البيعة عقد بين أمير المؤمنين والأمة
يكتب وثيقة البيعة العلماء ويوقعها أعلام الفئات المختلفة في الأمة والمجتمع، وهم الشرفاء والعلماء وشيوخ زوايا التصوف ورؤساء الجيش وأعيان التجار وأمناء أصحاب الحرف.
بهذا العقد يعطي الموقعون المشروعية للحاكم الجديد بصفته أميرا للمؤمنين ويلتزمون له بالولاء في المنشط والمكره. ويلتزم أمير المؤمنين للأمة بما يسمى عند علماء الشريعة في الإسلام بالكليات الشرعية، وذلك بأن يحمي للأمة الأمور الخمسة الآتية:
- الدين،
- الأمن على الحياة،
- النظام العام على أساس قواعد يقبلها العقل،
- العدل، لاسيما في المعاملات المالية،
- العرض، أي عيش الكرامة، بحسب أخلاق الدين.
تشمل هذه الالتزامات نفس القواعد الكبرى التي يضمنها الدستور في العصر الحديث، لذلك لم يجد المغرب تنافيا بين حياته السياسية بمقتضى البيعة وحياته بمقتضى الدستور.
عبر تاريخ المغرب، وإلى وقتنا هذا، تتجدد البيعة لأمير المؤمنين كل أسبوع من خلال دعاء الخطباء له في المساجد يوم الجمعة.
ظل عدد من وثائق البيعة محفوظة في الأرشيف الملكي، نشرت مجموعة منها مؤخرا. وترجع بعض الوثائق إلى ما قبل الدولة العلوية التي بدأت عام 1668م.
في كل عام، وفي اليوم الثاني من عيد العرش، أي في 31 يوليوز، يأتي المنتخبون من جميع جهات المملكة ليجددوا البيعة كما كان يجددها أسلافهم أعيان المجتمع