علماء إفريقيا والمغرب: تنسيق وتوحيد الجهود
يضطلع علماء إفريقيا والمغرب بدور أساسي في التعريف بقيم الإسلام السمحة ونشرها وترسيخها، ومواجهة كل ما من شأنه تحريف هذه القيم.
توحيد جهود علماء إفريقيا والمغرب
ولما كانت التحديات كبيرة، والجهود مشتتة فقد استوجب الأمر إطارا يجمع ويوحد جهود علماء إفريقيا والمغرب وكل من ينضوي تحت راية ورثة الأنبياء من أجل القيام بالدور المنوط بهم.
ومن أجل هذا جاءت المبادرة الملكية الحكيمة بإنشاء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة لتكون الحاضنة لتلك الجهود، وتكون أهدافها التي حددها الظهير الشريف هي النبراس الذي يستضيء به العلماء الأفارقة والمغاربة في تحمل مسؤوليتهم النبيلة.
إحياء التراث الثقافي الإفريقي الإسلامي المشترك
إن العمل الدؤوب المطلوب من علماء إفريقيا والمغرب في تنسيق وتوحيد جهودهم من خلال الأهداف السامية لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة لابد أن يجسده تنشيط للحركة الفكرية والعلمية والثقافية في المجال الإسلامي.
ومن نماذج هذا التنشيط نجد إحياء التراث الثقافي الإفريقي الإسلامي المشترك من خلال التعريف به ونشره والعمل على حفظه وصيانته.
ويظل الاشتغال على التراث الإسلامي في صلب اهتمامات وأهداف المؤسسة وفروعها في ربوع القارة، وهو ما تجسد في كثير من أنشطة المؤسسة وفروعها منها الندوة العلمية التي أقامها فرع المؤسسة في العاصمة النيجرية نيامي تحت عنوان التراث الإسلامي المخطوط في النيجر بين الماضي والمستقبل.
علماء إفريقيا والمغرب: صلة الوصل بين الشعوب الإفريقية
يحظى العلماء بمكانة عالية لدى شعوبهم، فهم السد المنيع الذي تحتمي خلفه ضد التيارات المتطرفة، وهم أيضا الحافظون لذاكرة شعوب القارة الأفريقية.
وهذا ما يجعلهم مؤهلين:
- للعمل على توطيد العلاقات التاريخية التي تجمع المغرب وباقي دول أفريقيا وتطويرها.
- ومد جسور التعاون مع الجمعيات والهيئات وكل من يشترك مع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في أهدافها السامية.
- كما أنهم مدعوون من مكانتهم المتميزة التي تجمع بين رجاحة العقل وسعة الأفق إلى القيام بمبادرات في إطار كل ما من شأنه تفعيل قيم الدين السمحة في المشاريع التنموية، سواء على مستوى القارة أو على صعيد كل بلد، الكفيلة بالرقي بالإنسان والمجتمع في واقع مليء بالتحديات الداخلية والخارجية.