اختتام الدورة الثالثة لمسابقة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده
دار السلام – أسدل، اليوم الأحد (14 غشت 2022) بدار السلام بجمهورية تنزانيا الاتحادية، الستار على الدورة الثالثة لمسابقة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده بحفل توزيع الجوائز على الفائزين.
وهكذا، عادت الرتبة الأولى، في فرع الحفظ الكامل مع الترتيل برواية ورش، لكاتبي مرتضى أولاتجي (نيجيريا)، والمرتبة الثانية لعبد الناصر حسن إبراهيم (الصومال)، فيما حاز المرتبة الثالثة المتسابق خطري الدخي (موريتانيا).
أما في فرع الحفظ الكامل مع الترتيل بباقي القراءات والروايات الأخرى، فقد كانت المرتبة الأولى من نصيب عبيد الله أبو بكر (النيجر)، متبوعا بأحمد إبراهيم تيام (غامبيا)، فيما حلّت سايمة حسن سليماني (تنزانيا) ثالثة.
وفي فرع التجويد مع حفظ خمسة أحزاب على الأقل، فقد حصل على المرتبة الأولى أحمد سليم مكويوا (تنزانيا)، فيما آلت المرتبة الثانية لعمر أحمد توري (غينيا كوناكري)، ليحل في المرتبة الثالثة عبد السميع عبد الرحمان حسين (الصومال).
وإلى جانب تسليم الجوائز للفائزين، حرصت مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة على تكريم أصغر المشاركين من الذكور والإناث، وهما عبد الله فاضل جالو (9 سنوات) من سيراليون، وجويرية حبيب الرحمان (10 سنوات) من كينيا. كما كرّمت أصغر حافظ وحافظة للقرآن الكريم بجمهورية تنزانيا؛ ويتعلق الأمر بكل من عبد الملك رمضان سليمان وهجرة طاهر علي.
وعلاوة على ذلك، احتفت المؤسسة بشيخ من شيوخ القرآن الكريم الكبار بجمهورية تنزانيا (الشيخ آدم أحمد عبد الله)، وأشهر قرائها (محمد ناصر عمران).
وقد نظمت المؤسسة بهذه المناسبة حفلا تكريميا تخللته قراءات قرآنية ومداخلات أشادت كلها بالنجاح الذي عرفته فعاليات المسابقة سواء على مستوى التنظيم أم على مستوى المتسابقين والمتسابقات.
وبهذه المناسبة أعربت السيدة سامية حسن صلوحي رئيسة جمهوريا الاتحادية، في كلمة ألقاها بالنيابة عنها رئيس وزراء تنزانيا، قاسم مجاليوا، عن شكرها لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على “بناء هذا المسجد العظيم” الذي احتضن المسابقة، مشيدة بتنظيم هذه المسابقة برحاب مسجد محمد السادس بدار السلام، منوهة بمستوى المتسابقين الذي شاركوا في المسابقة، واعتبرت أن “كل المشاركين فائزون بدون استثناء”.
كما أكدت السيدة سامية حسن صلوحي أن “هذه المسابقة تأتي في وقت نحن بحاجة إليها”، مضيفة أن “هذا اللقاء القرآني من شأنه أن يساهم في “تقويم أخلاق الأمة”.
وعلاوة على ذلك، أشادت رئيسة تنزانيا بتنظيم مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، على هامش المسابقة، معرضا للمصاحف القرآنية، منوهة أيضا بتنظيم ورشة كتابة المصحف الشريف، وهي “أول ورشة قرآنية تقام في تنزانيا”.
من جهته، أعرب رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بتنزانيا، مفتي الجمهورية، الشيخ أبو بكر الزبير بن علي امبوانا، عن عميق شكره وامتنانه لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس على رعاية جلالته لتنظيم هذه المسابقة وعلى العناية الكريمة التي ما فتئ جلالته يوليها للقرآن وأهله.
كما أشاد بمساهمة كافة المتدخلين في إنجاح الدورة الثالثة من مسابقة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في حفظ القرآن في تنزانيا، منوها بالمستوى العالي الذي عرفته المسابقة من حيث الدقة التنظيم والخبرة في الإشراف.
وأضاف أن هذه الدورة كانت ناجحة وتفوقت على الدورتين السابقتين، مشيرا إلى أن الشعب التنزاني كافة كان سعيدا بتنظيم هذه المسابقة في بلاده.
من جانبه أكد محمد يسف الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، في كلمة ألقاها نيابة عنه، عضو المجلس العلمي الأعلى،إدريس خليفة، أنه في خضم الأزمات والحروب الراهنة والتهديدات المتعددة التي تطال الإنسانية، “لا يوجد كتاب يمكن أن يجمع الناس إلا هذا الكتاب العزيز”، معتبرا، في هذا الصدد، أن “القرآن الكريم هو كتاب حقوق الإنسان، فهو كتاب فيه حقوق الله سبحانه وتعالى وفيه حقوق الإنسان”.
ودعا الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى إلى تعزيز التعاون بين العلماء الأفارقة خدمة للإسلام والمسلمين، وقال إن علماء المغرب “يمدون يدهم إلى علماء تنزانيا وإلى علماء عموم إفريقيا” لتعزيز التعاون المتبادل، لاسيما من خلال المجلس العلمي الأعلى ومؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، وذلك بما يعود بالنفع على البلدان الإفريقية وعلماء المسلمين في العالم أجمع.
وأشار إلى أن هذه “التظاهرة الكريمة، التي يحتضنها هذا المسجد العظيم الذي أعطى انطلاقه أشغاله أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لمظهر من مظاهر العناية بالإسلام وكتاب الله العزيز”، لافتا إلى الدور الذي تضطلع به المساجد في التثقيف وتعليم أحكام الدين ومبادئ التضامن والسلم والمحبة.
من جهته، أكد الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، سيدي محمد رفقي، أن نتائج هذا اللقاء القرآني القاري، الذي أضحى “سنة ميمونة” تحت رعاية أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، كانت “مُرضية وفي غاية الأهمية”، وأفرزت نخبة من الحفاظ والحافظات لكتاب الله العزيز، مع الضبط لمختلف الروايات المتواترة المعتمدة، ما يجسد التقدم الذي عرفته المسابقة في دورتها الثالثة.
وأشار إلى أن المسابقة خلصت إلى تسجيل “مستوى عال” للقراء والحفاظ الأفارقة، ذكورا وإناثا، بمختلف أعمارهم، منوها بالمستوى الرفيع الذي أبان عنه جميع المشاركين والمشاركات، بدون استثناء، في الحفظ والضبط لقواعد الترتيل والتجويد، ما يعكس عناية واهتمام المشايخ الأفارقة بالكتاتيب القرآنية ودور تحفيظ القرآن الكريم في بلدان القارة خدمة لكتاب الله تعالى.
وخلص الأمين العام للمؤسسة إلى القول “إننا نسير في درب تحقيق المقاصد والغايات التي رسم خطتها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس”.
من جانبه، قال المشرف العام على المسابقة، عبد اللطيف البكدوري الأشقري، إن المسابقة شارك فيها 21 متسابقا في فرع الحفظ الكامل مع الترتيل برواية ورش عن نافع، و33 مشاركا في فرع الحفظ الكامل مع الترتيل بمختلف القراءات والروايات الأخرى، و32 مشاركا فرع التجويد مع حفظ خمسة أحزاب على الأقل، ليكون مجموع المشاركين في هذه الدورة الثالثة 86 مشاركا، منهم 13 من الإناث.
وبعد أن أوضح أن أعمار المتسابقين تراوحت بين 9 سنوات و37 سنة، أشار البكدوري الأشقري إلى أن المستوى كان “متقاربا” بين أصحاب المراتب الأولى، ما جعل التمييز بينهم يستند إلى مراحل دقيقة، وهذا يدل على “المستوى الرفيع” الذي جرت فيه أطوار المسابقة.
ولفت إلى أن نوعية المشاركة في فرع الحفظ الكامل مع الترتيل برواية ورش عن نافع قد “تحسنت ونمت”، مقارنة مع الدورة السالفة، مبرزا أن هذا التحسن يعود، من بين أمور أخرى، إلى تنظيم هذه المسابقة القرآنية.
شهدت هذه المسابقة القرآنية حضور رؤساء وأعضاء فروع المؤسسة من 34 بلدا إفريقيا، ومشاركة 86 متسابقا يمثلون فروع المؤسسة الأربعة والثلاثين، الذين تنافسوا على مدار ثلاثة أيام على المراكز الأولى في ثلاثة فروع؛ وهي فرع الحفظ الكامل مع الترتيل برواية ورش عن نافع، وفرع الحفظ الكامل مع الترتيل بمختلف القراءات والروايات الأخرى)، وفرع التجويد مع حفظ خمسة أحزاب على الأقل.
كما حضر الحفل، الذي عرف حضورا إعلاميا مكثفا، عدد من الشخصيات الدينية والعلمية والدبلوماسية من المملكة المغربية وجمهورية تنزانيا الاتحادية ومن بعض البلدان الإفريقية الأخرى.
يشار إلى أن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة خصصت للفائزين الثلاثة الأوائل عن كل فرع من فروع المسابقة القرآنية مكافآت رمزية قيمة وتشجيعية، فيما أضيف للفائزين الثلاثة في فرع رواية ورش مبلغ تحفيزي إضافي لكل واحد من الفائزين.
وقد استفاد جميع المشاركين في هذه المسابقة القرآنية من ورشة كتابة المصحف الشريف، أطرها خبراء في فن الخط والرسم والضبط والتصحيح.
(و.م.ع) بتصرف