افتتاح مسجد محمد السادس بأبيدجان بكوت ديفوار
أبيدجان (و.م.ع) – تنفيذا للتعليمات السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أشرفت اليوم (05 أبريل 2024) مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، بالتعاون مع كل من سفارة المملكة المغربية في أبيدجان والسلطات الإيفوارية المختصة، بما في ذلك المجلس الأعلى للأئمة والمساجد والشؤون الإسلامية في كوت ديفوار (كوزيم) وفرع المؤسسة بأبيدجان، على الافتتاح الرسمي لـ مسجد محمد السادس بأبيدجان ، وذلك بمناسبة صلاة الجمعة.
وحضر الافتتاح أيضا رئيسة مجلس الشيوخ، كانديا كامارا، ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بكوت ديفوار، أوغيني أكا أويلي، وشيخ الأئمة عثمان جاكيتي، رئيس المجلس الأعلى للأئمة والمساجد والشؤون الإسلامية بكوت ديفوار.
كما جرى افتتاح هذا الصرح الديني بحضور وفد من مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، يقوده الأمين العام للمؤسسة محمد رفقي، وسفير المغرب بكوت ديفوار عبد المالك الكتاني، ورئيس فرع المؤسسة بكوت ديفوار مصطفى صونطا، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات المغربية والإيفوارية.
وألقى خطبة صلاة الجمعة رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة سوس ماسة، ممثلا عن المجلس العلمي الأعلى، اليزيد الراضي، الذي تطرق إلى قيمة الأخوة في الإسلام وللعلاقات المتينة التي تجمع بين المغرب وكوت ديفوار على جميع الأصعدة.
وبهذه المناسبة أكد المستشار الخاص لرئيس جمهورية كوت ديفوار، المكلف بالشؤون الدينية والاجتماعية، ادريسا كوني، أن مسجد محمد السادس بأبيدجان، يجسد تميز العلاقات العريقة القائمة بين المغرب وكوت ديفوار.
وأبرز السيد كوني، الذي مثل الرئيس الإيفواري حسن واتارا في الافتتاح الرسمي لمسجد محمد السادس بأبيدجان، أن “هذه الجوهرة المعمارية”، التي تعجز الكلمات عن وصفها، تعكس “الروابط العريقة ومتعددة الأبعاد” التي تجمع بين كوت ديفوار والمغرب.
واعتبر المستشار الخاص لرئيس الجمهورية، في تصريح للصحافة، أن هذه الروابط القائمة منذ قرون تتجلى في صداقة متينة تتجسد في مختلف الإنجازات التي تم القيام بها في إطار التعاون بين البلدين، على غرار مسجد محمد السادس بأبيدجان.
وقال السيد كوني إن هذا المسجد يعكس أيضا علاقة الصداقة والأخوة التي تربط قائدي البلدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وفخامة الرئيس حسن واتارا.
وخلص إلى أن “رئيس الجمهورية يوجه شكره لجلالة الملك وللشعب المغربي قاطبة على هذا المسجد الذي يجسد بشكل لافت عمق التعاون بين البلدين الصديقين وبين الشعبين الشقيقين”.
من جهته، أكد المستشار الأكبر للجمهورية، علي كوليبالي، أن مسجد محمد السادس بأبيدجان يعكس بوضوح تميز العلاقات بين المغرب وكوت ديفوار، فضلا عن كونه يشكل رمزا قويا لأواصر الأخوة بين الشعبين المغربي والإيفواري.
ومن جانب آخر أكد الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، محمد رفقي، أن مسجد محمد السادس بأبيدجان، الذي تم تشييده تنفيذا للتعليمات السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يعد معلمة لتكريس قيم التسامح والانفتاح التي يدعو إليها الدين الإسلامي الحنيف.
وقال السيد رفقي، في تصريح للصحافة، إن هذا الصرح الديني يشكل عربون محبة وإخلاص من صاحب الجلالة والمملكة المغربية تجاه الشعب الإيفواري الشقيق، مضيفا أن هذه المعلمة ستضطلع بدور أساسي في ترسيخ الثوابت الدينية المشتركة وتكريس قيم التسامح والانفتاح التي يدعو إليها الدين الإسلامي الحنيف.
وسجل أن المملكة، تحت القيادة المتبصرة لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حرصت على تحقيق رغبة الإيفواريين الأشقاء من خلال تشييد هذا المسجد بأبيدجان.
من جهته، قال سفير المغرب بكوت ديفوار، عبد المالك الكتاني، إن افتتاح مسجد محمد السادس بأبيدجان، الذي يعتبر “يوما تاريخيا”، سيعزز العلاقات الوطيدة القائمة بين المغرب وكوت ديفوار على مستوى الحقل الديني.
وأضاف السيد الكتاني أنه من خلال افتتاح هذا الصرح الديني المتميز “نضع معا أسس مستقبل أفضل، حيث سيستمر التعاون والتضامن بين بلدينا في الازدهار”.
واعتبر أن ذلك “يشهد على التقدير الكبير الذي يكنه جلالة الملك لهذا البلد الشقيق”، مردفا أن هذا “المسجد لن يكون مكانا للعبادة فحسب، بل سيشكل أيضا رمزا للسلام والأخوة والرخاء لجميع المسلمين”.
ويمتد هذا الصرح الديني على مساحة 25 ألف متر مربع، ويشمل قاعة للصلاة بطاقة استيعابية تناهز 7000 مصل، وكذا قاعة ندوات ومكتبة ومركبا تجاريا وفضاءات خضراء ورواقا إداريا ومسكنا للإمام وموقفا للسيارات.
وكان قد تم إعطاء انطلاقة أشغال تشييد مسجد محمد السادس بأبيدجان على يد أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، مرفوقا بفخامة السيد حسن درامان واتارا، رئيس جمهورية كوت ديفوار، يوم الجمعة 3 مارس 2017، وقد تم الاعتماد في بنائه على المعايير والضوابط المعمارية المغربية التقليدية الأصيلة في أجمل صورها من قبل حرفيين مغاربة.
ويعد تشييد مسجد محمد السادس بأبيدجان “تجسيدا للرؤية السديدة لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، كما أنه يعبر عن التزام جلالته الشريفة بحماية الثوابت الدينية، حيث سيحتضن هذا المسجد إقامة الصلوات وتعليم الكتاب والحكمة ونشر قيم السلام والتسامح والحوار التي يدعو إليها الدين الإسلامي الحنيف”.
ووفاء لهذه المقاصد والغايات النبيلة، سيعمل مسجد محمد السادس بأبيدجان على توفير الشروط الضرورية لتقاسم التجربة المغربية في مجال تدبير الحقل الديني، والتي تقوم على الثوابت الدينية المشتركة بين البلدين الشقيقين، مما سيشكل تكريسا للعلاقات الأخوية التاريخية التي جمعت في الماضي كما هو الشأن في الحاضر بين الشعبين الإيفواري والمغربي.
وبالمناسبة، تم اليوم إحياء ليلة القدر المباركة بمسجد محمد السادس بأبيدجان، وذلك بمشاركة مجموعة من العلماء وشيوخ الطرق الصوفية والمرشدين الدينيين الإيفواريين والمغاربة في أجواء من الخشوع والطمأنينة والسلم الروحي.