علماء الأمة: مواصفات ومهام – ميثاق العلماء الأفارقة

علماء الأمة: مواصفات ومهام – ميثاق العلماء الأفارقة

ميثاق العلماء الأفارقة - الباب الأول: علماء الأمة: مواصفات ومهام
ميثاق العلماء الأفارقة – الباب الأول: علماء الأمة: مواصفات ومهام

ميثاق العلماء الأفارقة – الباب الأول: علماء الأمة: مواصفات ومهام (ملخص)

اشتمل هذا الباب على بيان سمات علماء الأمة التي يتميزون بها، والمواصفات التي ينبغي أن يتحلوا بها، والمهام التي يتعين عليهم توجيه عنايتهم إليها، قياما بواجب تجديد أمر الدين الذي يؤول إلى أمر تجديد العلم، وضمانا لاستمرار رسالة التبليغ في رسوخها ومسايرتها للتطورات والمتغيرات التي تطرأ على المجتمعات الإفريقية.

وينتظم في هذا الباب محوران:

المحور الأول: مواصفات العالم

تم في ثناياه حصر سمات العالم في خمسة مستويات أساسية:

أولها: المستوى العلمي:

وفيه ينبغي للعالم أن يكون عارفاً بالله تعالى، ذاكراً لجنابه، مخلصاً في أقواله وأفعاله، عالما بحلاله وحرامه، مع الإلمام بالعلوم الشرعية أصولا وفروعاً، وبمقاصد الشريعة وأسرارها.

ثانيها: المستوى العملي:

وهو جوهر العلم المحمود، والمراد به تصديق ما في الضمير بالعمل بمقتضى ما يعلم؛ لأنه المقصود في أداء مهمة التلقين التي تُبَلَّغ بها أحكام الدين، ليتأتى بذلك العمل المنشود الذي يظهر به الترقي في مستوى تَدَيُّن جماعة المسلمين.

ثالثها: المستوى الرباني:

وتنتظم فيه جملة من الصفات التي ينبغي للعالم التحلي بها والتخلي عن أضدادها؛ وهي:

الإخلاص لله تعالى، وخشيته، والتحلي بالورع والزهد.

رابعها: المستوى الأخلاقي:

وهو الدال على براءة النفس من أرجاسها، والجوارح من مفاسدها، وتندرج فيه من الصفات:

1 – الصبر: بحبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع، لإثبات داعي الدين أو العقل في مقابلة داعي الشهوة أو الغضب.

2- التحقق بالرحمة: وهي شعار هذه الشريعة السمحة، وقد أخبر الله سبحانه وتعالى عن اتصاف نبيه ﷺ بها فقال: ﴿ وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾ [الأنبياء: 106].

3- التواضع: والمراد به عدم شُهود الاختصاص بالنعيم، أو ادعاء التقوى، أو ادعاء بلوغ الاستغناء الذي يجعله يحتقر الآخرين.

4- التحقق بالقدوة: وهي من آكد أوصاف العالم الجامع لسماته، الشاهدة على صدقه في القيام مقام النيابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي منصب السير على هداه صلى الله عليه وسلم؛ لأنه تُلاحَظ أفعال العالم قبل قوله، وتُحصَى تصرفاته قبل نطقه، ويحصل الاحتجاج بفعله وموقفه في غنية عن كلامه.

خامسها: المستوى الائتماني:

وهو الجامع للحقوق المختلفة التي تلازم العالم في سعيه إلى خالقه، الذي لأجله قامت السماوات والأرض، يتقدمها الوفاء لمقتضى فطرة التوحيد التي خلق الله عليها بني آدم لِيَعْرِفوا بها مُوجِدَها، ويعلموا أفضال باريهم عليهم، ومن ثَمَّ يدركوا حقه المستحق في الطاعة والعبادة.

ويستلزم وصف الأمانة في حق العالم أداء حقوق الدين بخدمة مقاصده، وتحصيل أسباب إقامة أحكامه، لتحقيق غاية النبوة بإخراج الناس من ظلماتهم، إلى نور الله المبين.

المحور الثاني: مهام العلماء

وقوامها ما يأتي:

  • التزام النَّفْرَة الدائمة:

وهو ما تقتضيه المتابعة الصادقة لمشيخة العلم، وتستدعيه حاجة الناس إلى الارتقاء بأمنهم الروحي الذي يُثَبِّتُ الإيمانَ في نفوسهم، ويقرب إليهم معاني دينهم، ويحميهم في وحدتهم، ويصونهم من مقولات المشوشين.

  • مراعاة المقاصد العامة للشريعة:

وهي: حفظ الدين، والنفس، والنسل، والعقل، والمال؛ فهي في صلب مأخذ مشيخة العلم في الحفاظ على الكليات التي لا تستقيم حياة الناس إلا بها.

  • ترتيب الأولويات:

والمراد بها تقديم ما يستحق التقديم من مجموع الوظائف الدينية العقدية والعملية المنوطة بالعلماء.

  • القيام بواجب تجديد أمر الدين:

والمراد به إحسان إعمال النظر في معاني نصوصه وإتقان ترتيب الأحكام وتنزيلها منازلها الشرعية.

  • مراعاة المآل الجاري على المقاصد الشرعية:

ويُراد به الحذر من الاكتفاء بحال الفعل دون آجله؛ بإجراء الأحكام على مقتضى ظاهرها، دون مراعاة آثار الحكم في الآجل التي قد تكون على خلاف المقصود منها عند التنزيل.

  • الأخذ بمبدأ التيسير والاعتدال الآيلين إلى التحلي بمحاسن الخصال في الأقوال والأفعال.
كلمات مفتاحية :