مكانة علم الحديث الشريف عند الشناقطة: جهود الإمام سيدي عبد الله الحاج بن إبراهيم نموذجا
جامعة نواكشوط- موريتانيا
مقدمة
تجدر الإشارة إلى أن للشناقطة بعض الإسهام في علم الحديث، غير أن بضاعتهم فيه لم تصل في الأغلب الأعم إلى ما وصلت إليه جهودهم في العلوم الأخرى التي سطروا فيها المدونات العالية، بل والموسوعات العلمية، ومع ذلك يمكن القول إن القوم اعتنوا بالحديث وعلومه منذ وقت مبكر من تاريخهم الثقافي، فكانت لهم حلق في سرد الأحاديث وقراءتها في المساجد والربط والزوايا، كما نظموا حصصا دراسية في شرح الأحاديث مستنبطين منها الأحكام ومستنتجين رفيع المعاني، وسرعان ما تطورت هذه الجهود ليأخذ العلماء في التأليف شرحا وتوضيحا واستدراكا ومقاربة وتنظيرا ومعالجة وتعليقا، فأصبحت بذلك الحواضر العلمية الكبرى موئلا للأنشطة المتعلقة بدرس الحديث، خاصة في مدن شنقيط ووادان وتيشيت وولاته ،التي نشطت فيها الحركة الحديثة، فتبارى الناس في علو السند، وبلغ بهم الأمر إلى الاعتناء بكل ما له صلة بالسرد والإجازات أو بالإسهام والإنجازات، فجاء الإمام سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي ليدفع عن هذا العلم كل تراجع وفتور، في نهج منظم وسعي مشكور، فحرص على أن ينقل هذا الفن من الندرة إلى الشيوع ،ومن الأفول إلى الطلوع،فطفق يسطر مدونات، منظومات وغير منظومات، مشمرا عن ساعد الجد مشتغلا على كل الجبهات، تقعيدا وتنظيرا، وممارسة وتطبيقا ،ومعالجة وتبسيطا، فأردنا في هذا البحث أن نقف يسيرا مع جهود هذا العلم ،فماذا عن إسهاماته في تجديد هذا العلم وإحيائه؟ وكيف كان عاقبة سعيه في هذاالتوجه؟ فهل جدد وأضاف أم أنه كرر وأعاد مكتفيا بمجرد النظم والصياغة في مسعى نظمي يركن إلى علوم البلاغة؟
ذلك ما سنعرض للإجابة عنه من خلال ثلاثة محاور يتناول أولها تحديد الموضوع وتأصيله؛ ويعنى ثانيها بأهم المضامين التي وردت في مؤلفات الرجل الحديثية، في حين يسلط ثالثها الضوء على أسلوب الرجل في كتاباته وما امتاز به من دقة في البناء والركون إلى المستويات البلاغية.
أولا: العتبات والعناوين
وفي جانبها نعرض لمسألتين؛ أولاهما تهتم بتأصيل الموضوع من خلال وضع عتبات أساسية لا غنى عنها لتأطير الموضوع وإبراز مستوى حضور الحديث عند الشناقطة .وثانيتهما تعنى بلفت الانتباه إلى تميز الرجل في صياغة العناوين وعنايته الفائقة بتهذيبها.
-
أ-الموضوع: المعالجة والتأصيل
وخلال هذا المحور نعرض لمسألتين؛ أولاهما تعنى بالتأريخ لدخول علم الحديث إلى بلاد شنقيط، مركزة على المراحل الأولى التي مر بها، وثانيتهما تهتم بالإسهامات الشنقيطية في هذا الحقل المعرفي بعد أن اكتمل واستوى على سوقه، مستعرضة نماذج من جهودهم ومؤلفاتهم.
-
-
1-الجهود المتقدمة السابقة
-
ونعني بها تلك البدايات المحتشمة والمنطلقات الأولى التي سبقت الإمام سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي الذي يعتبر بحق قنطرة العبور من مرحلة النشأة والانطلاق إلى مرحلة النضج والائتلاق.
وهكذا فيلزمنا أن نشير إلى أنه من الصعب تحديد لحظة دخول علم الحديث إلى هذه الربوع الشنقيطية، لأن التاريخ الثقافي لم يكتمل تدوينه، ومع ذلك يلاحظأن فيه بعض الفراغات الوثائقية التي يصعب سد ثغراتها ومع ذلك كله يمكننا أن نفترض أن دخول الحديث إلى هذه البلاد كان في أيام المرابطين وبشكل أدق مع الإمام عبد الله بن ياسين مؤسس أول محظرة عرفت في هذه المنطقة، التي من المحتمل أن تكون مقرراتها قد ارتكزت على أمهات المذهب المالكي وخاصة موطأ الإمام مالك ومدونته في الفقه؛ لأنهما يعدان من أبرز أمهات هذا المذهب، ثم إن المؤلفات الفروعية التي راجت بعد ذلك لم تكن قد ألفت ساعتئذ وعلى ذلك يكون الموطأ أول ما دخل هذه البلاد من كتب الحديث [1]. ومما يؤكد هذا الاحتمال أن المختار بن حامدن صرح أن الموطأ كان معتمدا على تلك العهود حفظا وتدريسا [2]. وبعد ذلك ظهرت أمهات كتب الحديث كالصحيحين والسنن والشفاء للقاضي عياض .ولا يستبعد أن تكون هذه الكتب دخلت البلاد إثر قدوم عالمين من تلامذة القاضي عياض ،(تـ 544هـ) وهما: الحاج عثمان الأنصاري مؤسس مدينة وادان ، والشريف عبد المؤمن مؤسس مدينة تيشيت. وينتهي أحد الباحثين إلى أن الظن يغلب على أنهما قد قدما بكتاب الشفاء وأمهات الحديث الأخرى [3].
وزيادة على ما تقدم نجد صاحب الفتح الشكور يترجم لعدد من علماء القرن الـعاشر ويذكر لهم بعض الإسهامات في علم الحديث، إجازة وحفظا ودراسة وتدريسا، وقد ذكر من بينهم العلامة أحمد بن أحمد بن عمر بن محمد أقيت (ت991هـ)، والفقيه المحدث سيدي أحمد باب التيمبكتي (ت1056هـ)، الذي يذكر أن معظم إجازات الحديث في هذه البلاد تمر عن طريق سنده[4] . كما يذكر صاحب فتح الشكور أن الحاج الحسن بن أغبده الزيدي كان من كبار علماء الحديث في ولاته.
وممن اشتهر من علماء الحديث في القرن الحادي عشر الهجري الإمام عبد الله بنمحمد بن حبيب العلوي (الغاظي) الذي اعتنى كثيرا بقراءة صحيح البخاري وتدريسه وكانت بحوزته بعض كتب الحديث، كتب عليها اسمه، وهذه الكتب موجودة اليوم على هوامش بعضها تعاليق كتبها حفيده العلامة سيدي عبد الله بن رازكه العلوي (ت1144هـ). كما ظهر تلميذه الطالب محمد بن الأعمش العلوي (ت1107هـ)، الذي تخرج على يده عدد من العلماء في الحديث وله سند في هذا العلم متصل بالإمام البخاري، إذ يفصله عنه عشرة من الشيوخ[5] .
ثم إن العلامة محمدا بن حبيب الله المجلسي (تـ1170هـ) كانت له محظرة كبيرة يدرس فيها مختلف الفنون وخاصة صحيح البخاري ويذكر أنه درسه طيلة 30 سنة ومن أشهر من تخرج عليه أبناؤه الخمسة وأحمد البدوي العالم السيري المشهور، كما تخرج من محظرته العالم المختار بن بونه الجكني (1230هـ)، شيخ الإمام سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي (1233هـ)، الذي اعتبره بعض القوم مضرب المثل في معرفة الحديث، فقد ذكر باب بن أحمد بيب في رثائه له أنه كان مضرب المثل في هذا العلم، إذ لا يقارن إلا بالبخاري، يقول[6] :
قد كاد أن يوصف بالترجيح ** لفهمه ونقله الصحيح
وكان في الحديث لا يبارى ** كأنما نشأ في بخارى
كما وصفه محمد المصطفى بن الإمام العلوي منوها بمكانته العلمية وتوسعه في المعارف والعلوم، يقول: “وهو صاحب العلم العميد والذوق السليم أعطته العلوم أزمتها فصار من علماء أئمتها، حاوي لجميع الفنون، كثير الشروح والمتون”[7] .
ثم إن الشيخ محمد فاضل الفاضلي في سياق ذكر سلسلة أشياخه يمتدح سعيهمصرحا أنه بلغ الغاية القصوى في علم الحديث، يقول:[8] .
رويت عن شيخي إمام السنة ** شيخ الهدى نجل الطوير الجنة
عن شيخه عبد الإله العلوي ** حام دراية الحديث النبوي
وأكثر من ذلك فإن ابنه محمد محمود قد امتدحه بقطعة أوضح فيها تميزه وأنه آية العصر ودرة النحر ومجدد العلوم، يقول[9]:
وأنت الذي سدنا بك الخلق كله ** ونـرجو بك الفوز الثمين من الردى
وأنت الذي لم يأت مثلك قبل ذا ** وأنت الذي أصبحت في القطر مفردا
وأنت الذي فوق الأناسي سورة ** فما اسطاعوا بقربك معهدا
بنور من الرب الكريم تمده ** طواميس علم أيدتـه وأيدا
كما وصفه صاحب الوسيط أحمد بن الأمين في كتابه وصفا دقيقا، حيث يقول:
“علامة نحرير، طار ذكره وانتشر واشتهر علم في الآفاق وابيعر، ما عاصره مثله علما وفهما مكث أربعين سنة يرتاد طلب العلم لم يشبع منه (…) لم يبلغ أحد من العلماء هناك مبلغه في الحديث بعد العلامة القاضي ابن الطالب العلوي ولم يزل ذكره يعلو حتى صار أمير تكانت امحمد ولد امحمد شين لا يقطع أمرا دونه مما يتعلق بالشريعة”[10] .
وسنعرض لجهود الإمام سيدي عبد الله بشكل مفصل في المحاور اللاحقة إن شاء الله.
-
-
2-الجهود المتميزة اللاحقة
-
ونعرض في إطارها إسهامات الشناقطة في علم الحديث لما انهمر غيثه بعد أن بدأ قطرا.
وعلى الرغم من هذه الجهود فإن إسهامات القوم في هذا العلم لم تتجاوز النظم والشرح وإعادة الصياغة في الأغلب الأعم، وذلك ما سجله محمد أمين الشنقيطي (تـ1351هـ)، في نفس لا يخلو من التأسف. فقد ذكر أنه لما وصل إلى الديار المقدسة حط رحاله بساحة الشيخ أبي شعيب بالمدينة المنورة فسمع منه أمهات كتب الحديث في حلق دراسية متواصلة، فقرأ عليه: شمائل الترمذي ثلاث مرات، كما درس صحيح مسلم وشفاء القاضي عياض ومعظم صحيح البخاري وموطأ الإمام مالك، وبذلك أخذ الحديث بقوة فأصبح محدثا عالما بالسنة مطلعا على الصحاح والسنن، وهذا ما لم يتهيأ له من قبل وهو في أرض قومه إذ يشير إلى أن الاشتغال بهذا العلم نادر قليل، يقول: “وأما علم الحديث فإني لم أشتغل به في بلادي ولا دراية لي به ولم أر من يشتغل به عندنا اشتغالا يذكر، وهو في الجملة من أخف العلوم عندنا[11]. فكان البحث عن الحديث وروايته من الدواعي التي دعته إلى التغرب والارتحال مطلبا أسانيد هذا العلم، مباعدا الأقارب، مفارقا الأحبة والصحب، يقول[12] :
فلا تنكروا تطلابي العلمَ نائيا ** فما النأي في تطلابه بعجيب
ولاسيما علمُ الحديث فإنه ** بهاتيكمُ الأقطار جد غريب
فذاك الذي في البحث عن أمهاته ** بإسنادها باعدتُ كل قريب
وفارقتُ في تطلابه طالبا وفي ** محبته فارقتُ آل حبيب
-
ب -العناوين: المحاورة والتحليل
وفي إطارها نعرض لعناوين مدونات الرجل في علم الحديث مذكرين بأهمية الانطلاق من العناوين ومحاورتها، فهي بمثابة التوطئة للموضوع والتهيئة الجادة للتناول والتحليل، لذلك دأب كثير من علماء السلف رضي الله عنهم على التحري في اختيار العناوين والاجتهاد في إحكام صياغتها، بحيث تستهوي القارئ بسجعها وبلاغتها،بإيجازها وبراعتها. وقد قال الزمخشري قديما إن أروع العناوين تلك التي تنادي على نفسها، وتجذب القاري وتغريه بجرسها، زد على ذلك اهتمام الباحثين المعاصرين بالوقوف مع العتبات والعناوين لما لها من قيمة بالغة في الكشف عن مضمون النص ومحمولاته.
وقد جاءت عناوين الإمام سيدي عبد الله في ما ألف من كتب الحديث لافتة للنظر، كاشفة عن الكثير من الدقة والتمكن من الصياغة والتعبير.
فآثرنا أن نخصها بوقفة سريعة حتى نصل بينها وبين مضامين الكتب التي تحيل عليها، فالعنوان هو البوابة إلى الكتاب والمعبر إلى المضمون.
1 – طلعة الأنوار، وهدي الأبرار
نشير هنا إلى أن هذين العنوانين من أبرز عناوين الرجل في ماسطر من مدونات علم الحديث وسنعرض لهما تباعا في ما يلي:
-
– طلعة الأنوار
إن التركيب الإضافي “طلعة الأنوار” يقوم على صياغة أسلوبية رفيعة، فكأنه يدعو القراء إلى أن يتسابقوا نحو دراسة هذا المؤلف والاعتناء به، حتى يزيلوا عن أنفسهم ما بها من فتور، ويسعوا في الوقت نفسه إلى إزالة غشاوة الجهل عن الناس، وذلك بفعل ما يقدم هذا الكتاب من إشراقات تحمل على الترقي في سماوات التفقه في الحديث وتدفع إلى مزيد من التبصر بالهدي النبوي.
فـ”الطلعة” هي ما طلع من كل شيء، وتطلق على الوجه أيضا، والأنوار جمع نور وهو الضوء وسطوعه وما يبين الأشياء ويري الأبصار حقيقتها[13] .
وبذلك نعلم أن المؤلف اتخذ من هذا العنوان وسيلة إلى إقناع الناس بعلم الحديث واستمالتهم نحو دراسته وتدريسه.
ولا يخفى ما في هذا العنوان من الجدة والطرافة، فهو كفيل بأن يجذب القارئ، فأي منا لا يريد أن يترقى سماء الأنوار، ويتفقه في علم الحديث، فكأنه أراد أن يدفع أهل هذه البلاد إلى علم الحديث وساحته، ليرفع من حضوره عند القوم ويزيد من مساحته.
-
– هدي الأبرار
ونذكر هنا بأن هذا التركيب الإضافي “هدي الأبرار” جاء ليكون شرحا للمنظومة المتقدمة “طلعة الأنوار”، وكأنه يأتي ليأخذ بأيدي الناس إلى رحاب الهداية، وأجواء البر ترغيبا لهم في درس الحديث والإقبال على تدارسه متنا وسندا، فـ”الهدي :”السمت، يقال فلان حسن الهدي، والأبرار جمع بر صفة مشبهة، من بر فلان صلح ضد فجر، جمعه أبرار، وهو بار جمعه بررة [14]، وبذلك نعلم أن الرجل أراد أن يجعل من هذا الشرح هديا يرشد القارئ في فضائل هذا الكتاب ويدعوه إلى التعرف على مضمونه وموضوعه،فقد سطر فيه الإمام جملة من الفوائدالتقطها من نوادر المؤلفات، واقتطفها من فرائد المصنفات”[15] .
ولهذا أضحى هذا الشرح مرجعا للطلبة والباحثين وعونا للمعلمين والمتعلمين ،خاصة في فهم ما استشكل من شوارد هذا الفن فاعتبره بعضهم “طودا شامخا يغني عن غيره من المختصرات والمطولات “[16].
فالعنوانان المتقدمان، نعني طلعة الأنوار، وهدي الأبرار، يعدان نموذجين للعناوين الجذابة، إذ يناديان القراء أن يسرعا إلى ساحة علم الحديث، كما يدفعان المستمع إلى أن يبادر إلى قراءة هذين الكتابين عسى أن يسعد بما فيهما من هدي نبوي، أو ينعم بما في صفحاتهما من ألق معرفي كي يلتحق بالأبرار، ويبتعد عن مخالطة الأشرار.
2 – غرة الصباح، ونيل النجاح
من الواضح أن هذين العنوانين يحيلان إلى جانب من جهود الرجل في خدمة كتاب الجامع الصحيح للإمام البخاري، وسنكتفي في هذا المقام باستنطاق هذين العنوانين.
-
غرة الصباح
لقد عول الرجل في معظم عناوين كتبه على المركبات الإضافية، ومن ذلك التركيب الإضافي “غرة الصباح” الذي يندرج ضمن حملة الرجل الإعلامية على ترسيخ الحديث في الساحة الشنقيطية وتثبيته في الأذهان عسى أن يجمع الناس بين الأصول والفروع، وهذا من معالم مشروع الرجل الإصلاحي على مستوى التأسيس والتأصيل الذي سعى إليه هذا العلوي كثيرا، فقد كان همه الناصب التمكين لهذا العلم في الربوع الشنقيطية، ف ـ: “الغرة” لكل شيء أوله وأكرمه، وبياض في وجه الفرس، ومن الشهر ليلة استهلال القمر، ومن القمر طلعته، وكل ما بد من ضوء أو صبح فقد بدت غرته[17] .
وهذه التعريفات كلها تشير إلى معاني التألق والضياء والإشراق، وهي الملامح التي سعى الإمام سيدي عبد الله إلى إضفائها على علم الحديث، فهذا العنوان يقوم على استعارة مكنية تستميل القوم ليصبحوا ما بين معتن بالحديث أو معتنية.
فالمقصود من التركيب الإضافي “غرة الصباح” هو العناية بعلم الحديث ونشره بين الناس حتى يتم تداوله وتناوله على نطاق واسع، فكأن المؤلف بهذا العنوان يغري أبناء منطقته ليسرعوا الخطى نحو اكتساب هذا العلم الشريف الذي لم يعرف بين أظهرهم يومئذ كبير انتشار ولا عظيم رواج.
-
نيل النجاح
وتتواصل عناية الرجل بالمركبات الإضافية معولا في هذه المرة على مستوى الإغراء بالتفاؤل الذي يلوح من خلال التعبير “نيل النجاح”، فهو يستميل القراء إلى ساحة هذا الكتاب على نحو ما فعل بالعناوين المتقدمة، فطالب العلم لن يسمع عبارة توحي بالظفر والفلاح إلا سارع إليها رغبة في أن يصيب من الفوز أو ينال من النجاح.
وبذلك نعلم أن الرجل دأب على اختيار عناوين مغرية جذابة تستهوي القلوب وتستميل الأفئدة. فالإمام سيدي عبد الله توسل إلى ترسيخ الحديث في الساحة الشنقيطية بكل الوسائل، مستعملا مختلف الأساليب الإعلامية الكفيلة بتقريب هذا الفن من الطلبة والدارسين وتحبيبه إليهم، مركزا على أفانين الإثارة والتشويق وضروب بالإغراء والتسويق.
ثانيا: المحتويات والمضامين
وضمن هذا المحور نود أن نوصل للناس القول في أهم المضامين التي عول عليها الرجل فيما سطر من مدونات الحديث الشريف، متناولين لها على النحو الآتي:
-
أ- طلعة الأنوار وشرحها هدي الأبرار
وفي هذا الجانب نعرض لمسألتين، أولاهما تهتم بمحمولات منظومة “طلعة الأنوار”، وثانيتهما تعتني بمضامين شرحها “هدي الأبرار :”
-
-
1. طلعة الأنوار
-
طلعة الأنوار، وهي منظومة طويلة تقع في ما يربو على ثلاثمائة من الأبيات، اختصر فيها الرجل ألفية العراقي، معللا جهده بفتور الهمم وتقاصر الطلب يقول[18] :
الحمد لله هو المعين ** إياه نعبد ونستعين
أحمده لما لدى نعمه ** رتب وبان فضله وحكمه
معترفا له بالاختصاص ** وما حوته سورة الإخلاص
سلطانه في الأرض والسماء ** رب الجلال وعلا العلاء
ثم صلاته على من أيدا ** بأحسن الحديث أعني أحمدا
وبعد فالله يعين من نوى ** نشرا لما في وقته قد انطوى
لا سيما إن كان ذا علم الأثر** إذ دونه يقصر في الفقه النظر
وأهله فيه لهم يرى اصطلاح ** مشترط مرتبط به النجاح
نظم فيه رجز العراقي ** مشيد البناء والمراقي
لكنه تقاصرت عنه الهمم ** والعجز غير حاشم به ألم
فأسأل الله نظم مختصر ** يناسب المقام خال من كدر
يسمى لذا بطلعة الأنوار ** في علم آثار النبي المختار
يقيه ربي الله شر الطالح ** ومن يرى الفساد في المصالح
ويحفظ المقري له والقاري ** من كل ما يخشى من الأغيار
عند الختام حسن ختامه ** وفي التمام باهر تمامه
ثم يأخذ في منظومة غرة الصباح مفصلا القول في أنواع الحديث من صحيح وحسن وضعيف يقول[19] :
منه صحيح وهو ما يتصل ** سنده دون شذوذ يحصل
وليس قليه علة تعطل ** وكل راو ضابط معدل
لم يفت الخمسة إلا ما ندر ** من الصحيح عند متقن الخبر
ما في الصحيحين إذا ما يبرز ** بالشرط قد صححه المبرز
وغيره يعرف من تنصيص ** معتمد وكتب التخصيص
أعلى الصحيح ما عليه اتفقا ** فما روى الجعفي فردا ينتقى
وقد ختم منظومة غرة الصباح بالثناء على الله كما بدأها به طالبا منه سبحانه وتعالى إكمال المقصد وإسباغ النعم، مصليا على النبي صلى الله عليه وسلم صلاة تصرح أنه نبي التضحية والجهاد والرحمة والشفاعة، يقول[20] :
هنا انتهى نظامه بحمد من ** سألته المنى بالإتمام فمن
مصليا على نبي الملحمه ** ومنقذ الغرقى نبي المرحم
-
-
2 – هدي الأبرار
-
وهو عبارة عن شرح لمنظومة كتبها الرجل في علم الحديث، وصرح في مقدمة هذا الشرح قائلا: لما من الله تعالى بتلخيصها وتهذيبها – يعني طلعة الأنوار – بعد تحصيلها، ندبني إكمال المرام إلى شرح سهل يشفي الغرام، يسمى “هدي الأبرار على طلعة الأنوار.”
وقد استهل هذا الشرح بالثناء على الله تعالى والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم، محددا موضوعه، يقول: “الحمد لله رب العالمين، الذي جعلنا من أمة سيد المرسلين، التي جعلها خير أمة أخرجت للعالمين، ولم يجعلها من عالمين ومتعلمين مشبعين بعرى الحق قاعدين قائمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المؤيد بالكتاب المحفوظ على مر الأحقاب المبين بحديثه الذي لا يحيد عن الصواب تأنى القرآن بالإعجاز وقهر الألباب، وعلى آله وصحبه الذين استندوا في أركان الدين وطهروا الغبراء من رجس الفسقة الملحدين، وبعد فيقول سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم بن الإمام العلوي أعلاه الله تعالى في الدارين، آمين: لما كان علم الحديث أصلا من الأصول، ولا يكون لأكثر الأحكام دونه حصول، إذ عليه مدار الحديث الذي جعله الله للقرآن سلما، يخصص عامه ويبين ما كان مجملا، وكان في هذه البلاد كالكبريت الأحمر، أقوى منه كل بلد وأقفر، ندبني الحال إلى منظومة فيها زوال تلك الغربة، ورجاء الفوز منه تعالى بالقربة، والأمن في القبر والحشر والجسر من الكربة، وقد قدر الله تعالى الشروع فيه منتصف شعبان 1201هـ. والله المستعان ،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم [21].
وبعد هذا الاستهلال جاء بتوطئة قصيرة خصصها للكشف عن أوجه الاختلاف بين القرآن الكريم والحديث القدسي، ليخلص بعد ذلك إلى غرضه الذي هو اختصار مباحث مصطلح الحديث على وجه التفصيل، مجاريا في ترتيبه نهج المتقدمين ،كالحافظ عبد الرحيم بن الحسين العراقي، وجلال الدين السيوطي، في ألفيتهما، وفي الأخير نشير إلى أن جهود الإمام سيد عبد الله في علم الحديث كانت بالغة الأهمية ،فأصبحت بفضلها هذه البلاد الشنقيطية دار حديث وتفسير وفقه، خاصة بعد عودته من رحلته العلمية، مستحضرا ما عرفه حقل الحديث في بلاده من فراغ ،ولهذا شد العزم على أن يسد الثغرات، ويملأ الفراغات، خاصة ما يتعلق بمقررات مادة الحديث النبوي، سعيا منه إلى تعميق الدرس في هذه المادة، وترسخيها في الساحة الشنقيطية.
وقد كان مختصره هدي الأبرار على طلعة الأنوار من أوائل المدونات الحديثية التي أطل طلاب المحظرة الشنقيطية من خلالها على علم مصطلح الحديث، ليسدوا من خلالها نهمهم المعرفي، آخذين بناصية هذا العلم، بعد أن كان التناول محدودا مقتصرا على المطولات الرجزية والمختصرات النثرية [22] .
وقد لقي هذا الشرح عناية كبيرة، فنشر في وقت مبكر في طبعة حجرية بفاس عام 1329هـ برعاية سلطان المغرب المولى عبد الحفيظ، كما تم نشرها حديثا من طرف حفيد المؤلف الشيخ الحضرمي بن خطري، رحمه الله.
وقد اعتمد الرجل في هذا الكتاب عدة مراجع ومصادر، منها ما عول فيه على مؤلفاته كغرة الصباح، ونور الأقاح، ومراقي السعود، ومنها ما اعتمد فيه على غيره كالصحيحين والسنن وموطأ الإمام مالك، وكذا التقريب للإمام النووي، وألفية العراقي، والاستيعاب لابن عبد البر، وكتب شرح الحديث كفتح الباري على صحيح البخاري لابن حجر، وإرشاد الساري على صحيح البخاري لأحمد بن محمد القسطلاني، وشرح الأربعين لابن حجر الهيتمي، والشفاء للقاضي عياض، وشرح الشفاء للشهاب الخفاجي، أما في الفقه وأصوله فقد اعتمد مختصر خليل وتبصرة ابن فرحون، وشرح جمع الجوامع لجلال الدين المحلي، والآيات البينات لابن قاسم ،والبرهان لأبي المعالي الجويني، أما في جانب المناقب فقد رجع إلى الإبريز من كلام سيدي عبد العزيز لأحمد بن المبارك اللمطي، وفي الرقائق اعتمد مطالع المسرات بإيضاح دلائل الخيرات للشيخ محمد المهدي الفاسي الفهري.
ب-غرة الصباح وشرحها نيل النجاح
ويحسن التذكير هنا بأن هذين العنوانين يحيلان على جهود الرجل في شرح جملة من اصطلاحات الإمام البخاري وشروطه في كتاب: الجامع الصحيح. وسنعرض لإبراز أهم المضامين الواردة فيهما تباعا فيما يأتي:
-
1- غرة الصباح
وهو نظم يقارب مائتي بيت بين فيه شرط البخاري وصنيعه في صحيحه، ومقارنته مع صحيح مسلم والموطأ وتقديمه عليهما وعلى غيرهما من كتب الحديث، وغير ذلك من الفوائد العجيبة التي استخرجها العلماء من الصحيح، والتي عجز كثير منهم عن حصرها واستيعابها. يقول في أول هذا النظم[23] :
يقول عبد الله ذو التئام **من بعد إبراهيم بالإمام
العلوي نسبا والوطن ** تجكجة من كل المخوف تومن الحمد لله الذي أتاحا ** فوزا لمن إلى الحديث ارتاحا وبين الموقوف والمرفوعا ** وأظهر الصحيح والموضوعا ثم صلاته مع السلام ** على النبي واسطة الأنام وآله وصحبه بلا انفصام ** ما شعشع البدروما دجى الظلام وبعد فاعلم أن نهج المصطفى ** يرشد كل حائر له اقتفى وكيف لا وهو الضياء الساطع ** باهي ألاي والدليل القاطع وخير ما صنف فيه الجامع ** صنفه محمد المطالع فهذه أرجوزة بها يغوص ** على ثمينة الذي هوى الفصوص أبين فيه ما له الحاج تمس ** مثل الصنيع والذي به التبس وقد أجي بأجنبي عرضا ** محصلا للطالبين غرضا سميته بغرة الصباح ** المبتغي النجاح والفلاح |
|
وهذه الغرة تعتبر اختصارا لمقدمة ابن حجر في كتابه: فتح الباري، ويبدو أن الرجل لم يتتبع المقدمة بكاملها، وإنما اقتصر على نظم فصولها الأساسية رحمة بالطلبة واقتصارا للوقت، لذلك نراه يكتفي في منظومته ببعض فصول المقدمة المذكورة دون البعض الآخر. والفصول التي أهملها هي الخامس والسابع والثامن والتاسع[24] .
ويبدو أن الإمام سيدي عبد الله، لم يركز على مواطن الإبهام والغموض في المقدمة، فقد تجاوزها رحمة بالطلبة، فنظم الفصول الأساسية كي تعلق بالذاكرة وتحصل في الصدور.
وللرجل زيادات على ما ورد في مقدمة ابن حجر، من ذلك مثلا: ذكره لعدد أحاديث الموطأ، والموازنة بينه وبين صحيح البخاري، كما تعرض لمحفوظات بعض أئمة الحديث، كالشيخين والبخاري ومسلم والإمام مالك والإمام أحمد وأبي داود وغيرهم، دون أن ينسى التعرض لألقاب المحدثين حسب تفاوتهم في الحفظ كالحاكم والحافظ والمحدث والراوي[25] .
-
2- نيل النجاح
وهو شرح لنظمه غرة الصباح في اصطلاح البخاري، وقد افتتح هذا الشرح بالثناء على الله والصلاة والسلام على رسوله محددا الموضوع يقول:الحمد لله الذي من علينا بالهداية فهدانا إلى من لا سواه بالحق معبود في كتاب هو الهدى لأولي الألباب ،وبين للناس ما نزل إليهم بحديث الأواب، صلى الله عليه وسلم، وبعد فالله المستعان أن يتيح لنا شرحا اسمه نيل النجاح، على غرة الصباح، ويجعله من العمل المقبول، ويبلغنا به في الدارين غاية المنى والسؤل، فإنه تبارك وتعالى المسؤول، وها أنا أبدأ فيه بمحروسة تجكجة أواخر شوال عام 1203هـ [26].
وإثر ذلك يأخذ في شرح النظم متتبعا أبياته بدقة، بادئا بالوقوف مع شروط الإمام البخاري في جامعه باذلا الجهد في توضيحها، فنراه في تناوله لهذه الشروط في الغرة يقول[27] :
شرط الإمام السيد البخاري ** لإخراج عن موثق الأخباري
من أول السند للصحابي ** بالاتفاق أو على الصواب
ويشرح هذين البيتين بقوله:”أي شروطه في الصحة التي هي أعلى شروط الصحة وذلك أن البخاري ومسلم وغيرهما لم ينقل عن أحد منهم أنه اشترط في الصحة الشرط الفلاني، وإنما عرف ذلك من سبر كشهم قاله القسطلاني وكذلك تلقيناه من المشايخ من المدينة المنورة وفاس”[28] .
ويختم هذا الشرح مصرحا أنه اعتمد في معظمه على كتاب فتح الباري، يقول:
“قد انتهى جمعه معتمدا بالجل من الشرح والنظم على مقدمة فتح الباري شرح البخاري للحافظ ابن حجر”[29] .
ثالثا: الأساليب والأفانين
وفي هذا المحور نعرض لجانب من عناية الرجل بالأساليب البلاغية فيما سطر من منظومات الحديث وشروحها، فعلى الرغم من ابتعاد هذه المنظومات التعليمية عن سياق البلاغة، فإننا نرى هذا الإمام يحرص كل الحرص على أن يطعم مؤلفاته بشيء من الصور البيانية والمحسنات البديعية وذلك ما نعرض في بعض أمثلته فيما يأتي:
-
– العناوين الإيقاعية:
إن القارئ لعناوين الرجل لما سطر من مؤلفات الحديث يدرك جليا أنها تعتمد السجع والإيقاع المؤثر فمن هذه العناوين مثلا: “هدي الأبرار على طلعة الأنوار “”نيل النجاح على غرة الصباح”، وكأن المؤلف بذلك يأخذ بأيدي القراء إلى ساحة علم الحديث ليجذبهم إليه من خلال هذه العبارات المؤثرة القائمة على الرمز والإيحاء والخرق والعدول.
-
– الصور البيانية:
وتلوح جلية من خلال عناوين الكتب كما في غرة الصباح، فمن الواضح أن هذا تعبير بلاغي يقوم على الاستعارة المكنية ليستدرج القراء إلى ساحة هذا الكتاب.
-
– المحسنات البديعية:
تجدر الإشارة هنا إلى أن الرجل اعتمد في نصوصه الحديثية ظاهرة السجع وأكثر منها في شروحه، ومن أمثلة ذلك قوله في مقدمة “هدي الأبرار على طلعة الأنوار :””لما كان علم الحديث أصلا من الأصول، ولا يكون لأكثر الأحكام دونه حصول، إذ عليه مدار الحديث الذي جعله الله للقرآن سلما، يخصص عامه، ويبين ما كان مجملا، وكان في هذه البلاد كالكبريت الأحمر، أقوى منه كل بلد وأقفر، ندبني الحال إلى منظومة فيها زوال تلك الغربة، ورجاء الفوز منه تعالى بالقربة، والأمن في القبر والحشر والجسر من الكربة” [30].
وأكثر من ذلك نراه يعتمد الجناس التام بين “من” التي هي اسم موصول و”من “التي هي فعل ماض من المن التي بمعنى العطاء كما يعرض للجناس الناقص بين الملحمة والمرحمة كما في قوله:
هنا انتهى نظامه بحمـد من ** سألتـه المنى بالإتمـام فمن
مصليـا على نبي الملحمه ** ومنقذ الغرقى نبي المرحمه
خاتمة
وصفوة القول إن الإمام سيدي عبد الله العلوي، يعد بحق رائد مدرسة الحديث النبوي في الربوع الشنقيطية، فهو الذي أرسى دعائمها ورسخها بجهوده المتنوعة ،فقد نظم وشرح وعلق واستدرك وخلف بذلك تراثا ثريا في حقل الحديث النبوي.
والمتتبع لإسهاماته يمكن أن ينتهي إلى عدد من الملاحظات لعل من أبرزها ما يأتي:
- السعي إلى تغطية اهتمامات الطلبة في مادة العلم الحديث، فقد صاغ أهم موضوعات هذه المادة نظما، وعزز ذلك بشروح هيأت للشناقطة نوعا من الاكتفاء الذاتي في حقل الحديث النبوي الشريف.
- في صياغة المادة العلمية المرتبطة بفن الحديث، فقد جمع الرجل بجهوده بين النظم والشرح والاختصار والتعليق والاستدراك.
- العمل على تيسير المادة المعرفية وتبسيطها حتى تسهل على الطلاب، فقد مال في مختلف إسهاماته إلى التبسيط والإيجاز، عاملا على تسهيل المنثور بالنظم وإيضاح المنظوم بالشرح.
- التفنن في صياغة العناوين والصدور في جانبها عن الفواصل السجعية الرفيعة والإيقاعات البديعة التي ترسخ المعرفة في الأذهان، حتى تنطبع في الذاكرة وتحصل في الصدور.
- حضور الحس التاريخي عند الرجل، فقد كان حريصا على أن يحدد تاريخ بداية شروعه في المؤلفات ولحظة انتهائه منها، وقد سقنا أمثلة على ذلك.
الهوامش
[1] – الحديث الشريف علومه وعلماؤه في بلاد شنقيط: جمع وتأليف محمد الحافظ ولد المجتبى، المطبعة السريعة ،انواكشوط 2002م، ص: 05.
[2] – الحياة الثقافية: المختار بن حامدن، الدار التونسية للنشر 1990م، ص: 52.
[3] – الحديث الشريف وعلماؤه في بلاد شنقيط: (مرجع سابق)، ص: 56.
[4] – الحديث الشريف وعلماؤه في بلاد شنقيط: (مرجع سابق)، ص: 07.
[5] – الحديث الشريف وعلماؤه في بلاد شنقيط: (مرجع سابق)، ص: 57.
[6] – الوسيط في تراجم أدباء شنقيط، مرجع سابق، ص: 40 .
[7] – سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي: بين مقتضيات الأحوال في المجال ودوافع الرغبة في التجديد وسد الفراغ: د .التجاني ولد عبد الحميد، مطبعة السلامة، الطبعة الأولى 2010، ص: 159.
[8] – سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي، ص: 159.
[9] – الوسيط، مرجع سابق، ص: 37 – 04.
[10] – المرجع السابق، ص: 651.
[11] – من أعلام الفكر الإسلامي في البصرة: عبد اللطيف الدليشي الخالدي، الطبعة الأولى 1981م، ص: 11.
[12] – أدب الرحلة في بلاد شنقيط، خلال القرنين 12 و13 هـ: محمدن أحمد المحبوبي، م طبعة المنار 2012م ،169.
[13] – المعجم الوسيط، إبراهيم أنيس وآخرون، القاهرة ،1972، مادة طلع ونور.
[14] – المرجع نفسه، مادة برَ.
[15] – أعمال الندوة العلمية، حول الحركة الفكرية والثقافية في بلاد شنقيط، من خلال إسهامات العلامة سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم، علوم الحديث دراية من خلال كتاب : هدي الأبرار على طلعة الأنوار، د. محفوظ بن إدوم، مطبعة جسور، 2022م، ص: 141 بتصرف كبير.
[16] – أعمال الندوة العلمية، حول الحركة الفكرية والثقافية في بلاد شنقيط، ص: 141.
[17] المعجم الوسيط: مرجع سابق، مادة “غرر”.
[18] – هدي الأبرار على طلعة الأنوار: سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي، مطبعة الكرامة، الرباط 2010م، ص: 51.
[19] الحديث الشريف، علومه وعلماؤه (مرجع سابق)، ص: 02.
[20] – الحديث الشريف، علومه وعلماؤه، ص: 651.
[21] – الحديث الشريف، علومه وعلماؤه (مرجع سابق)، ص: 75.
[22] أعمال الندوة العلمية المتقدمة، مرجع سابق، ص: 153 – 451.
[23] – نيل النجاح على غرة الصباح: سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم، مراجعة إسلمُ ولد سيدي محمد، المطبعة الجديدة انواكشوط 1993م، ص: 5.
[24] أعمال الندوة العلمية المتقدمة، مرجع سابق، ص: 731.
[25] – أعمال الندوة العلمية، ص: 139.
[26] – المرجع السابق، ص: 671.
[27] المرجع السابق، ص: 771.
[28] – أعمال الندوة العلمية، ص: 771.
[29] ذات المرجع السابق، وذات الصفحة.
[30] الحديث الشريف علومه وعلماؤه، مرجع سابق، ص 75.
المراجع والمصادر
- أدب الرحلة في بلاد شنقيط خلال القرنين 12 و13هـ، محمدن أحمد المحبوبي ،مطبعة المنار، انواكشوط 2012م.
- أعمال الندوة العلمية، حول الحركة الفكرية والثقافية في بلاد شنقيط، من خلال إسهامات العلامة سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم، علوم الحديث دراية من خلال كتاب: هدي الأبرار على طلعة الأنوار، د. محفوظ بن إدوم، مطبعة جسور، 2022م.
- الحديث الشريف، علومه وعلماؤه في بلاد شنقيط: جمع وتأليف محمد الحافظ ولد المجتبى، المطبعة السريعة، انواكشوط 2002م.
- الحياة الثقافية: المختار بن حامدن، الدار التونسية للنشر، انواكشوط ،الطبعة الأولى 1990م.
- المعجم الوسيط، إبراهيم أنيس وآخرون، القاهرة ،1972م.
- الوسيط لتراجم أدباء شنقيط، أحمد بن الأمين، مطبعة الخانجِي، الطبعة الثامنة 2008م.
- سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي: بين مقتضيات الأحوال في المجال ودوافع الرغبة في التجديد وسد الفراغ: د. التجاني ولد عبد الحميد، مطبعة السلامة، طبعة 1 /2010م.
- من أعلام الفكر الإسلامي في البصرة: عبد اللطيف الدليشي الخالدي، الطبعة الأولى 1981م.
- هدي الأبرار على طلعة الأنوار، لسيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم، الناشر: مطبعة الكرامة، الرباط، 2010م.