مساهمة علماء ومعاهد جنوب إفريقيا في مجال الحديث النبوي الشريف
رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية جنوب إفريقيا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه”. هذا من الأحاديث النبوية التي أصبحت أساساً لتطور ودراسة الأحاديث الشريفة في الأمة الإسلامية. لقد أظهر التاريخ الإسلامي على مر السنين العديد من العلماء من مختلف أنحاء العالم الذين خدموا علم الحديث النبوي الشريف. وهذه الحقيقة التاريخية تدفعنا إلى التساؤل حول مدى إسهام العلماء المسلمين في جنوب إفريقيا في خدمة الحديث النبوي الشريف؟ وفي محاولة الجواب على هذا التساؤل، سيتناول المقال خدمة مؤسسات جنوب أفريقيا للحديث من خلال إعطاء مقدمة لدراسات الحديث، والخلفية التاريخية للمعاهد الإسلامية في جنوب إفريقيا، واستكشاف دورها في خدمة الحديث النبوي الشريف.
مقدمة في الحديث النبوي الشريف
الحديث في اللغة هو الجديد، جاء في لسان العرب: الجديد من الأشياء، نقيض القديم؛ ويُطلَق على الكلام، قليله وكثيره؛ لأنه يحدث ويتجدَد شيئًا فشيئًا، وجمعه أحاديث. وأما الحديث في الاصطلاح فيراد به كل ما أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم من قوله وفعله وإقراره.
فالحديث في اصطلاح المحدثين هو: ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم: من قول أو فعل، أو تقرير، أو وصف خلْقي أو خلقي. قال الحافظ ابن حجر: إنه ما يضاف إلى النبي -صلى الله عليه وسلم [1]. وبالتالي، فالحديث واحد من فروع علوم الشريعة، يعنى بما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من أقوال وأفعال وتقريرات. وقد كانت العناية بهذا الأصل الشرعي كبيرة منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه من الوسائل التي يعرف ويحفظ بها دين الله، فحفظ الصحابة حديثه صلى الله عليه وسلم، وتناقلوه بينهم، ورجعوا إليه حين كانوا يختلفون أو يشكل عليهم أمر من أمور الدين.
وهنا نشير إلى أن هناك نقاشا في دراسات الحديث حول الفرق بين الحديث والسنة.
يقول الدكتور رفعت فوزي في بيان سبب الفرق بين الحديث والسنة: ” ربما كان أساس هذا التفريق هو أنهم كانوا ينظرون إلى أن الحديث أمر علمي نظري، وأن السنة أمر عملي، إذ إنها كانت تعتبر المثل الأعلى للسلوك في كل أمور الدين والدنيا، وكان هذا سبب الاجتهاد في البحث عنها والاعتناء بحفظها والاقتداء بها. وربما كان الأساس هو أن بعضهم كان ينظر إلى السنة على أنها أعمّ من فعل الرسول وقوله وتقريره وتشمل أفعال الصحابة والتابعين.”
فالسنة عند علماء الحديث هي كل ما يتصل بالنبي -صلى الله عليه وسلم- من سيرة وفعل وقول وتقرير، وهي دائما صحيحة، بينما الحديث يمكن أن يكون صحيحا أو ضعيفا. ويستخدم مصطلح السنة أيضا في الفقه الإسلامي بمعنى أنها المصدر الثاني من مصادر الشريعة.
كما أن الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو أنَه فعل كذا أو كذا ولو لمرة واحدة، أمَا السنة فتكون واردة وروداً متكرراً. وفي بيان الفرق بين السنة والحديث، يؤكد الشيخ عبد الله بن الخضير أن السنة: ما يضاف إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- من قول أو فعل أو وصف أو تقرير، وأكثر ما تطلق السنة على العملية. والحديث: ما يتحدث به، وأكثر ما يطلق على القول. وعلى كل حال، فالسنة تشمل القول والعمل، وإن كان إطلاقها على العمل أكثر. والحديث يشمل القول والعمل، وإن كان إطلاقه على القول أكثر. وعلى الرغم من استخدام كلا المصطلحين بالتبادل، إلا أن هناك فرقا بين الاثنين، والحديث أعم من السنةـ ولخدمة غرض هذه المقالة، سيتم اعتبار الحديث بمعنى مختلف عن السنة.
تطور الحديث النبوي الشريف
خلال القرن الأول من عصر النبي ﷺ لم تتم العناية بتدوين الحديث الشريف إلا بشكل قليل جدا إن لم يكن نادرا. بل تم تداول القصص شفهيًا ولكن لم يتم تدوينها.
ويعد كتاب الموطأ لمالك بن أنس (تـ 179هـ). من أوائل الكتب التي عنيت بجمع الأحاديث، وكان ذلك في النصف الأول من القرن الثاني للهجرة. قام بجمع الأحاديث بشكل رئيسي، ثم تبعه الإمام أحمد بن حنبل في القرن الثالث، وتبعه البخاري، وجاء كثيرون بعده. حتى يومنا هذا، لدينا الكثير من كتب الحديث المعروفة المشهورة منها: الصحيحان -البخاري ومسلم-، وسنن أبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، رحمهم الله، ومنها مسند أحمد رحمه الله، وسنن الدارمي رحمه الله، فهذه كتب الحديث على مر السنين والتي أسهمت في تطوير مجال الحديث إلى علم كامل يشمل جوانب مختلفة مثل الرواة ومتن الحديث والكتب، والمصطلحات، وشروح متن الحديث.
مكانة الحديث النبوي في الإسلام
يقول الشيخ أسامة السيد عن مكانة الحديث النبوي في الاسلام وفي الشريعة:
إن الحديث الصحيح الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم بإجماع الأمة سلفها وخلفها ولم يتنازع أهل العلم في اعتماد الحديث دليلًا وقبوله أصلًا، وإنما اختلف الأئمة في ثبوت بعض الأحاديث وعدم ثبوت بعضها الآخر وذلك بالنظر تارةً في متن الحديث وتارةً في السند أي الرجال الناقلين للحديث بالنظر في بعض الصِّفات التي ينبغي أن يتصف بها الرواة المتسلسلون إلى الصَحابي الناقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيُحكم من خلال ذلك على الحديث بالصِّحة أو بالحُسنِ أو بالضعف[2].
ومنصة محمد السادس في الحديث الشريف تلخص ستة جوانب تؤكد أهمية ومكانة الحديث وهي؛
- الحديث النبوي بيان للقرآن وسبيل العمل بأحكامه.
- مكانة الحديث النبوي عند الصحابة وعنايتهم به تعلما ونقلا.
- اهتمام الصحابة بجهات العمل بالحديث النبوي وترك الإكثار، وما لا عمل تحته.
- الاقتداء بالفعل النبوي أقوى وسيلة لتعلم الحديث.
- الصحابة بعد النبي صلى الله عليه وسلم يجتهدون في التشبه به، تقديرا لمكانة الحديث.
- تأكيد الصحابة والتابعين وجوب العمل بالحديث النبوي، واضطرار الناس إليه.
وبناء على ما سبق فإن الحديث هو أحد المصدرين الأساسيين للإسلام، أي أنه مصدر التوجيه الأخلاقي والديني. والحديث هو المصدر الثاني للمعرفة الإسلامية؛ فمن المستحيل أن نفهم القرآن دون الحديث.
علماء المعاهد الإسلامية في خدمة الحديث
لفهم أفضل لخدمات المؤسسات الإسلامية وعلماء الحديث النبوي الشريف في جنوب أفريقيا، سيتعين علينا أولاً تقديم معلومات أساسية عن هذه المؤسسة في البلاد. ويمكن تصنيف مؤسسات التعليم الإسلامي في جنوب أفريقيا إلى أربع فئات: مؤسسات التعليم الإسلامي غير الرسمية للأطفال، والمدارس الإسلامية، والمؤسسات الإسلامية التقليدية، والجامعات المسجلة والمعترف بها التي تدرس الإسلام كمقرر أو مادة.
مؤسسات التعليم الإسلامي غير الرسمية للأطفال
هذه مؤسسات غير مسجلة (غير رسمية) تديرها المجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء البلاد ومقرها في المساجد أو منازل الأفراد المعروفة باسم “المدرسة”، يتم استخدامها بعد الظهر حيث يتعلم الأطفال التربية الإسلامية والقرآن واللغة العربية.
وقد تم تأسيسها خلال فترة الفصل العنصري عندما لم يكن الإسلام دينًا معترفًا به في جنوب إفريقيا، أسس المسلمون مدارسهم لتعليم الأطفال الإسلام. وتعد مثل هذه المؤسسات بوابة المعرفة الإسلامية؛ وهي مرحلة لا بد أن يمر بها كل طفل مسلم في البلاد؛ ولن يرى أحد مجتمعًا مسلمًا دون وجود مثل هذه المؤسسات، وهي موجودة حتى يومنا هذا.
على الرغم من أن هذه المؤسسات غير مسجلة لدى أي هيئات حكومية رسمية لمراقبة التعليم مثل إدارة التعليم الأساسي للمدرسة أو هيئات الاعتماد مثل أومالوسي، إلا أنها تعمل بشكل منهجِي ومنظم. تتم إدارتها بشكل احترافي بحيث يكون لديهم منهج دراسي وكتاب مدرسي مطبوع وهيكل تنظيمي. ومن بين العلوم الإسلامية المختلفة التي يتم تعلمها، القرآن الكريم واللغة العربية والفقه الإسلامي، إلا أن تعلم الحديث في مثل هذه المؤسسات يهدف لتلبية احتياجات الأطفال من حفظ الأحاديث القصيرة المأخوذة من كتب الحديث المختلفة مثل الأخلاق وغيرها من الموضوعات الإسلامية مثل ترجمة وشرح الحديث. وفي الفصول المتقدمة يتم تلقين الفهم الأساسي لمصطلحات الحديث وملخص مختصر لكتب الحديث مثل البخاري ومسلم وغيرهما.
المدارس الإسلامية
المدارس الإسلامية في جنوب أفريقيا هي مدارس خاصة ومسجلة رسميًا، تقدم التعليم الأساسي من المرحلة الابتدائية حتى شهادة الثانوية العامة. فهي، مثل المدارس الدينية الأخرى، تمثل مرحلة ضرورية ومرغوبة للمجتمعات المتنوعة. يتم إدارتها من قبل المجتمعات الإسلامية لتلبية احتياجات الأطفال المسلمين.
ويوجد حاليًا أكثر من 60 مدرسة مسجلة في جميع أنحاء البلاد تقدم الدراسات الإسلامية كجزء من مادة المنهج الدراسي. وما يجعل هذه المدارس مختلفة عن غيرها من المدارس الخاصة أو الحكومية هو أنها تتمتع بالأخلاق الإسلامية كجزء من قواعد السلوك الخاصة بها، وقواعد اللباس الإسلامي، وتقدم العلوم الإسلامية واللغة العربية كجزء من المنهج الدراسي. وتتميز دراسات الحديث الشريف بشكل بارز على المستوى المتوسط ويتم تدريس هذه المواد من قبل المؤهلين الذين تخرجوا من مختلف المؤسسات الإسلامية على الصعيدين المحلي والخارجي.
المعاهد الإسلامية التقليدية
المعاهد الإسلامية التقليدية في جنوب إفريقيا هي المعاهد التي تقدم مستويات أعلى من التعليم الإسلامي للمنتسبين. وهم غير مسجلين لدى مجلس التعليم العالي، وهو هيئة حكومية تنظم وتراقب مؤسسات التعليم العالي، علاوة على ذلك، لا تعترف الجامعات بمؤهلاتهم. وقد أنشئت هذه المؤسسات على نموذج موجود في الهند وتسمى دار العلوم. في حين أن هناك العديد من المؤسسات التقليدية، إلا أن الأغلبية في البلاد تقوم على المذهب الديوبندي. وبالنظر إلى أن المؤسسات المشابهة من الهند تشكل غالبية المعاهد التي تشكل المشهد التعليمي الإسلامي في البلاد، فإن المؤسسات الإسلامية التقليدية في البلاد ستقتصر على المؤسسات التي تسمى “دار العلوم.”
في شرحه للمعاهد الاسلامية في جنوب إفريقيا، يذكر السيد: “منذ بدايتها، وقد اتبعت المدارس الدينية في جنوب أفريقيا النهج الأساسي لملامح التعليم المدرسي تاريخيا وعالميا. ومع ذلك، لا يمكن فصل أصولهم ونموهم عن وضع المجتمعات الهندية وتطوراتها في سياقات الفصل العنصري وما بعد الفصل العنصري الأوسع التي تأسست وتطورت فيها العديد منها [3]. ولذلك، ومن أجل فهم المؤسسات الإسلامية التقليدية في جنوب إفريقيا، سنحاول أولاً توضيح مصدر وأصل هذه المؤسسات، وهي دار العلوم ديوبند في الهند.
يقول شفيق متحدثا عن تاريخ دار العلوم ديوبند وهي أول دار علوم في العالم:
تأسست دار العلوم في مدينة ديوبند في الهند في 30 مايو 1867م الموافق 15 محرم 1283هـ بواسطة: مولانا محمد قاسم، ومولانا محمد إقبال، ومولانا محمد إسحاق ورشيد أحمد جانجوهي (مغني، 2019)[4]. وفي بيان سبب إنشاء المؤسسة يؤكد محمد نافيد أختر، بعد أن فقد المسلمون قوتهم السياسية في جنوب آسيا، لعبت المؤسسات التعليمية الإسلامية دورًا بالغ الأهمية في رفع معنويات المجتمع وإنقاذهم من وطأة الفقر والانحدار السياسي والانحطاط الاجتماعي والثقافي. ثم تأسست دار العلوم ديوبند كشكل من أشكال النضال ضد الغزاة البريطانيين من خلال الجهاد[5].
على مر السنين، ثم أنشأ المسلمون من أصل هندي مؤسسات تعليمية مماثلة في بنغلادش وباكستان وسريلانكا وإنجلترا وجنوب إفريقيا. ويعتمد منهج المؤسسة على تدريس مذاهب الأئمة الأربعة والعقيدة الماتريدية.. وكانت لغة التدريس هي اللغة الأردية، لذلك كان كل طالب ملزمًا بتعلم اللغة وفهمها بغض النظر عن بلده الأصلي. يركز التعلم في دار العلوم على أنظمة التعليم الإسلامية التقليدية التي تجمع بين التفكير العقلاني والمعرفة الأصلية المستخدمة لدراسة القرآن الكريم، والحديث (أقوال وأفعال النبي محمد ﷺ)، والفقه. (الشريعة الإسلامية المتعلقة بواجبات الشعائر). ويسمى علماء ديوبند أيضًا أهل الحديث، بسبب تركيزهم القوي على دراسة الحديث في مناهجهم، التي تغطي جميع كتب الحديث الكبرى وعلومه.
كتب العلماء الديوبندية في الحديث
ومن أهم المصنفات التي ألفها علماء الحديث الديوبندي:
- – حاشية صحيح بخاري حاشية ضخمة على صحيح البخاري، أحمد علي سهارنبو
- – التعليقات والحواشي على سنن الترمذي، أحمد علي سهارنبوري
- – بذلُ المَجهود في شرح سنن أبي داود، مولانا الشيخ خليل أحمد سهارنبوري، والتعليقات العلمية عليه للشيخ زكريا كاندهلوي.
- – فتحُ المُلهم في شرح مسلم، شبير أحمد عثما ني
- – اَلعَرفُ الشّذِي على جامع الترمذي، أنورشاه كشميري
- – اَوجَزُ المَسالِك في شرح موطأ الإمام مالك، مولانا الشيخ زكريا كاندهلوي
- – الكوكبُ الدُرّي على جامع الترمذي، عربي، حضرة كنكوهي
- – شرح سنن أبي داود، عربي، إمام العصر كشميري
- – حاشيه ابن ماجه، عربي، مولانا أشفاق الرحمان كاندهلوي.
- – حاشيه موطأ الإمام مالك، عربي، مولانا أشفاق الرحمان كا ندهلوي.
وهذا يدل على أن دراسات الحديث أصبحت جزءا لا يتجزأ عن المنهج الديوبندي
فهناك أكثر من 120 كتابا في الحديث ألفها علماء ديوبند.
تاريخ معاهد دار العلوم في جنوب أفريقيا
أول دار علوم تم تأسيسها في جنوب أفريقيا كانت عام 1973م على يد مولانا قاسم سيما (خريج إحدى دور العلوم في الهند) من المنطقة المسماة نيو كاسل والتي تقع في مقاطعة كوازولو ناتال شرق جنوب أفريقيا.
وكان أول أمناء المدرسة والذين ساهموا في تأسيسها هم السيد آي فاودا وأحمد سالوجي. وعلى مر السنين، تم إنشاء العديد من المؤسسات من هذا النوع في جميع أنحاء البلاد، وحتى اليوم، يتم إنشاء مؤسسات جديدة. تقدم هذه المؤسسات التعليمية عمومًا نظام تعليم مدته ست سنوات أو سبع سنوات لتدريب العلماء في العلوم الشرعية واللاهوتية الإسلامية. يتم تقديم الدورات لكل من الذكور والإناث، ولكنها منفصلة. جميعهم يستخدمون منهجًا يسمى “درس نظامي”.
دراسات الحديث في دار العلوم بجنوب أفريقيا
بما أن المؤسسة المعروفة بدار العلوم في جنوب أفريقيا مأخوذة من المؤسسة الهندية التي تتبع المنهج المعروف بدرس نظامي وهو منهج في التعليم العالي الإسلامي نشأ في شبه القارة الهندية في القرن الثامن عشر. سميت على اسم مؤسسها نظام الدين سيهالوي 1746) -1748م)، الذي كان عالمًا ومصلحًا إسلاميًا مشهورًا.
وقد تم تصميم منهج دار النظامي لتوفير تعليم شامل في الدراسات الإسلامية، بما في ذلك اللغات العربية والفارسية والأردية، والشريعة الإسلامية، واللاهوت، والفلسفة، والروحانية. وكان الهدف منه تخريج علماء ذوي خبرة جيدة يمكنهم العمل كأئمة وقضاة وقادة دينيين في المجتمعات الإسلامية. وبما أن هذه المؤسسات مأخوذة من دار العلوم ديوبند الأصلية في الهند، فإنها تتبع أيضًا نفس الأسلوب الذي يعرف بـ “الدرس النظامي”
ويكون منهج الحديث في هذه المؤسسات على الشكل التالي:
السنة الأولى – رياض الصالحين – النصف الأول
السنة الثانية – النصف الثاني من رياض الصالحين
السنة الثالثة – مصطلحات الحديث في مناطق الشافعي مثل كيب تاون يدرسون: بلوغ المرام
السنة الرابعة مشكاة المصابيح مع دراسات متقدمة في مصطلحات الحديث
السنة الخامسة آثار السنن
السنة السادسة: صحيح البخاري، صحيح مسلم، سنن أبي داود، سنن الترمذي، سنن النسائي، الموطأ.
تمتد بعض البرامج إلى السنة السادسة، والبعض الآخر ينتهي في السنة السابعة. بالإضافة إلى الكتب المذكورة أعلاه، فإن كل درس حديث له شرح يعتمد على مصادر متعددة وبعد الانتهاء من برنامج السنة السابعة، يمكن للطلاب الاستمرار في تخصص الحديث، وعند الانتهاء منه، يتم منحهم لقب شيخ في الحديث؛ ويركز التخصص بشكل رئيسي على شرح الأحاديث من الكتب المختلفة.
الجامعات المسجلة والمعترف بها التي تدرس مواد الإسلام كمقرر أو مادة
هذه هي معاهد التعليم العالي المسجلة رسميًا في الدولة. في حين أن العديد منها لا تقدم الدراسات الإسلامية كمقرر أو مادة، إلا أن بعضها، مثل جامعة جنوب إفريقيا، وجامعة كيب تاون، وجامعة كوازولو ناتال، وجامعة ويسترن كيب، وجامعة جوهانسبرغ، لديها أقسام كاملة في الدراسات الإسلامية. واللغة العربية.
وتتم الدراسات الإسلامية في هذه الجامعات باللغة الإنجليزية. ودراسة الحديث ليست شاملة حيث تتم دراسته في المؤسسات الإسلامية التقليدية. وكذا تحليل مختلف نصوص الحديث والأدب الذي كتبه علماء غربيون.
ومن أمثلة الأعمال التي تنتجها جامعات جنوب إفريقيا الأبحاث والمقالات الصحفية، مثل البحث الذي أجراه أدول قادر حسين، والذي تم إنتاجه في جامعة جوهانسبرج بعنوان: تقييم مساهمة الترمذي نحو التقليد الإسلامي. أما البحث الآخر فهو بحث لجميلة بني ظهير بعنوان: دراسة كلمات غريب الحديث في أدب القرن الإسلامي الأول، وهو مشروع بحث ماجستير في جامعة جنوب أفريقيا. وفي الختام، فقد أنتج علماء الجامعة العديد من الأعمال الأكاديمية الأخرى حول هذا الموضوع، مثل المجلات والأبحاث والكتب.
علماء جنوب أفريقيا الذين ألفوا كتبا في الحديث النبوي الشريف منها:
أولا: – سلسلة من دراسات الحديث للمتعلمين الابتدائيين
تسمى تسهيل الحديث نشرتها جمعية العلماء، وقد أنتجت العديد من المؤسسات الأخرى كتبها الخاصة للتعليم الإسلامي الابتدائي في المدارس الرسمية وغير الرسمية.
ثانيا: الأحاديث المختارة التي تهتم بموضوع معين
- – الفرار من القدر؛ 40 حديث عن العدوى والأوبئة، هذه المجموعة من الأحاديث مكتوبة باللغة العربية ولكن الشرح باللغة الإنجليزية كتبها مل طه كيران.
- – الأربعون الغوثانية، مجموعة من 40 حديثاً بأسانيد الشيخ يحيى الغوثاني، الأحاديث مربوطة بالقرآن جمع مولانا طه كيران الذي كتبه وقرأه على الشيخ يحيى الغوثاني وهو الذي كتبه وقرأه على الشيخ يحيى الغوثاني وتم نشره، وتمت قراءته في العديد من التجمعات في تركيا وجنوب أفريقيا.
- – الأربعون في فضائل الحسنين، الكتاب باللغة الانجليزية تأليف سيدي عبد القادر نكوسي
- – الأربعون عن التصوف، مجموعة أحاديث في التصوف بقلم سيدي عبد القادر نكوسي.
ثالثا: كتب الحديث مترجمة باللغة الإنجليزية
على الرغم من عدم وجود العديد من الكتب التي تتناول دراسات الحديث التي ترجمها علماء الجنوب إلى اللغة الإنجليزية، إلا أن هناك عددًا قليلًا من الكتب التي تتناول موضوعًا محددًا تمت ترجمتها مثل:
- – ترجمة مجموعة القاضي ابن العربي عن 40 حديثاً في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لسيدي عبد القادر نكوسي
- – حسن المآب في ذكري علي بن أبي طالب للدكتور محمد طاهر القادري. وترجمة الأربعين حديثاً في فضائل علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لسيدي عبد القادر نكوسي
رابعا: شرح كتب الحديث
- شرح وتعليق على صحيح البخاري، للمفتي رضا الحق شيخ الحديث في دار العلوم زكريا. الكتاب لم يكتمل بعد؛ وقد ألف العلامة حتى الآن مجلدا واحدا من شرح صحيح البخاري باللغة العربية.
- مقدمة صحيح البخاري، لمولانا فضل الرحمن عظمي شيخ الحديث في دار العلوم آزدفيل
- مقدمة إلى سنن الترمذي، مولانا فضل الرحمن عظمي، شيخ الحديث في دار العلوم آزدفيل
خامسا: مصطلحات الحديث
- ملاحظات تمهيدية عن الحديث لمحمد كاروليا، هذا الكتاب أساسي لمصطلحات الحديث.
سادسا: الحديث باللغة الإنجليزية
- جزء لطيف في الاستدلال بالحديث الضعيف للمفتي رضا الحق، الكتاب مكتوب باللغة الأردية.
خاتمة
يمكن وضع جهود العلماء الأفارقة في خدمة الحديث النبوي الشريف ضمن السياق المؤسسي والفردي في جنوب إفريقيا. على الرغم من أن المجتمع المسلم في جنوب أفريقيا هو من أقدم وأصغر المجتمعات على مستوى العالم، فقد ساهم علماء الإسلام بشكل كبير في الحفاظ على التعاليم النبوية الواردة في الحديث الشريف وتعزيزها وتعليمها في المناهج الدراسية، وتحتل دراسات الحديث مكانة بارزة في جميع المؤسسات الإسلامية، وخاصة المعاهد التقليدية مثل دار العلوم، التي لها تاريخ طويل في التعليم والبحث في مجال أدب الحديث. على المستوى الفردي، وقد ذكرنا سابقًا مجموعة مختارة من المساعي الفردية التي عرضت مجموعة واسعة من الأعمال، بما في ذلك مجلدات الحديث المصنفة لأطفال المدارس الابتدائية والمتقدمة في دراسات الحديث، بما في ذلك توضيح أعمال الحديث الهامة لصحيح البخاري ومسلم والترمذي. إلا أن من بين أوجه القصور الكبيرة التي لا تزال قائمة، ترجمة أعمال الحديث البارزة إلى اللغتين الإنجليزية واللغة الأصلية كما كانت المساهمات العلمية لعلماء جنوب إفريقيا فيما يتعلق بالموضوعات المتقدمة المتعلقة بالحديث ومصطلحاته ورواته وشروحه بحاجة إلى مزيد من العناية.
الهوامش
[1] -ابن حجر، فتح الباري، صفحة 193. بتصرّف.
[2] -السيد، 0202.
[3] – Sayed، M.K.، 2010، ‘Shifting of the world of South African Madrasah’s 1973-2008’، MA Thesis، Department of Social Science، University of Cape Town.
[4] – Syafiq a. Mughni، Dar al-Ulum of Deoband: An Education، Propagation، and Islamic Political Movement in India، pg 87 -102، Journal of Historical stuies
[5] Muhammad Naveed Akhtar، Darul Ulum Deoband: Preserving Religious And Cultural Integrity Of South Asian Muslims Through Structural and Strategic Innovations. Pg 79 -99. Hamdard Islamicus Vol. XLV، No. 3