حضور الإمام البخاري في الثقافة الشنقيطية لمحات من مسطورات القول ومجهودات القوم
يحسن التذكير في هذا المقام بأن صحيح الإمام البخاري حاز قصب السبق في علم الحديث؛ إذ يعد أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل، لذلك نال من العناية والتعظيم ما لم تنله مدونات الحديث الأخرى، فكان الناس يتيامنون به، ويتفقهون من خلال عناوين أبوابه، ويقرؤونه في ساعات العسرة استسقاء واستشفاء، كما كانوا يقرؤونه للتبرك استجلابا للخير واستدفاعا للضير، فتسابق الناس إلى روايته وحفظ متنه وأسانيده.
وقد بلغ البلاد المغربية في عهد مبكر من تاريخها الثقافي، لتقذف به التقاليد المدرسية إلى بلاد شنقيط، حيث عقد له القوم المجالس، واستظهروه، فجاؤوا بفقه مؤصل وعلم عظيم؛ لذلك آثرنا أن ننفض الغبار عن جانب من حضوره في الساحة الشنقيطية، وذلك من خلال ثلاثة محاور نكرس أولها لتأطير الموضوع وتحديد معالمه وقسماته، ونمحض ثانيها لمستوى التأثر والتأثير في حين نعرض في ثالثها لملامح التطور والتطوير متوجين ذلك بخاتمة.
المحور الأول: مستوى التصور والتأطير
وفي إطاره نعرض لمسألتين، أولاهما تعنى باستنطاق العنوان وتحليله، وثانيتهما تهتم بمقاربة الموضوع وتأصيله.
أ – العنوان: المحاورة والتحليل
يقوم هذا العنوان على تركيبين: أولهما إضافي، “حضور الإمام البخاري”، وثانيهما نعتي، “الثقافة الشنقيطية”، وقد ربطت بينهما أداة الجر “في” التي جاءت للحمة والتنسيق، فكلمة حضور مصدر حضر الغائب إذا قدم، وحضر الأمر إذا جاء[1]، والإمام من يأتم به الناس من رئيس أو غيره ومنه إمام الصلاة[2].
أما البخاري فهو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل 194)هـ – 256هـ): حبر الإسلام الحافظ المحدث، صاحب الجامع الصحيح المعروف بصحيح البخاري، من مؤلفاته: التاريخ، والضعفاء في رجال الحديث، والأدب المفرد، ولد في بخارى ونشأ يتيما، وارتحل في طلب علم الحديث، فزار خراسان والعراق والشام، وسمع من نحو ألف شيخ، وجمع نحو ستمائة ألف حديث، اختار منها في صحيحه ما وثق بروايته[3].
أما الثقافة: فهي مصدر ثقف ثقفا صار حاذقا فطنا، فهو ثقف، والثقافة تعني العلوم والمعارف والفنون التي يطلب الحذق فيها[4]، وهذه الثقافة موصوفة ب ـ الشنقيطية نسبة إلى مدينة شنقيط بالشمال الموريتاني، وكانت تطلق في القديم على المجال الجغرافي المعروف اليوم بموريتانيا، فهي تسمية أطلقها أبناء البلاد العربية على ساكنة هذه البلاد فقبلتها عن طيب خاطر ورحابة صدر وصاروا لا يعرفون خارج بلدهم إلا بها.
ولعل الأصل في اعتمادها أن مدينة شنقيط كانت منارة العمل ومرتكز التجارة ومنطلق ركب الحجيج، إذ يؤمها من حولها من أهل القرى، وقد أصبحت منذ أواخر القرن العاشر ذات شهرة كبيرة وسيرورة بين الناس، فهذه التسمية تحمل جزءا معرفيا وعمقا تاريخيا وبعدا حضاريا، لذلك اعتمدت في عناوين عدد من الكتب والدراسات والبحوث المتعلقة بمعارف هذا البلد وتاريخه الثقافي[5].
والمقصود من العنوان جملة هو الكشف عن مستوى حضور الإمام البخاري في الذاكرة الشنقيطية ودرجة اعتناء القوم به وبمؤلفاته.
بـ- الموضوع: المقاربة والتأصيل
ويحسن بنا في هذا المقام أن نتساءل عن تاريخ وصول صحيح البخاري إلى هذه البلاد، وللإجابة عن هذا السؤال نكتفي بالإشارة إلى أن المؤرخ المختار بن حامد يذكر أن حلقات التدريس في العهد المرابطي كانت تقتصر في علم الحديث على كتاب الموطأ حفظا وتدريسا، وبعد سقوط هذه الدولة وقيام الموحدين أخذ الاعتناء بالقرآن والحديث يزداد، وتقلص الاعتناء بفروع المذهب المالكي لتحل محله أمهات الحديث، كالصحيحين والسنن، فازدهر الأخذ بهما أيام الموحدين، ونظرا للارتباط الوثيق بين بلاد شنقيط والمغرب الأقصى، فلا يستبعد أن تكون أمهات كتب الحديث وصلت البلاد في وقت مبكر من تاريخها الثقافي؛ إذ يذكر صاحب فتح الشكور أن القرن العاشر الهجري ظهر فيه عدد من العلماء اعتنوا بالحديث قراءة وتدريسا، ويذكر من بينهم أحمد بن أحمد بن عمر بن محمد أقيت، الذي كان من كبار علماء الحديث على ذلك العهد، فكانت له حلق لتدريس الصحيحين والموطأ والشفا، وعنه أخذ ابنه الفقيه سيد أحمد بن أحمد بابا التنبكتي، الذي اشتهر بالحديث وتدريسه، وينتهي بعضهم إلى أن معظم أسانيد الحديث تمر به[6].
وإثر ذلك تمتد حلق الحديث إلى الجنوب الغربي من البلاد، إذ يذكر بعض الباحثين أن الإمام ناصر الدين (تـ 1085هـ) كانت له حلقة يدرس فيها صحيح البخاري، وأن أحد قواده في الحرب تخلف مرة عن القتال لانشغاله بالتدريس في تلك الحلقة[7]، وذلك ما أشار إليه بعضهم بقول[8]:
فغنمـت جيـوشه الأموالا ** ولم يجئ عثمـان ذا القتال
اشغله حديـث خيـر الخلق ** مع قضاته صحـاب الحق
ومع القرن الثاني عشر ظهر العلامة عبد الله بن محمد بن حبيب العلوي (القاضي) الذي كانت له حلقة يتم فيها سرد البخاري وتدريسه، وممن اشتهر بعلم الحديث في هذه الفترة العلامة الطالب محمد بن المختار بن الأعمش العلوي (تـ 1107هـ) الذي كان له سند متصل بالإمام البخاري، فبينه وبين هذا الإمام عشرة من الشيوخ على ما ذكر صاحب فتح الشكور[9].
ويذكر كذلك أن محمدا بن حبيب المجلسي (تـ 1170هـ) كانت له عناية خاصة بصحيح البخاري، فقد درسه لطلبته 30 سنة.
ومع القرن الثالث عشر الهجري تتعدد حلق الحديث لتشمل عديد المجالس والنوادي، وتمتد إلى متعدد القرى والبوادي، وتنشط حركة التأليف حول البخاري وجامعه، وذلك ما سنعرض له ضمن المحورين الآتيين مستعرضين نماذج من حضور هذا الإمام وتأثيره.
المحور الثاني: مستوى التأثر والتأثير
وضمنه نعرض لثلاثة مستويات: أولها يعنى بطريقة السرد والإلقاء، وثانيهما يعنى بجانب التدريس والإقراء، وثالثها يتناول مستوى الشرح والإثراء.
أ- ملمح السرد والإلقاء
وضمنه نشير إلى أن الشناقطة اعتنوا كثيرا بجامع الإمام البخاري خاصة في مستوى السرد والإلقاء، فقد كانوا ينظمون عديد الحلق لقراءة هذا الكتاب فيما بين صلاة الظهر والعصر في شهر رمضان، وبعضهم يسرده في شهر شعبان، وقد استمر هذا التقليد إلى وقت قريب خاصة في مدن ولاته وتيشيت وودان وشنقيط، كما امتد إلى منطقة الجنوب الغربي من البلاد (منطقة القبلة) وكان القوم يبذلون جهدا كبيرا أثناء القراءة في الضبط والتصحيح، حذرا مما شاع على ألسنة الناس أن البلاد التي يقرأ فيها صحيح البخاري ملحونا لا يصيبها مطر، وكان الناس يقرؤون هذا الكتاب التماسا لليمن والبركة واستشفاء من المرض والضنك واستنزالا للغيث والقطر.
وكانوا يقرؤونه قراءة خاصة تشبه ترتيل القرآن في مجلس مهيب ومشهد عجيب ضمن أجواء ربانية ونغمات إيمانية، يستشعرون خلالها مكانة علم الحديث متعرضين لنفحات الفضل والخير، خاضعين مطرقين كأنما على رؤوسهم الطير.
بـ – ملمح الدرس والإقراء
ونعني به حضور هذا الكتاب في المقررات المحظرية، حيث ظل عنصرا ثابتا في دراسة علم الحديث بهذه البلاد، فالقارئ لمقررات القوم يدرك بوضوح حضور الإمام البخاري في جانب التدريس والإقراء، فقد أكثر العلماء العزو إلى كتابه الجامع وشروحه، ومن أمثلة ذلك ما نقرأ في أبيات لمحمد مولود بن أحمد فال اليعقوبي، أوضح ضمنها هيئة ترتيب الكتب في الخزانات، وطريقة وضع بعضها فوق بعض على رفوف المكتبات، يقول[10]:
وينبغـي جعلك بين الكتـب ** والأرض حائـلا ورعي الأدب
ووضعهـن باعتبـار شرف ** أنفسهـا وشرف المؤلـف
واجعل إذا وضعتها الأعالي ** على العليين على التوالي
فمصحف فخـالص الأخبار ** واعتبر الصحة فالبخـاري
فوق صحيـح مسلم لكثرة ** قرآنه وفضلـه بالصحة
ومن نماذج حضور البخاري ما ورد في كتاب: كفاف المبتدي لمحمد مولود بن أحمد فال الموسوي (تـ 1323هـ) في باب الزكاة، مصرحا أن الإمام البخاري أجاز إخراج القيمة دون العين، وقد عبر عنه بالجعفي يقول[11]:
وقيمة الزكـاة عنهـا تكفي ** لدى الإمام الحنفي والجعفي
ونجد امحمد بن أحمد يوره العاقلي (تـ 1340هـ) يستعرض أهم الآراء الفقهية الواردة في حكم وصل المرأة شعرها بما يخالفه من الخرق وغيرها، مشيرا إلى أن من العلماء من أجاز ذلك، ومنهم من منعه، وهم الأكثرون، فصرح الإمام الليث بالإباحة، في حين مال الإمام مالك إلى الحرمة، وقد أحسن الرجل العزو إلى شرح القسطلاني في أسلوب من الجناس رفيع، يقول[12]:
في وصل مرأة بما سوى الشعر ** شعرهـا قول الأئمة ابذعر
فمنهـم مجـوز ومنهـم ** محرم والأكثـر المحـرم
فالليث وهو كاسمه أباحـا ** ومالك بضد ذاك باحـا
وكل ذيـن للأنـام قمر ** وبكليهمـا استضاءت زمر
وابن حبيـب جوز القراملا ** وكـان بحرا في العلوم كاملا
وبعضهم قـد خصص الأيامى ** بكون مـا وصلنه حرامـا
والقسطلاني على البخـاري ** جلبهـا طيـبة البخار
وقد بلغ حضور البخاري عند القوم مبلغا جعلهم يعدونه مضرب المثل في إتقان الحديث وعلومه، وذلك ما أشار إليه باب بن أحمد بيب العلوي في رثائه لابن عمه بدي ابن سيدينا، حيث يقول[13]:
وليبكه الحديـث والتفسيـر ** والجامع الصحيح للبخـاري
والجـامع الصغير والكبير ** وليبكه كذاك فتح البـاري
كما نرى هذا العلوي أيضا يرثي سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم مصرحا أنه بلغ في الحديث مبلغ البخاري الذي يعتبر مضرب المثل في فقه الحديث، يقول[14]:
قد كـاد أن يوصف بالترجيح ** لفهمه ونقلـه الصحيـح
وكان في الحديث لا يبارى ** كأنمـا نشأ في بخـارى
ونقرأ أبياتا لكراي بن أحمد يوره العاقلي (تـ1420هـ) يصرح ضمنهما أن أم سليم وأم حرام بنتا ملحم قد نالتا فضلا عظيما بفعل خؤولتهما للنبي ﷺ من الرضاعة، وقد أحسن العزو إلى القسطلاني يقول:
جاء في القسطلاني صفحة طاء ** بعد لام من سـادس الأجزاء[15]
أن بنتـي ملحـان أمي سليـم ** وحرام وتـان فخر النسـاء
خالتا أفضل الورى من رضاع ** نالتـا من سناه كل سنـاء
فعليه الصلاة كل صبـاح ** وعليه الصلاة كل مسـاء
كما نجد العلامة أبابكر بن احجاب الفاضلي (تـ: 1322 هـ) في نظمه المعروف بـ”مواهب الوهاب في سيرة النبي والأصحاب” يحدد مصادره، مصرحا أنها شملت عيون الأثر لابن سيد الناس، والاكتفاء للكلاعي، والمواهب للزرقاني، وحلة السيرا للشيخ محمد اليدالي، وتاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس للحسين بن محمد الدياربكري، والإمام البخاري، يقول[16]:
ثم مـن “العيون” و”الكلاعي” ** كـذا “المواهب” بلا نـزاع
و”السيرا” لشيخنـا اليدالي ** لمنكريـه وذوي الجـدال
ثم من “الخميس” و”البخاري” ** قضيت ما قضيت من أوطار
كما نجد الشيخ البشير بن امباريكي البهناوي (تـ 1354هـ) يعرض لمشروعية المصافحة مؤكدا أن النبي ﷺ صافح بكفيه عبد الله بن مسعود، ومتحدثا عما وقع بعد ذلك من المصافحة في عهد التابعين، مصرحا أن البخاري ترجم في كتابه للمصافحة تحت باب: “الأخذ بالكفين”، يقول[17]:
تصـافح بالكف والكفيـن ** أسنده البخـاري من وجهين
صاف ـح بالكفين خير هـاد ** كف ابن مسعـود أخي الوداد
حماد بالكفين أيضا صـافحا ** نجل المبارك الإمام الناصحا
وترجـم البخاري قبـل ذيـن ** فقـال باب الأخذ بالكفين
وأكثر من ذلك نراه يحسن العزو إلى القسطلاني مبينا حكم مخاطبة الإنسان بأحب الألقاب إليه، مشيرا إلى أن الأمر في ذلك يتردد بين الجواز والاستحباب، بشرط ألا يتجاوز هذا التلقيب الحد المشروع من الثناء والإطراء، يقول: [18]
القسطلاني جـائز أو مستحب ** تلقيب من يعجبه ذاك اللقب
ما لم يكن مضمونه إطراء ** للشرع عن إطلاقه إبـاء
وزيادة على ما تقدم نقف مع بيتين للمرابط محمد سالم بن ألما اليدالي (تـ 1383هـ)، يحسن فيهما العزو إلى إرشاد الساري للقسطلاني، فقد ذكر ضمنهما أن من دعا بعد الصلوات المكتوبات لأبويه فقد أدى ما عليه من شكر الله وشكرهما، يقول[19]:
ابـن عيينة مؤدي خمس ** يدعو وراءهن دون لبس
لوالديـه لهـو للرحمن ** ولهمـا شكر قسطلاني
ومن هذه النماذج كذلك ما شطره المختار بن المحبوبي اليدالي (تـ 1391هـ) مبينا حكم استخدام اليتيم من غير أن يدفع له أجر محسنا العزو إلى فتح الباري، يقول[20]:
ولم يكن مستخدم اليتيم ** بدون دفـع الأجر بالمليم
والحكم ذا صاحب فتح الباري ** ذكره في شرحـه البخـاري
أما الشيخ محمد الحسن بن محمد الخديم اليعقوبي حفظه الله فإنه يبرز العلة من اعتبار السفر قطعة من العذاب محسنا العزو إلى شرح ابن حجر للبخاري يقول[21]:
إن قلت مـا علة كون السفر ** من العذاب قلت في ابن حجر
في السفر الفراق للأحباب ** فكان قطعة من العذاب[22]
أما العلامة محمد بن المحبوبي اليدالي (تـ 1398هـ) فإنه يوضح لنا جانبا من حق الطريق، وما يلزم الجالس فيها من غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، محسنا العزو إلى البخاري معبرا عنه بالجعفي يقول[23]:
حق الطريق قال خير البشر ** فيما روى الجعفي غض البصر
كف الأذى والـرد للسـلام ** والأمر والنهي على الحـرام
ونطالع أبياتا للعلامة عبد الله بن أمين حفظه الله يبين ضمنها ما ورد في عدة حصن الحصين من الرموز، نقتصر في هذا المقام على محل الشاهد منها فقد رمز للإمام البخاري بـ “خ”، وللإمام مسلم بـ “م” ولأبي داود بـ “د” يقول[24]:
بأحـرف يرمز شمس الديـن ** محمد في حصنـه الحصين
ففخر الأمـة محمـد البخا ** ري صحيحه له الرمز بـ”خـا”
والميم رمز لصحيـح مسلم ** ولأبـي داود دال فاعلـم
وهناك بيتان متداولان عند الشناقطة ينوهان بالإمام البخاري محددين مولده ووفاته وعدد سنوات عمره، من خلال الرموز لها بحساب الجمل الذي كان متداولا عند القوم في القديم، فقد تمت الإشارة إلى مولد هذا الإمام بكلمة “صدق”[25]،والإشارة إلى وفاته بكلمة “نور”[26]، وتحديد عدد سنوات عمره بكلمة “حميد”[27]، ولا يخفى ما في هذه الكلمات من التورية ومعاني اليمن والبركة والفضل ما يدل على أن هذا الإمام نزل من قلوبهم كل منزل، والبيتان هما[28]:
كان البخاري حافظا ومحدثـا ** جمع الصحيـح مكمل التحرير
ميلاده “صـدق” ومدة عمره ** فيهـا “حميد” وانقضى في “نور”
ومن ملامح حضور هذا الإمام ما تعرض له القوم من العزو لشروحه خاصة شرح ابن أبي جمرة الذي نظم منه بعضهم ما ورد في عبادة الجاهل من الأقوال يقول[29]:
ابـن أبـي جمرة قد ذكر في ** عبـادة الجاهـل أقوالا تفي
فقيـل يوجر وقيـل يوزر ** وقيـل لا ولا وهو الأشهـر
كما نجد أحدهم يحدد معنى السحر محيلا على شرح فتح الباري لابن حجر العسقلاني قائلا[30]:
ابن حجر عن البخـاري ذكر ** ما بين صـادق وكاذب السحر
ونقرأ للقاضي سيلوم بن المزروف حفظه الله بيتين في مقدمة نظمه قرة العينين يحدد ضمنهما تاريخ وفاة البخاري في تورية رفيعة معرفا بهذا الإمام وداعيا إلى الاهتمام بمؤلفاته[31]:
وللبخاري الذي سطع نور ** حياته ومتـاه كذاك “نـور”
وهو محمد أبو عبد الإلـه ** سليل إسماعيل لا تجهل علاه
ج- ملمح الشرح والإثراء
وفي هذا السياق نعرض لجانب من شروح الشناقطة على صحيح البخاري، فقد تعددت مؤلفاتهم في هذا الحقل وتفاوتت بين البسط والإيجاز والتوسع والاختصار.
وسنعرض لأبرز هذه الشروح فيما يأتي:
- 1-غرة الصباح وشرحها نيل النجاح
وهذان الكتابان لسيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي (تـ 1233هـ). أما غرة الصباح فهي منظومة تقع فيما يقارب مائتي بيت، اختصر فيها الرجل مقدمة فتح الباري لابن حجر وقد استهلها معرفا بنفسه وموطنه، مثنيا على الله بما هو أهله ومصليا على رسوله، محددا بعد ذلك غرضه من هذه المنظومة، يقول: [32]
الحمد لله هـو المعين ** إيـاه نعبـد ونستعين
أحمـده لمـا لدى نعمه ** رتـب وبـان فضله وحكمه
معترفـا لـه بالاختصاص ** ومـا حوته سـورة الإخلاص
سلطانـه في الأرض والسماء ** رب الجلال وعـلا العـلاء
ثم صلاتـه على من أيـدا ** بأحسن الحديـث أعني أحمدا
وبعـد فالله يعيـن من نوى ** نشرا لمـا في وقته قد انطوى
لاسيما إن كان ذا علم الأثر ** إذ دون ـه يقصر في الفقه النظر
وأهله فيـه لهم يرى إصطلاح ** مشترط مرتبط بـه النجـاح
نظـم فيـه رجـز العراقي ** مشيـد البنـاء والمـراقي
لكنه تقـاصرت عنـه الهمم ** والعجز عير حـاشم به ألـم
فأسأل الإله نظم مختصر ** ينـاسب المقام خال من كدر
يسمى لـذا بطلعة الأنـوار ** في علم آثـار النبي المختـار
يقيه ربي الله شر الطـالح ** ومن يرى الفسـاد في المصالح
ويحفظ المقري له والقـاري ** من كل ما يخشى من الأغيار
عند الختـام حسن ختامه ** وفي التمـام باهر تمـامه
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الإمام لم يستكمل المقدمة بالنظم مكتفيا ببعض فصولها، معوضا ذلك ببعض الزيادات التي تعرض لعدد الأحاديث الواردة في الموطأ، موازنة بينه وبين صحيح البخاري دون أن تهمل الإشارة إلى محفوظات بعض الأئمة من أهل الحديث كالشيخين البخاري ومسلم، والإمام مالك والإمام أحمد وغيرهم، مستعرضة جملة من ألقاب المحدثين، منبهة على تفاوتهم في الحفظ كالحاكم والحافظ والمحدث والراوي[33].
ويأتي “نيل النجاح” شارحا لـ”غرة الصباح” وقد استفتح هو الآخر بالثناء على الله والصلاة والسلام على رسول الله ليتم بذلك تحديد الموضوع، يقول: الحمد لله الذي من علينا بالهداية، فهدانا إلى من لا سواه بالحق معبود، في كتاب هو الهدى لأولي الألباب، وبين للناس ما نزل إليهم بحديث الأواب، صلى الله عليه وسلم، وبعد فالله المستعان أن يتيح لنا شرحا اسمه نيل النجاح على غرة الصباح، ويجعله من العمل المقبول، ويبلغنا به في الدارين غاية المنى والسؤل، فإنه تبارك وتعالى المسؤول، وها أنا أبدأ فيه بمحروسة تجكجة أواخر شوال عام 1203هـ[34].
- 2– النهر الجاري في شرح صحيح البخاري
من تأليف الشيخ محمد بن محمد سالم المجلسي (تـ 1302 هـ)، وهو مخطوط مطول يقع في سبع مجلدات ضخام، وقد تتبع فيه المؤلف أحاديث الجامع الصحيح ملتزما تشكيل نص الحديث وإعرابه، ومكثرا النقل عن فقه الأئمة الأربعة، وعن شراح الحديث المتقدمين، كما تعرض لعلم المصطلح والجرح والتعديل. وقد استهل شرحه بمقدمة مستفيضة ومفيدة، يقول في فاتحتها: “الحمد لله الذي شرح صدور أصفيائه بمضيئات السنة، وأخرجهم بها من ظلمات الجهالات، وتلألأت عليهم سواطعها، فطردت عنهم غياهب الضلالات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد خاتم النبيئين وإمام المرسلين. وبعد فيقول العبد الفقير إلى مولاه الغني به محمد بن محمد سالم بن محمد السعيد: بدا لي أن أضع شرحا على الجامع الصحيح لإمام المجددين محمد بن إسماعيل البخاري أرجو به الثمن الربيح، ورأيت الكلام فيه خير من السكوت، فتوكلت على الحي الذي لا يموت، وشرعت في شرح يسفر بعون الله تعالى عن مخبآته، ويكشف أستار مخدراته”[35].
- 3– نور الحق الصبيح لشرح الجامع الصحيح
وهو من تأليف محمد يحيى الولاتي (تـ 1330هـ) وقد صدر مطبوعا في أربع مجلدات ضخام، استهله الرجل بمقدمة يقول فيها: “الحمد لله الذي شرح بأنوار السنة صدور علماء هذه الأمة المحمدية، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أبلغ بها درجة اليقين، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله، أرسله بالملة البيضاء السمحة الحنفية، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ذي النفوس الزكية (…)، أما بعد فإن علم السنة المحمدية بعد كتاب الله هو أفضل العلوم قدرا، وأشرفها أصلا وموضوعا، لأنها شرح للكتاب العزيز وتبيان له، هذا وإن العبد الفقير إلى مولاه الغني به عما سواه محمد بن محمد المختار عفا الله عنه (…) أراد أن يشرح الجامع الصحيح للإمام البخاري شرحا يبين فيه ما في بعض تراجمه وبعض أحاديثه نقلا واستنباطا معتمدا في النقل على فتح الباري (…) وإرشاد الساري وبهجة النفوس لابن أبي جمرة، وربما من الكوكب المنير على الجامع الصغير للإمام العلقمي، ومن التوشيح للإمام السيوطي على البخاري (…).
وأميز ما كان من الاستنباطات بصيغة “قلت” لأن ذلك من الصدق في العلم مخافة أن يلتبس ذلك بفقه غيري في الحديث”[36].
- 4– كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا البخاري
وهو من تأليف الشيخ محمد الخضر بن مايابى (تـ 1354هـ) وقد صدر مطبوعا عن مؤسسة الرسالة في أربعة عشر مجلدا، وقد استهله بالثناء على الله والصلاة والسلام على رسوله محددا موضوعه، يقول: الحمد لله الموحي إلى عبده ما أوحى، من الآيات والأحاديث الشارحة لها شرحا، المقيض لها جهابذة نقادا لا تعرى ولا تضحى، والصلاة والسلام على من اصطفاه الباري متدثرا بأعباء رسالته محمد ﷺ الذي ما كان الكون إلا لكون حقيقته. أما بعد فقد من الله تعالى على هذا العاجز الفقير فضلا منه وإحسانا على أهل التقصير، بخدمة الجامع الصحيح للإمام الحجة البخاري الشهير، فجمعت في خدمته ما يعجز عن تحريره كل عالم نحرير خبير… فجاء بحمد الله تعالى جامعا لكل ما يحتاجه القارئ لصحيح البخاري[37].
وقد نوه أحد الباحثين بهذا الكتاب، مؤكدا تميزه في البنية والأسلوب، والمعالجة والتناول يقول: «هذا شرح لصحيح البخاري جاء فريدا في أسلوبه ودقة أبحاثه، بز ما قبله رغم ما أولى علماء المسلمين هذا الصحيح من دراسة وشرح وتمحيص بلغت خمسين ما بين تعليق وشرح»[38].
المحور الثالث: مستوى التطور والتطوير
ونقصد به حضور صحيح الإمام البخاري وشيوعه حتى شمل الأعلام النثرية والمدونات الشعرية، وذلك ما نعرض له في مستويين هما:
أ – الحضور في الأعلام البشرية
ومن مظاهر هذا الحضور كثرة التسمية باسم الإمام البخاري، فقد حرص القوم منذ وقت مبكر على أن يختاروا هذا العلم ضمن الأسماء التي يتوجون بها أبناءهم في سابع يوم الولادة، وربما يكون ذلك طلبا لليمن والبركة والتماسا للمعرفة والتميز، وربما رغبة في الحصول على حظ وافر من الجد والمثابرة والصبر والمصابرة، عسى أن يكتسب من تسمى بذلك الاسم علما كثيرا وفقها، وهكذا فقد تسمى باسم هذا الإمام البخاري بن حبيب الله والد الشيخ محمد المامي العالم المشهور، الذي يمكن أن نقدر تاريخ مولده بمنتصف القرن الثاني عشر الهجري، مما يدل على أن تأثير البخاري وصل هذه البلاد في وقت مبكر، فترسخ في الذاكرة وتم استيعابه والإعجاب به وبصاحبه ليصبح أنموذجا يحتذى وعلما به يتسمى.
وأكثر من ذلك فقد عرف بهذا الاسم عدد من الأئمة الأعلام كالبخاري ابن الفلالي الذي يذكر أن والده اختار لأبنائه أسماء الأئمة الكبار من أعلام الحديث، فسمى أحدهم بالبخاري والآخر بالنيسابوري والثالث بالقسطلاني.
والواضح أن اعتماد أسماء هؤلاء الأعلام في التسمية يعد من أبرز مظاهر الإكبار والتقدير وأبين ملامح التأثر والتأثير، مما يدل على أن هذا الإمام نزل من قلوب القوم مكانا عليا بعد ما تدارسوا كتابه الجامع مليا.
وممن تسمى بهذا الاسم الشاعر البخاري بن المامون المعروف بـ “لبيخيري” بالتصغير في اللهجة الحسانية، فقد ذكر صاحب الوسيط أنه شاعر مجيد وابن مجيد وساق قصة طريفة تعرض لسبب نبوغه في الشعر، فقال: “وأول ظهوره أن أهله أجدبوا فبعثوه يرتاد لهم، فاتفق أنه مر بحي فهام بفتاة منهم فمكث أياما ثم رجع إلى أهله من غير أن يأتيهم بفائدة، فلما طلع على أهله تلقاه الرجال ليعلموا ما أتى به من الخبر، فلما سألوه أنشأ يقول:
وبيضـا في الملاحة لا تبارى ** ألا فاصدع بحبكهـا جهارا
فبين الناس ينتجعون غيثـا ** إذا “المامـي” تأتزر ائتـزارا
لهي الغيث أطلب لا سواهـا ** فلا شـول لدي ولا عشـارا
فسر أبوه بما سمع منه وقال أشهدكم أنه حر من الاشتغال بالدنيا، فأكب على لغة العرب فبرع فيها، وفي قول الشعر[39].
بـ – الحضور في المدونة الشعرية
وخلاله نستعرض عددا من النصوص الشعرية التي تمت فيها الإحالة إلى البخاري وجامعه، من ذلك مثلا ما نقرأ في أبيات لأبي مدين بن الشيخ أحمدو بن اسليمان الديماني (تـ 1363 هـ) سطر أبياتا أوضح فيها جانبا من حكم سماع الأغاني المطربة المرتبطة بالمعازف، مبينا مخالفة ذلك لما صح من حديث البخاري في هذا الموضوع مشيرا إلى أن السياق الذي ورد فيه الحديث يختلف عن السياقات المعاصرة التي يتم فيها استماع الأغاني مصحوبة بالألحان وباللهو والاختلاط والسفور، يقول[40]:
قد روينا لدى صحيح البخـاري ** أن طه من حـاز كل فخار
قـد تنحى ببيت عـائش يومـا ** فـإذ البيت فيه بعـض الجواري
يتناشدن حولهـا يـوم عيد ** دررا مـن نوادر الأشعـار
فاطمـأن النبي ثـم أتـاه ** ثـاني اثنين إذ همـا في الغار
فنهـاهن ثـم قـال نكيرا ** أغنـاء بحضـرة المختـار
فنهـاه النبي عنهن إذ لـم ** يك شيء يحت اج للإنكار
فالجواري لـم يحتلمن وطه ** عصمتـه نوافذ الأقـدار
حبـذا مجلس لطه أميـن ** لم يزل آمنـا مـن الأوزار
لا تقسـه على مجالس سوء ** شحنت بالنسـاء والمزمـار
إن من قاسه عليهـا جدير ** بقيـاس القرآن بالأوتـار
إن ذا في البخاري أمر جلـي ** فانظرنه لدى صحيح البخـاري
لا تكن جاهلا بما في البخـاري ** جهل ما في البخاري أشنع عار
وانظر “الزجر” في الشروح لكنو ** ن ترى الحق مـا به من غبار
ومن نماذج حضور البخاري في الشعر ما نقرأ لأحمد سالم بن سيد محمد الأبهمي في رثائه للمختار بن المحبوبي مصرحا أنه بلغ الغاية في النحو والفقه والحديث يقول[41]:
فهـو فرد من الرجـال ولكن ** فيه جمـع من الرجـال الخيار
فهـو في النحو سيبويه ** وفي الفقـه ابن رشد وفي الحديث البخاري
ومن هذه المناهج كذلك ما نقرأ لأحمد محمود (ممو) بن عبد الحميد الجكني (تـ: 1362 هـ) ضمن أبيات يمدح بها شيخه يحظيه بن عبد الودود، منوها بمكانته العلمية مشيدا بتمكنه من ناصية علمي الفقه والحديث، مجسدا ذلك في صحبة الرجل لمختصر خليل وصحيحي البخاري ومسلم، يقول[42]:
وقـد أبيـت وصحبـي ** مـا بيـن قـار وقـاري
في حضـرة الشيـخ “ابـا ** هـا” المتقـي كـل عار [43]
شيـخ تـقـي نـقـي ** فـي عفـة ووقـار
فـي طاعـة الله سـاعـي ** في ليله والنهـار
لـه خلـيل خليل ** ومسلـم والبخـاري
ونختم هذا الحضور ببيت للشاعر أبو بكر (بكن) الفاضلي (تـ: 1340 هـ) يدعو فيه الناس إلى الرحمة والتسامح والتآخي قائلا[44]:
كونوا عباد الله لله إخوة ** روى ذلك البخاري ومسلم
وبذلك نعلم أن حضور هذا الإمام تجلى في الشروح المطولة، وفي المدونات الشعرية، وفي التسمية على مستوى الأعلام البشرية، مما يدل على أن هذا الرجل بلغ عند القوم مبلغا قل أن يبلغ إليه إمام أو يساق إليه أحد بزمام.
خاتمة
وفي الأخير نشير إلى أن الإمام البخاري وصحيحه عرفا حضورا بين أظهر القوم عظيما، فكان هذا الإمام معتمدا في الأسماء والألقاب، وكان كتابه مرتكزا في المناهج والمقررات. وبعد تناولنا لهذا الموضوع أمكننا أن نسجل الملاحظات الآتية:
- قوة تأثير هذا الإمام في الثقافة الشنقيطية، وسرعة وصوله إليها نسبيا، إذ يلاحظ أن إسهاماته العلمية بلغت المنطقة في وقت مبكر من تاريخها الثقافي، لذلك يمكن إرجاع بدايات حضوره هنالك إلى أواسط القرن السادس الهجري.
- تنوع أنشطة القوم في خدمة هذا الجامع، إذ شملت النظم والشرح والتعليق والاستدراك، في نهج متميز يراوح بين البسط والإيجاز والتوسع والاختصار.
- شيوع التسمية باسم هذا الإمام بين صفوف القوم، فقد برز منهم أئمة أعلام عرفوا باسم البخاري.
- حضور هذا الكتاب بشكل كبير في حلق السرد والإلقاء، ومحطات التدريس والإقراء، ومستويات الشرح والإثراء.
- الإكثار من اعتماد هذا الكتاب في جانب العزو والتوثيق، فقد تمت الإحالة عندكثير من المؤلفين إلى صحيح البخاري وشروحه، بل إن هذا الكتاب أصبح ملهما إبداعيا، يعول عليه الشعراء في إحكام القريض، وأكثر من ذلك اعتبر صاحبه مضرب المثل في التمكن من فقه الحديث.
- التيامن بهذا الجامع وقراءته في ساعات العسرة دفعا للكروب والأزمات وجلبا لليمن والبركات فكانوا يختمونه كلما طرقتهم طارقة أو حلت بهم ظروف طارئة.
الهوامش
[1] – المعجم الوسيط: إبراهيم أنيس وآخرون، القاهرة 1972م، مادة حضر.
[2] – المرجع السابق، مادة أم.
[3] – انظر ترجمته، في الأعلام للزركلي: 6 /34، وتذكرة الحفاظ: 2 /221.
[4] – المعجم الوسيط مرجع سابق، مادة ثقف.
[5] – من ذلك مثلا كتاب الوسيط في تراجم أدباء شنقيط لـ أحمد ابن الأمين والشعر الشنقيطي في القرن الثالث عشر لـ أحمد جمال بن الحسن وبلاد شنقيط “المنارة والرباط” لـ الخليلي النحوي، وأدب الرحلة في بلاد شنقيط لـ محمدن أحمد المحبوبي.
[6] – الحديث الشريف، علومه وعلماؤه في بلاد شنقيط: جمع وتأليف: محمد الحافظ ولد المجتبى، المطبعة السريعة، انواكشوط 2002م، ص:75.
[7] – الحديث الشريف، علومه وعلماؤه في بلاد شنقيط، مرجع سابق، ص: 58.
[8] – المرجع السابق والصفحة
[9] – فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور، الطالب محمد بن أبي بكر البرتلي، تحقيق عبد الودود ولد عبد الله وأحمد جمال ولد الحسن، دار نجيبويه ـ القاهرة 2010م، ص 54.
[10] هذه الأبيات أمدنا بها الأستاذ/ محمدن محمد المامي، مشكورا.
[11] مرام المجتدي شرح كفاف المبتدي: لمحمد الحسن بن أحمدُ الخديم، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء 2005م ص: 872.
[12] مهاتفة مع الأستاذ عز الدين بن كراي
[13] الحديث الشريف: علومه وعلماؤه. مرجع سابق 751.
[14] الوسيط في تراجم أدباء شنقيط، مرجع سابق، ص: 40
[15] المقصود بالطاء رمزها (9) والمقصود باللام كذلك رمزها (30)، أي الصفحة 39 من الجزء السادس.
[16] مخطوط بحوزتنا، أمدنا به أحمدو بن محمدن بن حمين مشكورا.
[17] مخطوط بحوزتنا.
[18] مقابلة مع الدكتور محمد المختار محمد سالم بن المحبوبي، بتاريخ 10 /05 /2024م بالمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية بنواكشوط.
[19] مقابلة مع الشيخ حميده بن الشيخ محمد سالم بن ألما بتاريخ 25 شوال 1445ه
[20] المقابلة السابقة مع الدكتور محمد المختار
[21] المقابلة السابقة
[22] المقابلة السابقة
[23] المقابلة السابقة.
[24] هذه الأبيات أمدنا بها الدكتور أحمدُ بن محمدن حمين مشكورا.
[25] هذه الكلمة ترمز إلى مولد هذا الإمام (فالصاد= 90 والدال= 4، والقاف=200) فلقد كان مولده إذن سنة 294هـ.
[26] – هذه الكلمة ترمز إلى وفات هذا الإمام (فانون 05- والرواو= 6 والراء= 200) فقد كانت وفاته سنة 256هـ.
[27] – هذه الكلمة تشير إلى عدد سنوات هذا الإمام (فالحاء=8 والميم= 40، والياء=10، والدال=4)، فقد عاش هذا الإمام 62 سنة
[28] – هذان البيتان أمدنا بهما الأستاذ أحمدو محمدن حمين مشكورا
[29] – أبيات بحوزتنا أمدنا بها الدكتور أحمدُ محمدن حمين مشكورا.
[30] – مخطوط بحوزتنا.
[31] – مخطوط بحوزتنا.
[32] – الحديث الشريف، مرجع سابق، ص: 751.
[33] – المرجع السابق، ص: 156
[34] – المرجع السابق، ص: 671.
[35] – الحديث الشريف، ص: 681.
[36] – المرجع السابق، ص: 200 – 102.
[37] – كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري، لمحمد الخضر بن مايابى، مؤسسة الرسالة، الطبعة 1 /1995م، بيروت لبنان، ص: 11 – 12.
[38] المرجع السابق، ص: 7.
[39] – الوسيط في تراجم أدباء شنقيط، أحمد الأمين، مطبعة الخانجِي، القاهرة، الطبعة 6/ 2008م، ص: 812.
[40] مجلة المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، العدد 2، 2007م ص 117 – 811.
[41] مخطوط بحوزتنا.
[42] حياة يحظيه بن عبد الودود بقلم: الشيخ محمد يحي ولد سيد أحمد، مخطوط بحوزتنا
[43] كلمة اباه الواردة في هذا البيت هي لقب الشيخ يحظيه العالم الجليل شيخ الأساتذة تـ 1358هـ.
[44] مخطوط بحوزتنا.
المراجع والمصادر
- الكتب
-
- الأعلام للزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان الطبعة الخامسة عشرة، 2002م.
- تذكرة الحفاظ، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، ط: 1، 1419هـ / 1998م.
- الحديث الشريف، علومه وعلماؤه في بلاد شنقيط: جمع وتأليف محمد الحافظ ولد المجتبى، المطبعة السريعة، نواكشوط 2002 م.
- حياة يحظيه بن عبد الودود بقلم: الشيخ محمد يحي ولد سيد أحمد، مخطوط بحوزتنا.
- فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور، الطالب محمد بن أبي بكر البرتلي، تحقيق عبد الودود ولد عبد الله وأحمد جمال ولد الحسن، دار نجيبويه ـ القاهرة 2010م.
- كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري، لمحمد الخضر بن مايابى، مؤسسة الرسالة، الطبعة 1 /1995م، بيروت لبنان.
- مرام المجتدي شرح كفاف المبتدئ: لمحمد مولود بن أحمد فال، مطبعة النجاحالجديدة، الدار البيضاء، 2005م.
- المعجم الوسيط: إبراهيم أنيس وآخرون، القاهرة 1972م.
- الوسيط في تراجم أدباء شنقيط، أحمد الأمين، مطبعة الخانجِي، القاهرة، الطبعة 6/ 2008م.
- المجلات
-
- مجلة المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، العدد 2، 2007م.
- المقابلات
-
- – مقابلة مع الدكتور محمد المختار محمد سالم بن المحبوبي.
- – مقابلة مع الشيخ حميده بن الشيخ محمد سالم بن ألما.
- – مقابلة مع الدكتور أحمدُ محمدن حمين.
- – مهاتفة مع الشيخ محمدن بن محمد المامي.
- – مهاتفة مع الشيخ عز الدين بن كراي.