المرأة الإفريقية وحضورها في الشأن الديني والواجب التربوي
رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية النيجر
مقدمة
الحمد لله الحكيم، العليم بمصالح العباد والبلاد، شرع لنا من الدين ما تستقيم عليه حياتنا، ورفع قدر الإنسان، وأعلى شأنه، وميزه بالعلم والعقل عن غيره من المخلوقات، وخص العلماء بفقه الشريعة واستنباط الأحكام…
والصلاة والسلام على محمد الأمين، المبعوث بشريعة العدل والرحمة والإصلاح، وعلى آله وأصحابه، حفاظ الدين، وحملة الشريعة، الذين نقلوا عنه بأمانة هذه الملة لمن بعدهم، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين…فمن آياتَ الله – تبارك وتعالى – أنه خلق البشر ذكرا وأنثى، وبث منهما رجالا ونساء: ﴿يَا أيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾[1].
ولا شك أن المرأة من حيث هي شقيقة الرجل سواء أكانت إفريقية أم غيرها- مسلمة أم غيرها، فالمرأة الإفريقية إذن جزء من هذا الكل. والدراسة التي أعتزم إعدادها ستسهم في إبراز الدور الحقيقي والحيوي الذي تضطلع به المرأة الإفريقية في جميع مناحي الحياة الاجتماعية، والاقتصادية، والدينية، والسياسية.
وقد كان سبب اختياري لهذا لموضوع هو ما لاحظته منذ سنوات من جهل كثير من إخوة الإسلام للدور الذي قامت به شعوب المنطقة – من الرجال والنساء – في نشر هذا الدين الحنيف، وبلورته وترسيخ قواعده وأسسه، والسعي إلى التمسك بمثله السامية، وخدمة لغته الجميلة.
ونظرا لاتساع الموضوع، سأتناول باختصار شديد المرأة الإفريقية في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، فلن أتعرض إذن للمرأة الإفريقية في طول القارة وعرضها، وليس ذلك تقليلا من شأنها، أو جهلا بدورها البناء في مجال الثقافة والحضارة واللغة والدين، وإنما من باب ما لا يدرك كله لا يترك جله.
كما سنبحث عن مدى تمكن المرأة في مجتمعات إفريقيا جنوب الصحراء، خصوصا وأن هذه المنطقة الجغرافية هضم حقها كثيرا في البحث والدراسة بوجه عام، والمرأة فيها بوجه خاص، كما أنها تفتقر إلى اهتمام العالم العربي والإسلامي.
وسنتناول هذا الموضوع في مقدمة ومدخل وثلاثة محاور وخاتمة:
- المقدمة: وبها بيان أهمية الموضوع، وما تهدف إليه الدراسة، وسبب الاختيار وخطة البحث.
- المدخل: إفريقيا والإسلام، والإسلام في أفريقيا.
- المحور الأول: وضعية المرأة عند الأمم السابقة ومكانتها في الإسلام.
- المحور الثاني: المرأة الإفريقية وحضورها في الشأن الديني.
- المحور الثالث: المرأة الإفريقية ودورها وحضورها التربوي.
- الخاتمة: وفيها ملخص البحث ونتائجه.
المدخل: إفريقيا والإسلام، والإسلام في أفريقيا
كانت إفريقيا في القديم تطلق على جزء صغير من شمال القارة، يقول أبو عبيد البكري المتوفى سنة 487هـ: “وحدّ إفريقية، طولها من برقة شرقا إلى طنجة الخضراء غربا، واسم طنجة موريتانية، وعرضا من البحر إلى الرمال التي هي أول بلاد السودان”[2]. لكنها في الاستعمال الحديث قارة من أعظم القارات، يفصلها عن أوروبا البحر الأبيض، وعن آسيا البحر الأحمر، وتبعد سواحلها عن الأمريكيتين مسافات شاسعة عبر المحيط الأطلسي، فأكبر طولها من الشمال إلى الجنوب ثمانية آلاف كيلومتر، وأقضى عرضها من الشرق إلى الغرب 7600 كيلومتر[3].
يندهش المؤرخون من السرعة الفائقة التي انتشر بها الإسلام في أنحاء متفرقة ومتباعدة من المعمورة، فقد اكتسح إمبراطوريات وممالك، فأضاءت أنواره الغابات، وسارت المراكب بكلمة: “لا إله إلا الله محمد رسول الله”، في نهر السنغال ونهر النيجر، وكانت الجوامع والجامعات تزدحم بالمصلين وطلبة العلم، وكانت العلوم تنتشر في كل الاتجاهات في تمبكتو، وفي جني، وفي أغاديز، وفي كانم برنو، وكان المسلم في وطنه الكبير لا يعوقه أي عائق، وفي كل مكان يرتفع الأذان يشعر بالطمأنينة والأنس، فكل مسلم له أخ، وكل مسلمة لها أخت، فهو بين ذويه وأهله أنى وجد المسلمون.
إن السر في الانتشار العظيم السريع للإسلام يعود إلى قوة الإيمان بالله أساسا، وهذه هي الحقيقة، وبالعمل بما يقتضيه بلا تردد ولا توقف.
وبالسير الحثيث مع هذا الدين العظيم في تحركه في إفريقيا… لنلتقي معه في ممالك، ونراه قد استقر في البقاع، وأسس حضارة مزدهرة، وهذّب أخلاقا، وقوّم سلوكا، وأنشأ علوما وثقافة، وشيد جامعات تضارع مثيلاتها في شمال إفريقيا وفي الشرق الإسلامي، وكون ممالك وإمبراطوريات؛ في غانا ومالي وسنغاي، وفي كانم برنو، ومدَّ الصلات بين الأجناس والشعوب المختلفة التقاليد واللغات، والألوان وأنماط السلوك، صهر الجميع في بوتقة كادت تكون واحدة، فأزال الحواجز، ومهد سبل الاتصال، وسهل التفاعل المثمر، وحذر من التباغض والتخاصم والتشاحن، ودعا إلى التعاون والتضامن وتقوية أواصر الأخوة بين المسلمين، وألح على أهمية العلم والتفكير في ملكوت الله، والبحث عن المعرفة ولو تجشم الطالب في سبيلها المشاق والمتاعب.
هذا، وعلينا نحن المسلمين أن نعود إلى ديننا الحنيف ونطبقه في سلوكنا، وفي معاملاتنا، ومع الشعوب الأخرى من غير عقد نفسية بل بإيمان وعقيدة راسخة، وعزيمة ماضية، وعمل دؤوب جاد، وبإخلاص وضمير إنساني حي، يراقب ربه في تصرفاته قبل التوجس من ردع سلطان ومخافة عقاب بشر.
المحور الأول: وضعية المرأة عند الأمم السابقة، ومكانتها في الإسلام
أولا: وضع المرأة عند الأمم السابقة
إذا رجعنا إلى التاريخ البشري نجد أن المرأة لاقت في الحضارات القديمة لدى الكثير من الشعوب ألوانا من الاحتقار والظلم، واعتبرها الرجل متاعا لا تتعدى قيمتها إرضاء نزواته وإشباع شهوته الطبيعية، فهي عندهم مخلوق تافه، بل يجادل بعضهم في كونها مزودة بروح، وعدها بعض أكثر تلك الأمم حضارة من سقط المتاع، فكانت تباع وتشترى في الأسواق، وسموها رجسا من عمل الشيطان، وقال قائلهم:
“إن الوباء والموت والجحيم والسم والأفاعي والنار خير من المرأة.”
وكانت المرأة في بلاد العرب، قبل الإسلام ممتهنة في كثير من أحوالها، وقد حدثنا التاريخ أن كبارا من الجاهلين كانوا يتاجرون بأعراض الفتيات فيكرهونهن على مزاولة الدعارة ليأتينهم بالمال، ولا يجدون في ذلك حَرجا، ويؤكد ذلك قول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾[4].
كما كان بعضهم يئدون البنات تخلصا منهن: ﴿وَإِذَاَ بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ﴾[5]. قال تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا﴾[6].
وفي الحقيقة، ليست معاملة العرب للمرأة واحدة، فأوساط النبلاء والأشراف كانوا يعاملون المرأة على درجة كبيرة من الرقي والسمو، وكان للمرأة عندهم حظ وافر ونفوذ كلمة، ومكانتها مصونة، تسل دونها السيوف، وتراق الدماء، وقد تجمع الناس وتفرقهم إذا شاءت، وتشعل نيران الحرب أحيانا إن أرادت، ورغم ذلك يبقى الرجل رئيس الأسرة.
وإذا كان هذا هو وضع المرأة في تصور الحضارات القديمة: عند الإغريق والرومان والهنود وعرب الجاهلية، والأفارقة على ما يأتي وغير هؤلاء، فإن الأمم الغربية، قبل النهضة والحضارة الأوربية المعاصرة، لم تكن أكثر رحمة بالمرأة من الحضارات السابقة: بل هذه الأخيرة أشد ظلما وحيفا لها في عملها، وابتذالها، واتخاذها سلعة معدة للبيع “الجسد” ورواج السلع التجارية، وفي الإعلانات…
وفي عصرنا الحديث كثر الحديث حول المرأة وحقوقها المهضومة، وأصبحت مشكلتها تثار في كل وقت ومكان وفي أكثر الاجتماعات، وتعقد لها المؤتمرات الإقليمية، بل والعالمية فكان جميع مشاكل التخلف التي تواجه كثيرًاً من الدول والشعوب لا تساوي شيئا بجانب حقوق المرأة المهضومة، وتمكينها من هذه الحقوق صار اليوم هدفا أولا لمجموعة من الدول الأوربية وغير الأوروبية.
ثانيا: المرأة عند الأفارقة
واقع المرأة الإفريقية لا يختلف كثيرا في عمومه عن بقية أخواتها عند الأمم الأخرى، حيث كانت في الغالب تعيش تحت السلطة المطلقة للرجل، سواء كان هذا الرجل هو الأب أم الزوج، أم شيخ القبيلة، هذا هو الطابع العام بالنسبة للمرأة الإفريقية.
لكن عندما نتحدث عن هذا الواقع لا بد من تفصيل فيه، لأن وجهات نظر الشعوب الإفريقية إلى المرأة مختلفة بين وجهات نظر سلبية وإيجابية، ومن ذلك نجد:
- أن المرأة لدى بعض الشعوب الإفريقية مظلومة ومسلوبة الإرادة، لا خيار لها في واجبها، ولا رأي لها في اتخاذ القرارات، ينظرون إليها كأنها خلقت من أجل خدمة الزوج وأقربائه، وخدمة المنزل بما في ذلك من طبخ وغسل ملابس وتربية الأولاد ولا دور لها أكثر من هذا.
- وعند البعض الآخر دورها أوسع من ذلك، بل كانت تخرج مع شريكها إلى المزارع وتزرع، وتجلب الحطب، وتسقي الحدائق، وتقوم بالتجارة، كل هذا من أجل توفير مقومات الحياة في البيت.
- كما وجدت– أيضا- نساء في إفريقيا كان لهن دور في سياسة الدولة، سيما زوجة الملك أو الوزير، ولا شك في أن يكون لها رأي في اتخاذ القرارات حول تسيير الدولة، ويؤكد هذا ما يذكر في التاريخ أن زوجة أحد سلاطين إمبراطورية مالي منسا سليمان، حاولت الانقلاب على زوجها.
- وقد كانت القبائل في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى كالطوارق – قبل الإسلام
- تتمتع المرأة عندهم بمكانة مرموقة، وينتسب كثير من الرجال إلى أمهاتهم، ويرث ابن الأخت السلطة بعد وفاة خاله السلطان، وكانوا لا يمارسون تعدد الزوجات، وإلى الآن يعتبر التعدد نادرا جدا عندهم، بخلاف ما هو سائد عند القبائل الإفريقية الأخرى.
لكن من الصعوبة بمكان دراسة واقع المرأة الإفريقية بجميع أبعاده، لأمور منها:
1.ندرة وجود مراجع تتناول واقع المرأة الإفريقية باللغة العربية، بشكل عام وواضح، إلا ما يذكر في المراجع الأجنبية (الفرنسية والإنجليزية)، وأغلبها بعيدة عن الحقيقة، ومع ذلك الوصول إليها صعب.
2.اختلاف واقع المرأة في إفريقيا، حسب اختلاف العادات والتقاليد لدى الشعوب الإفريقية المختلفة.
3.تعاقب الحضارات المختلفة في إفريقيا، مما يجعل واقع المرأة (الإفريقية) يتغير مع تغير الحضارات، مثلا واقع المرأة في الإمبراطوريات التي أقيمت في إفريقيا قبل الإسلام يختلف عن واقعها بعد مجيء الإسلام، ولما جاء المستعمر أخذ شكلا آخر، فيتوجب على من يدرس واقع المرأة (الإفريقية) أن يمر بهذه المراحل كلها. وصعوبة ذلك لا تخفى على أحد.
ولما بزغت شمس الإسلام، ودعا إلى تكريم المرأة واعتبارها إنسانا، أعطاها حقوقا، وأوجب عليها واجبات، ولكن لما رأى دعاة التغريب ما أعطى الإسلام للمرأة من كرامة، حقدوا على الإسلام والمسلمين وغيروا موقفهم القديم من حيث الشكل، ودعوا إلى تحرير المرأة ومساواتها بالرجل، فمن هنا ظهرت فكرة تحرير المرأة، لكن الذي ينظر بين الموقفين، القديم والحديث (الجديد): يجد أن الفرق بينهما في الشكل والأسلوب فقط، لكن النتيجة من الكل ضيء واحد، وهي إهانة المرأة وإنزالها من منزلها الإنساني.
ثالثا: مكانة المرأة في الإسلام
أما المرأة في الإسلام، فهي شقَيقة الرجل، وهما من طينة واحدة، ومن جوهر واحد، كما قال الله تعالى: ﴿يَا أيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾[7]. وقال أيضا: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا﴾[8]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “النساء شقائق الرجال”[9] والشقيق هو الشريك في الأب والأم…
هذه هي المرأة في نظر الإسلام، نفس واحدة خلق منها زوجها وبث منها الجنس البشري، والحكمة يعرفها المبدع الحكيم، أوجد بين جزئيها التكامل، يتجاذبان ويتآلفان تلقائيا لبث النوع واستمراره، ﴿وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾[10].
قال الله تعالى في محكم التنزيل: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُون﴾[11]، فسواها بالرجل في الجزاء الأخروي والمصير، وسواها بالرجال في الحقوق والواجبات، وجعلها عنصرا أساسيا للمجتمع في بناء الجماعة والأمة والدولة، وأناط بكاهلها مسؤولية، وهي بدورها تقوم بأدائها لله سبحانه وتعالى، ثم خدمة للمجتمع لينال ثواب ذلك في دار الآخرة.
من خلال ما سبق تبين أن الإسلام أحل المرأة المكانة اللائقة بها في ثلاثة مجالات رئيسة، وهي:
- المجال الإنساني: فاعترف بإنسانيتها كاملة كالرجل، وهذا ما كان محل شك أو إنكار عند أكثر الأمم المتمدنة سابقا.
- المجال الاجتماعي: فقد فتح أمامها مجال التعلم وأسبغ عليها مكانة اجتماعية كريمة في مختلف مراحل حياتها منذ طفولتها حتى نهاية حياتها، بل إن هذه الكرامة تنمو كلما تقدمت في العمر من طفلة إلى زوجة إلى أم، حيث تكون في سن الشيخوخة التي تحتاج معها إلى مزيد من الحب والحنان والإكرام.
- المجال الحقوقي: فقد أعطاها الأهلية المالية الكاملة في جميع التصرفات حين تبلغ سن الرشد، ولم يجعل لأحد عليها ولاية من أب أو زوج أو رب أسرة [12].
المحور الثاني: حضور المرأة الإفريقية في الشأن الديني
يشكل المسلمون نحو 27 % من سكان إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، الذين يبلغ عددهم نحو 129 مليون نسمة، ويشكلون أغلبية السكان في 9 دول، فإذا كانت النساء يشكلن نصف مجموع السكان، فإن عدد النساء المسلمات في هذه البلاد يبلغ 65 مليون امرأة [13].
وعلى الرغم من ذلك، فإن مستوى التعليم، ومتوسط العمر المتوقع، ومستوى الدخل الفردي في هذه البلاد من أقل المستويات في العالم عموما[14].
والنساء المسلمات في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ذوات خلفيات متعددة كقريناتهن في أي مكان آخر، وتتجلى في الخلافات الأيديولوجية وسط الحركة النسائية هناك.
هذا، وقد حاول الغرب التعتيم على أي حضارة سابقة في إفريقيا جنوب الصحراء، لكن هناك بعض الدراسات المتناثرة، بدأ الأفارقة بأنفسهم تدوينها توضح أن بعض النساء الإفريقيات قدمن أدوارا مهمة في التعليم والحياة العامة في نهايات القرن التاسع عشر مثلا، وهذه الأدوار امتدت إلى القرن العشرين، ومن أهمها: التعليم والقيادة في الجمعيات الأخوية الروحية المعروفة في غرب إفريقيا باسم (الطريقات)، فقد نشطن في عمل جمعيات لها تأثيرها، وإن كانت خاصة بالتعليم الديني فقط.
ومن الأمثلة على ذلك: نساء شمال نيجيريا اللواتي استطعن من خلال الالتحاق بالطرق الصوفية، كالطريقة التجانية والطريقة الصوفية القادرية[15]، الوصول إلى رتبة الإجازة التي تمنح صاحبها صلاحية إدخال الآخرين في الطريقة، كما استمرت الأخريات في عقد حلقات الدرس في المنازل[16].
وفي عام 1985م شهدت نيجيريا مولد (اتحاد جمعيات النساء المسلمات)، وهي تطالب بتحكيم الشريعة الإسلامية، ما أوجد توترا واضحا حول قضايا الإرث بينها وبين المجلس القومي للجمعيات النسائية– وهو مجلس علماني– حيث عارض (اتحاد جمعيات النساء المسلمات) التشريعات التي لا تتماشى مع الشريعة الإسلامية، وقدم لبعض المشكلات الاجتماعية المزمنة حلولا قائمة على تعاليم الإسلام، ودعا هذا الاتحاد بقوة إلى إنشاء محاكم شرعية في الولايات الجنوبية لخدمة المسلمين الذين يعيشون هناك[17].
الأمر الذي لا مراء فيه أن هناك مدا إسلاميا واضحا في إفريقيا جنوب الصحراء، خصوصا بين النساء، لكن في المقابل هناك حشد رهيب لكل القوى التي اتفقت مصالحها من أجل استمرار مسلسل استنزاف القارة، وأقواها الحركة النسوية الغربية، والتي تحاول إيهامنا بشعار (المجتمع المدني عابر القوميات) بينما هو في حقيقة الأمر عبارة عن منظمات غربية بالأساس، وجدت لها وكلاء محليين، ارتضوا أن يقوموا بهذا الدور مقابل مصالح شخصية[18].
هذا، وقد كانت المرأة تعيش في بعض المجتمعات الإفريقية عزيزة في منزل والدها، يأتي الرجل صاغرا يطلب يدها، وللأب أن يرضى أو يرفض، فيدفع الرجل مهرها، ثم تنتقل معه إلى منزله عزيزة كريمة، لتكون ربة البيت ومربية أطفالها، ولكل قبيلة طريقتها في التعامل معها، لكن معظم القبائل تقدر مكانة المرأة، وتحفظ المرأة في الوقت نفسه كرامتها، وتصون عفتها، حرصا على طهارة نسب أولادها، بل إن الفتاة في بعض القبائل إذا فقدت بكارتها لا تجد من يتزوج بها، كما في بعض الأرياف والقرى من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى حتى الآن، خصوصا عند بعض القبائل التي لا تزال أفضل حال من المدن الكبيرة في الترابط الأسرى المتميز، وعفة النساء، والعزة والشهامة والغيرة في صدور الرجال، لهذا تندر لديهم حالات الطلاق [19].
واليوم مع ما تشهده إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من صحوة دينية، نرى للمرأة حضورا ملحوظا ومتميزا في الشأن الديني ومساهمة فعالة، تبشر بخير؛ لما لصلاح المرأة من أثر بالغ في صلاح المجتمع. ومن مظاهر ذلك الحضور، إلى جانب مع عرفت به المرأة المسلمة الإفريقية من التزام بأداء شعائرها التعبدية من صلاة وصيام، وزكاة، نذكر على سبيل المثال ما يأتي:
ـ المدارس النسائية: بدأ ظهور المدارس النسائية الإسلامية مع نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن العشرين وقد كان الذين يتولون التعليم فيها رجالا لقلة النساء المؤهلات لذلك. لكن ذلك الواقع قد شهد تطورا كبيرا اليوم، حيث لا يكاد يخلو حي من أحياء نيامي (عاصمة النيجر) – على سبيل المثال – من مدرسة نسائية، وأصبح النساء هن اللائي يتولين تدريس بنات جنسهن فيها، فتتعلم المرأة في هذه المدارس مهما كان عمرها، أمور دينها، بدءا بتعلم قراءة القرآن، ودراسة الحديث النبوي، وتعلم أحكام العبادات، والسيرة النبوية، والمعاشرة الزوجية، وتربية الأولاد. كما يتعاون المشاركات في تلك المدارس فيما يتعلق بتنميتهن الروحية.
ـ الجمعيات الإسلامية النسوية: توجد اليوم في دول إفريقيا جنوب الصحراء، مثل النيجر، جمعيات إسلامية أنشأها ويديرها نساء مسلمات، تعمل في مجالات متعددة تؤكد حضور المرأة في الشأن الديني، والحضور في الشأن الديني ليس محصورا في ممارسة الشعائر الدينية، بل يتعداها إلى مجال العمل الطوعي من أجل إصلاح المجتمع ومساعدة الناس على معرفة دينهم وممارسته.
ـ الوعظ والإرشاد: للنساء المسلمات الآن مشاركة ملحوظة في الوعظ والإرشاد، ويكون ذلك في مدارسهن وفي وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، وقد بدأ ذلك بشكل خجول في تسعينيات القرن الماضي، ثم أصبح مألوفا شيئا فشيئا.
إن حضور المرأة الإفريقية في الشأن الديني يتنوع بتنوع دورها في شؤون الحياة المختلفة، لكننا نركز هنا على حضورها في الشأن الديني، لكونه من أهم أدوارها في الحياة، ومن أبرز تجلياته: التربية النفسية والخلقية، ويقصد بذلك غرس العقيدة الإسلامية الصحيحة في نفوس الناشئة والأبناء بما في ذلك حب الله ورسوله وتلاوة القرآن، والتدبر في معانيه، وتطبيق ما جاء فيه والقيام بالشعائر الإسلامية ومراقبة الله وتجنب ما نهى الله ورسوله عنه، والتحلي بالأخلاق الإسلامية الفاضلة والآداب الجليلة وتجنب الرذائل والمعاصي؛ فعلى الأم (الإفريقية) المسلمة واجب كبير في هذه الناحية، لأن رعاية الطفل من الناحية الجسدية لا تكفي، بل لا بد من رعاية الجانب الروحي والخلقي، حتى يكفل بناء إنسانيته كإنسان مكون من روح وجسد، قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِين﴾[20].
فلا بد من تلقين الولد أصول الإيمان وأركان الإسلام وأحكام الشريعة لينشأ ثابت العقيدة، لا يتزعزع بالدجل، ولا يتأثر بالتيارات الهدامة، والطفل حين ولادته تكون فكرته سليمة نقية صافية، قال الله تعالى: ﴿فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّه﴾ِ[21].
ومعلم الناس الخير- صلى الله عليه وسلم- يقول: “ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه”[22].
ويقول الإمام الغزالي– رحمه الله-: “فأوائل الأمور هي التي ينبغي أن تراعى، فإن الصبي بجوهره خلق قابل للخير والشر جميعا، وإنما أبواه يميلان به إلى أحد الجانبين”[23]. ولقد فطن بعض علماء التربية والأخلاق الآن إلى أهمية التربية الدينية الروحية وأثرها في إصلاح سلوك الأفراد، وتقويم اعوجاج النفوس بعد التجربة المريرة التي خاضوها حين نشروا العلمانية والإلحاد، فوقعوا في كثير من الأمراض الاجتماعية وكثرة الجرائم والانحلال الخلقي، وعلموا أنه ما من سبيل للإصلاح إلا بالتربية الإيمانية والاهتمام بالجانب الروحي حتى تعيش الفضائل، ويعرف الخير والشر وينعم المجتمع بالقيم والأخلاق الحميدة، كل ذلك وصى به الدين الإسلامي الحنيف في تربية الأولاد على الأسس العقائدية الصحيحة وربطه بخالقه وليس أدل على ذلك من بيان طريقة القرآن ومنهجه في شرح مسلك تربية لقمان لابنه؛ إذ بدأ يعرض عقيدة التوحيد بنهيه عن الشرك ووصفه بالظلم العظيم، قال الله تعالى:
﴿وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم﴾[24]
. ويتبع ذلك بذكر أوصاف يصور بها عظمة الله وعلمه وشمول قدرته وقوته على سائر خلقه، فقال: ﴿يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ﴾[25].
وبعد انتهائه من أمر العقيدة يرشد إلى تحقيق معاني العبودية المترتبة على الاعتقاد بوحدانية الله، وهي: الصلاة وعمل الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجملة الآداب والفضائل الَخلقية الحميدة من صبر وتواضع وتسامح ولين ورفعة، فقال اَلله تعالى: ﴿يَا بُنَيَّ أقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأمُُورِ. وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إَِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ. وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أنْكَرَ الْأصَْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾[26].
والملاحظة في التربية الإسلامية، أنها تربط بين التربية الروحية وبين التربية الخلقية وسلوك الإنسان في الحياة الاجتماعية بوجه عام، وهذه الوصية القرآنية خير ما تقدمها الأم– سواء أكانت أفريقية أم غيرها- لأبنائها وتدربهم عليها وهي مسؤولة عنهم باعتبارها المحضن الأساسي للطفل منذ ولادته إلى أن يشب ويكبر، فهي تتولى شؤونه وأموره صغيرها وكبيرها وتراقب تصرفاته، بل هي القدوة الأساسية أمامه فالطفل مقلد بارع يتبع ما يراه في واقعه لذا واجب على الأم– سواء كانت إفريقية أم غير إفريقية- أن تكون قدوة صالحة ذات سلوك مستقيم فيباشر الطفل بنفسه الاقتداء بها. فعن عبد الله بن عامر– رضي الله عنه- قال: “دعتني أمي يوما ورسول الله- صلى الله عليه وسلم- قاعد في بيتنا، فقالت: هاك تعال أعطيك! فقال لها رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “وما أردت أن تعطيه؟” قالت: “أردت أن أعطيه تمرا”. فقال لها رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة”[27]. إنها تصرفات يسيرة في الظاهر ولأنها عميقة التأثير في السلوك قد خضي رسول الله أن تكون الأم كاذبة، وأنها ستدرب ابنها كما تفعل بعض الأمهات الجاهلات بالتربية الإسلامية، فأراد أن يتأكد من صدقها لعلمه صلى الله عليه وسلم ما سيترك ذلك من أثر في نفسية الطفل البيضاء النقية، لأنه سيتعلم الكذب بالتقليد والإيحاء، وتصبح عادة الكذب لديه مستحكمة، والإسلام كما نعلم ربى الأمة الإسلامية على الصدق ونهاها عن الكذب حتى في المزاح وهكذا في بقية الأخلاق الإسلامية والفضائل الحميدة نرى أن القدوة الصالحة لها أثر كبير في تعلم الطفل وتربيته وتدريبه على التكلم بمختلف الكلمات الخلقية.
المحور الثالث: المرأة الإفريقية والواجب التربوي
يقول معلم الناس الخير، رسول الله– صلى الله عليه وسلم- للعالمين في الحديث الصحيح: “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والأمير راع، والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”[28]. إذا فالآباء والأمهات– سواء كانوا أفارقة أم غيرهم– عليهم جميعا مسؤولية التربية والرعاية والحفظ تجاه الأولاد، ولكن تخصيص المرأة بالذكر في الحديث له دلالة وأهمية.
“فالمرأة في بيت زوجها مسؤولة، ومؤتمنة وربة مملكة، عليها رعاية البنات والبنين والزوج، والمال والخدم والبيت وما حوى. فلتكن للبنين والبنات خير مربية وأحسن مثل في طاعة الله وتقواه، والمحافظة على دينها وتعليمها لأولادها، وأخذهم به.
فأهم واجبات الأم المسلمة واجب التربية الإسلامية الصحيحة لأولادها وتعهدهم بالنصائح المفيدة، ولتعلم أنها المدرسة الأولى للأطفال وعليها يتوقف صلاح الأمة وفسادها “[29].
و”القول: إن كل صلة الأم بولدها تنحصر في الحمل والوضع هو نزول بالإنسان إلى مرتبة الحيوان. فالإنسان كما نعلم يمتاز بطول فترة حضانته لأطفاله وهي ليست حضانة غذائية فحسب كما هي في الحيوان لكنها خلقية روحية عقلية في الإنسان حتى يسهم في تقدم البشرية. هنا لا بد من الأم المسلمة- الإفريقية وغيرها- أن ترعى وليدها وتسعى إلى كمال تربيته، لأن الإخلاص له والحرص على ابتغاء الكمال من كل وجه لا يمكن أن يتأتى له من غير الأم، لأن وراء إخلاصها وحرصها غريزة الأمومة، الأمر الذي لا يمكن أن يرتفع مع وجود الخدم مهما بالغوا في الحرص على الواجب”[30].
ولقد أسس الإسلام قواعد التربية وعني بالطفولة أيما عناية، وحث على تربيته وإعداده ليصبح إنسانا صالحا مثاليا في عقيدته وسلوكه ومعاملته. ومن ناحية أخرى فإننا إذا وازنا ما قرره الإسلام من قواعد تربوية بمبادئ التربية الحديثة– في هذا العصر– التي توصل إليها كبار المربين والمفكرين والأخلاقيين الأجانب فإننا نجدهم لم يأتوا بشيء جديد، وأن القرآن الكريم وسنة الرسول– صلى الله عليه وسلم– قد سبقهم إلى ذلك منذ قرون “[31]، ولو دققنا النظر فإننا نرى أن الرسول– صلى الله عليه وسلم– قد ضرب لنا المثل الأعلى في التَربية من خلال توجيهاته وتعامله مع المسلمين وأطفالهم، ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [32].
هذا، ويمكن تقسيم جوانب الرعاية والتربية بناء على وصايا الرسول الكريم وتوجيهاته في التربية إلى ثلاثة أقسام: التربية الجسدية والنفسية، والتربية الإيمانية الخلقية، والتربية العقلية السلوكية.
أولا– التربية الجسدية والنفسية
ويقصد بذلك المحافظة على جسم الطفل قويا سليما معافى من الأمراض والعلل، لأن العقل السليم في الجسم السليم، و”المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف”[33].
بالإضافة إلى الاهتمام بنفسيته، وذلك بمنحه الحب والحنان والشعور بالأمن والتقدير والتشجيع وتوجيه ميوله وغرائزه إلى ما يعود بالنفع على نفسه ومجتمعه، وكلا الجانبين يتداخلان في التربية ولا يتناقضان، بل هما مكملان بعضهما لبعض كبقية الجوانب الأخرى.
ولقد اهتم الإسلام بالناحية النفسية وحاجة الطفل للحب والحنان والعطف، ورد عن الرسول– صلى الله عليه وسلم– أنه قال: “خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش، أحناه على ولده في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده”[34]. فصفة الحنان والشفقة البالغة هي إحدى الصفات التي نالت بها المرأة درجة الخيرية، ويعلو نصيبها من الخيرية أيضا بمقدار ما تبذل من جهد في القيام بهذا الواجب، فالحب والعطف أساس التعامل كله، وهو الغذاء النفسي إلى جانب الغذاء الجسدي والطفل محتاج لكلا الغذاءين حتى ينمو جسده ويبعث في نفسه دفء الحياة…[35]
ثانيا – التربية الإيمانية والخلقية
ويقصد بذلك غرس العقيدة الإسلامية الصحيحة في نفوس الأبناء، وقد تحدثنا عن ذلك بالتفصيل في المحور الثاني، بما في ذلك حب الله ورسوله وتلاوة القرآن، والتدبر في معانيه، وتطبيق ما جاء فيه والقيام بالشعائر الإسلامية، ومراقبة الله وتجنب ما نهى الله ورسوله عنه والتحلي بالأخلاق الإسلامية الفاضلة والآداب الجليلة وتجنب الرذائل والمعاصي، فعلى الأم المسلمة الإفريقية وغيرها واجب كبير في هذه الناحية، لأن رعاية الطفل من الناحية الجسدية لا تكفي، بل لا بد من رعاية الجانب الروحي والخلقي، حتى تكتمل إنسانيته كإنسان مكون من جسد وروح، قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِين﴾[36].
فلا بد من تلقين الولد أصول الإيمان وأركان الإسلام وأحكام الشريعة لينشأ ثابت العقيدة، لا يتزعزع بالدجل، ولا يتأثر بالتيارات الهدامة، والطفل حين ولادته يكون على فطرة سليمة نقية صافية، قال الله تعالى: ﴿فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّه﴾[37].
والرسول– صلى الله عليه وسلم– يقول: “ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه”[38].
ثالثا – التربية العقلية
إن الإسلام اهتم بجانب العقل كما اهتم بجانب الجسد والروح، وأمر بتنمية هذه الملكة وتسخيرها لمصلحة بني الإنسان فترى القرآن الكريم يأمر بالَتدبر والتفكر وإعمال العقل في استَنباط دقائق وأسرار الكون، فيقول تعالى: ﴿أفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أقْفَالُهَا﴾[39].
فالواجب على الأم المسلمة الإفريقية وغيرها التعاون مع الأب الذي يكون له الدور الأكبر في الاهتمام بالناحية العقلية لدى الطفل وتنمية مواهبه ومهاراته، حيث يتميز الطفل في مراحله الأولى بشدة الانتباه، وكثرة الأسئلة والخيال الواسع في كثير من المجلات؛ لذا ينبغي على الأم أن تلاحظ مدارك الطفل وتجيبه على الأسئلة بأجوبة مقنعة صحيحة تلائم سنه ومقدار فكره، وأول ما يجب أن يتعلمه الطفل قراءة القرآن الكريم ثم يتعلم الكتابة. يقول الله تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ﴾[40].
فالقراءة والكتابة هما الوسيلتان اللتان يتعرف بهما الإنسان على العلوم والمعارف فتزداد معارفه وينمو عقله، فعلى الأم الإفريقية وغيرها أن تشجع أبناءها على العلم والتعلم. وذلك بتهيئة الجو المناسب وتعويدهم على النظام في النوم واللعب والتعلم وتساعدهم على فهم ما غمض على أذهانهم من العلوم والمعارف، وعليها أن تعودهم على التأمل والتفكير والاستنباط، فلا تترك فرصة إلا وتلفت انتباههم إلى عظم قدرة الله في نعمه ومخلوقاته، وقد مدح الله هذه الصفة في الإنسان[41] فقال: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ )190( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار﴾[42].
ولقد فرض الله تعالى على الآباء والأمهات أفارقة وغيرهم حسن تربية الأولاد البنين والبنات، وجعل تربية الأولاد والأحفاد أمانة في أيدي القائمين عليهم من جملة الأمانات، يسألون عنهم يوم الدين كما يسألون عن سائر الواجبات. فالمسؤولية الأبوية عموما والأم خصوصا عظيمة أمام الله في شأن (تربية) أولادهما، ولكنها تكون في مراحلها الأولى أكثر التصاقا بالأم كونها تقضي مع طفلها وقتا أطول مما يقضيه والده معه، فهي التي تهتم برعاية شؤونه وتوجهه، خاصه أن الطفل يبدو في هذه المرحلة شديد التعلق بها، الأمر الذي يسهل عليها مهمتها في زرع أصول العقيدة السليمة في نفسه وتعويده على محاسن الأخلاق ومحمودها، وتحذيره من مفاسد هذه الأخلاق ومضارها.
يتبين مما سبق أن رعاية الطفل من الناحية الجسدية لا تكفي، بل لا بد من رعاية الجانب الروحي والخلقي، لما سبق، حتى يكفل بناء إنسانيته كإنسان مكون من روح وجسد، قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِين﴾[43]. فمن دور المرأة المسلمة الإفريقية وغيرها باعتبارها مربية غرس العقيدة الإسلامية الصحيحة في نفوس الناشئة والأبناء، بتلقينهم أصول الإيمان وأركان الإسلام وأحكام الشريعة لينشؤوا ثابتي العقيدة، والطفل حين ولادته تكون فكرته سليمة نقية صافية، على ما سبق عن ذكرنا، قال الله تعالى: ﴿فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّه﴾ِ[44]، وفي الحديث الصحيح: “ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه”[45].
فعلى الأم المسلمة أيا كانت وأينما وجدت أن تكون ذات عقيدة صحيحة، سليمة من الانحرافات، مؤمنة تطبق أركان الإيمان وتؤدي شعائر الإسلام، وتلتزم بالأخلاق الإسلامية الحميدة حتى تكون خير قدوة لأبنائها في تربيتهم، التربية الإيمانية والخلقية الصحيحة. ومن واجبها أن تتعهد أبناءها بغرس الأصول الإيمانية في نفوسهم عن طريق الموعظة والقصة، لأن الأطفال في صغرهم يرغبون في أسلوب القصص لما فيها من عنصر التشويق والإثارة، فبدلا من أن تحكي لهم قصص الخرافات والغرائب عليها أن تقص عليهم قصصا صحيحة من القرآن الكريم وسير الرسل والأنبياء الكرام، وقصص الأبطال والعظماء من الصحابة والتابعين ورجال السلف الكرام حتى يترسخ في ذهن الطفل حب هؤلاء والاقتداء بهم…
وعليها أن تتوخاهم بالنصيحة والإرشاد، في أوقات مناسبة وبأسلوب يناسب سنهم ومستواهم في الإدراك والفهم، وخير مثل يضربه لنا رسول الله، معلم الإنسانية الخير صلى الله عليه وسلم في تعهده للصغار بالموعظة ما رواه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: كنت خلف النبي يوما، فقال: “يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله. واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بما كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك.
رفعت الأقلام وجفت الصحف “[46].
يدل هذا الحديث على المناسبة التامة بتربية الأطفال وتغذية نفوسهم بالعقائد الإسلامية وغرس الأعمال الصالحة في نفوسهم لينشئوا نشأة حسنة علماء بدينهم، عاملين بتعاليمه، حريصين على حسن أدائها حتى إذا كبروا كانوا مرجعا لغيرهم، كما كان شأن عبد الله بن عباس وغيره من الصحابة الأجلاء الذين كانوا نعم الموائل والملجأ للمسلمين بعد النبي– صلى الله عليه وسلم- “[47].
وعلى الأم– سواء كانت إفريقية أم غيرها- أن تعلم أبناءها الفرائض الواجبة على كل مسلم حسب تطوره في السنة، فالصلاة يؤمر بها “ابن السابعة كما بين رسول الله في قوله: “مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع”[48].
يقول صاحب عون المعبود في شرح الحديث: “مروا” من الأمر “أولادكم” يشمل الذكور والإناث، “وهم أبناء سبع” ليعتادوا أو يسنوا بها، “واضربوهم وهم عشر، “لأنهم بلغوا أو قاربوا البلوغ، “وفرقوا بينهم في المضاجع” أي المراقد، قال المناوي في فتح القدير: أي فرقوا بين أولادكم في مضاجعهم التي ينامون فيها، إذا بلغوا عشرا، حذرا من غوائل الشهوة، وإن كن أخوات. قال الطيبي: جمع بين الأمر بالصلاة والتفرقة بينهم في المضاجع في الطفولة تأديبا لهم، والأمر لله كله، وتعليما لهم المعاشرة بين الخلق، وأن لا يقفوا مواقف التهم فيجتنبوا المحارم”[49].
إن دقائق التربية وأسرارها بالمعنى الصحيح لا يتكامل إلا في “التربية الإسلامية “التي جمعت بين خصائص الروح والجسد، وقدمت إنسانا نموذجا ليس له مثيل مهما وضع علماء الأخلاق من نظريات وجاءوا به من الفلسفات فإنها لن تصل إلى كمال وجمال التربية الإسلامية الأصلية.
هذا ما يجب على الأم سواء كانت إفريقية أم غيرها تعلمه والعمل به، فإنها لو اتخذت من أسلوب ومنهج التربية الإسلامية منهاجا لها، وطريقة مثلى لتعليم صغارها، فإنها ستصل حتما في النهاية إلى إعداد جيل سليم متكامل.
وكذلك يجب عليها في كل الفروض الباقية، أن تحبب إليهم أداءها على حسب طاقتهم وأعمارهم (كالصيام) فتدربهم عليه، وكذلك إخراج الزكاة والصدقة المفروضة وغيرها من العبادات كالدعاء وقراءة القرآن وحفظه والتدبر في معانيه وتطبيق ما جاء فيه من أوامر واجتناب ما ورد فيه من نواه. وعلى الأم أن تعود أبناءها على خلق الحياء؛ لأن “الحياء لا يأتي إلا بخير”[50].
وعليها أن تدرب ابنتها على الاحتماء في الملبس والمظهر حتى تتعود على ذلك، فتنشأ مهذبة، محبة للتستر والحجاب، فإذا ما وصلت سن البلوغ تقوم بما فرض الله عليها من حجاب برضى وسعادة. وكذلك كل خلق إسلامي يجب على الأم المسلمة الإفريقية وغيرها أن تحببه إلى نفوس أبنائها، وتدربهم على التحلي به في السلوك والمعاملات، وتحذرهم من الرذائل الخلقية وآثارها حتى يستطيع الأولاد التمييز بين الخير والشر، والفضيلة والرذيلة، فالأخلاق ثمرة العقيدة والعبادة الصحيحة تظهر آثارها في السلوك. قال الله تعالى في وصف نبيه الكريم: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾[51].
فالأم- سواء إفريقية أم غيرها- هي المدرسة الأولى يتعلم فيها الأبناء أول دروس الحياة، وهي القدوة المثلى أمامهم فيجب أن تتحلى بالأخلاق الفاضلة وتتمسك بالآداب والقيم الإسلامية فيوافق النصح بالكلام التطبيق العملي، فتعلمهن آداب الاستئذان داخل البيت وخارجه، والتحية وآداب الكلام، واحترام الكبير والعطف على الصغير، وإكرام الضيف، ومساعدة الجار، والعطف على الفقراء والمساكين وإغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، وبر الوالدين وصلة الرحم والصدق والأمانة والإيثار والحلم والصبر والعفو والتواضع والجرأة الأدبية والدفاع عن الحق، والجهاد وبذل النفس والمال في سبيل إعلاء كلمة الحق، وتنهاهم عن رذائل الأخلاق كالكذب والنميمة والسرقة والسخرية والغرور والكبر والسباب والشتم والجبن والخوف والجور.
هذا غيض من فيض في بيان ما على المرأة المسلمة الإفريقية وغيرها باعتبارها أُمّاً ينبغي قيامها بما ذكر سالفا لأداء واجبها التربوي. والمرأة تقوم بذلك في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بشكل متفاوت يصعب قياسه وتقييمه، ولا شك أن دورها ذلك تكتنفه جوانب نقص راجع إلى النقص الإنساني، ولكن المهم أن المرأة الإفريقية المسلمة في عصرنا هذا تسعى باستمرار للتحسن وتحسين أدائها فيما يتعلق بواجبها التربوي.
هذا، ولا ينحصر واجب المرأة الإفريقية المسلمة في تنشئة الأولاد في البيوت وتربيتهم تربية إسلامية، بل لهن مشاركة في التربية المجتمعية العامة، ومن ذلك مشاركتهن في التعليم الرسمي في المدارس في كل المستويات، وكل التخصصات. وفي مجال الدراسات الإسلامية واللغة العربية، يجدر هنا التمثيل بمشاركة النساء في التعليم الفرنسي العربي في النيجر الذي هو أحد شقي النظام التعليمي في البلد، فهناك نساء مدرسات للمواد العربية والإسلامية في المرحلة الابتدائية والإعدادية، والثانوية والجامعية.
خاتمة
وأختم بذكر مآل المجتمع الملتزم بهدي الله عز وجل، وهدي النبي عليه الصلاة والسلام، في جميع شؤونه، كما جاء في الذكر الحكيم: ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ. سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّار﴾[52].
وأخيرا، أرجو أن يكون هذا العمل المتواضع تذكرة لإخوة الإسلام وأبناء المنطقة، وخاصة طلاب الجامعات؛ ليقوموا بالبحث والتنقيب عن تراثهم الوفير، كي يزيلوا عنه ما تراكم عليه من نسيج العنكبوت، وما طمره من غبار الإهمال والنسيان، حيث ترقد آلاف المخطوطات العربية الإسلامية تنتظر موتا محققا إذا لم تنقذها أيد مخلصة وعقول نيرة من أحفاد الذين ضحوا بالوقت الثمين وبالشباب المتوثب في سبيل الدراسة والتأليف حفاظا على اللغة العربية والإسلام وإظهارا للحضارة العربية الإسلامية في هذا الجزء من الوطن الإسلامي الكبير.
نسأل الله تعالى، رب العرش العظيم، أن يرزقنا جميعا التأدب بآداب الإسلام، وأن يرزقنا اتباع سنة سيد الأنام بمنه وكرمه.
الهوامش
[1] -سورة النساء، الآية:1.
[2] -ينظر: القاسم البيهقي، بعض مراكز الإشعاع الإسلامي في إفريقيا جنوب الصحراء.
[3] -المرجع نفسه.
[4] -سورة النور: 33.
[5] -سورة النحل: 58.
[6] -سورة الإسراء:31.
[7] -سورة الحجرات، من الآية 13.
[8] -سورة النساء الآية:1.
[9] -أبو داود، سنن أبي داود، باب في الرجل يجد البلة في منامه، 236.
[10] -سورة النساء، الآية:1.
[11] -سورة النحل الآية:97.
[12] -ينظر: فاطمة بنت خليل، دور المرأة بين الأصالة والمعاصرة.
[13] -ينظر: إبراهيم موسى، البلدان الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى منذ بدايات العشرين حتى الآن، ترجمة مهام عبد السلام.
هناك إحصائية أخرى لوكالة (فيدس بروما) تقول: إن عدد المسلمين في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى يبلغ 234 مليون نسمة في عام 2010م. www.Fides.org
[14] -أ. سيدة محمود محمد، هل تحمل الحركة النسوية مشعل الحضارة للمرأة الإفريقية جنوب الصحراء؟ قراءات إفريقية، ص: 54 محرم- ربيع الأول 1436هـ/ يناير ـ مارس 2015م، العدد:23.
[15] -لمزيد من المعلومات حول هذه الطرق وغيرها من الطرق الصوفية، ينظر: مجموعة مؤلفين: أوضاع المسلمين في إفريقيا جنوب الصحراء، معهد مبارك قسم الله للبحوث والتدريب 2010م.
[16] -ينظر: إبراهيم موسى، مرجع سابق.
[17] -إبراهيم موسى، مرجع سابق.
[18] -أ. سيدة محمود محمد، ص: 64.
[19] -أ. سيدة محمود محمد، ص:73.
[20] -سورة الحجر: الآية: 29.
[21] -سورة الروم: الآية: 3.
[22] -مسلم في صحيحه، كتاب القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة: 4 /2047.
[23] -إحياء علوم الدين: 3 /74.
[24] -سورة لقمان: 13.
[25] -سورة لقمان: 16.
[26] -سورة لقمان: 17 – 19.
[27] -عون المعبود شرح سنن أبي داود، كتاب الأدب، باب التشديد في الكذب، 13 /335، وقال المنذري: مولى عبد الله مجهول.
[28] -البخاري، صحيح البخاري، كتاب النكاح، باب المرأة راعية في بيت زوجها: 7 /41.
[29] -د. كامل سلامة الدقس، نفحات من السنة، ط:2. ص:105.
[30] -د. محمد محمد حسين، حصوننا مهددة من داخلها، ط:8. ص:91.
[31] -حسن ملا عثمان، الطفولة في الإسلام، ص:68.
[32] -سورة التوبة: الآية: 128.
[33] -أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب القدر، باب في الأمر بالقوة وترك العجز، 2664.
[34] -أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب النكاح، باب إلى من ينكح وأي النساء خير:7/7.
[35] -ينظر: د. مكية مرزا، مشكلة المرأة المعاصرة وحلها في ضوء الكتاب والسنة، دار المجتمع، ط:1، 1401هـ/1990م. ص:85.
[36] -سورة الحجر: من الآية:29.
[37] -سورة الحجر: من الآية:29.
[38] -أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة: 4 /2047.
[39] -سورة محمد: من الآية: 24.
[40] -سورة العلق: الآيات:1 – 4.
[41] -د. مكية مرزا، مرجع سابق.
[42] -سورة آل عمران: الآيتان: 190 – 191.
[43] -سورة الحجر: الآية: 29.
[44] -سورة الروم: الآية:3.
[45] -أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة: 4 /2047.
[46] -المباركفوري، تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، كتاب صفة القيامة: 7:319، قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
[47] -د. كامل الدقس، من الأدب النبوي، ص:149.
[48] -عون المعبود شرح سنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب متى يؤمر الغلام بالصلاة: 2 /162. قال المنذري: وأخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح.
[49] -نفس المصدر، عون المعبود شرح سنن أبي داود مع شرح الحافظ ابن قيم الجوزية: 2 /161 – 162.
[50] -أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب الحياء، 8 /35.
[51] -سورة القلم: الآية:4.
[52] -سورة الرعد: 23 – 24.
قائمة المصادر والمراجع
- القرآن الكريم، برواية حفص عن عاصم.
- إبراهيم موسى، البلدان الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى منذ بدايات العشرين حتى الآن، ترجمة مهام عبد السلام.
- أبو حامد الغزالي، إحياء علوم الدين.
- أبو داود، سنن أبي داود.
- البخاري، صحيح البخاري.
- حسن ملا عثمان، الطفولة في الإسلام.
- سيدة محمود محمد، هل تحمل الحركة النسوية مشعل الحضارة للمرأة الإفريقية جنوب الصحراء؟ مجلة قراءات إفريقية، محرم – ربيع الأول 1436هـ /يناير- مارس 2015م، العدد:23.
- عون المعبود شرح سنن أبي داود.
- فاطمة بنت خليل، دور المرأة بين الأصالة والمعاصرة.
- القاسم البيهقي، بعض مراكز الإشعاع الإسلامي في إفريقيا جنوب الصحراء.
- كامل الدقس، من الأدب النبوي.
- كامل سلامة الدقس، نفحات من السنة.
- المباركفوري، تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي.
- مجموعة مؤلفين: أوضاع المسلمين في إفريقيا جنوب الصحراء، معهد مبارك قسم الله للبحوث والتدريب 2010م.
- محمد الأمين سوادوغو: المرأة الإفريقية في مصيدة التغريب، مجلة قراءات إفريقية، العدد:23، محرم ـ ربيع الأول 1436هـ/ يناير مارس 2015م.
- محمد محمد حسين، حصوننا مهددة من داخلها، ط: 8.
- مكية مرزا، مشكلة المرأة المعاصرة وحلها في ضوء الكتاب والسنة، دار المجتمع، ط: 1، 1401 هـ/1990م.