروي كتب السنة وغيرها عن طريق ألفا هاشم[11].
وأخذ عنه الحديث عدد من العلماء، منهم الشيخ عبد الرحمن الإفريقي[12].
جهود الشيخ ألفا هاشم الفوتي في خدمة السنة النبوية عن طريق التأليف:
لقد ألف الشيخ ألفا هاشم الفوتي مجموعة من الكتب، ولقد ضاع منها الكثير، إلا أن بعضها وصلنا وما تزال مخطوطة، وعند التأمل في مجموعة ما وصل إلينا من مؤلفات الشيخ ألفا هاشم نجد أنه اهتم بالتأليف في مجال السنة النبوية، ومن أهم ما وصل إلينا من كتبه في مجال الحديث:
كتاب “فتح المغيث في تعريف بعض علوم الحديث.”
هذا الكتاب له عدة نسخ خطية محفوظة في الخزانة الحسنية بالرباط، وهو كتاب في التعريف ببعض مصطلحات علم الحديث كالصحيح والحسن والضعيف…
مضمون الكتاب: مضمون الكتاب ينقسم إلى عدة فصول وهي:
فصل: اعلم أن أدلة الدين أربعة؛
فصل: يشترك القرآن والحديث في بعض الأمور؛
فصل: قال الكرماني موضوع؛
فصل الصحيح، فصل الحسن، فصل المضعف، فصل الضعيف.
فصل المتواتر، فصل المشهور، فصل العزيز، فصل الغريب، فصل المفرد، فصل الموصول والمتصل، فصل المسند، فصل المرفوع، فصل الموقوف
فصل المرسل، فصل المقطوع، فصل المنقطع، فصل المعضل، فصل المعلق، فصل المعنعن، فصل المؤنن، فصل المدلس، فصل المدرج، فصل العالي، فصل النازل، فصل المسلسل، فصل المعل، فصل الشاذ، فصل المنكر، فصل المتروك، فصل المضطرب، فصل المقلوب، فصل المنقلب، فصل المدبج، فصل المصحف، فصل الناسخ والمنسوخ، فصل المحكم، فصل المبهم، فصل المختلف، فصل المؤتلف والمختلف، فصل المتفق المفترق، فصل المخضرم، فصل الموضوع.
ابتدأ الكتاب بالبسملة ثم بين مرتبة الحديث النبوي وقال: الحمد لله الذي جعل الحديث النبوي الشريف مجمع العلوم النورانية، لأنه مبين ما أجمل ومخصص ما عمم في الآيات القرآنية، ومنه يستنبط فقه العلماء وغيره من المعارف الرحمانية، قال المولى جل وعلا: ﴿وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون﴾. وقال: ﴿وإذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم﴾ صلى الله عليه ورضي بفضله عنهم وبعد:
فيقول العبد الفقير المرتجِي رضوان من هو الصمد القدير محمد الهاشم ابن أحمد بن سعيد الفوتي التجاني غمرهم بالخير ربنا الله الغني:
قد التمس مني هذا المؤلف المسمى: “فتح المغيث في التعريف ببعض علوم الحديث “من تلزمني مساعفته ومراعاته في إصداره وإيراده فقلت مستعينا بالفتاح العليم ومتوسلا بالنبي الحليم، عليه أكمل الصلاة وأشمل التسليم، مع أهله وصحبه وحزبه أهل الفضل السليم…
وبعد هذه المقدمة ذكر فصلا آخر حول الأدلة الشرعية الأربعة وقال:
فصل:
اعلم أن أدلة الدين أربعة: الكتاب، ثم السنة من أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وأحواله وتقاريره وهي بيان الكتاب، ثم الإجماع المتضمن لهما، ثم القياس عليهما.
فالسنة هي المجمع والمرجع ودواء ما يوجع..
وبعد عد الأدلة الشرعية الأربعة، بين شروط الاستدلال بالسنة النبوية فقال:
وشروط الاستدلال بالسنة أربعة:
الأول: صحة سندها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يستدل بالضعيف بلا عاضد إلا في الفضائل، وقدمه أحمد على الرأي ورده ابن العربي المالكي مطلقا.
والثاني: وضوح دلالتها على المراد بكونها نصا عليه أو ظاهرا أو راجحا بنفسه أو مؤولا راجحا بغيره من الأدلة، ولا حجة في المجمل.
الثالث: عدم نسخها.
الرابع: رجحانها على ما عارضها، وإلا قدم الراجح إن تعذر الجمع.
وآثار الصحابة والتابعين بيان للسنة.
وبعد بيان الشروط تحدث عما يتفق فيه القرآن والسنة وما يفترقان فيه فقال:
فصل: يشترك القرآن والحديث في كونهما وحيا لآية: ﴿وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى﴾ ويفترقان في عشرة:
الأول: كون القرآن في الطرف الأعلى من الإعجاز والحديث قريب منه ولم يبلغه.
الثاني: حفظه من التبديل لآية: ﴿وإنا له لحافظون﴾ وغيره موكول إلى أهله كما في آية: ﴿بما استحفظوا من كتاب الله﴾.
الثالث: منع المحدث من مسه عند الجمهور، والوضوء لمس الحديث مستحب.
والرابع: منع الجنب من تلاوته بخلاف الحديث.
الخامس: كون الخلاف في مساواة ثوابهما، قال السيوطي في ألفيته: وهل ثواب قارئ الأخبار كقارئ القرآن…
السادس: تعيين القرآن في الصلاة للقادر، لآية: ﴿فاقرؤوا ما تيسر من القرآن﴾، ولحديث: “لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب “…
والسابع: اختصاصه باسم القرآن.
الثامن: منع نقله بالمعنى، وفي الحديث خلاف.
التاسع: الخلاف في جواز بيع القرآن، فمنعه أحمد في روايته، وكرهه الشافعي رضي الله عنه في أحد قوليه…
والعاشر: اختصاص بتسمية جملة آيات وسور.
منهجه في التعريف ببعض مصطلحات علم الحديث:
يورد التعريف بشكل موجز، ثم يذكر أمثلة للمصطلح مع الإشارة إلى مصدر الحديث المذكور، مثال ذلك تعريفه للحديث الصحيح، حيث إنه عندما أتم التعريف ذكر حديث: “إنما الأعمال بالنيات” ثم قال: إن الحديث رواه الإمام البخاري في آخر كتاب الإيمان، ثم أورد جميع الكتب التي ذكر فيها هذا الحديث مع اختلاف ألفاظه فيها.
ومن الكتب التي ألفها الشيخ ألفا هاشم في الحديث النبوي كتاب: أحاديث رواها الشيخ عبد القادر الجيلاني:
لقد ذكر عنوان هذا الكتاب في مؤلف الشيخ ألفا هاشم: “إفادة أهل التنوير بما قيل من التفصيل في التصوير، دراسة وتحقيق مجلة كلية العلوم والتربية نقلا عن الفهرسة الكبرى المسماة نيل المراد في معرفة رجال الإسناد للإمام الفاضل الشهير العارف بالله الشيخ سيدي محمد الحجوجي الفاسي. عند النظر في عنوان الكتاب نجد أنه متعلق بالحديث النبوي الشريف.
جهود الشيخ ألفا هاشم الفوتي في خدمة السنة النبوية عن طريق الاستدلال بالأحاديث:
من خلال قراءة مؤلفات الشيخ ألفا هاشم الفوتي نكتشف أنه كان يعتني بالحديث النبوي حتى وإن كان المؤلف في مجال آخر، حيث كان يورد أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام للاستدلال بما يكتبه في مؤلفاته اللغوية كمؤلفه: شرح للأجرومية بالأمثلة القرآنية والحديثية.
واستدل بالأحاديث النبوية كذلك في مؤلفاته الفقهية ك: “رسالة جمع أقوال فقهاء المذاهب الأربعة في تحريك السبابة في الصلاة والأحاديث في ذلك.”
ولقد ألف كذلك منظومة المنة في الحث على اتباع السنة لحث الناس على اتباع السنة النبوية الشريفة.
الخاتمة:
من خلال هذا البحث المتواضع تبين لنا أن:
لعلماء فوتا جلو مساهمة كبيرة في خدمة السنة النبوية.
الشيخ ألفا هاشم الفوتي هاجر إلى الحجاز رغبة في طلب العلم وابتعادا عن الغزو الفرنسي لبلاده.
الشيخ ألفا هاشم الفوتي ساهم في خدمة السنة النبوية الشريفة من خلال التدريس والتصنيف والاستدلال بالأحاديث النبوية الشريفة والإجازة.
الشيخ ألفا هاشم الفوتي كان يحب العلم وطلاب العلم، حيث فتح حلقة للتدريس في المسجد النبوي الشريف وفي بيته.
كثيرا من كتب الشيخ ألفا هاشم الفوتي لم تصل إلينا وإنما عرفناها عن طريق من ترجموا سيرة حياته.
الشيخ ألفا هاشم الفوتي ألف كتبا في الحديث النبوي الشريف، منها كتاب: “فتح المغيث في التعريف ببعض علوم الحديث.”
كتاب فتح المغيث في التعريف ببعض علوم الحديث يحوي على أغلب أنواع علوم الحديث سواء من ناحية المتن أو السند.
الشيخ ألفا هاشم اهتم بتعريف أنواع علوم الحديث مع ذكر أمثلة لكل نوع من تلك العلوم.
الهوامش
[1] – فهرس الفهارس لعبد الحي بن عبد الكريم الكتاني2 /901، دار الغرب الإسلامي، بيروت.
[2] علماء ومفكرون عرفتهم لمحمد المجذوب، الطبعة الرابعة، دار الشواف، 1992م، ج3/ 852.
[3] المرجع نفسه، ج3/ 061.
[4] انظر ترجمته في:
- أعلام من أرض النبوة ص213-206.
- لوامع الأنوار وفيوض الأسرار للعلامة الحجوجي، ص 39.
- فتح الملك العلام في تراجم بعض علماء الطريقة التجانية الأعلام لمحمد بن محمد الحجوجي، تحقيق: الأستاذ أنور ترفاس، رقم الترجمة 631.
- نيل المراد في معرفة رجال الاسناد: الفهرسة الكبرى، لمحمد الحجوجي، دراسة وتحقيق: عبد الله المرابط الترغي، جامعة عبد المالك السعدي تطوان، 2007م، ج 2 ص: 12.
- إتحاف أهل المراتب العرفانية بذكر بعض رجال الطريقة التجانية لنفس المؤلف، 2011م، دار الأمان للتوزيع.
- الأعلام للزركلي، ج 6 ص: 22.
- طبقات النسابين لبكر بن عبد الله أبو زيد بن محمد بن عبد الله (ت1429هـ)، دار الرشد الرياض، الطبعة الأولى 1987م.ص194.
- إفادة أهل التنوير بما قيل من التفصيل في التصوير لألفا هاشم الفوتي، دراسة وتحقيق: مجلة كلية العلوم الإسلامية 30 حزيران2001م -. العدد 54، ص 500 فما فوق.
[5] – أعلام من أرض النبوة، أنس يعقوب كتبي، الطبعة الأولى 1414 هـ – 1993م ص 112.
[6] – معلمو المسجد النبوي الشريف، د. عمر بن حسن فلاته – أ. عبد الوهاب بن محمد زمان – أ. د. عدنان درويش جلون، مكتبة دار الزمان للنشر والتوزيع الطبعة1، 1437 هـ – 2016 م
[7] – ينظر: أعلام من أرض النبوة – المجلد 1 – الصفحة 208 – جامع الكتب الإسلامية 1414 هـ – 1993م.
[8] – في ترجمة للشيخ ألفا هاشم هذه القصة في جريدة المدينة بعددها الصادر في28 /11/ 1378 هـ.
[9] – ذكريات العهود الثلاث، للأستاذ محمد حسين زيدان، الطبعة الأولى 1988م. ص 48 – 49.
[10] – أعلام من أرض النبوة، أنس يعقوب كتبي، الطبعة الأولى 1414 هـ – 1993م ص 214 – 512.
[11] – حجة الإسلام العارف بالله سيدي الشيخ محمد الحافظ التجاني رضي الله عنه لاحمد محمد الحافظ https://tidjaniya.com/ar/mohamed-hafidh/
[12] – علماء ومفكرون عرفتهم، محمد المجذوب، دار الاعتصام – القاهرة، 1/ 65
لائحة المصادر والمراجع
- إتحاف أهل المراتب العرفانية بذكر بعض رجال الطريقة التجانية للإمام أبي عبد الله محمد بن محمد الحجوجي، دار الأمان للتوزيع. 2011م.
- الأعلام لخير الدين بن محمود الزركلي، دار العلم للملايين، الطبعة 15، 2002م.
- أعلام من أرض النبوة، أنس يعقوب كتبي، الطبعة الأولى 1993م.
- إفادة أهل التنوير بما قيل من التفصيل في التصوير لألفا هاشم الفوتي، دراسة وتحقيق: مجلة كلية العلوم الإسلامية 30 حزيران 2001م – العدد 45.
- التاريخ والمؤرخون بالمدينة المنورة من العصر الأموي إلى القرن الرابع عشر الهجري لمحمد الحبيب الهيلة، الطبعة الأولى 1436م.
- جريدة المدينة بعددها الصادر في 28 /11/ 1378م.
- ذكريات العهود الثلاث، للأستاذ محمد حسين زيدان، الطبعة الأولى 1988م.
- سلافة الصفا في تراجم رجال الشفا للإمام أبي عبد الله محمد بن محمد الحجوجي، تحقيق: الشيخ أحمد فريد المزيدي دار الكتب العلمية بيروت، 2009م الطبعة الأولى.
- طبقات النسابين لبكر بن عبد الله أبو زيد بن محمد بن عبد الله (ت1429هـ)، دار الرشد الرياض، الطبعة الأولى 1987م.
- علماء ومفكرون عرفتهم لمحمد المجذوب، الطبعة الرابعة، دار الشواف،1992م.
- فتح المغيث في التعريف ببعض علوم الحديث للشيخ ألفا هاشم الفوتي، مخطوط محفوظ في الخزانة الحسنية بالرباط تحت رقم 13783-11850.
- فتح الملك العلام في تراجم بعض علماء الطريقة التجانية الأعلام لمحمد ابن محمد الحجوجي، تحقيق: الأستاذ أنور ترفاس.
- نيل المراد في معرفة رجال الإسناد: الفهرسة الكبرى، لمحمد الحجوجي، دراسة وتحقيق: عبد الله المرابط الترغي، جامعة عبد المالك السعدي تطوان، 2007م.
- فهرس الفهارس لعبد الحي بن عبد الكريم الكتاني، دار الغرب الإسلامي، بيروت.
- لوامع الأنوار وفيوض الأسرار للعلامة الإمام أبي عبد الله محمد بن محمد الحجوجي.
- معلمو المسجد النبوي الشريف، د. عمر بن حسن فلاته – أ. عبد الوهاب بن محمد زمان – أ. د. عدنان درويش جلون، مكتبة دار الزمان للنشر والتوزيع الطبعة1، 1437 هـ – 2016 م.
- حجة الإسلام العارف بالله سيدي الشيخ محمد الحافظ التجاني رضي الله /https://tidjaniya.com/ar/mohamed-hafidh عنه لأحمد محمد الحافظ